عندما كنا أطفال، تعلمنا جميعًا معنى كتابة مواضيع الإنشاء والمقالات، بداية من اختيار الموضوع إلى فهم ما نعرفه عنه بالضبط، إلى كتابته على الورق، فإن العملية برمتها لها منحنى تعليمي في البداية. وقد خضع تنسيق كتابة المقالات للأطفال لبعض التغييرات على مر السنين، وقد يحتاج طفلك إلى بعض المساعدة لإتقان تلك المهارة بنفسه. تعد كتابة المقال في حد ذاتها أحد التحديات الإبداعية الأولى التي يواجهها أي طفل في المنهج الدراسي حيث يركز بشكل كبير على الزوايا المنطقية والعلمية والرياضية. في مثل هذه الحالات، يجد الأطفال أنفسهم في مجال مفتوح دون أن يكون عندهم أي فكرة عن المسار الذي يجب أن يسلكوه، وإلى أين يتقدمون، وماذا سيقولون بالضبط.
كيف تُعلم الطفل كتابة مواضيع الإنشاء والمقالات؟
عندما يتساءل الآباء والمدرسون على حد سواء عن كيفية تعليم كتابة المقالات للطلاب، فذلك عمومًا بسبب عدم إدراكهم للنصائح الأساسية التي يحتاج المرء إلى معرفتها لبدء الكتابة بشكل عام. فيما يلي بعض الأشياء المفيدة التي يمكنك توظيفها لمساعدة طفلك على الكتابة.
١. جلسات التفكير أو Brainstorming
قبل تدوين أي شيء، يحتاج الطفل إلى معرفة ما الذي يرغب في كتابته بالضبط. النقاط التي يجب تغطيتها، الترتيب والهيكل، توضيح الفكرة والغاية من المقال قبل أن يتم تشكيل الكلمات فعليًا على الورق. في جلسات التفكير هذه، يمكنك تعليم طفلك الاستفادة من الخرائط الذهنية والبدء في تكوين روابط بين الموضوع، وأي أفكار أو كلمات تطرأ على رؤوسهم. مع بدء تشكيل المزيد من الأفكار، يمكن بعد ذلك ترتيبها في تدفق منطقي للانتقال من فكرة إلى أخرى. بمجرد الحصول على الهيكل، فإن البناء على تلك النقاط والتعبير عنها يكون أسهل، باختصار، هذا هو كل ما يتطلبه الأمر لكتابة مقال.
٢. البحث
الجانب الوحيد الأفضل من كتابة أفكارك هو العثور على أفكار أحدث وأدق، ولا يمكن أن تكون جميع الموضوعات إبداعية أو قائمة على رأي الطفل وحده، وحتى تلك قد تتطلب قدرًا معينًا من النزاهة والبحث. من خلال تعليم طفلك كيفية البحث بذكاء دون تصفح الإنترنت بحثًا عن مقالات عشوائية، يبدأ في تطوير عملية تفكيره والبدء في الإجابة على الأسئلة التي لديه بنفسه. يمكن للإشارة إلى الاقتباسات الشعبية أو المقالات الإخبارية في المقال لدعم الحقائق التي يتم سردها، مما يجعل الموضوع أكثر واقعية وممتع للمعلمين أنفسهم أثناء القراءة.
٣. التحرير
إذا كانت الكتابة مرة واحدة صعبة، فإن إعادة الكتابة لتلائم معايير معينة تكون أصعب. ومع ذلك، فإن التحرير يجبر طفلك على التركيز على ما هو أكثر أهمية. إن إزالة كل الكلمات والأفكار غير الضرورية، والاحتفاظ بالعناصر الأكثر أهمية فقط أمر ضروري لجعل المقالة موجزة وغير مملة. يمكن أن يكون التحرير أيضًا تمرينًا أوليًا. امنح طفلك مقالات حالية من كتب مختلفة واطلب منه تعديلها إلى مقالٍ موجز، سيعطيه ذلك فكرة عن النقاط الأكثر أهمية ويساعده على توفير الوقت عندما يفكر في النقاط الخاصة به.
٤. الممارسة، والمزيد من الممارسة
لا شيء يمكن أن يعلم كتابة المقالات أفضل من كتابة المقالات! كما هو الحال مع أي تخصص، كلما تمرن الطفل أكثر، كلما تحسن الأداء أكثر. أثناء التمرين، سيتعلم طفلك بدء التفكير في المستقبل، وأثناء قيامه بإكمال قسم في المقال حول نقطة واحدة، سوف يفكر ذهانه تلقائيًا في القسم التالي وصياغة النقاط له. يساعد هذا في الحفاظ على بنية قوية من التفكير المنطقي، كما يساعد أيضًا في توفير الوقت أثناء الاختبارات أو المسابقات، والذي قد يضيع في التفكير المشتت دون اتجاه محدد.
٥. متعة الكتابة
كل الممارسة، كل النصائح والحيل، كل الخرائط الذهنية لا طائل من ورائها إذا بدأ طفلك يكره فكرة كتابة المواضيع الإنشائية أو المقالات. الضغط باستمرار للكتابة بشكل أفضل، والكتابة بشكل أسرع، والكتابة والكتابة بشكل عام سيحرق من أي أفكار أو أي تلذذ للتعبير عن رأيه على الورق. مثلما يعد إنشاء مقال أمرًا مهمًا، كذلك يعد البحث والتفكير أمرًا مهمًا أيضًا. دع طفلك يأخذ استراحة من كل هذا. دعه ينخرط في أنشطة أخرى تشغل ذهنه عنها. يستمر المخ في العمل في الخلفية المجهولة لنا. لذلك عندما يعود إلى المقال بعيون جديدة، سيبدأ في رؤية أفكار وأنماط لم تكن واضحة له من قبل.
كتابة المقالات لا تعتبر سهلة بالنسبة لعدد كبير من الأطفال، وتمثل تحديًا كبيرًا لمعظمهم. وبما أن المنهج الدراسي يعود الطفل على أنه هناك إجابة واحدة صحيحة لكل سؤال، لا يستطيع معظم الأطفال رؤية الجانب الإبداعي المفتوح لكتابة المقالات والذي يسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم وآرائهم بالطريقة التي يختارونها. النقطة المتمثلة في عدم وجود إجابة “صحيحة” لمقال ما، ولكن وجود الإجابة الأفضل، هي شيء يستغرق الكثير من الوقت لفهمه من قبل الأطفال والآباء معاً. من خلال الممارسة المستمرة، والعقل المتفتح الذي يكون فضوليًا ومتشوقًا لمعرفة المزيد، ستصبح كتابة المقالات قريبًا واحدة من أكثر الأشياء الطبيعية التي حاول طفلك القيام بها على الإطلاق.