من بين العلامات والأعراض العديدة التي قد تلفت انتباهك لكونك حامل قبل إجراء اختبار الحمل، هي آلام الثدي. يعتبر الحمل تجربة تغير حياة المرأة، ليس فقط لأنها تُكوِن حياة جديدة، ولكن لأنها تغير جسدها لاستيعاب ورعاية طفل ينمو بداخلها لمدة تسعة أشهر، وتوفير الغذاء له بعد الولادة. مثلما ترتخي عضلاتك ويتسع قفصك الصدري وتمتد بطنك وتتحرك أعضائك الداخلية، ينمو ثدياك ويتغيران لإعدادك لإرضاع طفلك عندما يولد. ومع ذلك، فإن نمو الثدي أثناء الحمل ليس دائمًا تجربة ممتعة. تشكو معظم النساء من الألم، لكن بدرجات متفاوتة. تابعي القراءة للحصول على نظرة عامة سريعة على التغيرات التي يمكن توقع حدوثها في الثدي إذا أصبحت حامل!
كما هو الحال مع كل الأعراض الأخرى المتعلقة بالحمل تقريبًا، يرجع إيلام الثدي أثناء الحمل إلى سببين رئيسيين هما الإستروجين والبروجسترون. نفس الهرمونات التي أدت إلى تكوين ثدييك عندما كنت مراهقة في مرحلة ما قبل البلوغ، بدأت الآن في العمل لتحضيرك للرضاعة. إنها تعمل على جعل قنوات الحليب تتسع وتضمن أن ثدييك يحصلان على كمية وافرة من الدم. يعد ألم الثدي في بداية الحمل أمرًا شائعًا، حيث تعاني من معظم التغييرات في الأشهر الثلاثة الأولى، أي ما بين الأسبوعين الثاني و الرابع من حدوث الحمل.
إليك التغييرات المبكرة في الثدي أثناء الحمل، أسبوعًا بعد أسبوع، خلال الأسابيع الاثنا عشر الأولى:
تبدأ تغييرات الثدي بمجرد انزراع البويضة المخصبة في جدار الرحم. يحدث جزء كبير من التغييرات خلال الأسبوع الثاني، فستشعرين بحساسية زائدة، خاصة على الجوانب حيث توجد الشرايين الثديية الداخلية. كما تنمو مجاري الحليب والبراعم السنخية بسرعة خلال هذه الفترة.
التغييرات في الحلمات تصبح ملحوظة خلال هذه الفترة. تؤدي زيادة تدفق الدم إلى إحساس بوخز مصحوب بتنميل حول الحلمتين. قد يحدث الوخز أيضًا بسبب التغيرات في درجة الحرارة. في نهاية هذه المرحلة، ستؤدي زيادة التصبغ إلى جعل الهالة تبدو أغمق وستكون الحلمات أكثر بروزًا.
في الأسبوع السابع، يبدأ الثدي في النمو بشكل كبير، حيث تتراكم الدهون وتنمو قنوات الحليب بشكل أكبر. تتكون الفصيصات من الأسناخ المتنامية، مما يجعلهما يشعران بالألم والحساسية. تظهر درنات مونتجومري أو البثور الصغيرة حول الهالة في حوالي الأسبوع الثامن. بحلول الأسبوع الاثنا عشر، تُحاط الهالة الداكنة بهالة ثانية من الأنسجة الفاتحة ويتم تصحيح الحلمات المقلوبة.
هذه هي الفترة التي تبرز فيها الحلمتان بشكل واضح، ومن المؤكد أنك ستلاحظين الفرق، خاصة إذا كان هذا هو حملك الأول.
بينما تحدث التغييرات الرئيسية خلال الأسابيع الاثنا عشر الأولى، يستمر نمو الثدي طوال فترة الحمل، ويتميز بالتغييرات التالية:
يعد تضخم الثدي من أبرز التغييرات التي تحدث أثناء الحمل، ولكن قد يختلف نمط النمو من امرأة إلى أخرى. بينما تعاني بعض النساء من نمو بطيء وثابت، يمر البعض الآخر بطفرات في النمو. إذا كان هذا هو حملك الأول، فقد تجدين أن حجم صدريتك قد زاد مقاسًا، وأن ثدييك يشعران بالامتلاء والثقل. تؤدي الزيادة المفاجئة في الحجم إلى تمدد الجلد وقد تسبب الحكة. ليس من غير الشائع أن تظهر علامات التمدد، ولكنها في الغالب تكون مؤقتة ولا داعي للقلق بشأنها.
