كلنا نحب فصل الشتاء، ولكن عندما يكون الجو شديد البرودة في الخارج، تصبح الحياة صعبة علينا. خلال فصل الشتاء، كل ما تريدن فعله هو البقاء في منزلك الدافئ، وإذا كنت أماً للمرة الأولي خلال الشتاء، فقد ترغبين في حماية طفلك من البرودة القاسية في الخارج. نظرًا لأن الجهاز المناعي لطفلك الرضيع لا يزال في طور النمو، فسيكون عرضة لنزلات البرد والالتهابات، وهذا لا بد أن يجعلك تشعرين بالقلق. ولكن من خلال اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، يمكنك الحفاظ على طفلك الرضيع في دفء وأمان. تابعي القراءة لمعرفة المزيد عن رعاية الأطفال حديثي الولادة خلال فصل الشتاء.
يحتاج الأطفال حديثو الولادة إلى رعاية ودعم مستمر حتى يصلوا إلى المرحلة التي يمكنهم فيها الاعتماد على أنفسهم بطريقة أفضل. لكنهم يحتاجون إلى رعاية إضافية خلال فصل الشتاء حيث يؤدي انخفاض درجة الحرارة إلى عمليات كيميائية مختلفة داخل الجسم للحفاظ على سلامته وأداء الأعضاء الحيوية بشكل جيد. كما يتم استخدام معظم الطاقة في الجسم للحفاظ على درجة حرارة الجسم بشكل مناسب، وبالتالي تقل من مناطق أخرى في الجسم. هذه هي الفترة الذي تتضرر فيها مناعة الجسم أيضًا. خلال الشتاء، تزدهر الميكروبات والفيروسات وتبحث عن أجسام مضيفة كي صيبها. إلى جانب انخفاض المناعة، يصبح الأطفال الرضع هدفًا سهلاً للأمراض وتزداد فرص إصابتهم بالفيروسات والبكتيريا.
الشتاء هو أيضًا موسم الأنفلونزا. إنه ذلك الوقت من العام الذي تنتشر فيه الفيروسات بسهولة وتؤثر على أي شخص وكل شخص في غضون وقت بسيط. يؤدي هذا إلى ظهور أمراض الشتاء مثل:
معظم الالتهابات التي تحدث في الشتاء لها أعراض قوية، مما يسهل اكتشافها. إذا كان طفلك الرضيع مصابًا بعدوى، ستلاحظين الأعراض التالية –
إليك كيفية العناية ببشرة طفلك وصحته العامة خلال فصل الشتاء والتأكد من بقائه بصحة جيدة طوال الموسم الشتوي.
إذا كنت تعيشين في مناطق شديدة البرودة، يصبح استخدام جهاز مرطب الهواء في غرفة طفلك أمرًا ضروريًا. تنخفض درجة الحرارة في الشتاء، لذا يُقترح استخدام أنظمة التدفئة في غرفة طفلك. إذا كنت تستخدمين جهازًا للتدفئة، فقد يسرق بخار الماء من الغرفة، مما يجعل الهواء جافًا، وكذلك جلد طفلك. ومن ثم، يجب بتركيب جهاز ترطيب الهواء في الغرفة بحيث يتم الحفاظ على مستويات الرطوبة على النحو الأمثل.
ستكون بشرة طفلك حساسة للغاية ويمكن أن تجعلها أجواء الشتاء القاسية جافة. إذا كنت ترغبين في الحفاظ على بشرة طفلك ناعمة ونضرة، فاستخدمي كريم مرطبًا جيدًا على بشرته. اختاري كريمات البشرة أو المرطب المصنوع لبشرة الطفل. يمكنك استخدام كريم أو غسول غني بكريم الحليب والزبدة، حيث سيساعدان في الحفاظ على توهج وملمس بشرة طفلك.
بصفتك أمًا للمرة الأولى، سترغبين في شراء كل منتج جديد وواعد للعناية بالطفل متوفر في المتاجر، لكن يجب مقاومة هذا الإغراء لأن استخدام الكثير من المنتجات على بشرة طفلك لن يفيد. لا بأس من وضع المستحضرات والكريمات، لكن إذا كنت تحمميه كثيرًا وتستخدمين عدة منتجات على بشرته، فلن يؤدي ذلك إلا إلى جفاف بشرته. تجنبي أيضًا استخدام الصابون والشامبو يوميًا أو كثيرًا. سوف تسلب هذه المنتجات الماء من بشرته وتجعلها جافة.
من أجل النمو السليم لطفلك وتطوره، من المهم أن تقومي بتدليكه يوميًا. إن عملية التدليك ذاتها تحفز تدفق الدم داخل الجسم وتزيد من الشعور بالراحة والاطمئنان، مما يعزز بشكل غير مباشر مناعة الطفل. استخدم زيت تدليك جيد ودلكيه برفق. أثناء القيام بذلك، تأكدي من أن الغرفة التي تقومي بتدليكه فيها دافئة، خاصة خلال فصل الشتاء.
قد يبدو وضع بطانية ثقيلة على طفلك الرضيع لإبقائه دافئًا أفضل طريقة لتهدئة طفلك في الشتاء، ولكنها ليست الطريقة الأكثر أمانًا لإبقائه دافئًا. إذا كنت تستخدمين بطانيات ثقيلة لإبقاء طفلك دافئًا، فلن يتمكن من تحريك ذراعيه بحرية. وأثناء محاولته القيام بذلك، قد يسحب البطانية فوق وجهه، مما سيزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع أو SIDS. ومن ثم، يُقترح استخدام بطانية خفيفة والحفاظ على درجة حرارة الغرفة مثالية ودافئة.
