من الضروري أن يعرف طفلك الفرق بين اللمس المقبول واللمس السيئ، حيث يمكن أن يؤدي الأخير إلى صدمة شديدة في حالة حدوثه. اقرأي المزيد لمعرفة تثقيفهم حول هذا الموضوع بريقة أفضل.
عندما تصادفنا أخبارًا عن إساءة معاملة الأطفال سواء كان ذلك الضرب، أو الاختطاف، أو التحرش، وما إلى ذلك، فمن الطبيعي أن نقلق بشأن سلامة أطفالنا. إذا كنت والدًا لطفل صغير، فبلا شك، أنت سترغب في الحفاظ على سلامته وحمايته، ولكن للحفاظ على سلامته، لا يمكنك حبسه داخل المنزل. إذا كنت تريد طفلك أو طفلتك أن تكون واثقة من نفسها وتريدها أن تحقق أحلامها، فسيتعين عليك السماح لها بمغادرة المنزل واستكشاف العالم الخارجي. ولكن في الوقت نفسه، ما يمكنك القيام به كأب هو إعداد طفلك لمواجهة العالم (الجيد والسيئ). في أيامنا هذه، من الضروري أن تعلم طفلك ما هو اللمس المقبول واللمس السيئ أو غير المرغوب فيه. بينما قد تعتقد أن طفلك أصغر من أن يفهم الفرق بين اللمسة المقبول وغير المقبول فيه من الغرباء، والنمو الجنسي، ومواضيع أخرى من هذا القبيل، إلا أن الأمر ليس كذلك، حيث يمكنك طرح هذه الموضوعات بسهولة حتى يتعرف عليها الطفل في سن مبكر وبدون خوف.
لا يوجد سبب للخوف المستمر على سلامة طفلك؛ ومع ذلك، طالما بقي احتمال الخطر قائمًا، يجب عليك توعية طفلك بمختلف أنواع اللمس المقبول وغير المقبول من الغرباء. يمكن أن تظهر اللمسة غير المرغوب فيها بأي شكل من الأشكال، ولا يلزم أن تقتصر على الاعتداء الجنسي. حتى لمس خفيف مثل العناق أو المداعبة من أحد الأقارب قد يكون غير مرغوب فيه. لا يهم إذا كانت اللمسة تبدو مقبولة ومناسبة بالنسبة لك كأب أو كأم؛ ولكن من المهم فقط أن يشعر طفلك بالراحة مع ذلك النوع من القرب الجسدي. التمييز الذي يجب عليك القيام به ه أنو: اللمس المقبول هو الاتصال الجسدي الذي يشعر طفلك بالراحة تجاهه، واللمس غير المقبول هو الاتصال الجسدي الذي يجعله متوتر أو لا يشعر بالراحة. يثق الأطفال الصغار بشكل طبيعي في البالغين من حولهم وسوف يوسعون الصداقات تجاه الغرباء دون أي قلق. لذا فالأمر متروك لك بصفتك أحد الوالدين للتأكد من أن طفلك يفهم المفهوم الأساسي للحفاظ على الذات والسلامة الجسدية.
تعتبر اللمسة الجيدة أو المودة الجسدية طريقة رائعة للتواصل مع طفلك. فيما يلي بعض النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار عند محاولة شرح اللمس المقبول لطفلك.
تعتبر اللمسة السيئة أكثر خبثًا مما تبدو ويمكن أن تؤدي إلى صدمة جسدية وعاطفية ونفسية شديدة إذا تم إلحاقها بطفل. من الضروري أن يعرف طفلك كيف يميز بين أنواع الاتصال الجسدي.
