الآن مر ما يقرب من شهر منذ أن أنجبت طفلك الحبيب وبدأتي في العناية به. قد تبدو فترات الرضاعة والنوم واللعب وكأنها تحدث لأطول وقت. وبالمثل، سوف تكتشفين أيضًا إشارات تدل على أن طفلك يكبر سريعًا وأنه يتطور ببطء لتظهر ملامح شخصيته التي ستتكون بعد بضع سنوات.
في غضون شهر تقريبًا، يمر نمو الطفل بمراحل متعددة، وبالكاد تتذكري الوقت الذي ولد فيه. في سن 4 أسابيع، تحدث طفرة نمو الطفل عادة بطرق متنوعة. سيبدأ في اكتشاف أطرافه ويحاول اكتشاف ما هي عليه وكيفية استخدامها. ستكون استجابته للأصوات أقوى من ذي قبل وسوف يتحسن حساسه بجسمه مقارنة بالمحيط من حوله. على الرغم من أن العينين تزدادان قوة، فقد ينتهي به المطاف إلى أن يبدو متداخل العينين في بعض الأحيان حيث يجد صعوبة في التركيز. ستكون رقبته أقوى مما سيؤدي إلى محاولة تحريك رأسه أكثر من ذي قبل.
سيبدأ طفلك في عمر الشهر بالاكتشاف تدريجيًا أن لديه جسمًا خاصًا به أيضًا. عند هذه النقطة، سيكون وزنه أثقل بالنسبة للأسابيع الماضية أيضًا. ينبغي أن يزيد وزن الطفل الذي يبلغ عمره 4 أسابيع بحوالي 150 إلى 200 غرام كل أسبوع.
عندما يبدأ في مراقبة البيئة المحيطة به، قد تجعله ردود الأفعال الغريزية من جسمه يرى يديه وقدميه. سيبدأ في النظر إلى راحتيه وأصابعه، لكنه لا يدرك أنهم ملكه ويمكنه تحريكهم بنفسه.
هذا الاكتشاف للأطراف الخاصة به والأشياء الأخرى المحيطة به سوف يتجلى في شكل أصوات وهمهمات مختلفة. هذا أيضًا في المقام الأول الوقت الذي يبدأ فيه الطفل في إصدار أصوات الهتاف. الآن قد يدرك أنه يهتف بصوت أعلى من المعتاد ولا يبكي على الفور من أجل لفت انتباهك. مع هذا الهتاف، يمكنك إجراء محادثات طويلة تستمر طوال فترة ما بعد الظهر بأكملها.
إن رضاعة الأطفال البالغة من العمر 4 أسابيع ضرورية للغاية في مساعدتهم على اكتساب الوزن الضروري. خلال هذا الوقت، حيث يميل طفلك إلى إخراج لسانه في كثير من الأحيان، وقد تكتشفين بقعًا صغيرة من الحليب في فمه أو حوله بعد الرضاعة. هذا أمر طبيعي وليس سببًا للقلق لأنه يحدث في المقام الأول بسبب المعدة التي لا تزال تحاول أن تتوافق مع كمية الحليب. يكون صمام أنبوب الطعام مسترخيا مقارنةً بالبالغين، ويمكن أن يسمح في بعض الأحيان بتدفق القليل من الحليب إلى الفم. من الأفضل مواصلة مسح هذا من حين لآخر.
بسبب الزيادة في الرضاعة، قد تلاحظين أن كمية حليب الأم تميل إلى التراجع، خاصة في أوقات المساء. يمكن إصلاح ذلك عن طريق أخذ غفوة في فترة ما بعد الظهر أو اللعب مع طفلك أثناء الاستلقاء. من المهم أيضًا أن يظل جدول الوجبات الخاص بك منتظمًا ولا ينتهي بك الأمر إلى تأخير أي وجبات فقط لتتمكني من إطعام طفلك. كل من الطعام والراحة ضروريان للغاية للحفاظ على ثبات إمدادات الحليب.
تميل كل الأمور الجديدة والاكتشافات التي يتعرض لها الطفل في هذه المرحلة إلى إبقائه مستيقظًا لفترة أطول من المعتاد. بمجرد اكتمال الرضاعة، قد يستلقي طفلك بهدوء ويلعب بيديه أو يجري محادثات معك قبل أن ينجرف للنوم. في هذا العمر، قد تبدئين في فهم ما إذا كان طفلك هادئًا بطبيعته أم أنه يميل إلى أن يكون من النوع النشط أو حتى النوع الذي يتطلب اهتمامًا.
بما أن مواعيد النوم في عمر 4 أسابيع لا تزال متقلبة إلى حد ما، يجب أن تجعلي طفلك أقرب إليك لفترة أطول وقد تحتاجين إلى احتضانه وهزه ليخلد إلى النوم. تعد الحاجة إلى الشعور بالسلامة والأمان مهمة في هذه المرحلة لأن طفلك يبدأ في إدراك أنك قد لا تكونين دائمًا بالقرب منه أو بجواره.
من خلال محادثات الأسابيع السابقة، سوف يدرك طفلك بقدر أكبر الاستخدامات المختلفة لفمه. الصياح سيكون أكثر تواترًا وكذلك الأصوات الأخرى للحوار والغرغرة. إن الحاجة إلى المشاركة الاجتماعية في هذه المرحلة مرتفعة للغاية، ويميل الأطفال إلى المطالبة بالاهتمام المستمر والتواصل المختلفة.
