يجلب الصيف معه كل الفرح. سواء كان بسبب العطلة الصيفية أو التنزه في الحدائق أو الذهاب للشواطئ أو تناول الآيس كريم؛ فالصيف يرضي الجميع. لكن بعض الأطفال قد لا يجدون الصيف مرحبًا بهم أبدًا. لماذا؟ لأن التعرق المفرط قد يفسد أوقاتهم السعيدة. لكن هل تعلمين أن هناك حالة تسبب التعرق المفرط؟ يطلق عليها فرط التعرق. دعونا نلقي نظرة على ما هي تلك الحالة.
ما هو فرط التعرق؟
فرط التعرق هو اضطراب يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني الذي يؤدي بدوره إلى تعرق الجسم بغزارة. هو شائع عند الأطفال، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل لديهم. قد تؤدي هذه الحالة إلى خروج سوائل الجسم من الإبطين أو اليدين أو الجبهة أو القدمين أو حتى باطن القدم.
تشير إحدى الدراسات إلى أن فرط التعرق لا يرجع بالضرورة إلى المجهود أو الحرارة. بل هو اضطراب يمكن أن ينشأ بسبب بعض المشاكل الطبية أيضًا. تابعي القراءة للعثور على كل ما يتعلق بهذه المشكلة الشائعة.
أنواع فرط التعرق
يمكن تصنيف فرط التعرق إلى الأنواع التالية:
-
فرط التعرق العام
يعد هذا نوعًا شديدًا من التعرق حيث قد يتعرق طفلك لدرجة أن تبتل ملابسه وتلتصق بجسمه. يحدث هذا النوع من التعرق عادة في جميع أجزاء الجسم.
-
فرط التعرق الموضعي
قد لا يشكل هذا النوع من التعرق مشكلة كبيرة لأنه يتعرق من جزء واحد من الجسم بشكل رئيسي، سواء كان ذلك من الإبط أو الوجه.
-
فرط التعرق الأولي
هذا النوع من فرط التعرق لا يرتبط بأي مشكلة طبية ولا يحدث بسبب الآثار الجانبية لأي دواء. يكون هذا النوع من التعرق أكثر شيوعًا عند الأطفال.
-
فرط التعرق الثانوي
بعكس فرط التعرق الأولي؛ يحدث فرط التعرق الثانوي بسبب حالة طبية وأحيانًا كأثر جانبي لدواء. هذا النوع من التعرق أكثر شيوعًا عند البالغين.
ما مقدار التعرق الطبيعي للطفل؟
يتعرق الجميع في الصيف أو أثناء الإجهاد. ومن الطبيعي جدًا أن يتعرق الجسم لأنه يفرز مزيجًا من الصوديوم والماء من أجل تبريد الجسم.
تنشأ المشكلة عندما يحدث التعرق بدون سبب أساسي. في مثل هذه الظروف، يمكن أن يؤدي التعرق المفرط إلى تدمير طفولة طفلك لأنه قد يخجل من التجمعات الاجتماعية.
أسباب التعرق عند الأطفال
تشمل أسباب التعرق المفرط أو فرط التعرق عند الأطفال ما يلي:
-
العدوى
قد تشعرين أن طفلك يتعرق بشكل مفرط، وهذا طبيعي جدًا. لكن عدم التفكير في الإصابات المحتملة قد يكون أحد الأخطاء. بعض أنواع العدوى مثل السل قد تسبب فرط التعرق كأحد أعراضها الرئيسية.
-
السكري
إذا كان طفلك يعاني من أمراض وراثية مثل مرض السكري، فقد يتعرق بشكل مفرط. يمكنك التوصل إلى هذا الاستنتاج إذا كانت رائحة العرق مثل رائحة الأسيتون أو مزيل طلاء الأظافر المعروف.
-
فرط نشاط الغدة الدرقية
في حال كان طفلك يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، فقد يعاني من التعرق المفرط كعرض من الأعراض. يصاحب هذا الخلل في هرمون الغدة الدرقية أعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو الغثيان أو الضعف أو حتى الإسهال.
-
ارتفاع ضغط الدم
قد يضطر بعض الأطفال إلى التعامل مع ارتفاع ضغط الدم حتى في سن صغير. مثل هذه الحالة الطبية قد يؤدي إلى التعرق المفرط.
-
الملابس الثقيلة أو المناطق الدافئة
جعل أطفالك يرتدون ملابس ثقيلة في الصيف قد يؤدي إلى التعرق المفرط. حتى درجة حرارة الغرفة الدافئة قد تكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى التعرق المفرط.
-
أعراض جانبية
إذا كان طفلك يتناول نوع من الأدوية أو المكملات الصحية؛ قد يتعرق بشكل مفرط كأحد الأعراض الجانبية لذلك.
-
فشل القلب الاحتقاني
على الرغم من أنها حالة نادرة، إلا أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل فشل القلب الاحتقاني قد يتعرقون أيضًا بشكل زائد. تشمل الأعراض الأخرى عادةً السعال والإرهاق أثناء الرضاعة أو الأكل والتنفس السريع.
