قبل بضعة عقود، كان إنجاب طفل في سن الأربعين يعتبر مستحيلًا أو محفوفًا بالمخاطر. ليس بعد الآن. قد لا تزال المخاطر قائمة، ولكن مع تطور التكنولوجيا الطبية وتوفر العديد من علاجات الخصوبة، أصبح من الأسهل الآن الحمل في سن الأربعين. وطالما أن المرء يحافظ على صحته ويستشير الطبيب، فإن الحمل في سن الأربعين يصبح أمر غير بعيد المنال!
الحمل في الأربعينيات من العمر
تعمل الأجهزة البيولوجية للمرأة، وخاصة الجهاز التناسلي، بشكل أفضل بين العشرينات والثلاثينيات من العمر. ولكن خلال الأربعينيات من العمر، تؤثر التغييرات التي تحدث داخل الجسم على القدرة الإنجابية للمرأة.
في سن 40-44 سنة: تكون جودة وكمية البويضات في أفضل حالاتها في سنوات الشباب. مع زيادة العمر، ينخفض كلاهما. في أوائل الأربعينيات، ستجدين أنه من الصعب حدوث الحمل بشكل طبيعي. أيضًا في هذا العمر، قد تعاني البويضات من تشوهات في الكروموسومات. ومع ذلك، يمكنك البحث عن آليات المساعدة الإنجابية للحمل. المشكلة الأخرى تكون في الرحم، حيث تزداد سماكة البطانة مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الرحم، مما قد يجعل زرع البويضات أمرًا صعبًا.
يحدث انقطاع الطمث أيضًا في هذا العمر مما يؤدي إلى قِصَر الدورة الشهرية. هذا يعني أن الإباضة يمكن أن تحدث مبكرًا في اليوم التاسع بدلًا من اليوم الخامس عشر كما في الدورة العادية. يمكنك الحصول على مجموعة اختبارات الإباضة لتحديد أيام الإباضة بدقة لأن ممارسة الجماع في هذه الأيام يمكن أن تزيد من فرص الحمل.
في سن 45 وما بعدها: تقل احتمالات الحمل بشكل طبيعي بعد سن الـ 45. ومع ذلك، لا داعي لفقدان الأمل حيث يمكن اللجوء لعلاجات الخصوبة مثل التلقيح الاصطناعي. نظرًا لأنه يتم فحص البويضات ويتم فقط زرع البويضات التي بصحة جيدة، فهناك فرصة أفضل للحصول على أجنة صحية. يمكن أن تكون هذه هي أفضل طريقة للحصول على حمل صحي حيث يوجد معدل نجاح مرتفع للحمل فوق سن الأربعين بهذه الطريقة.
فوائد إنجاب طفل في الأربعينيات من العمر
بالطبع، هناك العديد من الفوائد لولادة طفل في الأربعينيات من العمر. من المرجح أن تكونين مستقرةً ماديًا ومستعدةً عاطفيًا في هذا العمر. ربما تكونين في أفضل مرحلة من حياتك المهنية وجاهزة عمليًا للاسترخاء. تكونين أيضًا بعيدة عن التوتر في هذا العمر، حيث تكون كل العوامل الأخرى في صالحك.
هذا أيضًا هو السن الذي تكون فيه علاقتك الزوجية في ذروتها حيث تكونين أنت وزوجك قد أمضيتم معًا فترة كافية من الوقت. وبالتالي، فأنت في مكان مريح في علاقتك. من المؤكد أنك ستنجبين طفلاً مع الشخص الذي تحبيه، وسيعني هذا أيضًا وضع أساسًا قويًا لعائلتكم لاستقبال الطفل.
أيضًا، أنت في سن تميلين فيه إلى أن تكوني أكثر حكمة ونضجًا وعقلانية. لذلك، كأم ناضجة، قد تكونين أيضًا قادرة على اتخاذ خيارات تربوية عملية وكذلك أكثر حكمة. يمكنك أن تكوني أفضل أم في هذا العمر.
لقد وُجد أن الأمهات الأكبر سنًا أكثر ثقة واستعدادًا للرضاعة الطبيعية مما يؤثر بشكل جيد على صحة الأم والطفل. في سن الأربعين، يميل كلا الوالدين إلى أن يكونا في وضع جيد ماليًا مما يساعد في التربية حيث يمكنك الآن توفير الأفضل لطفلك.