إن ارتداء طفلك الرضيع باستمرار سترات سميكة وقفازات وجوارب وقبعة يمكن أن يمنعه من الحركة بسهولة ويجعله سريع الانفعال. لذا يجب أن يرتدي ملابس حسب درجة حرارة الغرفة ويجب اختيار الملابس التي تغطي جسمه بالكامل ولكنها ليست ضيقة في نقس الوقت. يمكنك أيضًا أن تجعليه يرتدي قفازات وجوارب – فهي تحافظ على دفء طفلك الرضيع وتجعله ينام بهدوء طوال الليل.
الحفاظ على منزلك وغرفة طفلك مريحًا ودافئًا سيبقي طفلك آمنًا ومحميًا من برد الشتاء القاسي. أغلقي نوافذ منزلك والأبواب جيدًا. ومع ذلك، تأكدي من تهوية غرفة طفلك وغرفة المعيشة. من الممكن استخدام أجهزة التدفئة، إذا لزم الأمر، حتى يشعر طفلك بالراحة بنفسه.
خلال فصل الشتاء، سيكون طفلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وستكون مناعته منخفضة أيضًا. لكن هذا ليس سببًا لتخطي ميعاد أي تطعيم خوفًا من إصابة طفلك بالمرض. من المهم للغاية أن يتم تطعيم طفلك في الوقت المحدد له، لأن تطعيم طفلك سيبقيه بصحة جيدة في المستقبل. في حال انتهى بك الأمر إلى تخطي ميعاد أي تطعيم عن طريق الخطأ، احصلي على التاريخ التالي المؤكد من طبيبك واذهبي إليه على الفور.
يحتوي حليب الثدي على أجسام مضادة ومغذيات تساعد على تقوية مناعة الطفل الرضيع وحمايته من الأمراض الشائعة. لذا، حتى لو كان طفلك قد تناول الأطعمة الصلبة، فاستمري في الرضاعة. سيوفر له حليب الثدي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة، كما أنه أثناء الرضاعة الطبيعية، فإن دفء جسمك سوف يريحه نفسيا وعاطفيا أيضًا.
أنت أكثر من يتعامل مع طفلك الرضيع، وبالتالي، من الضروري للغاية أن تكوني نظيفًة وبصحة جيدة. اغسلي يديك وعقميهما بمطهر في كل مرة تتعاملين فيها مع طفلك. يمكن أن تجد الجراثيم كل السبل للوصول إلى طفلك، لذا تأكدي من إيقافها بجميع الطرق على الفور. إذا كان لديك ضيوف أو زواري، فاطلب منهم بأدب أن يغسلوا أيديهم أو يستخدموا المطهر قبل التعامل مع طفلك.
ما لم يكن الجو شديد البرودة في الهواء الطلق، فلا بأس بالخروج من المنزل من حين لآخر للحصول على بعض الهواء النقي. لكن تأكدي من حماية طفلك من الرأس إلى أخمص القدمين إذا خرج أثناء فصل الشتاء. قد يؤدي تعرض الجلد للرياح الباردة إلى عدم الراحة بسرعة. تأكدي من أن دوجة حرارة أصابع طفلك على الجانب الأكثر برودة وأن درجة حرارة البطن في الجانب الأكثر دفئًا، حيث أن هذه هي العلامة المثالية على أن جسم طفلك في درجة الحرارة المناسبة.
إذا كان طفلك قد بلغ السن الذي يمكنه فيه البدء في تناول الأطعمة شبه الصلبة، فسيكون الشتاء وقتًا رائعًا لإدخال الحساء في نظامه الغذائي. الحساء الصحي في الطقس البارد سيبقيه دافئًا. يمكنك صنع الحساء لطفلك وإضافة قطع الدجاج المهروسة أو الخضار إليه. أيضا، قم بضم الثوم المهروس في الحساء، فهو سيبقي طفلك دافئًا خلال الشتاء ويحميه من أمراض الشتاء المختلفة.
في بعض الأحيان، حتى اتخاذ أفضل الاحتياطات لا يمكن أن يساعد في منع المرض. إذا مرض طفلك خلال فصل الشتاء، يجب عليك اصطحابه إلى طبيب الأطفال وفحصه. إذا كان يعاني من نزلات البرد أو الأنفلونزا، فيمكنك إعطائه محلول ملحي في المنزل أو قطرات أنف للمساعدة في تخفيف انسداد الأنف. سوف يساعده ذلك على التنفس بشكل صحيح، مما يجعله يشعر بتحسن. ومع ذلك، يجب عليك دائمًا إعطاء المحاليل الملحية أو قطرات الأنف بعد مراجعة الطبيب.
تأكدي من تجنب الجفاف عند طفلك الرضيع. استمري في الرضاعة أو إعطائه الماء بشكل منفصل. إذا كان بإمكانه شرب الحساء، فقومي بضمها ألي نظامه الغذائي بشكل مناسب للحفاظ سوائل الجسم عند مستوى مناسب. إن احتضان طفلك بمحبة وقضاء الوقت معه أمر ضروري إلى جانب اتخاذ التدابير الوقائية الأخرى. في كثير من الأحيان، يمكن أن يساعد وجود الأمان والراحة الجسم في مكافحة العدوى بنفسه. ولكن إذا كانت علامات وأعراض العدوى تزداد سوءًا، فاتصلي بطبيب طفلك على الفور.
إذا كان هذا هو فصل الشتاء الأول لطفلك، فمن الطبيعي أن تشعري بالقلق، ولكن من خلال اتخاذ التدابير الوقائية مسبقًا، يمكنك الحفاظ على سلامته، كما يجب الحفاظ على النظافة المناسبة في المنزل والحفاظ على منزلك دافئًا. إذا لاحظت أن طفلك الصغير ليس على ما يرام، فاستشيري الطبيب على الفور.