بعد مرور شهور وشهور من الحمل الذي يبدو أنه لا ينتهي، تمت ولادة الطفل في النهاية. والآن تقع عليكِ مسؤوليات إضافية بصفتكِ أحد الوالدين، لأن العالم الخارجي ليس آمنًا مثل الرحم الداخلي لطفلك. فجميع المشاعر والعواطف الجديدة التي يواجهها الطفل ستكون جديدة بالنسبة له ولكِ أيضًا. وبطريقة ما، هي حياة جديدة لكلا منكما – حياة مليئة بالتعلم والحب والنمو معًا.
إذا كانت الولادة طبيعية، فقد يكون شكل رأس الطفل مستطيل قليلاً. وذلك لأن رأسه ينتهي بالضغط قليلاً وهو يمرر عبر قناة الولادة. لا تقلقي فهو في أتم صحة وسيعود رأسه إلى شكله الطبيعي في غضون بضعة أيام.
إلى جانب الشكل، توجد بصفة أساسية منطقتان ناعمتان بالرأس، إحداهما في الجزء العلوي والأخرى بالخلف، والتي يطلق عليها اسم اليوافيخ. ويكون عليهما غطاءً واقيًا، رغم ذلك، هذه المناطق هي موضع بدء نمو الجمجمة وتمتلئ خلال العامين المقبلين.
أحيانًا، في الأسبوع الأول، قد يوجد على بشرته بقعًا حمراء صغيرة أو أحد أنواع الطفح الجلدي. هذا يرجع عادةً إلى حساسية البشرة الشديدة للعالم الخارجي ويعود إلى طبيعته في الوقت القريب. قد تتعرض كف اليد وباطن القدم لتقشير الجلد قليلاً في هذا الوقت أيضًا.
بعد قطع الحبل السري أثناء الولادة، سيربط الأطباء عقدة، وسيكون كل ما تبقى هو جدعة صغيرة، والتي عادة ما تجف وتسقط في غضون أسبوع أو أسبوعين. خلال تلك الفترة، يلزم مراعاة التعامل بلطف حول هذه المنطقة واستخدام الإسفنج لاستحمام الطفل إذا لزم الأمر.
يشعر بعض الآباء والأمهات بالقلق الشديد عند رؤية الأعضاء التناسلية لأطفالهم الصغار منتفخة أو حتى ملتهبة في بعض الأحيان. لا يوجد داعٍ للقلق لأن هذا في المقام الأول تأثير هرمونات الأم على الطفل.
في هذه الفترة، يميل الأطفال إلى التنفس بشكل خاطئ، مع لحظات تنفس قصيرة، أو طويلة، وقد يبدو عليهم عدم التنفس لفترات صغيرة. وقد يصدر طفلكِ أصواتًا محددة أثناء التنفس أيضًا. هذا هو مجرد اعتياد منهم على النشاط الجديد وعادة ما يألفوه خلال 4-6 أسابيع.
أحد الاختبارات الرئيسية التي يخضع لها الطفل هو اختبار آبغار. هذا الاختبار لفحص المظهر، والنبض، والتكشيرة، والنشاط، والتنفس. يتم فحص هذه المعالم الـ 5 مباشرة بعد ولادة الطفل، من خلال فهم ما إذا كان لون البشرة جيدًا، ومعدل ضربات القلب طبيعيًا، وردود الفعل وتناغم العضلات جيدًا، والتنفس جيدًا في الظروف العادية، يمكن للأطباء متابعة الحالة أو إجراء تدخل طبي لمساعدة الطفل.
تظل بشرة أغلب الأطفال مجعّدة كما لو كانوا داخل الرحم. لن يكون طفلك قادرًا على رؤية الكثير من الأمور المحيطة به، فقط نظرات زائغة لبضع ثوان، وبالكاد يكون قادرًا على رؤية أي شيء يتجاوز حجمه 15 سم أو نحو ذلك. وعند احتضان طفلك بين ذراعيكِ، سيشعر بوجودكِ وعند رؤية وجهكِ سيظل يحدق به لفترة طويلة.