يكون ألم الثدي أكثر وضوحًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى وعادة ما يخف مع اقتراب الثلث الثاني من الحمل. بسبب الزيادة الكبيرة في الهرمونات، يمكن أن يجعل الوجع المهام اليومية العادية غير مريحة.
قد يؤدي زيادة تدفق الدم في الجسم أثناء الحمل إلى ظهور أوردة مرئية في الجلد الحساس لثدييك. هذه الحالة مؤقتة، وعادة ما تعود الأوردة إلى حجمها الطبيعي بعد الولادة أو بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
قد تلاحظ بعض النساء ظهور كتل في الثدي. في حين أن معظمها حميدة، إلا أنه يجب فحصها إذا لاحظت تغييرات فيها أو ظهور كتل جديدة. تحدث معظم الكتل بسبب الجلاكتوسيلات (أكياس مملوءة بالحليب) أو أورام غدية ليفية (نسيج ليفي) أو أكياس.
يتسبب الحمل في زيادة التصبغ حول الحلمتين، وهي ما تسمى أيضًا بالهالة. تشمل التغييرات في الثلث الثالث نموًا في حجم الحلمات وظهور درنات مونتغمري.
تظهر هذه النتوءات على شكل بثور صغيرة حول الهالة، وقد سميت على اسم طبيب التوليد الأيرلندي الذي كان أول من يلاحظها. يختلف عدد النتوءات من امرأة لأخرى. يُعتقد أن هذه الدرنات تؤدي وظيفة وقائية، حيث تفرز الزيت الذي يحافظ على ترطيب الهالة ويخفف من التهاب الحلمات أثناء الحمل. قاومي الرغبة في الضغط عليها حتى لا ينتهي بك الأمر بالإصابة بالتهاب.
يعد تسريب الثدي أمرًا شائعًا، حتى في وقت مبكر من الأسبوع السادس عشر من الحمل. بينما تستعد قنوات الحليب لمهمتها بعد الولادة، فإنها تسرب اللبأ (السرسوب)، وهو سائل لونه لون القش. اللبأ هو ما يجب أن يشربه طفلك بعد الولادة مباشرة، لأنه غني بالأجسام المضادة التي تحمي المولود الجديد.
في حين أن تغيرات الثدي والانزعاج المصاحب لها أمر لا مفر منه، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للتخفيف على نفسك:
احرصي على الحصول على صدرية جديدة كلما شعرتِ بالضيق بسبب تغير شكل الثدي أثناء الحمل. يجب عليك أخذ قياسك الجديد في نهاية الثلث الأول من الحمل، ومرة أخرى في نهاية الثلث الثالث، لشراء الصدريات المناسبة لك لضمان الدعم الجيد لثدييك طوال الوقت. اجعلي كل عملية شراء أكثر فعالية وتوفير من حيث التكلفة عن طريق اختيار صدريات الرضاعة، والتي ستتمكنين من استخدامها بعد الولادة. يعد التكيف مع حجم الثدي المتغير أثناء الحمل أفضل طريقة لتجنب ألم الثدي.
تخلصي من حكة الثدي أثناء الحمل عن طريق التأكد من ترطيب بشرتك. بينما يتمدد الجلد مع ثدييك اللذين ينموان، يجب أن يتغذى، حتى يظل طريًا ومرنًا.
كان يعتقد في وقت سابق أن الصدريات المزودة بأسلاك داخلية يمكن أن تعرقل تدفق الدم وإنتاج الحليب، لكن الأبحاث أثبتت عدم صحة هذه النظرية. ومع ذلك، تجد معظم النساء أن حمالات الصدر ذات الأسلاك غير مريحة للثدي المؤلم. إذا كانت صدريتك تزيد من انزعاجك، فقومي بتبديلها إلى حمالة صدر بدون سلك.
