يعتبر الحمل وقتًا حاسمًا في حياة المرأة، وإذا كنت حاملاً، فعليك بذل كل ما في وسعك لضمان بقائك بصحة جيدة. قد تؤثر أي مضاعفات أثناء الحمل على صحة طفلك وبالطبع أنت لا تريدين ذلك. وأحدى المضاعفات أو الأمراض، التي سنتحدث عنها في هذا المقال هي مرض السل. تابعي القراءة للتعرف على مرض السل أثناء الحمل وكيف يؤثر على صحة المرأة الحامل وطفلها!
يحدث مرض السل بشكل رئيسي من البكتيريا التي يطلقها الإنسان في الهواء، حيث أن جسم الإنسان هو الجسم الوحيد المعروف الذي تعيش بكتيريا السل فيه، مما يعني أن البكتيريا تموت خارج جسم الإنسان. في كل مرة يقوم فيها شخص تعيش البكتيريا في جسمه بالبصق أو السعال أو العطس، يطرد البكتيريا من خلال القطرات المجهرية التي تنفث في الهواء.
عندما يصاب جسم المرأة بالسل ، قد يتفاعل جسمها بثلاث طرق:
١. سيقتل جهازها المناعي البكتيريا تمامًا
٢. قد تعاني المرأة الحامل من مرض السل الكامن
٣. قد تعاني من مرض السل النشط
في بعض الأحيان لا يقدر الجهاز المناعي على قتل البكتيريا تمامًا، ولكن يقدر على حماية الجسم عن طريق بناء جدار دفاعي حول البكتيريا، وفي هذه الحالة، تبقى البكتيريا في الجسم ولكنها لا تسبب أي ضرر. وقد تظهر هذه البكتيريا مجدداً عندما يضعف جهاز المناعة وتتسبب في ظهور أعراض مرض السل، و يعرف هذا بالسل الكامن.
إذا كان جهاز المناعة لا يقدر على التعامل مع البكتيريا، فستحدث العديد من الأعراض التي يتم تشخيصها على أنها مرض السل.
تشمل معظم أعراض مرض السل:
قد تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل والتغيرات في جهاز المناعة إلى تقليل ظهور الأعراض الشائعة لمرض السل أثناء الحمل. مما يجعل تشخيص مرض السل أمراً صعباً، وقد لا يمكن تشخيصه حتى وقت الولادة.
قد ينتشر هذا المرض فقط عن طريق الأشخاص الذين يعانون من مرض السل النشط.
إذا كان الشخص الذي يعاني من مرض السل النشط يسعل أو يعطس، فيتم طرد البكتيريا من الجسم مع قطرات صغيرة من البلغم وغير ذلك، على غرار الفيروس في نزلات البرد. إذا استنشق شخص غير مصاب هذه القطرات، فقد يؤدي هذا إلى نمو مرض السل النشط في الجسم السليم.
أثناء الحمل، تكونين أكثر عرضة للإصابة بالسل الرئوي إذا كان جهازك المناعى ضعيف أو إذا كنت تقضين وقتًا طويلاً مع شخص مصاب بالمرض. لكن التعرض لفترات قليلة أثناء الحمل مع الشخص المصاب، مثل المصافحة باليد، وركوب وسائل المواصلات، ومشاركة الطعام، والحديث، وغير ذلك من الفترات القصيرة لن يؤدي إلى الإصابة بالسل. في الواقع، لا يمكن أن تسبب هذه الأشياء مرض السل في أي شخص يتمتع بصحة جيدة؛ من المفاهيم الخاطئة أن السل ينتقل من خلال اللمس، أو مشاركة الطعام، أو التحدث وغير ذلك.
هناك خطر أكبر من إصابتك بالسل إذا:
١. كان الأشخاص المصابين بالسل بالقرب منك أو حولك باستمرار.
٢. القرب من شخص مصاب بمرض السل النشط.
٣. أنت تعانين من مرض يضعف جهاز المناعة مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالسل.
٤. أنت مدخنة السجائر.
٥. لديك حالة صحية سيئة أو تعيشين في ظروف غير صحية.
أفضل طريقة لوصف مرض السل أثناء الحمل هو أنه سيف ذو حدين حيث قد يؤدي أحد طرفيه إلى الإصابة بالسل والآخر هو تطور المرض.
مرض السل منتشر في العالم، وقد يؤدي إلى وفاة الأمهات، وهو السبب الرئيسي الثالث للوفاة للنساء الحوامل اللائي تتراوح أعمارهن بين ١٥ و٤٥ عامًا. هناك عدة آثار لمرض السل، بعضها ما يلي.
تؤثر مضاعفات السل أثناء الحمل بشكل خطير على الطفل بعدة طرق، بعضها ما يلي:
إذا كنت تعانين من السعال مع البلغم لأكثر من ثلاثة أسابيع، فإن التشخيص الأساسي يشمل اختبار هذا البلغم لمعرفة ما إذا كان هناك أي بكتيريا تسبب المرض. قد يشير هذا الاختبار إلى تحديد معظم أنواع السل. يحتاج الأطباء إلى عينتين من البلغم وقد يجب عليك زيارة الطبيب مرة أخرى.
