تنمية قدرة طفلك على السمع أمرًا بالغ الأهمية لأن السمع من الحواس التي تساعد طفلك على التواصل. يبدأ طفلك في الاستماع إلى الأصوات وتقليدها؛ وبالتالي، تطوير قدرته على الكلام، كما يستمع أيضًا إلى صوتك أو صوت والده من أجل الشعور بالراحة والأمان. السمع هو في الواقع أحد الأركان الأساسية لنمو الطفل، وهذا لا يعني أن طفلك لن يكبر إذا لم يتمكن من السمع، ولكن يعني أنه سينمو ويتطور بشكل أسرع إن أمكن.
أول حساسة تنمو عند طفلك هي السمع. في الواقع، من المعروف أن الأطفال الرضع يطورون قدرتهم على السمع حتى قبل الولادة، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الآباء يلعبون الموسيقى أو يتحدثون مع طفلهم عندما يكون الطفل لا يزال داخل الرحم. تتطور قدرة طفلك على التفاعل مع الصوت أشهر قبل ولادته ويمكن أن تتطور بشكل كامل في وقت مبكر بعد شهر من ولادته. على الرغم من أن حاسة السمع قد تكتمل بالكامل خلال الشهر الأول من عمر الرضيع، فقد يبدأ طفلك في الاستجابة للأصوات فقط في وقت لاحق. يمكن أيضًا التوقع منه أن يتفاعل مع الأصوات بطرق مختلفة، على سبيل المثال، يمكن أن يمنع الغناء لطفلك أثناء نومه من البكاء، ويمكن قول الشيء نفسه عند الكلام معه والتحدث إليه.
يمكنك فهم ما إذا كان طفلك يسمع بوضوح أم لا من خلال عملية فحص تسمى الانبعاثات الصوتية (OAE). يتم ذلك عندما يكون طفلك لا يزال في المستشفى بعد الولادة مباشرة. إذا لم تكوني متأكدًة مما إذا كان طفلك يستطيع أن يسمع بوضوح أم لا، فتحدثي إلى طبيبك. سيشارك نتائج الفحص السمعي لطفلك وإذا لزم الأمر، سيجري فحصًا آخر للتأكد من أن طفلك يستطيع أن يسمع بوضوح.
من أصعب الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها هي تحديد الوقت الذي يستطيع فيه طفلك الرضيع سماع الأصوات لأول مرة. وذلك لأن نمو سمع الأطفال، كما ذكرنا، يتم تطويره داخل الرحم، ومن الصعب تقدير الوقت المحدد الذي يبدأ فيه السمع لأنه خاص بكل طفل وحاله المحددة، ولكن، ستلاحظين ما إذا كان بإمكانه سماع الأصوات لأنه سيرتعش باستمرار عندما يسمعون صوتًا مألوفًا. يمكن أن يتسبب صوت زوجك في ردة فعل منه، على سبيل المثال. بعد الولادة، يتطور سمع طفلك بوتيرة سريعة للغاية وسيتطور بشكل كامل بين ٤ –٧ أسابيع.
يمكن أن تكون مراقبة نمو سمع طفلك أمرًا مهمًا في السنة الأولى بعد الولادة. فيما يلي جدول زمني تقريبي لما يمكن أن تتوقعينه في تطور سمعه.
هناك طرق لمساعدتك على تطوير حاسة السمع عند طفلك حديث الولادة، وإليك بعض النصائح لمساعدتك على القيام بذلك:
هذا يمكن أن يكون صعباً. بادئ ذي بدء، يستغرق الطفل ما يقرب من ٣ أشهر ليكون قادرًا على الاستجابة للأصوات. خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يوصى بإبعاد الأصوات العالية قدر الإمكان. بعد الشهر الثالث، سيتفاعل طفلك مع الأصوات العالية جدًا بالبكاء، ومع نموه يمكن أن تكون استجابته للأصوات العالية جدًا مميزة أكثر فأكثر. يمكن لبعض الأطفال بعد سن ستة أشهر البكاء، وقد يشعر البعض بالدهشة أو يصبح هادئًا جدًا. إذا تمكن من الحركة في هذا العمر، فقد يحاول الطفل الابتعاد عن الضوضاء العالية.
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على سمع طفلك. بعضها:
في حالة تعرض فيها طفلك لأحد هذه العوامل، قد يضعف سمعه إما بشكل مؤقت أو دائم.
من المعتاد الآن أن تجري معظم المستشفيات فحوصات روتينية للسمع بعد وقت قصير من ولادة طفلك. بمجرد أن تتعافى إلى حد ما بعد الولادة، يمكنك استشارة طبيبك لمعرفة نتيجة الفحص السمعي لطفلك. إذا لم يفعلوا ذلك بعد، فتأكدي من قيامهم بذلك قبل مغادرة المستشفى. بعد العودة إلى المنزل، باستخدام الإرشادات المذكورة أعلاه، يمكنك إجراء اختبار السمع في المنزل من خلال مراقبة ردود أفعاله للأصوات على فترات منتظمة ومقارنتها بمرحلة تطور السمع المذكورة سابقًا.
القاعدة العامة لسمع طفلك هي أن فهم أنه قد بدأ بالفعل في السمع بعد الولادة. إذا فشل طفلك في الفحص في المستشفى أو كان لا يتبع مراحل نمو السمع المعتادة، فقد تحتاجين إلى طلب المشورة الطبية.
يتمتع الأطفال الرضع بنظام سمعي متطور بالكامل في غضون شهر إلى شهرين بعد الولادة. من خلال النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك تتبع حاسة السمع عند طفلك والاستفادة من تعزيز النمو إلى أقصى حد.