قد لا تكون الطريقة التي تخيلينها لولادة طفلك، ولكن تذكري أنه عندما يخبرك طبيبك أنك بحاجة إلى ولادة قيصرية، فذلك لأن هذا هو بالضبط ما يحتاجه طفلك منك.
يعرّف قاموس ميريام وبستر العملية القيصرية على أنها: “عملية جراحية تنطوي على شق جدران البطن والرحم من أجل الولادة.” هذا التعريف مازال صحيحا حتى الآن. يمكن تصنيف الولادة القيصرية على نطاق واسع إلى فئتين:
عندما يتم جدولة الولادة القيصرية مقدمًا، يطلق عليها اسم الولادة القيصرية الاختيارية. تختار العديد من الأمهات لأول مرة عمليات الولادة القيصرية على الرغم من أنه قد لا يكون لديهم سبب طبي للقيام بذلك. بينما يعتقد البعض أنه من الأسهل ترتيب الإجازة من العمل أو الدعم عند التخطيط للولادة، يعتقد البعض الآخر أن الولادة القيصرية ستساعدهن على تجنب الألم والمضاعفات المرتبطة بالولادة المهبلية. قد يوصي الطبيب أيضًا بإجراء عملية قيصرية طارئة إذا كان الطفل يعاني من حالة طبية تجعل الولادة المهبلية محفوفة بالمخاطر.
عندما يتم إجراء عملية قيصرية استجابة لظروف غير متوقعة، يطلق عليها عملية قيصرية طارئة، وهذا يكون ضروري في الغالب عندما تنشأ مضاعفات بعد بدء المخاض.
تابعي القراءة للحصول على نظرة عامة شاملة على الإجراء إلى جانب معلومات حول رعاية ما بعد الولادة القيصرية.
أخبرتنا أمهاتنا وجداتنا أن الولادة هي أكثر شيء طبيعي على وجه الأرض، وأن هناك نساء في القرى يتوقفن عن العمل في الحقول ويذهبن خلف شجرة، وينجبن طفلهن، ويضعونه في شال ويعودن مباشرة إلى العمل في الحقل! ولكن الأمر بهذه السهولة نادرًا جدًا. يحتاج معظم النساء لبضعة أيام للتعافي من الولادة الطبيعية. على الرغم من أن الولادة الطبيعية (الولادة المهبلية) مفضلة، فهناك العديد من الظروف التي يتم فيها تحديد إجراء عملية قيصرية.
على سبيل المثال، إذا كنت قد عانيت من مضاعفات خلال حمل سابق، أو كنت تواجهين بالفعل مضاعفات في الحمل الحالي، فقد تحتاجين إلى اختيار إجراء عملية قيصرية اختيارية أو “قيصرية متكررة مخططة”. فيما يلي بعض المواقف التي قد يكون فيها من الضروري إجراء ولادة قيصرية اختيارية ومخطط لها:
تطلب بعض الأمهات ولادة قيصرية بسبب تجربة نفسية أو عاطفية سابقة. قد تكون الأم أيضًا خائفة من آلام المخاض. يفضل معظم الأطباء استشارة الأم وتشجيعها على الولادة عن طريق المهبل في مثل هذه الحالات.
في بعض الأحيان، إذا لم يتقدم المخاض في الخطوط المتوقعة، فقد يختار طبيبك ولادة طفلك عن طريق الولادة القيصرية الطارئة. يتم تحديد السرعة التي يتم بها تنفيذ عملية قيصرية طارئة من خلال إلحاح الحالات الفردية.
في حين أنه يتم إجراء عملية قيصرية طارئة استجابة لحاجة ملحة، قد لا يكون السبب دائمًا مهددًا للحياة. بعض الحالات التي تؤدي إلى الولادة القيصرية الطارئة تشمل:
يتم إجراء نسبة صغيرة جدًا من حالات الولادة القيصرية في حالات الطوارئ بشكل عاجل لأن حياة الأم أو الطفل قد تكون في خطر. قد يكون هذا بسبب واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
بغض النظر عما إذا كانت الجراحة هي قرار اللحظة الأخيرة أو كانت جراحة مجدولة، فإن إجراء عملية قيصرية أمر بسيط وهي عملية ذات نمط محدد. تستغرق الجراحة حوالي 10 دقائق لولادة الطفل، و30 دقيقة لخياطة الشق. إليكي معلومات سريعة عن الولادة القيصرية الفعلية خطوة بخطوة.