اليقظة المستمرة ضرورية عند تربية الأطفال. على الرغم من عدم وجود حاجة لعدم الثقة بشكل أعمى في الغرباء المحيطين بطفلك، فمن المهم ألا تغفل عن المخاطر القريبة منك. تشير العديد من الدراسات إلى أن نوع المعتدي الجنسي الأكثر شيوعًا ليس شخص غريبًا عن الطفل، ولكنه في الواقع شخص معروف جيدًا لك أو لطفلك. على الرغم من أن هذه أخبار غير مريحة لك، إلا أن المفتاح هو ملاحظة أي سلوك غريب سواء من طفلك أو من الشخص البالغ المعني. تظهر على الأطفال المعتدى عليهم علامات توتر وقلق ملحوظة عندما يتواجد المعتدي غليهم في نفس المكان. إن فهم أن طفلك قد يعاني من التوتر، يعني أنه سيتعين عليك التخلص من أي تحيز قد يكون لديك تجاه المعتدي المحتمل، بغض النظر عن مدى قربه منك. من الصعب جدًا القيام بذلك، خاصةً إذا كان المعتدي المحتمل هو صديق أو أحد أفراد العائلة أو حتى زوجك، لكن تذكري دائمًا أن طفلك يعتمد عليك عندما يتعلق الأمر بسلامته وسعادته.
هذه ليست حقبة يخجل فيها الناس من ذكر أي شيء متعلق بالاعتداء الجنسي أمام أطفالهم لأن الأمر متعلق بسلامتهم. الأطفال قادرون تمامًا على فهم الموضوعات المعقدة مثل النشاط الجنسي والاعتداء. لكن يجب أن تكون حذرًا أثناء شرح طفلك للهوية الجنسية. يجب أن تشرح كيف تكون مناطق معينة من جسده أو جسدها خاصة بهم فقط، وتشرح بالتفصيل كيف تكون هذه المناطق حساسة ويجب حمايتها من أي شخص يحاول الوصول إليها. يجب أيضا أن يتعلم الطفل أن يقول “لا” للغرباء الذين قد يعرضوا عليه الحلويات أو الركوب معه في السيارة. لا تعلم أطفالك طاعة أو احترام أي شخص بالغ يقابلونه إذا كان هذا الشخص البالغ ينتهك مساحتهم الجسدية؛ بدلاً من ذلك، قل له أن يصرخ أو يقاوم. والأهم من ذلك، أخبره أنك لن تعاقبه أو تأنيبه لفعلها ذلك، حيث أنه أو أنها لم يرتكبان أي خطأ.
في هذا العصر، يجب أن تعليم طفلك عن اللمس المقبول والسيئ، وإذا كنت لا تعرف كيفية البدء في ذلك، فإليك بعض النصائح. اتبع هذه النصائح وعلم طفلك –
إن كونك غير مقيّد فيما يتعلق بالمسائل الجنسية أمر بالغ الأهمية، وعلى الرغم من أن هذه الموضوعات قد تكون حساسة للتطرق إليها، فأنت أفضل شخص يحصل طفلك على المعلومات منه. اشرح له بطريقة جذابة بأمثلة سيكون على دراية بها.
لا تستخدم أسلوبًا رسميًا أو تقنيًا أكثر من اللازم أثناء شرح فكرة اللمس المقبول أو السيئ لطفلك. فالطفل يمكنه استيعاب المفاهيم المعقدة، لكنه لا يريد أن يشعر وكأنه يخضع للاستجواب، كما يجب استخدام صوت لطيف وهادئ وحنون.
حقق الترابط مع طفلتك باستخدام سبل بسيطة – العب معها أو ارقص معها أو اجلس ودردش. ستقوي هذه الأشياء الصغيرة الرابطة التي تشاركها معها وستكسب ثقتها. سيعلمها هذا أنك موجود من أجلها ولن تحكم عليها، في حالة حدوث أي خطر.
لا تعامل طفلك ككائن بريء لا يجب أن يتعلم المصطلحات الجنسية أبدًا. إن استخدام المصطلحات المناسبة لأجزاء الجسم، مثل القضيب والمهبل وما إلى ذلك، يجعل هذه الأجزاء تبدو مهمة ويجب ألا تستخدم الكلمات العامية لها. ستفيد الكلمات الصحيحة أيضًا لطفلك في التعبير عن نفسه بدقة فيما يتعلق بجسده.