لا يحمي القطن من التهيج والتهابات الجلد فحسب، كونه قماشًا مضادًا للحساسية، بل يضمن أيضًا تنفس بشرتك. يمتص القماش الناعم العرق ويحافظ على بشرتك نظيفة وجافة. اختيار حمالات الصدر القطنية سيجلب لك الراحة التي تحتاجين إليها بشدة.
الوقاية هي أفضل طريقة لضمان عدم تأثرك بالآلام المفاجئة. انظري إلى أين أنت ذاهبة، سواء كنت في المنزل أو في الخارج، حتى لا تتأذى من الصدام الجسدي.
يمكن أن يقف ألم الثدي أثناء الحمل في طريق العلاقة الجسدية الحميمة أيضًا. احرصي على مشاركة مشكلتك مع زوجك واطلبي منه تجنب لمس ثدييك.
يعد تغطية ثدييك بمنشفة مبللة دافئة طريقة رائعة لتخفيف آلام الثدي أثناء الحمل. تساعد الكمادات الدافئة على تقليل التورم والألم عن طريق تنشيط الدورة الدموية.
يمكن للنظام الغذائي أن يحدث فارقًا كبيراً في اراحة الثدي المؤلم أثناء الحمل.
أحد أسباب ألم الثدي هو احتباس الماء، ويمكنك تجنب ذلك إذا قمت بشرب الكثير من الماء طوال اليوم. يساعد ذلك في التخلص من الهرمونات والسوائل الزائدة التي تسبب الألم.
تجد بعض النساء أن تقليل تناول الملح مؤقتًا يساعد في تقليل آلام الثدي أثناء الحمل.
أضيفي ملعقة من بذور الكتان المطحونة إلى الماء أو عصير الفاكهة أو الزبادي، فهي غنية بالعناصر الغذائية وتعتبر مصدر جيد للألياف، وهي تساعد في تخفيف ألم الثدي.
يكون الجسم السليم مجهز بشكل أفضل للتعامل مع آلام الثدي. تناولي الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن بما في ذلك البذور والمكسرات والخضراوات الورقية والفاصوليا والحبوب لتخفيف آلام الثدي.
في حين أن الشعور بعدم الراحة من الثدي أثناء الحمل أمر طبيعي وعابر، لكن كما هو الحال مع أي عرض آخر، يجب أن تكوني على دراية به. تأكدي من استشارة طبيبك إذا كنت تعانين من أي ألم أو إفرازات غير عادية. تحدثي إلى طبيبك إذا لاحظ الآتي:
تسبب رحلة الحمل والولادة تغيرات جذرية في ثدي المرأة. يميل الثديان إلى النمو أثناء الحمل، استعدادًا لإنتاج الحليب لتغذية الطفل بعد الولادة. بمجرد ولادة طفلك، تبدئين في الرضاعة ويظل الثديان كبيران طوال فترة إنتاج الحليب. تعاني العديد من النساء أيضًا من احتقان الثدي، والذي يحدث عندما يصبح الثدي ممتلئًا بشكل زائد بسبب مشاكل في الرضاعة الطبيعية أو الإفراط في إنتاج الحليب. يمكن تقليل ذلك الاحتقان عن طريق ضخ الحليب بعد الرضاعة الطبيعية.
تعود أثداء بعض النساء إلى حجمها الأصلي بمجرد التوقف عن إنتاج الحليب، بينما قد تظل أثداء البعض الآخر أكبر من حجمها قبل الحمل. تعاني بعض النساء أيضًا من الترهل حيث يفقد الثدي مرونته. يتم تحديد التغييرات في ثدي كل امرأة من خلال عوامل مثل العوامل الوراثية ومدة الرضاعة الطبيعية والتغير في الوزن. عادة ما تصبح الحلمتان أغمق أثناء الحمل، ثم تصبح أفتح تدريجياً بعد الولادة.
تعلُم كيفية التعامل مع تغيرات الثدي هو جزء من التأقلم مع التغييرات العديدة التي يمر بها جسمك أثناء الحمل. في حين أن الثلث الأول والثالث من الحمل يشهدان التغير الأكبر، فكوني مستعدةً للانزعاج الخفيف من التغييرات في الثلث الثاني أيضًا. طالما أنها لا تشكل خطرًا على الصحة، فلا ينبغي أن تسبب لك هذه التغييرات أي قلق ومن المؤكد أنها ستتلاشى مع تقدم الحمل.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.