تكونين أيضًا أكثر هدوءً في هذا العمر، فقد رأيت العالم واكتسب الخبرة. لذلك، أنت الآن حريصة على التركيز على حياتك الشخصية مما سيتيح لك قضاء وقت ممتع مع طفلك. وبالتالي، يمكنك تربية طفلك بشكل أفضل.
ميزة أخرى هي أنه في سن الأربعين، تكون هناك فرصة أفضل لإنجاب أكثر من طفل واحد. إذا كنت تحاولين الحمل بشكل طبيعي، فسيتعين على الهرمونات العمل لوقت إضافي مما قد يؤدي إلى زرع أكثر من بويضة واحدة. وبالتالي، فإن فرصة إنجاب التوائم تكون أكثر في هذا العمر. وبالمثل، إذا اخترت طرق المساعدة في الحمل مثل التلقيح الاصطناعي، وما إلى ذلك، فهناك فرصة أكبر لولادة أكثر من طفل واحد.
عيوب الحمل بعد سن الأربعين
العيب الرئيسي للحمل بعد سن الأربعين هو أن هناك مخاطر أكبر لولادة طفل يعاني من التشوهات. يعتبر الحمل في هذا العمر عالي الخطورة. لحسن الحظ، توجد اليوم تقنيات طبية متقدمة يمكنها اكتشاف العيوب الخلقية في وقت مبكر. يمكن للنساء الحوامل في الأربعينيات من العمر الخضوع لاختبارات الفحص لمعرفة ما إذا كان هناك أي تشوهات في الجنين. يُلاحظ أن الأطفال الذين يولدون لأمهات أكبر سنًا هم أكثر عرضة للإصابة بحالات مثل متلازمة داون. تميل تشوهات الكروموسومات أيضًا إلى الحدوث في حالات الحمل لأمهات تزيد عن 40 عامًا.
هناك مشكلة أخرى مرتبطة بحمل كبار السن وهي الإجهاض. يكون خطر الإجهاض أعلى في حالات حمل الأمهات التي تزيد عن 40 عامًا وبعد 45 عامًا تزداد فرص حدوث الإجهاض أكثر.
حتى لو حملت المرأة وكانت جميع الفحوصات جيدة، يلزم توفير رعاية إضافية خلال فترة الحمل بأكملها وحتى بعد الولادة. في بعض الحالات، ينصح الأطباء أيضًا بالراحة التامة في الفراش.
من المرجح أن تصاب النساء الحوامل الأكبر سنًا بمشاكل متعلقة بالمشيمة، وارتفاع ضغط الدم، وسكري الحمل، وتسمم الحمل، وغير ذلك. قد يكون لديهم أيضًا مشاكل متعلقة بالولادة وغالبًا ما يخضعون لعملية قيصرية وليس ولادة طبيعية. قد يولد الأطفال قبل الأوان مما يعني أنهم سيعانون من نقص الوزن. يمكن أن يكون وضع الطفل صعبًا أيضًا أثناء الولادة.
نعم، هناك العديد من المضاعفات التي تصيب النساء الحوامل فوق سن الأربعين. والخبر السار هو أن هناك العديد من النساء اللواتي حصلن على حمل طبيعي وصحي في هذا العمر. تذكري، مهما كانت المشاكل التي تواجهيها، الطب الحديث هنا لمساعدتك.
فرص حدوث الحمل بعد سن الأربعين
هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن العديد من النساء فوق سن الأربعين يعانين من مشاكل الخصوبة. تقل فرص الحمل بعد سن الأربعين، ومن المحتمل أن تكون هناك فرصة بنسبة 5 إلى 20 في المائة فقط للنساء في الأربعينيات وما بعدها.
