لقد وصل طفلك إلي عمر السنة إلا ربع! يكون طفلك في الأشهر التسعة من العمر في أكثر مراحل النمو إثارة، ففي الشهر التاسع، من المؤكد أن طفلك يزحف إلى كل زاوية وركن من أركان المنزل، وربما يحاول الوقوف مستعينًا بالدعم، أو يثرثر أحيانًا أو حتى يناديك بـ “ماما أو دادا” لأول مرة. إنها مرحلة رائعة، مع العديد من التطورات الرئيسية والتي تشير إلى النمو الصحي. هناك العديد من المؤشرات الجسدية والاجتماعية والعاطفية والعقلية التي تميز هذه المرحلة من نمو الطفل.
إنه عمر مبهج، حيث كل ما يفعلونه مضحك وممتع! يمكنك أن ترى طفلك الصغير ينمو إلى مقلد أو كوميدي أو فنان من نوع ما. تتحسن مهارات الاستيعاب لدى طفلك، وسيصبح أكثر تطوراً في تصرفاته. يمكن لطفلك أن يضع الألعاب بعيدًا ويفككها، ويكون أكثر وعيًا بالخطأ الذي ترتكبينه عند ممارسة الألعاب معه، بل ويثير اعتراضات على إجراءات محددة ليست ضمن الروتين اليومي.
كوني مستعدة لسماع الكثير من الثرثرة من طفلك لأنه يقترب من نطق الكلمات ذات المعنى. الكلمات الأولى التي تنتظرينها بفارغ الصبر – “ماما أو دادا” يمكن أن تخرج من فمه وقد يعرف المعنى جيدًا. إذا كان طفلك يتحدث مبكرًا، فمن الممكن أن يكون يستخدم بضع الكلمات بالفعل. سيستخدم طفلك لغة الجسد والأصوات للتواصل معك ولفت انتباهك.
لقد نمت عند طفلك المشاعر خاصة الحذر والخوف. سوف يكون متحفظ عندما يكونون في جو جديد أو مع الغرباء. سيستمتع باللعب بالألعاب التعليمية أو مشاهدة الصور في كتاب وسيحب الاستماع إلى المحادثات بأصوات مختلفة. كما سيستمتع بلعبة “بيكابو” العرضية أو حتى العثور على ألعابه المخفية، وسوف يزحف ويدفع نفسه في جميع الاتجاهات.
يمكن لبعض الأطفال الوقوف بدعم من خلال التمسك بقطعة أثاث أو بيدك. في بعض الحالات، يميل الأطفال إلى البدء في المشي بدعم أو حتى بدون أي دعم. يبدأ الأطفال أيضًا في هذه المرحلة في أن يصبحوا مستقلين ويحاولون الإمساك بالأشياء بإصبع الإبهام والسبابة، وقد يخزون الأشياء بإصبع السبابة. يحاول بعض الأطفال حمل الكوب أو الزجاجة أو حتى الملعقة أثناء تناول الطعام. يصبحون أكثر صخبا وإيماءا للتعبير عن شيء ما.
الخوف من الانفصال (Separation Anxiety)
تذكري أنه، الآن وفي الأسابيع القادمة، سيشعر طفلك بالقلق عندما تتركينه أو تنفلين عنه. لقد اعتاد طفلك عليك والخوف من أي شخص آخر أمر طبيعي تمامًا. قد يكون الأطفال خائفين من الغرباء أو حتى الأجداد ومقدمي الرعاية. يمكن تسهيل الأمر عليهم من خلال اتباع خطوات بطيئة والسماح للطفل بالقيام بالخطوة الأولى في الانفصال.
مشاكل السفر
طفلك الآن في مرحلة يستقر فيها بشكل مريح في محيطه ويحب حدود مساحته سواء كام ذلك في منزلك أو بيت أحد أفراد العائلة أو الحضانة. لذلك، إذا كنت تنوين السفر أو القيام برحلة ما، فكوني مستعدة لبعض السلوكيات غير المتوقعة. يحب طفلك رؤية الوجوه المألوفة والأشياء المحيطة التي تعود عليها ويمكن التنبؤ بها من حوله لأنه أصبح الآن روتينًا، وقد تؤدي الزيارة إلى مكان جديد أو ظهور شخص غريب إلى زعزعة شعوره بالأمان وإلى الشعر بالقلق.
