الطفل الرضيع كالملاك، يملئ قلوبنا بالحنان والمشاعر الجميلة، حتى يبدأ في الصراخ! ومن ثم، فإن عملية الرضاعة وتغيير الحفاضات نتحول إلى مهمة مرهقة، بالإضافة إلى العمل على تهدئته، وكل هذا أمر طبيعي ومتوقع من الرضع! ومع ذلك، هناك أوقات يكون فيها طفلك هادئًا حقًا ويفضل النوم على الرضاعة، وهذا يجعلك تقلقين بعض الشيء. تابعي القراءة لمعرفة ما إذا كان ذلك مدعاة للقلق، أو إذا كان طفلك ينام جيدًا.
ما مقدار النوم الذي يجب أن يحصل عليه المولود الجديد في اليوم؟
ينام الأطفال حديثي الولادة كثيرًا، لأن النوم يحدث بالفعل معظم الوقت داخل الرحم، حيث كان الجنين محاط بأصوات دقات قلب الأم، وجهازها الهضمي، ونبرات صوتها. في مثل هذه الظروف التي تحفز على النوم، يصل الجنين إلى وضع الغفوة ٩٠٪ –٩٥٪ من اليوم. وبمجرد الخروج من الرحم، يستمر الأطفال حديثو الولادة في النوم لمدة ١٦ إلى ١٨ ساعة في اليوم، ويستيقظون كل ساعتين إلى ثلاث ساعات للرضاعة أو تغيير الحفاضات. يمكن أن تختلف ساعات النوم قليلاً لأن كل طفل فريد، وله احتياجات مختلفة. ينام الأطفال حديثي الولادة كثيرًا لأن أجسامهم تنمو بسرعة والنوم ضروري لنموهم العقلي والبدني السليم، وخاصة نمو المخ، والجهاز العصبي المركزي، لذلك، من الآمن أن نقول إن الأطفال حديثي الولادة يقضون حوالي ٨٠٪ –٨٥٪ من اليوم في النوم، ولا توجد قواعد صارمة وسريعة لتحديد عدد الساعات التي يحتاجها الطفل للنوم طالما أنهم يتمتعون بصحة جيدة ويتغذون بانتظام.
هل يستطيع طفلك الرضيع النوم كثيرًا؟
يمكن أن يكون نوم الطفل الرضيع طوال اليوم نعمة ونقمة في نفس الوقت. من ناحية، يمنحك الوقت الذي تحتاجينه لتعويض بعض الراحة، ومع ذلك، يمكن أن يكون أيضًا مصدر للقلق، حيث قد يخطر ببالك هذا السؤال، “هل ينام طفلي أكثر من المعتاد؟“. الحقيقة هي أن الأمر يعتمد على الاحتياجات الفردية لكل طفل. قد ينام البعض أكثر بينما ينام البعض الآخر أقل، ولا بأس بذلك طالما أن الرضيع يتمتع بصحة جيدة. وهناك طريقة واحدة للتأكد مما إذا كان الطفل الرضيع يتغذى بشكل كافٍ، وهي النظر إلى حفاضاته. لا ينبغي أن يكون البول أصفر غامق اللون (الأصفر الداكن علامة على أن الطفل لا يتغذى بشكل كافٍ)، ويجب أن يكون هناك عدد كافٍ من مرات التبرز باللون المناسب. سيكون الطفل الذي يشعر بالنعاس بشكل غير عادي غريب الأطوار ومتشبثًا. قد يثير الطفل الذي لا يعاني من هذه المشكلات مشاعر القلق الضيق عند الوالدين بسبب النوم المتواصل، وهذا أمر طبيعي. إنها ليست مشكلة ما لم يؤثر النوم على الرضاعة وصحته العامة. عدد الساعات التي يقضيها طفلك في النوم يتناقص تدريجياً مع تقدمه في السن. هذا أمر جيد لأنك لا تريدين طفلًا ينام كثيرًا بحيث لا يتعلم الجلوس أو الزحف.
متي يجب أن نقلق؟
إذا وجدت أن الوضيع ينام طوال اليوم دون الاستيقاظ بين الوجبات، فمن الضروري تحفيز الطفل على الاستيقاظ، وإذا كانت هناك زيادة مفاجئة في عدد الساعات التي يقضيها في النوم، فيجب البحث عن أي مشكلات صحية، ولكن ضعي في اعتبارك أن طفرات النمو عند الأطفال يمكن أن تجعلهم ينامون أكثر من المعتاد. بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل شهرين من العمر، من المحتمل أن ينام لفترة أطول أثناء الليل ويبقى مستيقظًا لفترة أطول خلال النهار، وهذا يمكنه من تعلم مهارات مثل الجلوس والمهام الأكثر تعقيدًا تدريجيًا مثل المشي والتحدث. لذا، إذا كان طفلك الذي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر أو أكبر وينام كثيرًا، فقد ترغبين في استشارة طبيب أطفال.