أعراض فرط التعرق لدى الأطفال
ترتبط الأعراض التالية بفرط التعرق:
-
العرق الملحوظ
إذا لاحظت أن جناحه غارق في العرق أكثر من المعتاد، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب فرط التعرق.
-
عرقلة الأنشطة اليومية
إذا كان طفلك يجد صعوبة في الإمساك بقلمه ويفقد قبضته كثيرًا، أو يجد صعوبة في البقاء هادئًا؛ قد يكون ذلك بسبب فرط التعرق.
-
بقع الجلد البيضاء
عندما يتعرق الجسم أكثر من اللازم، قد تظهر بقع بيضاء في المناطق المعرضة للعرق. ويبدو الجلد مقشرًا أيضًا. إذا حدث هذا، فقد يكون بسبب فرط التعرق.
-
عدوى جلدية
قد يؤدي التعرق المفرط لدى طفلك إلى عدوى في الجلد تتطلب عناية طبية. بعض هذه العدوى تشمل مرض القدم الرياضي أو داء السعفة.
-
مشاكل جلدية أخرى
يمكن أن تكون حالات مثل الأكزيما الملتهبة في مناطق معينة من الجلد، أو حتى الطفح الجلدي من الأعراض التي لوحظت عند الأطفال الذين يعانون من فرط التعرق.
تشخيص فرط التعرق لدى الطفل
يتم التشخيص عن طريق الآتي:
-
اختبارات معملية
سواء كان ذلك عن طريق فحص الدم أو البول. قد يصف الطبيب أحدهما أو كليهما لتشخيص حالات مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو اضطراب مستوى السكر في الدم.
-
اختبار التعرق منظم الحرارة
يساعد هذا الاختبار في تشخيص زيادة مستويات العرق. في هذا الاختبار، يتم وضع مسحوق حساس للرطوبة على سطح الجلد. إذا كان طفلك يتعرق في درجة حرارة الغرفة العادية، سيتغير لون المسحوق، مما يعني وجود فرط التعرق.
علاج فرط التعرق لدى الأطفال
يعتمد علاج فرط التعرق بشكل كبير على شدة التعرق الذي قد يعاني منه طفلك. انظري إلى العلاجات التالية التي يمكن أن توفر له الراحة التي يحتاج إليها.
-
العلاج الدوائي
- مضاد التعرق الدوائي – عادة ما يكون هو أول دواء دفاعي، فمضاد التعرق الدوائي يمكنه مقاومة العرق بشكل فعال. تتوفر كل أنواع مضادات التعرق في الأسواق، من معتدلة إلى قوية. قد تعتمد الوصفة الطبية على شدة الحالة.
- الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم – يمكن لبعض الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، أن وقف الأعصاب التي تميل إلى تحفيز الغدد العرقية. ومع ذلك، يحتاج المرء إلى الاستعداد للآثار الجانبية لهذه الأدوية. جفاف الفم أو الرؤية الغير سليمة أو حتى التهابات المثانة قد تكون من بعض آثارها الجانبية.
- حقن توكسين البوتولينوم – يمكن أن تساعد هذه الحقن في وقف الأعصاب التي تؤدي إلى تحفيز الغدد العرقية عند الأطفال.
-
العلاجات الجراحية والعلاجات الأخرى
- القضاء على الغدد العرقية – يوصى بهذا للأطفال الذين لا يستطيعون التوقف عن التعرق بغض النظر عن الموسم أو الوقت. يتم التخلص من الغدد العرقية بطريقة شفط الدهون.
- جراحة الأعصاب – الجراحة الأخرى المقترحة لفرط التعرق هي جراحة الأعصاب. حيث يتم تعطيل عمل الأعصاب الشوكية التي تحفز الغدد العرقية.
وقاية الأطفال من فرط التعرق
يمكن أن تساعد هذه النصائح في منع التعرق المفرط لدى طفلك:
- الاستحمام المنتظم، حتى مرتين في اليوم أثناء الصيف، يتبعه وضع مزيل العرق ومضاد التعرق الخفيف.
- حافظي على ملابس أطفالك فضفاضة، واستخدمي فقط الأقمشة القطنية في الصيف.
- بعد المجهود، مثل اللعب في الحديقة، دعي طفلك يبرد نفسه تحت مروحة أو مبرد.
- امنحي القدمين التهوية المناسبة، إما بعدم ارتداء الجوارب على الإطلاق أو ارتداء الجوارب القطنية.
بالنظر إلى المعلومات المذكورة أعلاه، سيكون لديك معرفة جيدة عن التعرق والحقائق الأساسية الخاصة به. إذا كان طفلك يعاني من فرط التعرق، فلا داعي للذعر. يمكنك إما اتباع الإجراءات الوقائية المقترحة هنا أو استشارة طبيبك للحصول على المشورة لمزيد من الراحة لطفلك.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.