بحلول الأسبوع 37، سيبدأ طفلك في تذكر وتسجيل المعلومات في مخه الصغير، حيث يمكنه أن يتذكر مكان وجود ألعابه حول المنزل وأيضًا تقليد الروتين الذي شاهده منذ حوالي أسبوع. تُظهر هذه المهارات مهارات استرجاع المعلومات والذاكرة الخاصة به – القدرة على تذكر تفاصيل أي تجربة خاصة بشيء ما لفترة قصيرة. من غير المحتمل أن تتطور الذاكرة الواعية لأحداث معينة حتى عمر سنتين أو ثلاث سنوات عندما يبدأ في الكلام.
الكلمات التي سمعها طفلك منذ ولادته بدأت الآن تتطور. من المؤكد أنه يفهم هذه الكلمات بوضوح في هذا العمر، لكن القدرة على استخدام الكلمات محدودة للغاية ولن يبدأ في الثرثرة المستمرة للكلمات أو تكوين الجمل أو حتى العبارات الحقيقية الآن. يثرثر طفلك بشيء ما في محاولة لإيصال رسالة، ويجب عليك أن تستجيبي له لتشجيع القدرة على الكلام. سيتبع طفلك أيضًا نبرة صوتك أكثر من كلماتك الفعلية، حيث يمكن للأطفال فهم المشاعر التي تنم عنها نبرة صوتك ومن خلا بتعبيراتك أيضا. تواصلي أكثر مع طفلك لتحسين قدرته على التحدث والكلام في وقت أسرع.
شخصية طفلك في مهدها، حيث الابتسامات الواسعة والأفعال والإيماءات لكل شخص يقابله، وأحيانًا قد يكون خجول عند وجود الغرباء، وهي سمات شائعة جدًا في هذه المرحلة. قد يتولى طفلك الآن المسؤولية بجرأة أو يقيس الموقف بعناية قبل الارتباط بالآخرين، وقد تصادفين التقلبات المزاجية العرضية، أو السلوك الدرامي بسبب التغيرات المزاجية.
لا توجد أي تطعيمات لطفلك البالغ من العمر 9 أشهر، وسوف تحتاجين إلى الاستعداد لزيارة الطبيب الروتينية عندما يبلغ طفلك حوالي 12 شهرًا. ومع ذلك، فإن الأطفال في هذا العمر معرضون للإصابة بالتهابات في الأذن. إذا كان طفلك يعاني من عدة نوبات من آلام الأذن، فمن الأفضل مناقشة حل طويل الأمد للمشكلة مع الطبيب.
إذا كان طفلك يرضع من الزجاجة، يمكنك التوقف عن تعقيم الزجاجات إذا كنت تشعرين بالثقة في ذلك. ومع ذلك، تذكري غسل جميع الزجاجات جيدًا بالماء الساخن والصابون وشطفها.
يمكن تصنيف المعالم التنموية في طفلك البالغ من العمر تسعة أشهر إلى ثلاث فئات – الإدراكية والجسدية والاجتماعية والعاطفية. كل فئة لديها مجموعة من الإنجازات الفردية والسمات المرتبطة بها.
يتعلق هذا بالبراعة العقلية والقدرات التحليلية والحصافة للطفل والتي يتم عرضها على النحو التالي:
ستساعد طفلك قدرته المعرفية على تقليد الإيماءات والأصوات في عمر تسعة أشهر، حيث يمكن للطفل أن يستوعب ما يجب عليه أن يفعل عندما يطلب منه أحد الوالدين إصدار صوت أو إيماءة.
سيكون الطفل قادرًا على تكرار الكلمات المكونة من مقطع أو مقطعين مثل Mama و Dada على الرغم من أنها قد لا تكون موجهة إلى الشخص المناسب.
سوف يفهم طفلك أن “لا” هو مؤشر سلبي ويفهم الغرض من الأمر. سيتجنب الطفل فعل أي شيء من شأنه أن يثير استجابة سلبية من الوالدين.
سيشير طفلك إلى الأشياء أو الأشخاص أو الاتجاه لإظهار اهتمامهم.
يتمتع الأطفال بقدرة معرفية مميزة لتحديد موقع الشيء المخفي بذاكرتهم القوية في هذه المرحلة.
الزحف والجلوس والوقوف بدعم
بحلول الشهر التاسع، سيزحف طفلك دون عناء. يمكن للرضيع الزحف والجلوس لفترة طويلة من الوقت بسبب قوة العضلات أسفل الظهر. وتكون عضلات الساق أقوى ويمكن أن تدعم وزن الجسم، كما يمكن لبعض الأطفال الوقوف بدعم من شيء ما حولهم.