ماذا أفعل إذا كان طفلي ينام أكثر من المعتاد؟
إذا أخبرك حدثك كأم أن طفلك ينام أكثر مما هو مطلوب، فإن استشارة طبيب الأطفال ستكون الحل الأفضل. يجب فحص صحة الطفل، لأن اليرقان والالتهابات الأخرى يمكن أن تجعل الطفل متعبًا وينام كثيراً. كما يمكن للإجراءات الطبية مثل الختان أن تجعل الطفل ينام أكثر من المعتاد. بغض النظر عن أي شيء، تأكدي حصول طفلك علي جلسات الرضاعة الكافية، وافعلي هذا حتى إذا كان عليك إيقاظه من النوم.
متى يجب أن يستيقظ طفلك النائم من أجل الرضاعة
يفقد الأطفال حديثي الولادة وزنهم عند الولادة في البداية، لكنهم يكتسبون الوزن مرة أخرى في الأسبوع الأول ثم يستمرون في اكتساب الوزن بوتيرة صحية. ولكن إذا كان الطفل يعاني من نقص في زيادة الوزن، فهذا يشير إلى أنه لا يتغذى بشكل كافٍ، وبالتالي قد يقترح طبيبك أن يتم إيقاظ الطفل على فترات (كل ٣–٤ ساعات) للرضاعة. ولكن سوف تمر بضعة أسابيع قبل أن يحصل طبيب الأطفال على بيانات كافية للتأكد من أن زيادة الوزن تحدث بشكل مثالي، وحتى ذلك الحين، سوف تضطرين إلى الاعتماد على إحساسك الغريزي لإيقاظ الطفل وإطعامه بعد بضع ساعات.
كيف توقظين طفلك للرضاعة
ليس من الجيد أبدًا إيقاظ شخص ما فجأة، وهذا ينطبق على طفلك الرضيع الذي يكون نائمًا هادئًا، فقد ينتهي به الأمر إلى أن يصبح غريب الأطوار وغير متعاون. إذا وجدت أن طفلك البالغ من العمر ٣ أشهر ينام كثيرًا، فإليك بعض الحيل السلسة لإيقاظه بلطف:
١. حل الطفل
في بعض الأحيان يكون القليل من الدفء هو كل ما هو مطلوب حتى يستيقظ الطفل النائم. عادة ما يتم وضع الأطفال في الفراش وهم ملفوفين بالبطانية، لذلك عندما يحين وقت الاستيقاظ، حاولي خلع البطانية وفك ملابس طفلك الرضيع. التعرض للهواء البارد والتحفيز الجسدي لخلع ملابسه سيجعله يفتح أعينه.
٢. تغيير حفاضاتهم
يمكن أن يساعد حدوث اضطراب طفيف في وضع نومه أو انتعاش خفيف على إيقاظ الطفل. وبالتالي، فإن تغيير الحفاضات أو مسح مؤخرته يمكن أن يوقظه.
٣. الطبطبة على ظهر الطفل
حركة أصابعك على ظهر الطفل أثناء الرضاعة ستمنعه من النوم أثناء الرضاعة قبل أن يمتلئ بطنه، حيث يميل الرضع إلى النوم أثناء الرضاعة، بسبب التأثير المريح الإضافي الناتج عن دفء حضور الأم واحتضانها.
٤. ضعي الطفل على سطح أكثر صلابة
رفعه من مهده ووضعه على سطح أكثر صلابة مثل سجادة اللعب، يمكن أن يجعله يشعر بأنه أكثر عرضة للخطر وبالتالي يستيقظ الرضيع.
٥. احملي الطفل
ارفعي الطفل بلطف وامسحي خدي الطفل وقدميه. من المحتمل أن يحفزه هذا الاضطراب الطفيف على الاستيقاظ.
٦. النفخ في وجه الطفل
حاولي النفخ برفق على وجه الطفل؛ سوف يوقظ تدفق الهواء الطفل (لكن كوني مستعدة لنظرات وجهه الغريبة عند الاستيقاظ!).
٧. أعط الطفل حماماً
هذا إجراء أكثر صرامة، فمسح جسم الطفل بقطعة قماش مبللة ودافئة سوف ينعش رأسه النائم بالتأكيد.
تختلف أنماط النوم من طفل لآخر، تمامًا مثل شخصياتهم، لذلك، فإن الطفل الذي ينام أكثر من المعتاد، لا يحتاج بالضرورة إلى زرع القلق في ذهنك، إلا إذا كان ذلك يؤثر على صحته. الأبوة والأمومة هي منحنى تعليمي، فأنت تتعلمين كلما يكبر طفلك وتتكيفين مع متطلباته. الشيء الذي يساعد كثيرًا هو غريزة الأمومة التي تخبرك إذا كان هناك شيء ما يؤثر على الطفل. لذا، إذا كان مولودك الجديد كائنًا صغيرًا لطيفًا يحب النوم، فيمكنك أيضًا الاستمتاع بالهدوء أثناء استمراره.