قد يعاني الطفل من ارتفاع ضغط الدم، ويكون هذا مصدر قلق لكل الآباء، وإليك كل ما تحتاج لمعرفته حول ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال للمساهمة في التغلب أو التعامل مع الحالة.
ما هو ضغط الدم؟
هذا هو الضغط الذي يمارسه دمك على جدران الشرايين في كل مرة يضخ فيها قلبك الدم أثناء الانتقال إلى جميع أجزاء الجسم. يحدث ضغط الدم عن طريق ضخ القلب له، ويمكن أن يؤدي التوتر، والقلق، والنشاط الشاق إلى زيادة ضغط الدم.
كيف يقاس ضغط الدم؟
يتم قياس ضغط الدم بكفة ذراع قابلة للنفخ ومقياس لقياس الضغط. من المهم معرفة كيفية قراءة ضغط الدم من أجل مراقبته. الرقم الأول أو الأعلى، يقيس الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب ويسمى الضغط الانقباضي، أما قراءة الرقم السفلي تقيس الضغط في الشرايين بين النبضات وتسمى الضغط الانبساطي.
ما هو ضغط الدم الطبيعي للطفل الرضيع؟
يعتمد قياس ضغط الدم الطبيعي للطفل على ثلاثة عوامل – العمر والجنس والوزن. يعتبر ضغط الدم ٦٤/٤١ عند حديثي الولادة طبيعيًا. بالنسبة للطفل الذي يبلغ من العمر شهرًا حتى عامين، يكون ٩٥/٥٨. هناك مخططات مئوي لضغط الدم متاح للكشف عن ارتفاع ضغط الدم. من الطبيعي أن تختلف هذه الأرقام. سيحدد طبيبك ما إذا كان طفلك يعاني من ارتفاع ضغط الدم إذا كانت القراءة عالية بعد فحصها ثلاث مرات، وسيوصي طبيبك بمراقبة منتظمة.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
في الحالة الطبيعية يضخ القلب الدم في جميع أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية التي تتسع وتتقلص للحفاظ على تدفق الدم وتنظيمه. عندما يندفع الدم بقوة ضد الأوعية الدموية مما يتسبب في تلف الأوعية، والقلب، والأعضاء الأخرى، يُطلق عليه ارتفاع ضغط الدم. “ارتفاع ضغط الدم” يعني ارتفاع ضغط الدم بنسبة تزيد عن ٩٥٪ حسب العمر والوزن والطول.
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
الشكل الموروث / الجيني أو ارتفاع ضغط الدم الأساسي هو السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، كما إنه شائع عند الأطفال والمراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. سبب ارتفاع ضغط الدم الأساسي غير معروف حتى الآن. تشوهات الكلى، ضيق الشرايين في الكلى، وأمراض القلب الخلقية، والأورام النادرة في الغدة الكظرية هي بعض الأسباب الأخرى لارتفاع ضغط الدم عند الطفل. تسمى هذه الأشكال بارتفاع ضغط الدم الثانوي حيث يمكن تحديد الأسباب الكامنة.
أعراض ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
قد تكون الأعراض واضحة دائماً؛ ومع ذلك، يمكن أن تكون واضحة بالطرق التالية:
- لون الجلد مزرق
- ضيق في التنفس
- نمو بطيء وزيادة أقل من المعدل الطبيعي في الوزن
- التهابات المسالك البولية المتكررة
- الشحوب والتعب
تشخيص ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
إذا تم تشخيص إصابة طفلك بارتفاع ضغط الدم بعد ثلاث قراءات، فقد يقوم طبيبك بإجراء هذه الاختبارات لمعرفة ما إذا كانت الحالة الأساسية تسبب ارتفاع ضغط الدم
- فحص الدم للتحقق من مستويات السكر، ووظائف الكلى، وعدد خلايا الدم.
- فحص البول
- مخطط صدى القلب – وهو اختبار للتحقق من تدفق الدم عبر قلب طفلك في حالة وجود مشكلة هيكلية في القلب تسبب المشكلة.
- اختبار الموجات فوق الصوتية للكلى.
كما سيوصي الطبيب بالمراقبة المتنقلة لضغط الدم إذا كان ضغط دم طفلك مرتفعًا لمدة تزيد عن عام، أو كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى خلال ثلاث زيارات سريرية. في هذه الحالة، يرتدي الطفل جهازًا يقيس ضغط دمه طوال اليوم، والذي يساعد في التحقق مما إذا كان الضغط مرتفعًا بسبب عوامل مؤقتة، مثل التواجد مع الطبيب في العيادة الذي قد يؤدي إلى توتر الطفل المؤقت.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
يُعرَّف مستوى ضغط الدم الانقباضي أو الانبساطي فوق ٩٥ المئوي أو أكثر بناءً على ثلاث قراءات منفصلة في المتوسط على أنه ارتفاع ضغط الدم. بمجرد التشخيص، يتم تصنيفه على النحو التالي للمساعدة في التقييم والعلاج:
- الضغط الطبيعي: القراءة التي تقل عن الشريحة المئوية التسعين طبيعية.
- مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم: قراءة بين ٩٠ أو أق من ٩٥ المئوية أو أكبر من أو تساوي 120 / 80mm Hg +.
- ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى: قراءة تتراوح بين ٩٥ إلى ٩٩ المئوية بالإضافة إلى ٥ ملم زئبق.
- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: القراءة أمبر من 99 بالمائة بالإضافة إلى ٥٠٠ زئبق.
* يرجى ملاحظة أن هذه التصنيفات تستند إلى الجنس والعمر والطول والوزن والتي تم قياسها في ثلاث مناسبات منفصلة
* إذا كان ١٢٠/٨٠ مم زئبق في ٩٥ بالمائة أو أكثر، فإنه يشخص على أنه ارتفاع ضغط الدم.
أخطار ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
فيما يلي بعض أخطار ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.
- يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة عبء العمل على القلب، مما يؤدي إلى ضخ الدم أثناء ارتفاع الضغط، الذي يسبب بدوره تضخم حجرة الضخ في القلب.
- يمكن أن يصبح الجانب الأيسر من القلب أكبر أو أكثر سمكا، مما يؤدي إلى تضخم البطين الأيسر والذي قد يتسبب في النوبات القلبية.
- يمكن أن تتلف الشرايين في الكلى، مما يجعلها تضيق، ويقلل من تدفق الدم إلى الكلى، مما يعوق وظيفة الكلى.
- يمكن أن تتضرر الشرايين التي تمد المخ بالدم بسبب ضعف الجدران مما يؤدي إلى حدوث نزيف وإلى سكتة دماغية.
- يمكن أن يسبب تلفًا للعين من خلال التسبب في ضيق الشرايين والتواء، مما يضعف الرؤية بشكل دائم.
كيفية علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
اعمل عن كثب مع طفلك لوضع خطة علاجية لعلاج ارتفاع ضغط الدم. فيما يلي بعض الإرشادات:
- النظام الغذائي: يتضمن نظام DASH الغذائي تناول كميات أقل من الدهون والدهون المشبعة واستبدالها بالفواكه والخضروات والأطعمة الكاملة الحبوب، والحد من تناول الملح والعمل على تقبل الطفل للأطعمة الصحية.
- التحكم في الوزن: تزيد السمنة من أخطار الإصابة بارتفاع ضغط الدم. اجعل طفلك يمارس الرياضة بانتظام ويأكل بشكل مناسب للحد من زيادة الوزن.
- تجنب التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين السلبي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى طفلك، لذا يجب تجنب التدخين وي وجود الطفل.
- الأدوية: إذا لم تساعد التغييرات في نمط الحياة، فسيصف طبيبك مجموعة من الأدوية على النحو التالي:
أ. مدرات البول لتقليل كمية السوائل في الدم عن طريق التخلص من الصوديوم الزائد.
ب. حاصرات ألفا، حاصرات قنوات الكالسيوم لمنع شد الأوعية الدموية.
ج. حاصرات بيتا لمنع الجسم من إنتاج الأدرينالين، هرمون التوتر.
نصائح لمساعدة الطفل على التعامل مع حالة ارتفاع ضغط الدم
- تحديد الوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة التلفزيون وعلى الأجهزة.
- التغييرات في النظام الغذائي عن طريق الحد من تناول الملح وتقليل الأطعمة المقلية.
- ممارسة الرياضة لبضع دقائق كل يوم.
- تأكد من فحص ضغط دم طفلك على النحو الموصى به من قبل الطبيب.
كيفية منع ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال
يمكن أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم الأساسي عوامل وراثية. لكن يمكن بالتأكيد محاولة منع ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال. تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون، والأجهزة الإلكترونية الأخرى، ومراقبة نظامهم الغذائي، وتقليل الأطعمة المصنعة والمقلية كلها عوامل تساعد في تجنب الحالة. لابد من التحكم في الوزن عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كما ستساعد الزيارات الروتينية للطبيب في مراقبة ضغط الدم من خلال مخطط ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال لتحديد أي قراءات غير طبيعية.
من خلال العمل عن كثب مع طفلك والممارسات الصحية، ووضع خطة صحية شاملة، يمكنك بالتأكيد مراقبة وتنظيم مستوى ضغط الدم لدى طفلك ومساعدته على عيش حياة صحية هنيئة.