في هذه المقالة
إن الرضاعة الطبيعية لطفلك هي مسألة شخصية لابد من التفكير فيها واتخاذ قرار بشأنها قبل ولادة طفلك. ينصح العديد من الخبراء بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية حصرية لمدة ستة أشهر، وذلك لأن حليب الثدي يحتوي على كل ما يحتاجه طفلك لينمو ويصبح طفلاً قويًا بصحة جيدة؛ فهو يحتوي على مزيج مثالي من البروتين، والفيتامينات، والدهون.
يستفيد الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم من الأجسام المضادة الموجودة في حليب الثدي، والتي تساعدهم على محاربة أي فيروس أو بكتيريا قد تصيبهم. كما أنهم أقل عرضة للإصابة بالتهابات الأذن، والإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي. يحتوي حليب الأم على عناصر غذائية وأجسام مضادة خاصة بعمر الطفل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة حتى عمر ٨ سنوات.
على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تحدث بشكل بشكل طبيعي لدى العديد من النساء، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها مسبقًا لتسهيل الأمور عليك لاحقًا. إليك كيفية الاستعداد للرضاعة الطبيعية قبل الولادة:
الطفل الذي يولد بشكل طبيعي وبأقل قدر ممكن من التدخل الطبي هو أكثر عرضة للرضاعة الطبيعية بشكل جيد، والذي يولد بمزيد من المساعدة الطبية لديه معدلات أقل من الرضاعة الطبيعية الناجحة، وبالمساعدة والدعم، يمكن للأم أن ترضع طفلها رضاعة طبيعية بنجاح بغض النظر عن نوع الولادة. في حين أن هناك العديد من الاستثناءات لذلك، فإن الولادات الطبيعية تزيد من فرص النجاح أثناء الرضاعة الطبيعية.
إذا كنت ستخضعين لعملية قيصرية فلا تشعري بالإحباط. نجحت العديد من النساء اللاتي خضعن لعملية قيصرية في إرضاع أطفالهن بنجاح. إنها ببساطة مسألة التأكد من أن الظروف مناسبة وأن طفلك يفهم ما يجب فعله. أحد الأشياء التي يمكنك القيام بها هو أن تبذلي قصارى جهدك لجعل طفلك يرضع من ثديك خلال الساعة الأولى من الولادة – وهذا ما يُعرف أيضًا بالساعة الذهبية. إذا لم يكن هذا ممكنا، فلا بأس، فقط حاولي في أول فرصة تحصلين عليها.
سوف تحتاجين إلى حمالات صدر للرضاعة، وفوط صحية، وملابس مريحة للرضاعة. هذه هي الضروريات الأساسية للرضاعة الطبيعية. يجب عليك أيضًا التفكير في الاستثمار في وسادة رضاعة جيدة، لأنها يمكن أن تخفف بشكل كبير الألم الجسدي الذي تعاني منه الأمهات أثناء الرضاعة الطبيعية، وتهيئ المزيد من أوضاع الرضاعة الطبيعية التي يمكنك تجربتها.
قومي بإنشاء مساحة مريحة في المنزل حيث يمكنك إرضاع طفلك. يمكنك إضافة كرسي مريح أو تخصيص مكان للجلوس فيه أثناء الرضاعة. أضفي بعض الوسائد، ووفري مساحة لوضع الأشياء جانبًا. يمكنك الاحتفاظ ببعض الكتب في هذه المنطقة أيضًا، كما يجب عليك تخصيص زاوية في غرفتك لتخزين الوجبات الخفيفة مثل المكسرات والفواكه حيث ستحتاجين إلى اكتساب السعرات الحرارية من خلال الأطعمة الصحية أثناء الرضاعة الطبيعية.
ستحتاجين إلى تحديد وإبلاغ الفريق الطبي الخاص بك مسبقًا أنك لن ترغبي في إطعام طفلك أي شيء آخر غير حليب الثدي. اطلبي أن يكون طفلك في نفس الغرفة التي تقيمين فيها حتى تتمكني من الرضاعة عندما يشعر طفلك بالجوع. قومي أيضًا بالتشاور معهم بشأن أسلوب الرعاية المعروف بالأم الكنغر أو ملامسة الجلد لطفلك التي ستفيده، وتساعد في نموه الفسيولوجي والجسدي وعلى تسهيل بدء الرضاعة الطبيعية.
ربما تتساءلين عن كيفية الاستعداد للرضاعة الطبيعية قبل الولادة؟ سوف تنمو قنوات الحليب في ثدييك وتنضج خلال فترة الحمل، كما تبدأ الخلايا المنتجة للحليب في التطور، وسيصل المزيد من الدم إلى ثدييك أكثر من ذي قبل. هذا هو السبب في أن ثدييك سوف يصبحان أكبر بكثير. لكن لا تمر جميع الأمهات بهذا، ولا يزلن قادرات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. قد تصبح حلماتك أكبر أيضًا للقدرة على تغذية طفلك.
يقوم جسمك بتحضير الثديين بشكل طبيعي للرضاعة، وبالتالي ليس من الضروري أن تقومي بتقويتهما بأي شكل من الأشكال. هذه ممارسة قديمة لم تعد هناك حاجة إليها. في الواقع، فإن ذلك يسبب ألمًا غير ضروري، كما أنه يجعل الرضاعة الطبيعية أكثر صعوبة لاحقًا. أفضل طريقة لمنع الألم هي تعليم طفلك كيفية الإمساك بالثدي بسرعة في البداية؛ الوقت المثالي لذلك هو الساعة الأولي ما بعد الولادة إن أمكن.