تبدأ أولى خطوات الولادة القيصرية بالتخدير الوريدي والتخدير. هذا في الغالب عبارة عن إبرة في العمود الفقري أو فوق الجافية. هذا يخدر النصف السفلي من الجسم ولكنك ستبقين واعية. سيتم بعد ذلك حلق شعر البطن وتنظيفها باستخدام محلول مطهر. ثم يتم إدخال قسطرة في المثانة، وستبقى هناك طوال فترة الجراحة.
سيتم حجب بطنك من خلال شاشة قصيرة عن رؤيتك. لا تحافظ هذه الشاشة على المجال معقم فحسب، بل تمنع أيضًا رؤيتك لعملية شق بطنك والولادة. في حين أنك قد لا تودين رؤية الجرح، فمن المؤكد أنك تريدين رؤية طفلك. اطلبي من طبيبك أن يرفع الطفل الصغير لكي ترينه بمجرد ولادة طفلك.
في حالة إجراء عملية قيصرية طارئة، لا يتوفر في بعض الأحيان وقت كافٍ لتخديرك، وقد يتم إعطاؤك تخديرًا كليًا بدلاً من ذلك. قد يجعلك ذلك تشعرين بالغثيان والارتباك، ولكن الانزعاج سيزول. إذا تم إدخال أنبوب داخل الرغامي أثناء الجراحة القيصرية، فقد يكون لديك أيضًا التهاب في الحلق لفترة.
بمجرد تخديرك، ستتم عملية شق أو إجراء قطع صغير في أسفل بطنك، فوق خط شعر العانة. لا تقلقي، إذا تم خياطة الندبة بدقة، فسيكون الشق غير ملحوظة تقريبًا وستتلاشى جميع العلامات على جلدك تدريجيًا. سيتم عمل شق ثانٍ في الجزء السفلي من الرحم من أجل ولادة الطفل. هناك نوعان من شقوق الرحم التي يمكن إجراؤها، وقد يختار الطبيب إجراء نوعين مختلفين من الشقوق:
يتم استخدام هذا القطع في معظم العمليات القيصرية، عبر العضلة الرقيقة نسبيًا في الجزء السفلي من الرحم.
إذا كان الطفل في وضع منخفض في الرحم، أو في وضع غير عادي، يتم إجراء الشق في منتصف الرحم.
بعد إجراء الشقوق، يتم شفط السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، ويتم ولادة الطفل. قد تشعرين بشد طفيف عند إخراج الطفل. ثم يتم شفط المخاط الزائد في الجهاز التنفسي للجنين، وسوف تسمعين صرخة طفلك.
كما هو الحال مع أي عملية جراحية، عادة ما يكون هناك قدر من الألم وعدم الراحة بعد إجراء عملية الولادة القيصرية. فترة الشفاء تكون أطول أيضًا من فترة الشفاء في حالة الولادة الطبيعية المهبلية. بعد الجراحة مباشرة، قد تشعرين بالغثيان والحكة والتقرح قليلاً؛ هذه كلها ردود فعل طبيعية للتخدير والجراحة وقد يصف لك الطبيب أدوية للتعامل معها. قي يكون السعال والعطس مؤلما قليلاً لفترة بعد العملية.
إن حالتك النفسية هي الأكثر أهمية أثناء الولادة سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية. كلما كنت أكثر هدوءًا، كانت الولادة أسهل عليك وعلى طفلك.
كأم حامل، يمكنك التحكم في العوامل المختلفة المحيطة بالجراحة والتي ستساعد في جعل تجربتك إيجابية. إليك بعض الخيارات التي يمكنك وضعها في الاعتبار:
استعدي للجراحة من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزنك المثالي. يضمن نمط الحياة النشط صحة جيدة لطفلك ويزيد من فرصتك في إجراء جراحة خالية من المشاكل والتعافي السريع. كلما كانت حياتك صحية ونشطة قبل الولادة القيصرية، سيكون من الأسهل التعامل مع العملية والتعافي منها بعد الجراحة. ستجدي أنه من الأسهل التعامل مع مهام مثل ترك السرير واستئناف روتين الحياة العادي. تساعد الحركة بعد الجراحة على تقليل أي خطر لجلطات الدم وتساعد الجهاز الهضمي على العمل بشكل طبيعي.
