في هذه المقالة
كان هناك وقت مات فيه العديد من الأطفال بسبب الحمى القرمزية، وبما أن خيارات العلاج كانت محدودة في ذلك الوقت، فقد شكلت الحمى القرمزية تهديدًا كبيراً على الصحة العامة، ولكن اليوم المرض نادر والعلاج متوفر.
تُعرف الحمى القرمزية أيضًا باسم Scarlatina، وهي عدوى تسبب طفحًا جلديًا أحمر فاتحًا، وتصاحبها حمى شديدة والتهاب في الحلق. تنجم الحمى القرمزية عن بكتيريا تسمى “المكورات العقدية من النوع أ”.
لدى الرضع بعض من قوة المناعة المتبقية في أنظمتهم منذ الوقت الذي أمضوه في رحم أمهاتهم، وبالتالي لا يتأثرون بسهولة بهذا المرض.
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و١٢عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث بحلول هذا الوقت تبدأ قوة المناعة التي اكتسبوها من أمهاتهم أثناء وجودهم في الرحم في التلاشي، وسيحتاجون إلى تطوير قوة مناعتهم الخاصة.
الحمى القرمزية معدية للغاية، ويمكن أن تنتقل البكتيريا إلى الآخرين عندما يسعل الشخص المصاب، أو يعطس، أو حتى عند الزفير، ولهذا السبب غالباً ما يتم سحب الأطفال المشتبه بإصابتهم بهذا المرض من الحضانة أو المدرسة حتى يتم شفاؤهم تماماً.
تنجم الحمى القرمزية عن “المكورات العقدية من النوع أ” التي تنتج مادة سامة تؤدي إلى طفح جلدي وحمى قرمزية اللون. الطفح الجلدي هو ما يعطي هذا المرض اسمه. البكتيريا مسؤولة أيضًا عن التسبب في التهاب الحلق وبعض المشاكل الجلدية الأخرى.
ينتقل هذا المرض في الغالب من خلال الاتصال بالأشخاص المصابين، ولكن من الممكن أيضًا الإصابة بهذا المرض بعد الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل القوباء، وهي عدوى جلدية بكتيرية، تظهر على شكل تقرحات حمراء ويمكن كسرها بسهولة وبعد ذلك – إنتاج قشور بلون العسل.
العلامة الأولى لهذا المرض هي التهاب الحلق والحمى، ويظهر الطفح الجلدي بعد يوم أو يومين على الأقل. فيما يلي بعض العلامات الأخرى للحمى القرمزية عند الرضع والأطفال الصغار:
إذا ظهرت على طفلك الأعراض الموضحة أعلاه، فمن الأفضل أن تأخذيه إلى الطبيب لإجراء فحص طبي. سيقوم الطبيب بفحص حلق طفلك وجلده، وبعد ذلك قد يطلب إجراء فحص دم، أو اختبار بكتيريا بسيط يساعد في تشخيص المرض. بمجرد تشخيص طفلك، سيقترح الطبيب العلاج المناسب. من المهم جدًا تشخيص وبدء العلاج في المراحل المبكرة من هذا المرض.
في حين أن اللوزتين والغدد المتورمة ستحتاج الطفل إلى بضعة أسابيع للشفاء، يمكن علاج الحمى القرمزية باستخدام المضادات الحيوية التي يجب تناولها لمدة عشرة أيام، وهذا يحتاج إلى وصفه من طبيبك، وبعد ٢٤ ساعة من تناول المضاد الحيوي، لن يصبح الطفل معديًا.
على الرغم من أن الأعراض قد تختفي قبل انتهاء فترة العشرة أيام، إلا أنه يُنصح بشدة بإكمال دورة المضاد الحيوي بأكملها لتجنب أي مضاعفات أخرى في المستقبل. إذا استمرت الحمى لأكثر من ٤٨ ساعة بعد بدء الدورة، اذهبي للطبيب لإجراء فحص طبي.
تشمل مخاطر الحمى القرمزية عند الرضع والأطفال الصغار فرصًا أكبر للإصابة بمضاعفات صحية أخرى مثل الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن، وخراج المخ، والتهاب السحايا، والالتهاب الرئوي، والتهابات الحلق.
المشاكل الصحية الأكثر خطورة مثل تلف الكلى، والحمى الروماتيزمية، وجدري الماء هي أيضًا بعض المضاعفات التي قد تنشأ نتيجة الإصابة بالحمى القرمزية، ولحسن الحظ نادرًا ما تحدث هذه الحالات إلا في حالة ترك الحمى القرمزية دون علاج لفترة طويلة.
يرغب الأهل دائمًا في تقديم أفضل رعاية لطفلك، وعندما يعاني من مرض مثل الحمى القرمزية، تكون الرعاية أكثر أهمية. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في رعاية طفلك إذا كان مصابًا بالحمى القرمزية:
يمكن أن تنتشر الحمى القرمزية بسهولة إذا لم يتم اتخاذ الرعاية المناسبة، وإليك بعض النصائح لتساعدك على منع انتشارها:
يمكن أن يؤدي التهاب الحلق العقدي إلى الحمى القرمزية لدى البعض لأنه ناجم عن نفس البكتيريا، ولكن ليس كل من يصاب بالتهاب الحلق العقدي سيصاب أيضًا بالحمى القرمزية.
لحسن الحظ، لن يصاب طفلك بالحمى القرمزية أكثر من مرة، على الرغم من أنه قد يصاب بالتهاب الحلق. تذكري دائمًا مراقبة الأعراض والحصول على المساعدة في أسرع وقت ممكن، لأنه على الرغم من أن الحمى القرمزية لم تعد مميتة كما كانت من قبل؛ إلا أنه يعد علاج المرض في مراحله المبكرة أمرًا مهمًا إذا كنت تريدين أن يشفى طفلك دون التعرض لأي مضاعفات أخرى.
اقرأ أيضا:
حمى التسنين عند الأطفال الرضع – الأسباب والأعراض والعلاج
الحمى بعد التطعيم: الأسباب وكيفية التعامل معها؟
حمى الضنك عند الرضع والأطفال الصغار