يمكن أن تكون الأمومة متعبة للغاية، وعندما يتعلق الأمر بشيء كبير مثل الرضاعة الطبيعية، فمن الجيد دائمًا أن يكون لديك شخص مختص تتحدثي معه أو أم عندها الخبرة الشخصية حيث لا يوجد وقت للبحث. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها الحصول على تلك المساعدة الإضافية:
تحدثي إلى من تثقين به؛ يمكن أن يكون أحد أفراد الأسرة، مثل والدتك أو عمتك أو حتى صديقة مقربة قد أرضعت من قبل. تواجه الكثير من النساء صعوبات معينة أثناء الرضاعة الطبيعية، وسيتمكن من تسليط بعض الضوء على المنطقة وإعطائك نصائح حول كيفية التعامل. نظرًا لأنهن أيضًا يتمتعن بالخبرة بالفعل، فسيكن قادرات على تقديم دعم جيد لك إذا شعرت أنك بحاجة إلى أي مساعدة أو حتى مجرد التحدث إلى شخص ما.
تسعد معظم النساء الأكبر سناً بمساعدة جيل الشباب على التعلم، وخاصة فيما يتعلق بالأمومة، لأنها وسيلة لتمرير المعرفة التي اكتسبوها من أمهاتهم ومن جميع الأجيال السابقة، ولابد من اتباع نصيحة طبيبك خلال زياراتك السابقة للولادة.
إذا كنت قلقة بشأن أي شيء يتعلق بالرضاعة الطبيعية، مثل أن تؤثر أي من المكملات الغذائية التي تتناولينها على طفلك خلال فترة الرضاعة، فيمكنك دائمًا استشارة طبيبك، حيث سيكون قادرًا على تقديم النصح لك بشأن ما يمكنك تناوله لضمان عدم تعرض طفلك لأي آثار جانبية.
قد تقوم بعض النساء بزراعة الثدي أو ربما خضعن لعملية جراحية للثدي. في مثل هذه الحالات، يجب عليك دائمًا طلب نصيحة طبيبك حول ما إذا كان لها تأثير على الرضاعة الطبيعية أم لا.
ابحثي عن بعض فصول تعليم الرضاعة الطبيعية وقومي بالتسجيل. ستكونين قادرة على تعلم كل ما تحتاجين لمعرفته حول الرضاعة الطبيعية، بما في ذلك النظافة والأوضاع المختلفة التي يمكنك تجربتها لمساعدة طفلك على الإمساك بالثدي بسرعة. كما ستلتقي بأمهات أخريات هناك وربما يمكنك التواصل معهن وستكونين قادرة على مشاركة رحلة الرضاعة معهن.
إذا كان هناك أي شيء قد يجعلك تشعرين بالقلق من عدم قدرتك على الرضاعة بشكل صحيح، يمكنك دائمًا الاتصال باستشاري الرضاعة الذي يمكنه الإجابة على أي شكوك قد تكون لديك. إذا كنت بحاجة للمساعدة لأي سبب من الأسباب، فقد تتمكن من الترتيب لذلك مسبقًا.
يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية أسهل وأن تستمر لفترة أطول إذا كان هناك دعم قوي من الأب. يمكن للأب حضور جلسات ما قبل الولادة أو الرضاعة الطبيعية، ليكون بجانبك نفسياً، ويفعل كل ما في وسعه لمحاولة تخفيف بعض التوتر الذي ستمرين به خلال هذا الوقت. إن إرضاع الطفل أمر مرهق للجسم، خاصة إذا كنت قد سلكتي طريق الرضاعة الطبيعية الكاملة لطفلك عندما يشعر بالجوع، مع عدم استخدام الزجاجة خلال الأشهر القليلة الأولى.
إذا كان زوجك يخصص لك وقتًا ويعتني باحتياجاتك، مثل إحضار كوب من الشاي لك أو مرافقتك لتناول العشاء إذا كان طفلك يريد إطعامه عندما تحتاجين إلى إعداد العشاء، فقد يساعدك ذلك على تقليل التوتر. إذا كان لديك أطفال آخرون بالفعل، فسيكون من الرائع أن يساعد زوجك معهم بينما تكرسين نفسك في الوقت الحالي لإطعام طفلك حديث الولادة.
تذكري دائمًا أن يكون لديك خطة ولادة جاهزة حتى تتمكني من الحصول على كل ما تحتاجين إلى القيام به للتحضير لطفلك. اعملي مع طبيبك واستمري في مراجعة الخطة وإجراء أي تغييرات ضرورية عليها بناءً على استنتاجات الاختبارات التي سيجريها طبيبك للتحقق من حالة صحة طفلك ونموه. ستلعب صحتك أيضًا دورًا رئيسيًا، ويجب أن تكوني في حالة صحية جيدة إذا كنت تريدين أن تكوني قادرة على إرضاع طفلك دون التعرض لأية مشاكل. إذا كنت ترغبين في ولادة طبيعية وترغبين في إرضاع طفلك بأقل قدر ممكن من التدخل الطبي، فإن طبيبك هو أفضل شخص يمكنك التشاور معه بشأن الخطة لأنه سيكون قادرًا على إخبارك إذا كان ذلك ممكنًا، وإذا لم يكن كذلك وما يمكنك القيام به حيال ذلك.
:اقرأ أيضا
التغيرات الشائعة في الثدي والحلمة أثناء الحمل
أفضل علاجًا طبيعيًا للحلمات المتشققة
الحلمات الداكنة أثناء الحمل: الأسباب والنصائح للتعامل مع ذلك