تناولي طعامًا خفيفًا لمدة 12 ساعة قبل الجراحة إذا كنت تستعدين لجراحة قيصرية. يتحرك الطعام والنفايات عبر جسمك بمساعدة حركة الضغط من عضلات الأمعاء. بسبب الجراحة، تتباطأ عضلات الأمعاء بشكل كبير مما يجعل من الصعب على الطعام والماء العبور عبر الجسم. تناولي الطعام الخفيف سهل الهضم مما يقلل من تراكم الغازات ويساعد الأمعاء على استئناف وظائفها الطبيعية في وقت أقرب.
حتى إذا كنت ستخضعين لعملية قيصرية غير مخطط لها، فلا يزال بإمكانك قضاء بعض الوقت لتلاوة شعار بسيط – كلمة أو آية قرآنية تتكرر مرارًا وتكرارًا للمساعدة على تهدئة العقل. يساعد ذلك عن طريق تهدئة العقل، وتنظيم التنفس، وتقليل الهرمونات المرتبطة بالتوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، وزيادة تدفق الأكسجين عبر الجسم.
هناك مخاطر تنطوي على الولادة القيصرية كما هو الحال مع أي إجراء جراحي كبير. من المهم معرفة وفهم المخاطر قبل إجراء عملية الولادة القيصرية. سيساعدك الفهم الجيد في مناقشاتك مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك ويساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة.
تذكري أن معظم المخاطر التالية مرتبطة بأي نوع من أنواع الجراحة في البطن.
الالتهابات والعدوي
يكون موضع الشق في البطن وأعضاء الحوض مثل المثانة والرحم عرضة للإصابة.
النزيف أو الزيادة في فقدان الدم
قد تكون عمليات نقل الدم ضرورية بسبب فقدان الدم المفرط أثناء الولادة القيصرية.
إصابة الأعضاء
هناك احتمال لإصابة أعضاء مثل المثانة أو الأمعاء.
الالتصاقات
قد يتسبب تكوين الأنسجة المتندبة داخل منطقة الحوض في حدوث ألم وانسداد. قد تحدث مضاعفات مثل انفصال المشيمة أو المشيمة المنزاحة في الحمل المستقبلي بسبب التصاقات أو أنسجة ندبية.
وقت التعافي المطول
تتطلب العملية القيصرية وقتا ممتدًا للتعافي يتراوح من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.
ردود الفعل للأدوية
يمكن أن يكون هناك رد فعل سلبي لأدوية الألم أو التخدير بعد الجراحة أو أثناءها.
خطر العمليات الجراحية الإضافية
قد تؤدي العملية القيصرية إلى عمليات جراحية إضافية مثل إصلاح المثانة أو استئصال الرحم أو عملية قيصرية أخرى في المستقبل.
معدل وفيات الأمهات
معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة القيصرية أعلى من الولادات الطبيعية المهبلية.
ردود الفعل العاطفية
قد تجد بعض النساء صعوبة في الارتباط بالطفل رضيع المولود من خلال الولادة القيصرية لأنهن يشعرن بعدم الرضا عن تجربة الولادة.
الولادة المبكرة
يمكن أن يكون وزن الطفل عند الولادة عن طريق الولادة القيصرية المخطط لها منخفضًا بسبب الولادة المبكرة جدًا إذا لم يتم حساب مدة الحمل بدقة.
مشاكل التنفس
من المرجح أن يعاني الطفل الذي يولد عن طريق الولادة القيصرية من مشاكل في الجهاز التنفسي كما أشارت بعض الدراسات.
إصابة الجنين
في حالات نادرة، قد يصاب الطفل أثناء إجراء الشق لجراحة قيصرية.