يتبع هذا عامةً بفحص الصدر بالأشعة السينية واختبار الدم والجلد. تأكدي من إجراء جميع الاختبارات التي أوصى بها الطبيب لأن فرص الضرر المحتمل للطفل من مرض السل أكثر من فرص الضرر لأي اختبار. تساعد هذه الطرق في تحديد ما إذا كنت تعانين من مرض السل النشط.
يتم إجراء اختبار جلدي يسمى اختبار مونتوكس عن طريق حقن كمية صغيرة من توبركولين في بشرة الجلد. إذا كان هناك أي تورم في هذه المنطقة خلال ٤٨ إلى ٧٢ ساعة، فهذا يعني أن الاختبار إيجابي لمرض السل الكامن. يتم إجراء اختبار السل هذا أثناء الحمل لتحديد مرض السل الكامن.
من الضروري أن تنتبهي إلى إدارة مرض السل أثناء الحمل لتجنب أي ضرر لك والجنين. على غرار أي عدوى بكتيرية أخرى، يتم علاج السل أيضًا بمضادات حيوية، ويمكن علاجه تمامًا إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة وإذا أكملت دورة المضادات الحيوية دون أي انقطاع. قد تستمر الدورة إلى ما بين ستة إلى تسعة أشهر وقد يستغرق وقتاً أكثر اعتمادًا على شدة المرض.
ستتحسن الحالة بعد أسابيع قليلة من تناول الدواء لكن هذا لا يعني أنك شفيت تمامًا من المرض. قد تكون البكتيريا حية مما يعني أن المرض قد يعود. في بعض الأحيان، يمكن للبكتيريا تطوير مقاومة للأدوية مما يصعب التعافى.
تأكدي من الحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن لتجنب أي ضرر لك ولجنين. وتأكدي أيضًا من القيام بما يلي:
١. تناول نظام غذائي صحي ومتوازن
٢. تنفس هواء نقي
٣. لا تفوتي أي مواعيد للطبيب
٤. أخبري طبيبك عن أي آثار جانبية تعانين منها مثل الصداع، والتغيرات في الرؤية، والغثيان، وغير ذلك
قد يصعب الالتزام بالعلاج بسبب الخوف من أن يؤذي الدواء الجنين أو الغثيان المرتبط بالحمل، ولكن معظم أدوية مرض السل آمنة للعلاج أثناء الحمل. وتشمل هذه الأيزونيازيد والإيثامبوتول والريفامبيسين والبيرازيناميد.
يوصى بتجنب الستربتومايسين أثناء الحمل، وهذا فعال في علاج السل، ولكن قد يؤدي إلى فقدان السمع أو التوازن لدى طفلك، وهذا شائع في طفل واحد على الأقل من بين كل ستة أطفال.
يجب عليك أيضًا توخي الحذر الشديد إذا كنت تستخدمين أيزونيازيد للعلاج. قد يسبب التهاب الكبد بسبب الدواء والذي قد يؤثر على علاج مرض السل. في حالة إصابتك بالتهاب الكبد، تتم مراقبة وظائف الكبد عن كثب وتستخدم بعض الأدوية مثل الميثادون لتنشيط وظيفة الكبد بشكل صحيح، ومع ذلك، يمكن تناول أيزونيازيد دون أي ضرر مع جرعة فيتامين ب ٦.
ينتقل مرض السل من الأم إلى الطفل عبر الحبل السري في حالات قليلة فقط في حالة عدم العلاج. ويمكن علاجه بالأدوية المناسبة إذا تم تشخيصه ولكن في حالة إصابة الجنين بالسل، قد يتسبب هذا في الكثير من الضرر للطفل. لا يؤدي السل فقط إلى الإجهاض والولادة المبكرة ولكنه يؤدي أيضًا إلى العديد من المشكلات في جسم الطفل، والتي تشمل إعاقة النمو، وتضخم الطحال، أو الكبد، والحمى، ومشاكل الجهاز التنفسي.
قد يكون مرض السل أثناء الحمل خطيراً على صحة الأم والطفل، ومن الضروري توخي الحذر الشديد. تأكدي من تجنب التعرض لهذا المرض عن طريق الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالسل، لأن الوقاية خير من العلاج دائمًا. ومع ذلك، إذا أصبت بالمرض، فلا داعي للقلق بشأن مخاطر السل عند الحمل، حيث يوجد هناك عدة طرق يمكنك من خلالها العلاج وأفضل طريقة لجعل العلاجات فعالة هي أن تظلي إيجابيةً في جميع الحالات لا تؤثر مستويات التوتر الشديدة على طفلك فحسب بل تؤثر أيضًا على فاعلية العلاج.