هذه قاعدة بسيطة يجب اتباعها عند تعليم الأطفال الصغار جدًا عن اللمس السيئ أو غير المقبول. اشرح لطفلتك أن أجزاء جسدها المغطاة بملابس السباحة أو الملابس الداخلية هي أجزاء خاصة لا ينبغي أن يلمسها أو يراها أحد. بهذه الطريقة ستعرف ما إذا تم لمسها بشكل غير لائق ويمكنها التعبير بذلك من خلال ردودها عليك. مع ذلك، أصر على إعلامك إذا شعرت بعدم الارتياح من خلال لمسها في أي مكان من جسدها بشكل عام.
اللمسة الجيدة تبدو رائعة وهي تجربة ترابط، بينما اللمسة السيئة تولد الانزعاج والتوتر. لكن دع طفلك يعرف عن اللمسة الآمنة الوسيطة، والتي قد تشعر بالسوء ولكنها ضرورية بالفعل. على سبيل المثال، قد تزعج الفحوصات التي يقوم بها الأطباء وتلقي الحقن والعلاجات الطبية طفلك، لكن يجب أن يعلم أن هذه الإجراءات ضرورية لحماية صحته.
هناك العديد من الكتب التي يمكنك استخدامها لتعليم أطفالك الطرق الصحيحة والخاطئة التي يجب أن يتم بها الاتصال الجسدي من قبل الأغراب. تأتي هذه الكتب عادةً مع تمثيلات مصورة لتشريح الجسم البشري، والتي يمكن لطفلك من خلالها التعرف على جسده أيضًا.
في بعض الأحيان، لا يريد الأطفال أن يلمسهم أحد ولا يريدون أن يقبلهم أحد أو يغمرهم بالحب. يمكن أن يكون بعض الأطفال أيضًا منطويين بشكل طبيعي. لا تجبري مثل هذا اطفل على إبداء المودة الجسدية، لأن هذا قد يجعلهم يربطون تلك الترابط الجسدي بحالتهم العاطفية المنخفضة، دع الطفل يبتعد عن أي تلامس جسدي إذا أراد ذلك، حتى لو كان ذلك يزعجك.
يجب ألا يشعر طفلك بالذنب إذا رفض عاطفة أي شخص لأي سبب من الأسباب. أخبريه أنه عندما يتعلق الأمر بمساحته الشخصية والجسدية، فإن مشاعره وقراراته لها أهمية قصوى، حيث سيعلمه ذلك أن يثق في مشاعره بوضوح.
الأطفال أكثر قابلية للسرد البصري من التفسير اللغوي. يمكنك أن تلعب مع طفلك ألعابًا صغيرة حيث يمكنه ممارسة الصراخ طلباً للمساعدة أو قول “لا” إذا أزعجه أي نوع من أنواع الاقتراب الجسدي.
للتواصل من خلال العاطفة الجسدية مع طفلك قيمة هائلة، حيث يزيد العناق من مستويات هرمون السعادة، ويتم تهدئة الأطفال عن طريق ملامسة الجلد مباشرة، وما إلى ذلك. سوف ينمو طفلك بشكل أفضل مع وجود الكثير من المودة من العائلة والأصدقاء المقربين. لكن يجب أن تكوني مترقبة لحدوث أي شيء خارج عن المألوف لأن الأطفال يمكن أن يظلوا غير مدركين للأخطار العديدة التي تحيط بهم. أخيرًا، قيل هذا من قبل ولكنه يستحق التكرار: معظم المعتدين جنسيا على الأطفال هم أشخاص معروفون لك أو لطفلك، لذا من فضلك لا تتجاهل الأمر إذا أخبرك طفلك عن شعوره بعدم الراحة مه شخص تثق به أنت.