الأطفال صغارٌ جدًا على فهم الالتزام بالمواعيد أو تحمل مسؤولية أفعالهم ما لم يُعلّمهم آباؤهم ذلك. قد يعتمد صغيرك عليك في أمورٍ صغيرة، وقد يحتاج إليك في أمورٍ بسيطة ما لم تمنحه حرية القيام بالأشياء بمفرده، وارتكاب الأخطاء، والتعلم منها. مع نمو طفلك، سترغب في جعله مستقلًا، وبالطريقة الصحيحة، فأوامرك البسيطة لا ينبغي أن تكون عقابًا. بصفتك أحد الوالدين، يمكنك توجيه أطفالك نحو الطريق الصحيح ببعض النصائح البسيطة، ودع طفلك يكتشف الاستقلالية بطريقته الخاصة.
قد يكون طفلك صغيرًا جدًا الآن، لكنه في النهاية سيكبر ليصبح بالغًا كامل الأهلية. تعلّم بعض المهارات الحياتية في وقت مبكر من حياته يُهيئه للتعامل مع متطلبات البلوغ.
هناك طرق عديدة لتدريب طفلك على الاستقلالية والاستمتاع بطفولته كما يستحق.
لا يحتاج طفلك إلى البدء بإدارة شؤون المنزل واتخاذ قراراتٍ مصيرية. الاستقلالية تبدأ من ذاته، وهنا يمكنك مساعدة طفلك. إذا كنت تُخطط لنزهةٍ وتحتاج إلى مساعدة طفلك فيها، فكلّفه بمهامٍ بسيطة، مثل إعداد قائمة بالأغراض التي قد تحتاجها، أو تجهيز حقيبته بنفسه لرحلةٍ قصيرةٍ في نهاية الأسبوع.
يخلط العديد من الآباء بين التوجيه والإرشاد، ويتدخلون باستمرار في تصرفات الطفل إذا أخطأ أو استغرق وقتًا أطول من اللازم. عندما يكون طفلك صغيرًا، من الجيد توجيهه ببعض التعليمات أو الاقتراحات المفتوحة التي تُعلمه بإمكانية إنجاز المهمة بسهولة أكبر، ولكن عندما يكبر دعه يلجأ إليك إذا احتاج إلى مساعدة، بدلًا من التدخل دون داعٍ.
قد يُشعر سؤال طفلك عما يُريد تناوله في المطعم بالإرهاق نظرًا لكثرة الخيارات المتاحة. بدلًا من ذلك، اختر مجموعة من الخيارات من القائمة واطلب منه الاختيار من بينها. البدء بمجموعة محدودة من الخيارات يُساعده على اتخاذ القرار بسهولة ويُهيئه لخيارات جديدة.
قد تُفضل أن يُنهي طفلك واجباته المدرسية قبل أن يخرج للعب، لكنه قد يفضل اللعب أولاً على إكمال واجباته المدرسية. امنح طفلك بعض الحرية في أمور أصغر، مثل اختيار ملابسه أو وجبة خفيفة يتناولها مساءً، وطالما أنه يفي بوعوده، فلا مشكلة لديك.
يتعلم طفلك الاستقلالية، لذا لن يكون الأمر سهلاً عليه، فتجنب توبيخه أو التقليل من شأنه، حتى لو لم يفعل شيئًا بسيطًا. كن بجانبه وادعمه وساعده إذا طلب ذلك، دون إصدار أحكام عليه.
قد يفشل طفلك أحياناً، وسيشعر بخيبة أمل بالطبع، فطمئنه وأخبره أنه لا بأس بالفشل. علّمه أن يتعلم من تلك الإخفاقات، وأن ينهض ويحاول مرة أخرى، قد يُكرّر التصرف رغم تحذيراتك. لا بأس، دعه يتعلم من أخطائه. دع طفلك يعرف ما كان بإمكانه فعله بشكل أفضل، لكن لا تربط الفشل به، فهذا قد يُضعف ثقته بنفسه بشكل كبير.
سواءً كانت مشاكل متعلقة بالمدرسة أو أي مشاكل قد يواجهها مع إخوته أو أصدقائه، أخبر طفلك أن بعض المشاكل يجب أن يُحلّها بنفسه، ولا يُمكنك مساعدته في حلها. أرشده عند الحاجة بتزويده بمنظور مختلف للموقف.
قد يواجه الأطفال صعوبة في اتخاذ القرارات بأنفسهم إذا لم يفكروا بشكل متسلسل. يمكن حل هذه المشكلة بسهولة بوضع روتين ثابت لهم. بمجرد أن يعرف طفلك ما يجب فعله في يوم ووقت محددين، سيبدأ في القيام بكل شيء بنفسه.
يميل العديد من الأطفال إلى اعتبار العالم مسألة ربح وخسارة. افتح لطفلك عالم التنازلات والتفاوض، وسيبدأ بفهم كيفية تحقيق أقصى استفادة من الموقف المعروض عليه. يمكنه اختيار مكان النزهة أو غداء النزهة، لكنه لا يستطيع القيام بكليهما. سيساعده هذا أيضًا على تحديد أولوياته.
عندما ينفذ طفلك ما وعد به بالطريقة الصحيحة وبمفرده، لا تتردد في إخباره بمدى فخرك به. إن ردود الفعل الإيجابية ضرورية في تشكيل شخصية طفلك بالطريقة الصحيحة، وموافقة الوالدين تُسهم بشكل كبير في هذا الصدد.
هناك فرق كبير بين جعل الأطفال الصغار مستقلين وتعليمهم القيام بأنشطة معينة بأنفسهم. بمجرد أن يعتاد طفلك على بيئة المدرسة، يمكنك أن تطلب منه القيام بالأنشطة البسيطة بنفسه. هذا يمكن أن يزرع بذور الاستقلالية لديه تدريجيًا.
اقرأ أيضا:
طرق لمساعدة طفلك على تكوين الأصدقاء
طرق فعالة لكيفية مدح الطفل بالكلمات
كيفية تعليم طفلك التصرف بشكل جيد