في حين أن طفلًا آخر قد يكون آخر ما يخطر ببالك بعد الطفل الذي أنجبته للتو، فيجب أن تكوني على دراية بخيارات منع الحمل وأن تخططي لمنع الحمل مسبقًا. احتمالية الحمل كبيرة بعد الولادة بفترة وجيزة، ومن الأفضل البدء في تحديد النسل للسماح لجسمك بالشفاء والتعافي من عملية الولادة التي مر بها للتو.
ما مدى سرعة حدوث الحمل بعد الولادة؟
تعتمد معرفة متى يمكنك الحمل مرة أخرى بعد الولادة على بعض العوامل. ولكن على عكس الاعتقاد السائد، يمكنك الحمل حتى قبل الدورة الشهرية الأولى. وذلك لأن المبيض يطلق البويضة قبل الوصول إلى الدورة الشهرية.
سيخبرك معظم الأطباء والقابلات أنه يمكنك الحصول على دورتك الشهرية في أي وقت من 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة. يتم إطلاق البويضة قبل أسبوعين من بداية الدورة الشهرية. بعد فترة وجيزة من إطلاق البويضة، تظهر فرص الحمل. بناءً على هذه الحسابات، يُنصح ببدء تحديد النسل بعد 21 يومًا من الولادة.
بسبب التغيرات الجسدية والبيولوجية في جسمك، فمن المرجح أن تضطرين إلى تغيير خطة تحديد النسل بعد الولادة. لهذا السبب، من الأفضل وضع خطة لذلك مسبقًا.
متى يمكنني البدء في تحديد النسل بعد الإنجاب؟
تحصل معظم النساء على الدورة الشهرية الأولى في غضون 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة. ما ينساه معظم الناس أن الدورة تحدث فقط عندما يتم التخلص من بويضة غير مخصبة من الرحم. هذا يعني أنه يمكنك الحمل قبل الدورة الشهرية الأولى. تخرج البويضة من المبيض للتخصيب قبل أسبوعين من بدء الدورة الشهرية. باستخدام هذه الأطر الزمنية، سيوصي طبيبك ببدء تحديد النسل بعد 21 يومًا من الولادة.
بعض طرق تحديد النسل لا ينصح بها للنساء اللواتي ينوين الرضاعة الطبيعية. تتطلب الطرق الأخرى قدرًا معينًا من الوقت للتعافي قبل أن تتمكنين من استخدامها. يجب عليك استشارة طبيب النساء والولادة حول الخيارات المختلفة المتاحة التي تناسب احتياجاتك بشكل أفضل.
خيارات تحديد النسل بعد الولادة
يمكن التركيز على اعتماد أحد وسائل منع الحمل بعد تحليل بعض العوامل مثل أنماط الرضاعة الطبيعية أو بداية الدورة الشهرية أو حتى المستويات الهرمونية. قد لا تناسب بعض وسائل منع الحمل الأمهات المرضعات بينما البعض الآخر آمن تمامًا للجميع بغض النظر عن كيفية إطعام أطفالهم. فيما يلي بعض طرق منع الحمل الشائعة الاستخدام لتحديد النسل.
-
موانع الحمل الخارجية
تتضمن استخدام أشياء خارجية يمكن أن تمنع جسديًا الحيوانات المنوية والبويضة من الالتقاء. هناك عدة طرق عازلة يمكنك استخدامها كوسيلة لمنع الحمل.
- الواقي الذكري: الواقي الذكري وسيلة فعالة لتحديد النسل. يمكن استخدامه بمجرد أن تريدين ممارسة الجنس مرة أخرى. ليس به أي هرمونات ولن يتدخل في الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، فإن الواقيات الذكرية ليست فعالة بنسبة مائة بالمائة.
- الحجاب الحاجز، غطاء عنق الرحم: يجب تركيب هذه الأجهزة بعد أسابيع قليلة من الولادة. حتى لو كنت تستخدمينها قبل الحمل، فسيتعين عليك إعادة تركيبها حيث سيتغير عنق الرحم والمهبل والرحم بعد الولادة. تمتلئ بمبيدات الحيوانات المنوية التي تقتلها قبل أن تصل إلى عنق الرحم. كما أنها متوفرة بوصفة طبية. لكن هذه الأجهزة لديها نسبة عالية من الفشل.