يمكن أن يلمس السبابة والإبهام بعضهما البعض (قبضة الكماشة) في يد الطفل الآن، مما يساعده على الإمساك بالأشياء التي يمسك بها، كما يمكنه استخدام هذه القبضة لعقد الملعقة أثناء تناول الطعام.
يضع الجسم اليدين تلقائيًا للأمام عندما يكون الرأس متجهًا لأسفل. إنها طريقة الجسم الخاصة في منع إصابة الرأس أثناء السقوط.
في عمر تسعة أشهر، يستخدم الأطفال أذرعهم وأيديهم لتمرير الأشياء أو رميها.
تساعد عضلات العين، التي تقوي حركة العين، الطفل على تتبع الأجسام المتحركة.
قد ينام طفلك أقل أثناء النهار وينام لساعات أطول أثناء الليل.
سيبدأ طفلك الآن في تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي والسلوك والحالة العاطفية أيضًا.
يكون مرتاح حول القائمين على الرعاية الأولية والوجوه المألوفة
سيفضل طفلك أن يكون معك أو مع مقدم رعايته وسيبكي إذا انفصل عنك. سوف يستمتع بالاتصال الجسدي ويحاول قدر الإمكان إرضاءك. يحب الأطفال في عمر تسعة أشهر التواجد حول الوجوه المألوفة لهم مثل الأجداد وأفراد العائلة والأصدقاء الذين يزورونهم كثيرًا.
القلق من الغرباء
الطفل يذعر ويبكي وسط الغرباء والوجوه الجديدة. سوف يزحف الطفل نحو أحد الوالدين مهما كان الغريب ودودًا.
تفضيل بعض اللعب
قد يفضل الأطفال بعض الألعاب على البعض الآخر لأنهم يحبون اللعب واستكشاف أشياء جديدة معهم.
كل طفل فريد من نوعه، وقد تظهر كل هذه المعالم وتتطور بوتيرة مختلفة. قد تكون هناك علامات تدل على ضعف التطور ويمكنك طلب التدخل الطبي إذا حدث ذلك.
من المحتمل أن يتميز هذا الشهر بصوت عالٍ حيث يطور طفلك الحبال الصوتية. يختلف الأطفال، بعضهم سلبي، والبعض الآخر صاخب أو هادئ تمامًا. راقبي عيون طفلك باهتمام شديد عندما يكون هناك ضوضاء عالية. يجب أن تتحرك عيونهم وفقًا لمستويات الديسيبل والتركيز على الشيء الذي يُحدث الضوضاء. شاهدي كيف يحرك أجسامه عن كثب، فالآباء هما أول من يلاحظ أي مشاكل في النمو أو المشاكل الجسدية في طفلهم. التدخل الطبي المبكر، حتى لو بدت المشكلة تافهة، قد يثبت جدواه لاحقًا.
بعض الأشياء البسيطة للمساعدة في رعاية طفلك البالغ من العمر تسعة أشهر:
دعي طفلك يستكشف طعامه من خلال محاولة الأكل بنفسه. يبدو الأمر فوضوي، لكنه يساعده على التعرف على ربط بكيفية وضع الطعام في فمه. لا ينبغي من التحكم أثناء وقت تناول الطعام، ولكن يجب أن يكون الأر نشاطًا تعليميًا حيث يصبح الطفل مستقلاً في النهاية. ابدئي بمساعدته على التقاط الطعام مثل الفاكهة والخضروات المقطعة بألوان مختلفة. شجعيه على استخدام الملعقة لإطعام نفسه طعامه المهروس حتى لو كان الأمر فوضويًا.
في عمر تسعة أشهر، قد يقلل الطفل من ساعات نومه وقد يجعله هذا التحول غريب الأطوار ومتعبًا. احترسي من علامات مثل حكة العيون أو الأنين المستمر أو أي إشارات أخرى. لا تدعي طفلك يشعر بالإرهاق الشديد ولا تحاولي البقاء مستيقظًا لوقت متأخر. يمكن تعويض قلة النوم في الليل. ضع روتينًا لمنفعة الجميع.
إنها حقا مرحلة مثيرة، وفي عمر تسعة أشهر ينتقل طفلك إلى عمر رائع حيث سيتعلم التحدث والمشي والجري وغير ذلك الكثير، كما أنه الوقت المثالي لوضع أساس قوي لتنمية شخصيته.