تعتبر المدة الإجمالية للنوم والتي تتراوح من 15 إلى 19 ساعة طبيعية لأن كل القيلولات الصغيرة سببها هو الجوع المتواصل والحاجة إلى الرضاعة. فمرة واحدة كل ساعتين تقريبًا، سيرغب طفلكِ في الرضاعة، ثم ينام ويتغوط. سيكون البراز سميكًا ولونه أخضر في البداية. ويرجع ذلك إلى وجود مادة في أمعاء الطفل وهو جنين تسمى العِقِي. مع مرور الوقت، ومع الرضاعة، يصبح البارز أصفر.
عند استشعار إصبعك على راحة يده، سيمسكها ولن يتركه. وإذا قمت بلمس خديه أو شفتيه، فسيتجه فورًا إلى هذا الاتجاه ويبدأ في إجراء حركات مص بفمه. هذا رد فعل متأصل في جميع الأطفال، يُعرف باسم منعكس تجذيري، مما يساعدهم على اكتشاف حليب الثدي وشربه للحفاظ على أنفسهم.
الجوع والطعام هما ما يشعر به الطفل ويحتاجه فورًا. تختلف كمية الرضاعة للطفل البالغ من العمر أسبوعًا واحدًا حسب ما إذا كان يرضع طبيعيًا أو يرضع من الزجاجة.
سيكون الطفل الصغير جائعًا وسيبدأ المص بشكل انعكاسي بأي طريقة ممكنة للحصول على كل ما يستطيع. سيبحث عن ثدييكِ، إلى أن يجد الحلمة، ويمسكها بنجاح ويشرب الحليب حتى يشبع. في أوقات أخرى، قد لا يكون الأمر سهلاً كما يبدو. إذا كنتِ تواجهين أي مشكلات في نتاج حليب الأم، فإن تلقيم ثدييكِ للطفل وإحساسه بالرضاعة على الحلمتين يمكن أن يدفع الجسم للبدء في إنتاج الحليب أيضًا.
في حالة اللجوء إلى التغذية بالألبان الصناعية، فيجب أن تكون الكمية دقيقة وفقًا لتوصية الطبيب ويجب إعداد جرعة الرضاعة كما هو مذكور على العبوة. ولعمر الطفل ووزنه عاملاً حاسمًا مهمًا في تقرير ذلك.
متطلبات نوم طفل عمره أسبوع واحد مرتفعة للغاية. فعملية الولادة بأكملها متعبة ومرهقة للطفل أيضًا، تليها التآلف مع عالم جديد وكل الأحاسيس والعواطف التي لم تشعر بها من قبل.
في الأسبوع الأول، دعي طفلكِ ينام على ظهره لأن هذه هي الوضعية الأكثر أمانًا وراحة له. يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة وتجنبي دخول أي دخان أو ملوثات إلى الغرفة. علمًا بأن الميل إلى النوم يكون قويًا للغاية ولا يمكن للطفل الصغير التغلب عليه. قد يؤدي ذلك إلى استغراقه في النوم وثدييكِ في فمه، مباشرة في منتصف الرضاعة. التغذية، أيضًا، هي نشاط يستهلك طاقته ويمكن أن يجعله يشعر بالتعب والنعاس على الفور.
أغلب الأطفال في هذا الوقت يكونون أكثر هدوءًا عادة، مقارنةً بالضجيج الذي يصدر منهم لاحقًا في الحياة. فالأوقات الوحيدة التي سيصدر فيها طفلكِ صوتًا هي عند البكاء من أجل الطعام أو عند التبوّل. وباقي الوقت إما أن يكون نائمًا أو يتعرّف على هذا العالم الجديد من حوله بشجاعة. وأعلمي بأن نوم طفل عمره أسبوعًا واحدًا طوال الليل أمرًا نادرًا للغاية، لأن معظمهم مستيقظون لفترة من الوقت، ويحدقون في أمهاتهم أو يستمعون إلى الأصوات، ويرضعون ثم يغلبهم النعاس.