هذه الطرق هي إحدى طرق تحديد النسل الوحيدة التي لا تتداخل مع الإرضاع أو تحتوي على أي هرمونات قد تغير مستويات هرموناتك الحالية. إنها آمنة ولكنها ليست فعالة بنسبة 100٪.
-
الوسائل الهرمونية
موانع الحمل الفموية هي شكل من أشكال الوسائل الهرمونية لتحديد النسل. يشار إلى هذه الحبوب عادة باسم “حبوب منع الحمل” وتحتوي على هرمونات اصطناعية تثبط الإباضة وتمكّن من تطوير حالة معادية مثل ترقق بطانة الرحم الذي يمنع زراعة البويضة. سيطلب منك معظم الأطباء استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم بعد 4 إلى 6 أسابيع فقط من الولادة لأن هذا وقت كافٍ لتقليل مخاطر حدوث جلطات الدم. معظم موانع الحمل الفموية هي مزيج من الإستروجين والبروجستين (البروجسترون الصناعي). يمكن للإستروجين أن يحد من كمية الحليب التي تنتجيها وكذلك يقلل المحتوى المعدني في الحليب. هذا هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم نصح الأمهات المرضعات بموانع الحمل الفموية. هناك أيضًا دراسات تشير إلى أن هذه الهرمونات يمكن أن تتسرب إلى حليب الثدي وتنتقل إلى طفلك. على الرغم من عدم وجود مؤشرات على أن هذا قد يؤثر على صحة طفلك، فمن المستحسن عدم المخاطرة. قد تأتي الطرق الهرمونية في شكل وسائل منع الحمل عن طريق الفم (حبوب وحبوب صغيرة)، أو يمكن إعطاؤها مباشرة في جسمك من خلال أجهزة أخرى مثل “لصقة تحديد النسل” أو حتى “حقن تحديد النسل“.
-
أجهزة اللولب
هذه أجهزة على شكل حرف T يتم إدخالها في المهبل لمنع حدوث الحمل. واحدة من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، يوصي الأطباء بأن تستفيد جميع النساء منها. ومع ذلك، يتم استخدامها في الغالب من قبل النساء اللائي لديهن طفل واحد على الأقل. اللولب لا يحميك من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي. هناك نوعان من اللولب – أحدهما يمكن أن يستمر لمدة عشر سنوات والآخر يجب تغييره سنويًا.
-
الطرق الطبيعية لتحديد النسل
إذا كنتِ لا تريدين استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية أو الميكانيكية، فهذه الطريقة هي الخيار الأمثل لك. يتضمن مراقبة التغيرات في مؤشرات الخصوبة في الجسم مثل مخاط عنق الرحم ودرجة حرارة الجسم الأساسية. هذه الطريقة ليست دقيقة وستتغير من امرأة إلى أخرى بناءً على دورتها الشهرية. أيضًا، لا يمكن استخدام هذه الطريقة خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، حيث يستغرق مخاط عنق الرحم وقتًا للعودة إلى طبيعته. لن تكون درجة حرارة الجسم الأساسية دقيقة إلا إذا حصلت الأم على ست ساعات من النوم المستمر، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للأمهات الجدد.
لا يمكن استخدام هذه الطريقة حتى يتم انتظام الدورة الشهرية. حتى ذلك الحين، يوصى باستخدام أشكال أخرى من وسائل منع الحمل. يمكنك أيضًا استخدام طريقة “الانسحاب” (إخراج القضيب من المهبل قبل القذف مباشرة) على الرغم من أن كفاءتها منخفضة جدًا.
-
عمليات التعقيم القابلة للعكس
إذا كنت أنت وزوجك متأكدين من عدم رغبتكم في إنجاب المزيد من الأطفال، فيمكنك اختيار التعقيم القابل للعكس. يمكنك أنت أو زوجك القيام به. إذا تم تعقيم الأم، فيمكن إجراء عملية ربط الأنبوب في نهاية الولادة القيصرية أو الولادة المهبلية. ويمكنك أيضًا اختيار إجراء هذه العملية بعد عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي، عادةً بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الولادة. لن يتعارض هذا الإجراء مع قدرتك على إرضاع طفلك ويمكن عكسه.