على الرغم من عدم قدرتهم على نقل مشاعرهم من خلال تعبيرات الوجه، إلا أن وجههم قد يحمل لمحات من التهيج أو الابتسامات الغامضة أو حتى الألم. سيساعدك ذلك على فهم ما قد يحتاج إليه طفلك بشكل استباقي. الإغلاق البطيء لعينيه إشارة إلى أنه على وشك أن يغفو، ومن خلال وضعه ليتمدد وهزه بلطف، يمكنك تهدئته لينام.
تستمر قوة الجزء العلوي من الجسم في التطور بسرعة، كما أن المزيد من الوقت الخاضع للإشراف على البطن أمر ضروري للغاية لتحقيق هذا الهدف. يجب أن تكون محاولة حمل رؤوسهم والتماسك نشاطًا دائمًا طوال فترة هذا العمر.
عادة، في نهاية الشهر الأول للطفل وقبل اكتمال الشهر الثاني، يوصي الأطباء بتقديم جولة ثانية من التطعيم لالتهاب الكبد ب. وهذا في المقام الأول لمنع الأمراض من إصابة الكبد.
مع تطور الهارات السمعية لدى الطفل، يمكنك المضي قدمًا والمساعدة في نمو حاسة السمع من خلال ممارسة الألعاب المتعلقة بالأصوات وما إلى ذلك. عند غلق راحتي يدك حول فمك وإصدار أصوات مختلفة، شاهديه وهو يحاول معرفة ما يحدث أو حتى الثرثرة من إثارة اهتمامه بالأصوات التي تصدرينها. يمكنك حتى الاقتراب من أذنيه والهمس بلطف والتحدث معه. كل هذه التقنيات المختلفة يمكن أن تجعله متحمسًا لمعرفة المزيد. قد يؤدي ذلك أيضًا إلى جعله يصيح بأصوات مختلفة، ويتزامن مع كيفية تواصلك معه. اقتربي باتجاه الأذن. هذا سيجعله يدرك أنه يستطيع سماع الأصوات من اتجاهين، مما يدفعه إلى فهم وجود أذنين.
الرائحة الوحيدة التي يدركها الأطفال عادة في هذا العمر هي رائحة حليب الأم. هذه أيضًا إحدى الطرق المهمة التي يميزك بها طفلك عن أي شخص آخر. لذلك، من الرائع أن تجعليه يشم مجموعة من الأشياء الأخرى التي تعد آمنة له. امسكيه بين ذراعيك واحتضنيه جيدًا في بطانية حتى يتم تثبيته بأمان. ثم خذي قطعة قماش صغيرة واغمسيها في بعض من عير الفاكهة. لا تأخذي الكثير. ضعيها بالقرب من أنفه واجعليه يفهم الرائحة. يمكن أن يتم نفس الشيء مع المخبوزات أيضًا. مع كل رائحة، دعيه ينظر إلى وجهك واعرضي عليه رد فعل. العلاقة بين الرائحة وتفاعلات الوجه ستساعده على فهم ما هو جيد وما هو غير مناسب والتواصل معك وفقًا لذلك.
في عمر شهر أو نحو ذلك، ينبغي أن يكون طفلك قد أعطى بالفعل علامات كافية تظهر تطورًا جيدًا وصحيًا طوال الوقت. لذلك، من المهم ملاحظة وجود حالات معينة أو عدم وجودها وفهم ما إذا كان بحاجة إلى تدخل طبي.
إذا لاحظت مشكلة إمساك في طفل عمره 4 أسابيع، مع عدم حدوث تبرز لأكثر من يوم أو نحو ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات في وقت لاحق ويجب أن يتم إخطار الطبيب فورًا.
يستغرق الطفل ما يقرب من شهر لبدء إدراك المناطق المحيطة والأصوات المختلفة بطريقة مناسبة. ولكن حتى بعد ذلك، إذا كان طفلك لا يبدو أنه يستجيب للتصفيق أو النداءات بأي شكل من الأشكال، أو لا يومض بعينيه مع الصوت العالي أو يفشل في التركيز على الأشياء أو ملاحظة وجهك حتى عندما تكونين في مجال نظره، أو لديه لون باهت في حدقتيه، فقد تكون هذه علامات على حدوث اضطراب ويجب إبلاغ الطبيب فورا.
يميل الأطفال إلى إصدار أصوات كثيرة في هذا العمر. سوف يحرّكون أذرعهم وأرجلهم ويحاولون فهم أجزاء مختلفة من الجسم. يكون الفضول والاهتمام في أعلى مستوى على الإطلاق. كثير من الأطفال هادئون ومتماسكون أيضًا، لكن لا يزالون يتفاعلون مع العوامل المثيرة من حولهم من حين لآخر. مقارنةً بهؤلاء، إذا كان طفلك هادئًا بشكل غير طبيعي، أو لا يتحرك كثيرًا، أو لا يبدي أي اهتمام بذراعيه أو ساقيه، أو يبكي بشكل مختلف تمامًا عن الآخرين، فقد يكون من الضروري لفت انتباه الطبيب إلى ذلك.
مع كون طفلك عمره شهر بالفعل، سيكون في طريقه لاكتشاف أنه هو أيضًا فرد مختلف. من خلال الحفاظ على وقت عائلي جيد وتفاعل منتظم مع أفراد الأسرة الآخرين، يمكنك البدء في تطوير شعور جيد بالأمان في المنزل داخل طفلك.