ستتمتع المرأة في الثلاثينيات من عمرها بفرص بنسبة 75 في المائة في الحمل، بينما تقل فرص الحمل في سن الأربعين بشكل كبير. وذلك لأن عدد البويضات الذي يتم إنتاجها يتناقص بشكل كبير مع تقدم العمر. خلال سنوات الشباب الأصغر سنًا، يتراوح عدد البويضات التي يتم إنتاجها بين 300000 و 400000 بويضة، لكن عدد البويضات التي يتم إنتاجها في النساء بعد 37 عامًا يبلغ 25000 بويضة فقط. كما تتدهور جودة البويضات مع تقدم العمر.
يزداد انتشار الإجهاض أيضًا في حالات الحمل لأمهات تزيد عن 40 عامًا. وفي أوائل الأربعينيات، تبلغ فرصة الإجهاض حوالي 34 في المائة بينما، بحلول سن 45، ترتفع الفرص إلى حوالي 53. وهناك أيضًا مضاعفات أخرى مثل التشوهات الجينية، مشاكل الكروموسومات وغير ذلك.
ولكن مع توفر العديد من تقنيات المساعدة على الإنجاب الآن، فإن فرص الحمل في سن الأربعين اليوم أعلى بكثير من أي وقت مضى. وبالتالي، فهو وقت رائع لمحاولة الحمل في سن الأربعين.
يمكن للنساء فوق سن الأربعين الحمل بسهولة الآن وإنجاب أطفال أصحاء. مع الطب الحديث، أصبح من الممكن الآن إنجاب طفل في عمر الـ 45 عامًا.
ما هي فرص الحمل بشكل طبيعي في الأربعينيات؟
تعتمد فرص الحمل في الأربعينيات على عوامل مختلفة مثل صحة الأم ونمط حياة الزوجين وما إلى ذلك. في أوائل الأربعينيات من العمر، هناك فرصة بنسبة 20 في المائة للحمل، بينما بعد الـ 45 تنخفض النسبة المئوية لأقل من 5 في المائة.
في الوقت نفسه، يمكنك محاولة الحمل بعد سن الأربعين بشكل طبيعي عن طريق إحداث تغييرات معينة في نمط حياتك وعاداتك الغذائية. في الواقع، هناك حالات ساعدت فيها تغييرات نمط الحياة الصحية النساء على الحمل.
الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الطبيعي: مؤشر كتلة الجسم الصحيح (BMI) ضروري لكي يعمل الجسم بشكل طبيعي. أي يجب أن يكون لديك الوزن المثالي حسب طولك. هذا يعني أنه يجب عليك محاولة الحفاظ على وزن جسمك الطبيعي. أحد الأسباب الرئيسية لمشاكل الخصوبة عند النساء هي السمنة. تعمل الهرمونات بشكل طبيعي عند النساء الذين يتمتعن بوزن في النطاق المثالي. في الوقت نفسه، يجب أن تحاولي إنقاص الوزن بشكل طبيعي إذا كنت تعانين من زيادة الوزن وتحاولين الإنجاب. لا تجوعي أبدًا ولكن تناولي طعامًا صحيًا. يمكن أن تؤدي طرق اتباع نظام غذائي غير صحيح إلى نقص التغذية الذي يمكن أن يمنع هرمونات الغدد الصماء من العمل بشكل طبيعي.
لا يُنصح أيضًا بمكملات إنقاص الوزن لأنها تتداخل مع الأداء الهرموني.
الأكل الصحي: هناك ما يسمى “النظام الغذائي للخصوبة” الذي يشير إلى التغذية الصحيحة المطلوبة لحمل طبيعي في سن الـ 40. يحتاج الجسم إلى التغذية المثلى عند الحمل لأن الطعام الذي تتناوله الأم يساهم في وصول العناصر الغذائية إلى الرحم. يجب أن يكون هناك ما يكفي من السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات والمعادن ومكونات الغذاء الأخرى لضمان حمل طبيعي وصحي. تناولي الكثير من الخضروات والفاكهة. تجنبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين. قاومي التدخين بشدة. تناولي الكثير من الحساء بدلاً من المشروبات الأخرى، ساخنة أو باردة. تعتبر الخضروات الورقية والخضراء مثالية، خاصة البروكلي والسبانخ والشبت والقرنبيط واللفت والفاصوليا وغيرها.