قطع القناة الدافقة لزوجك هو أيضًا خيار قابل للتطبيق بسهولة. هو إجراء سريع يتم إجراؤه في عيادة المسالك البولية، تحت تأثير التخدير الموضعي ولا يستغرق أكثر من 20 دقيقة. إنه أرخص وأسرع وأكثر أمانًا من تعقيم الإناث. في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بقطع الأنبوبين اللذين يحملان الحيوانات المنوية. بعد هذا الإجراء، يلزم ما لا يقل عن 15 إلى 20 مرة من القذف قبل أن يخلو السائل المنوي من الحيوانات المنوية. وذلك لأن الأنابيب الموجودة في القضيب لا تزال تحتوي على كمية من الحيوانات المنوية. يتم إجراء اختبار للتأكد من نجاح العملية. يكون قطع القناة الدافقة قابلاً للعكس.
-
الرضاعة الطبيعية كمانع للحمل
انقطاع الطمث أثناء الرضاعة، هي طريقة طبيعية لجسمك لإرسال إشارات بأنك لست مستعدةً للتبويض بعد. تتطلب هذه الطريقة إرضاع طفلك بانتظام. إنها فعالة فقط إلى أن تحصلين على دورتك الشهرية الأولى. ومع ذلك، يجب عليك استيفاء جميع الشروط المسبقة لكي تعمل هذه الطريقة. يجب الإرضاع حصريًا كل أربع ساعات نهارًا وكل 6 ساعات أثناء الليل. هذا يعني أن طفلك يحصل على التغذية الكاملة من حليب الثدي فقط. ستفقد هذه الطريقة فعاليتها بمجرد أن يبدأ طفلك في تناول الطعام الصلب، في حوالي سن 6 أشهر. يجب عليك التبديل إلى خطة أخرى لتحديد النسل بعد فترة وجيزة. تم اعتماد هذه الطريقة من قبل منظمة الصحة العالمية.
هل يختلف تحديد النسل بعد الولادة القيصرية عن المعتاد؟
تطلب الولادة القيصرية وقتًا أطول للشفاء عن الولادة المهبلية. ومع ذلك، فإن عنق الرحم والمهبل لا يتعرضان لأي صدمات في هذه العملية. ومن ثم، يمكن اختيار إجراء ربط الأنبوب أثناء الولادة القيصرية، هذا يعني أنه لن يوجد حاجة لإجراء عمليات جراحية متعددة. نظرًا لأن عنق الرحم والمهبل لا يخضعان لأي شكل من أشكال الصدمات، يمكن أن يتم إدخال اللولب أسرع أيضًا.
بصرف النظر عن هذه الاعتبارات، فإن طرق منع الحمل المعتمدة للأم التي خضعت للولادة قيصرية لا تختلف عن تلك التي خضعت للولادة المهبلية. ومع ذلك في كل الأحوال، يجب عليك مناقشة خياراتك مع الطبيب.
لماذا يوصى باستخدام وسائل منع الحمل بعد الولادة؟
من السهل جدًا الحمل بعد الولادة مباشرة. في الواقع، يقول معظم الأطباء أنه يمكنك الحمل في وقت مبكر يصل إلى شهر من الولادة. ستضمن خطة منع الحمل الجيدة بعد الولادة عدم حدوث حالات حمل غير مقصود. الحمل بعد الولادة مباشرة ليس فقط ضارًا بصحتك، ولكنه سيعيق أيضًا قدرتك على رعاية طفلك.
يمكن للحمل بعد الولادة بوقت قصير أن يؤثر سلبًا على صحتك الجسدية والعقلية. يمكن أن يؤدي التعب وآلام الظهر والقلق بشأن رعاية طفلين صغيرين إلى إبقائك مستيقظةً طوال الليل. ستكون رعاية ما قبل الولادة في حملك الثاني ذات أهمية قصوى لأن جسمك سيحتاج إلى مزيد من المساعدة والرعاية.
كيف تختارين طريقة تحديد النسل؟
تعتمد وسائل منع الحمل بعد الولادة على العديد من العوامل التي تؤثر عليكِ بعد الولادة. تعتمد هذه العوامل على نوع الولادة وأسلوب حياتك.