من الطبيعي أن ترغبي في البدء في رعاية طفلك يعد الولادة، ولكن من المهم أن تتذكري أن الوقت اللازم للتعافي العاطفي والجسدي بعد الولادة القيصرية هو أكثر من الوقت المطلوب بعد الولادة المهبلية. تأكدي من حصولك على رعاية كافية بعد الولادة القيصرية حتى تتعافى بسرعة. ستحتاجين إلى قضاء ثلاثة إلى أربعة أيام في المستشفى وأربعة إلى ستة أسابيع أخرى من الراحة في المنزل قبل أن تعودي حياتك الطبيعية.
سيطلب منك طبيبك الراحة وتقييد حركاتك حتى لا تضغطي بشكل غير مبرر على الجرح. تأكدي من أن تعملي بالنصيحة لأن تجاهلها سيؤدي إلى إطالة فترة التعافي.
كوني حذرة
سيكون مكان الجرح مؤلم لعدة أسابيع. احرصي على الامتناع عن حمل أي شيء باستثناء طفلك. عند الرضاعة أو احتضانه، استخدمي وسادة الرضاعة، أو وسادة عادية توضع فوق الجرح لوضع الطفل عليها.
خذي الأمور ببساطة
وقت الشفاء من الولادة القيصرية مهم. في حين أنه من المهم أن تعتني بالمولود الجديد، من المهم أيضًا أن تعتني بنفسك. لا تخجلي من طلب المساعدة. اطلبي من الآخرين حمل المولود الجديد واعطائه لك بدلاً من القيام لفعل لك في كل مرة. افعلي كل ما يلزم لجعل حياتك أسهل، وقومي بذلك بدون الشعور بالذنب.
راقبي مكان الجرح بانتظام من جل تجنب عدوى الجروح بعد الولادة القيصرية
يمكنك تسريع عملية التئام الجرح من خلال اتباع بعض الممارسات السهلة.
خففي الضغوطات
تجنبي الأطعمة أو المشروبات التي قد تسبب لك الغازات، حيث أن تراكم الغازات يمكن أن يسبب عدم الراحة. ليس فقط لأن ذلك يضغط على الجرح، ولكن يمكن أن يكون أيضًا علامة على عسر الهضم الذي يحدث بسبب إبطاء التخدير من نشاط الأمعاء. إذا كنت تعانين من عسر الهضم، فحاولي ضم ركبتيك وأخذ أنفاس عميقة أثناء الاستلقاء على جانبك الأيسر أو ظهرك. تأكدي من أنك تحملين مكان الجرح للحصول على الدعم ولتجنب الإصابة.
حافظي على نظامك الغذائي
الإمساك مشكلة شائعة تواجهها العديد من النساء بعد الحمل. تأكدي من الاسترخاء وتجنب الإجهاد والتوتر عندما تكونين في المرحاض. يعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار والفواكه وشرب الكثير من السوائل أحد الاحتياطات التي يجب عليك اتخاذها بعد إجراء عملية الولادة القيصرية. قد ينصحك طبيبك بملين خفيف أو ملين للبراز إذا واجهت أي مشاكل ملحة.
التغذية السليمة
نظامك الغذائي بعد الولادة القيصرية مهم للغاية. الغذاء الصحي والكثير من الماء ضروري للحفاظ على قوتك وطاقتك.
مارسي الحركة
سيتعين عليك الانتظار حتى يشفى الجرح قبل استئناف جدول التمرين الرياضي المنتظم، ولكن من السهل ممارسة الرياضة الخفيفة وتسهيل مرحلة التعافي حتى عندما تكون حركتك مقيدة. عززي الدورة الدموية وتناسق العضلات عن طريق شد عضلات الساق، وثني قدميك، وهز ساقيك بقدر ما تستطيعين بشكل مريح. كلما زادت قدرتك على التحمل، امشي ببطء في أرجاء المنزل واستريحي كثيرًا. يساعد ذلك على تحسين عملية الهضم لديك أيضًا. يساعد التجول في المنزل في قدرتك على التحمل، وسرعان ما ستشعرين بالتحسن بما يكفي للمغامرة في أخذ نزهة بسيطة في الخارج مع طفلك الصغير.
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب مقاومة تولي مسؤولية طفلك الصغير ومنزلك، تذكري أنه يجب أن تكوني بكامل صحتك لإنجاز المهمة على أكمل وجه.