حمض الفوليك له أهمية قصوى في الحمل. تناولي المزيد من الأسماك لأنها يمكن أن توفر لك حمض الفوليك. تجنبي اللحوم الحمراء ولكن زيدي من تناول اللحوم الخالية من الدهون. البيض مفيد أيضًا للبروتينات.
يجب عليك أيضًا تناول المزيد من السلطة والعصائر لضمان حصول جسمك على جميع الأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة والمعادن من أجل حمل صحي.
المكملات: يمكن للنساء فوق سن الأربعين الحصول على مساعدة من العديد من المكملات لزيادة فرص الحمل. يمكن لمكملات فيتامين هـ ومكملات الفولات والكالسيوم والمكملات الغذائية الأخرى أن توفر التغذية اللازمة وبالتالي تسهل عمل الهرمونات.
نصائح هامة: جربي مجموعة اختبارات التبويض للتنبؤ باليوم المحدد للإباضة. تميل درجة حرارة الجسم إلى الارتفاع أثناء التبويض. تحققي من إفرازات عنق الرحم لأن هذا يشير أيضًا إلى حالة الإباضة. مارسي الجماع يوم بعد يوم. ويقال أيضًا أن اتخاذ وضعيات الجماع التي تضمن اختراق أعمق يساعد أيضًا في تسريع الحمل.
ما هي فرص حدوث الحمل باستخدام علاجات الخصوبة؟
اليوم، هناك الكثير من الوسائل المساعدة المتاحة للنساء فوق سن الأربعين للحمل، لذلك هناك فرصة متزايدة للحمل بعلاجات الخصوبة مقارنة بالأيام السابقة.
توجد تقنية أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي حيث يتم تكوين الجنين خارج الرحم ثم يتم زرعه. لا تنطوي هذه العملية على فرصة أكبر للحمل فحسب، بل يمكنها أيضًا ضمان ولادة طفل سليم.
يستخدم الحقن المجهري أو حقن الحيوانات المنوية داخل الهيولى على نطاق واسع كفرصة مؤكدة للحمل في سن الأربعينيات.
استشيري الطبيب واخضعي لفحص طبي شامل لمعرفة ما الذي يؤثر على فرصك في الحمل. وفقًا لذلك، سيقترح الطبيب العلاجات أو الإجراءات المناسبة. اتبعي أسلوب حياة صحي وتناولي جميع الأدوية حسب نصيحة الطبيب، فهناك فرصة كبيرة للحمل عند النساء فوق الأربعين من العمر وإنجاب أطفال أصحاء مع علاجات الخصوبة.
ما الذي يمكنك فعله حتى يمكنك الحمل بعد الأربعين
إذا كان عمرك أكثر من 40 عامًا وتحاولين الحمل، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو التحول إلى نمط حياة أكثر صحة. جهزي نفسك. اكتشفي وزنك المثالي واعملي على الوصول إليه. تمرني وتناولي طعامًا جيدًا للحفاظ على وزنك المثالي والطبيعي. إذا كنت تعانين من السمنة، قومي بإنقاص الوزن ولكن بشكل صحي. لا تجوعي أو تتبعي نظامًا غذائيًا قاسيًا لأن جسمك في هذه المرحلة يحتاج إلى مزيد من التغذية.
استشيري طبيبًا أو أخصائي خصوبة وناقشي كل الطرق حول كيفية زيادة الخصوبة بعد سن الـ 40. يمكن أن تكون هناك طرق طبيعية أو يمكنك اختيار علاجات الخصوبة أو الخضوع لممارسات المساعدة الإنجابية. سيقوم الأطباء بفحص دورة التبويض والمبيضين وصحة الرحم وجودة البويضات وصحتك العامة وسيقومون بإرشادك وفقًا لذلك.
الخلاصة
إنها حقيقة أن فرص الحمل في سن الأربعين أو بعد الأربعينيات تتناقص، ولكن في نفس الوقت، من المشجع أن نلاحظ أن هناك العديد من النساء فوق سن الأربعين اليوم يحملن وينجبن أطفالًا أصحاء. العلم موجود للمساعدة، بشرط أن تكوني مستعدةً لذلك. لذا، عيشي كل يوم على حدى واتبعي نصيحة طبيبك وستسمعين قريبًا “الأخبار السارة“.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.