يجب تحديد طريقة منع الحمل بعد الولادة فقط بعد أن تقررين ما يلي:
- الوقت: بعض وسائل منع الحمل مثل الواقي الذكري يمكن البدء بها على الفور بينما البعض الآخر مثل اللولب يمكن استخدامه بعد أسابيع قليلة من الولادة. بناءً على حاجتك وحالة جسمك، يمكنك تحديد الخيار الأفضل لك بعد استشارة طبيبك.
- الرضاعة الطبيعية: لن تعيق معظم طرق تحديد النسل قدرتك على إرضاع طفلك. ومع ذلك، فإن بعض الطرق مثل تلك التي تنطوي على تدخل هرموني سوف تتسرب إلى حليب الثدي وبالتالي لا ينصح بها لطفلك. من الأفضل التحدث مع طبيبك لمعرفة خطط تحديد النسل الأكثر ملاءمة لك.
- الفعالية: بعض طرق تحديد النسل أكثر كفاءة من غيرها. يعد التعقيم القابل للعكس، وخاصةً تعقيم الذكور، أحد أكثر الطرق فعالية لتحديد النسل في حين أن الطريقة الطبيعية قد لا تضمن دائمًا نتيجة 100٪.
أفضل طريقة لتحديد طريقة منع الحمل بعد الولادة هي إجراء مناقشة صادقة مع طبيبك ومع زوجك. قومي برسم تصور لعائلتك وقرري متى وما إذا كنت تريدين طفلًا آخر. تحدثي مع طبيبك حول فوائد ومساوئ الرضاعة الطبيعية. بناءً على هذه الاختيارات لك ولعائلتك، يمكنك تحديد خطة تحديد النسل التي ستهتم بصحتك وقدرتك على رعاية أسرتك.
ملاحظة: يوصى بشدة قبل محاولة استخدام وسائل منع الحمل العلاجية أو الطبيعية بزيارة أخصائي. كوني حذرة من الآثار الجانبية أثناء استخدام وسائل منع الحمل. يمكن للأطباء أن يوصوا بجرعات بديلة ومجموعات كيميائية مختلفة إذا كانت تركيبات معينة من المواد الكيميائية المانعة للحمل لا تتفق مع جسمك.
من المهم أن نفهم أن كل جسم فريد وأن رد الفعل على موانع الحمل يمكن أن يختلف وفقًا لجهازك المناعي. لا تنصحي أو تعطي أي شخص وسائل منع الحمل الخاصة بك، قومي بتوجيههم إلى طبيبك بدلاً من ذلك. كوني حذرة من الجمع بين الأدوية ووسائل منع الحمل الخاصة بك، إذا كنت قد تتناولين أي دواء جديد، ناقشي استخدام وسائل منع الحمل وتلك الأدوية مع طبيبك. احتفظي بوسائل منع الحمل بعيدًا عن متناول اليد إذا كان لديك أطفال كبار في المنزل.
الخلاصة
تعتبر خطة تحديد النسل بعد الولادة ذات أهمية قصوى ومن الأفضل تحديدها قبل بضعة أشهر من الولادة. تحدثي إلى طبيبك حول الخيارات المختلفة المتاحة لك فيما يتعلق بذلك. إذا تم تحديد طريقة الولادة الخاصة بك بالفعل، فيمكنك تصميم خطتك وفقًا لذلك. إذا لم يكن الأمر كذلك، فيمكن التخطيط لخيارين ويمكنك تحديد الخيار الذي يناسبك بشكل أفضل عند الولادة.
تذكري أن تكوني منفتحة مع زوجك عند استخدام وسائل منع الحمل. في حالة اكتئاب ما بعد الولادة، يرجى استشارة المعالج وكذلك طبيب النساء والتوليد لأن بعض وسائل منع الحمل يمكن أن تعمل كمضادات للاكتئاب وتساعدك على تحسين صحتك العقلية. قد تكون بعض أنواع موانع الحمل ضارة لك، نظرًا للاختلالات الهرمونية والكيميائية بعد الولادة. قد يغير الأطباء نوع تحديد النسل الذي تستخدميه بعد بضعة أشهر، وهذا أمر طبيعي للغاية لأنه يرجع إلى تركيبة الجسم الكيميائية والهرمونية التي تعود إلى مستويات ما قبل الحمل.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.