كثير من الآباء والأقارب حريصون على استباق الوصول إلى استنتاجات حول شخصية الطفل ومستقبله بناءً على ملاحظاتهم في الأسبوع الأول. قد يعتبرونه مثيرًا للمشاكل أو شخصًا هادئًا وما إلى ذلك. علمًا بأن معظم الأطفال يشعرون بالرضا التام إذا تم تغذيتهم بشكل صحيح، مع احتضانهم بأسلوب ملامسة بشرتكِ لبشرته، فضلاً عن السماح لهم بالحصول على قسط كافٍ من النوم طوال الوقت. حينها سيواصلون ببساطة النظر حولهم والاستماع إلى الأصوات الجديدة. أما إذا تعطل روتين طفلك ولم يحصل على ما يريد، فقد يؤدي ذلك إلى الكثير من البكاء وسيكون هذا الفعل مرهقًا له أيضًا.
إليك بعض النصائح لرعاية المولود الجديد.
الخوف من البقاء مستيقظين ليلاً قد يجعلكِ تقلقين كثيرًا. سيوجد وقت ينام فيه طفلكِ طوال الليل وستنامين أيضًا. حتى ذلك الحين، من المهم إخبار طفلكِ بالاختلافات في الوقت المناسب، عن طريق الحفاظ على الهدوء والسكينة ليلاً وجعل الإضاءة خافتة قدر الإمكان.
أحيانًا، قد لا يرضع طفلك بالقدر اللازم. وفي أحيان أخرى، قد يكون مريضاً ويعاني من حمى، وينتهي الأمر بالتقيؤ أو الإسهال المستمر. كل هذه الأشياء تجعل طفلكِ يعاني من الجفاف والذي قد يضره إلى حد ما، وسيلزم ذكر هذه الأمور عند زيارة الطبيب.
نعم، لا يبدو جميلاً. لكن الجدعة تحتاج وقتًا حتى تجف وتسقط من تلقاء نفسها. لا تحاولي إزالتها بنفسك أو حتى التقاطها عند السطح. سيلزم منحها بضعة أسابيع وسيتحول لونها إلى الأسود ومن ثم تسقط.
يصاب الآباء والأمهات بالصدمة للوهلة الأولى عند رؤية براز طفلهم باللون الأخضر. هذه مجرد آثار لاحقة للخروج من الرحم. حيث يكون البراز الأولي لونه أخضر وأسود ولزج غالبًا، وبمرور الوقت، يصبح لونه أصفر.
بينما ينام طفلك على ظهره، ضعيه بطريقة تلمس قدمه الصغيرة قاعدة المهد أو السرير. سيضمن ذلك عدم وجود مجال له للانزلاق للأسفل وعدم تغطية البطانية لوجهه.
يساعد استخدام قطعة قماش خفيفة للف الطفل على الحفاظ على أطرافه آمنة نظرًا لأنهما يتحركان كثيرًا ويمكن أن ينتهي بهما الأمر إلى ضرب وجهه وإزعاج نومه. فلف الطفل بالبطانية يساعدهم أيضًا على الشعور بالأمان ويمكنهم أن يستريحوا بسلام.
قد يوصي بعض الأطباء بإجراء بعض الفحوصات على دم الطفل وسيجمعون عينات من الدم عن طريق وخز كعبه بلطف. يمكن أن يؤدي ذلك إلى بكاء الطفل وهذا أمر جيد لأنه يتم جمع بضع قطرات من الدم ولن يؤدي إلى أي ضرر. [ اقرئي أيضا: رعاية الأطفال حديثي الولادة ]
يتم إعطاء ثلاث لقاحات رئيسية خلال الأسبوع الأول من الولادة، واحد منها خلال 12 ساعة من الولادة نفسها. هذا اللقاح هو لقاح الالتهاب الكبدي B، وهو أول لقاح يعطى لمنع أي عدوى في الكبد.
اللقاحات الأخرى هي لقاح شلل الأطفال (IPV) ولقاح التدرن الرئوي (BCG). قد يمتنع طبيبك عن إعطاء لقاح BCG إذا أصبتِ أنتِ أو أحد أقاربك بمرض السل بالفعل أو ظهرت عليه أعراضه.
طفلكِ فضولي للغاية في هذا الوقت. يمكنك إبقائه منشغلًا باستخدام أصابعك وإصدار الأصوات والحركات. إذا كان لديك جوارب إصبع صغيرة، فيمكنكِ استخدامه كدمى واللهو بها مع طفلكِ، بأصوات وحركات مختلفة. وسيبدأ الطفل بربط الحركة والصوت معًا بتأنّ وثبات.
ومن الأمور الأخرى المثيرة لطفلك هو وجهكِ. لذا تأكدي من رؤيته كثيرًا وبأي شكل ممكن. أحرصي على أداء مجموعة تعبيرات متنوعة وانتقلي من تعبير عادي إلى سعيد إلى آخر مضحك، سيُوضح له كيفية آلية عمل الوجه وأن الشخص هو نفسه بغض النظر عن التعبيرات مختلفة.
إذا لاحظتِ العلامات التالية على الطفل، فيستحسن استشارة الطبيب.
إذا كانت حركات الأمعاء طفلكِ ليست بالقدر الكافي، أو إذا كانت البراز جافًا وصلب، فقد تكون هذه علامات للإمساك.
الفواق طبيعي للغاية بين الأطفال. ولكن إذا كان طفلك منزعج منها، أو كان يعاني من الفواق باستمرار، فاستشيري الطبيب.
بصق القليل من الطعام مع التجشؤ يُعد أمر طبيعي. إذا استمر هذا الأمر بشكل مفرط، فقد يشير إلى إعادة سريان.
هذا طبيعي ويختلف من طفل لآخر. إذا كان التقشير مختلفًا أو يترك علامات على البشرة، فقد يكون حالة جلدية مختلفة تمامًا.
يكافح الأطفال للتركيز وينتهي الأمر بالنظر بأعينهم وهي محولّة. إذا لم يكن هذا عرضيًا وكان هذا هو الوضع المعتاد لطفلكِ، فاستشيري الطبيب.
يتكيّف الأطفال مع العالم الجديد. لكن إذا كانوا أسرع انفعالاً عن المعتاد طوال اليوم، فقد يواجهون بعض المشكلات.
برغم أن العينين والبشرة ربما يكونان صفراوان في الأيام الأولى، إلا أنه في حالة استمرار الصفرة وتفاقمها، فتوجهي إلى الطبيب.
أثناء النوم، يدير الأطفال أعينهم إلى الخلف استجابة للنعاس، لكن إذا ظل هذا الأمر أثناء اليقظة، فقد يلزم اللجوء إلى الفحص الطبي.
وجود لزوجة بسيطة في العيون هو أمر جيد للطفل لأن القنوات المسيلة للدموع لم تنمو بعد. ولكن إذا كان الإفراز المائي مفرطًا وكانت العيون منتفخة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب.
يُعد احتضان الطفل بين ذراعيكِ شعورًا رائعًا ليس له مثيل. وبإبقاء نفسكِ سعيدة وإيجابية، بجانب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ستكون الرحلة بأكملها رائعة بدءًا من تربية حديثي الولادة وحتى مرحلة الطفولة. طفلكِ البالغ من العمر أسبوعًا واحدًا – النمو والملامح الرئيسية والرعاية إنها الأيام الأولى لطفلك في العالم خارج رحمكِ وبرفقتكِ. ساعديه ليكون مرتاحًا وأفهمي ما سيكون عليه في الأسبوع الأول من حياته. اقرئي المزيد عما يخص الطفل البالغ من العمر أسبوع واحد بدءًا من النمو والملامح الرئيسية والتطعيمات والأنشطة. طفل عمره أسبوعًا واحدًا: النمو والمعالم الرئيسية والتطعيم والأنشطة