نعاني جميعًا من الحزن والشعور بالإحباط ونمر بتقلبات المزاج من وقت لآخر. ومع ذلك، قد يتأثر بعض منا بهذه المشاعر بشكل منتظم وبكثافة متزايدة. وقد تستمر هذه التقلبات المزاجية لأيام وشهور، وفي بعض الأحيان، حتى سنوات، وقد تظهر دون أي سبب واضح. قد يؤثر الاكتئاب على أي شخص خلال حياته، وقد تعاني المرأة الحامل من الإكتئاب بسبب التغيرات الهرمونية في جسدها.
يمكن أن يكون الاكتئاب فترة صعبة لجميع أولئك الذين يعانون منه، وقد يكون صعبًا بشكل خاص إذا حدث أثناء الحمل. قد يؤثر على أفكارك وأفعالك، وقد يؤدي أيضًا إلى تغييرات في نمط نومك وعاداتك الغذائية. قد يكون الاكتئاب أثناء الحمل خطيرًا لأنه يمكن أن يحول فترة الحمل السعيدة إلى وقت بائس يصعب التعامل معه. في هذه المرحلة، يجب أن تعلمي أن الاكتئاب هو أكثر من مجرد سوء غي المزاج ويمكن أن يتطور بسهولة إلى حالة التي قد تؤثر على صحتك العقلية والجسدية.
النساء اللواتي يعانين بالاكتئاب أثناء الحمل قد يترددن في الاعتراف بمشكلتهن، وهذا يؤدي إلى تفاقم حالتهن. نظرًا لأن الصحة العاطفية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية، يجب عليك التواصل مع طبيبك بعد ملاحظة الأعراض الأولى للاكتئاب أثناء الحمل.
تعاني العديد من النساء الحوامل من تغيرات في المشاعر التي تتضمن الشعور بالحزن واليأس وفقدان الاهتمام بشكل عام. وقد يستمر هذا لفترة أطول ويمكن أن يسبب اضطرابًا في الحياة اليومية. فمن الضروري معرفة أسبابه وفهم عوامل الخطر المتعلقة به.
الأسباب:
بعض الأسباب الرئيسية للاكتئاب أثناء الحمل هي:
عوامل الخطر:
من الأعراض االطبيعية أثناء الحمل وجود صعوبة في النوم أو الشعور بشكل عام . ومع ذلك، إذا فقدت الاهتمام بالأشياء التي تمنحك السعادة أو تشعرين بالحزن واليأس من الحالة التي تجدين نفسك فيها، فمن المحتمل أن تكون علامة على أنك تعانين من الاكتئاب. فمن الأفضل أن تخبري طبيبك إذا كانت تعانين من الأعراض التالية والتي قد استمرت لأكثر من أسبوعين وأصبحت هي جزءًا من حياتك اليومية:
النساء الحوامل اللواتي يعانين من الاكتئاب تكن عرضةً للإصابة بمضاعفات متعددة مقارنة بالنساء غير المصابات بالاكتئاب، و بعض المضاعفات هي:
استشيري طبيبك في أقرب وقت ممكن إذا لاحظتي أياً من أعراض الإكتئاب أثناء الحمل لأنها قد تضر بطفلك، وإذا تركت دون علاج، قد تؤدي إلى زيادة المخاطر على الأم والطفل.
من المرجح أن تعاني الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة بولادة في وقت مبكر، وقد يكون الطفل منخفض الوزن عند الولادة. الأمهات اللواتي يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل أيضًا قد يلدن أطفال أكثر تهيجًا وغرابة من أطفال الأمهات اللواتي لا يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل.
إن تناول مضادات الاكتئاب للتعامل مع اكتئابك أثناء الحمل قد يثبت ضارًا أيضًا. أظهرت بعض الدراسات أن لمضادات الاكتئاب آثار جانبية مثل ارتفاع ضغط الدم الرئوي (ارتفاع ضغط الدم الرئوي في الرئتين) والولادة المبكرة. وفي حال إذا كنت تتناولين مضادات الاكتئاب خلال الثلث الثالث من الحمل، قد يعاني الطفل من أعراض الانسحاب لهذه الأدوية والتي تتضمن مشاكل في التنفس ونقص سكر الدم والقلق، وكل ذلك قد يكون لفترة قصيرة. ومع ذلك، تعتمد الآثار الجانبية على مدة تناول مضادات الاكتئاب والجرعة ومستوى الفاعلية، ولا يجب أن تتناولي أي دواء بدون استشارة طبيبك.
بالرغم من أن الاكتئاب قد يبدو مشؤومًا تمامًا، ولكن يمكن علاجه إذا تم الكشف عن أعراضه في الوقت المناسب وتم وضع خطة العلاج المناسب له. فيما يلي بعض مجالات العلاج للاكتئاب المرتبط بالحمل:
المعروف باسم العلاج النفسي، هناك خطان شائعان من العلاجات النفسية الفعالة للنساء الحوامل: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج النفسي بين الأشخاص (IPT).
يمكن أن يصف لك طبيبك مضادات الاكتئاب إذا كان الاكتئاب شديدًا ولا تستطيعين التعامل معه. بعض مضادات الاكتئاب الحديثة فعالة في التعامل مع أعراض الاكتئاب اثناء الحمل وهي آمنة للاستخدام أثناء الحمل، كما أنها لا تشكل خطر الإدمان. ولكن كما ذكرنا سابقًا، قد لا تناسب بعض الأدوية للنساء الحوامل، فلا تتناولي أي دوء دون استشارة طبيبك أولاً.
بصرف النظر عن العلاجات النفسية والأدوية، يمكن أيضًا علاج الاكتئاب باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية حيث يتم تمرير تيار كهربائي منخفض عبر الدماغ لتحفيزه، كما أن التمارين المنتظمة واليوجا واتباع نظام غذائي معين هي من الطرق الأخرى لعلاج اكتئاب ما قبل الولادة.
كل الأدوية التي يتم تناولها أثناء الحمل تنطوي على قدر من المخاطر ولا يوجد أي اختلاف في ذلك عندما يتعلق الأمد بمضادات الاكتئاب أيضاً. وسيصفها طبيبك مع الأخذ في الاعتبار مدى أثرها على الجسم وأي دواء آخر تتناولينه حاليًا. وستكون الجرعة منخفضة أو عالية أو قيد يمنعك طبيبك عن تناولها تمامًا اعتمادًا على خطة التعامل مع الاكتئاب طبقا لحالتك. ومع ذلك، فإن الدواء ضروري إذا كان الاكتئاب يمثل تهديدًا خطيرًا ويؤثر على الطفل بأي شكل من الأشكال.
يمكن علاج اكتئاب ما قبل الولادة بالعديد من الخيارات الطبيعية، ومن أكثر هذه الطرق شيوعًا هي:
يجب عليك زيارة الطبيب على الفور إذا بدأت في إيواء أفكار ضارة لنفسك وطفلك أو إذا تصعب عليك ممارسة مسؤولياتك اليومية. والشعور بالاكتئاب أثناء الحمل شائع، ولكن يجب عليك ملاحظة الأعراض التي قد تؤدي إلى حالة لا يمكن السيطرة عليها.
إن اكتئاب ما قبل الولادة الشديد قد يؤدي إلى ميول إنتحارية أو أفكار حول إيذاء الطفل. ففي مثل هذه الحالات، من الأفضل التحدث مع عائلتك أو صديقتك والحصول على رعاية طبية فورية. ويجب عليك زيارة الطبيب النفسي على الفور عند تحديد الأفكار المتطرفة مثل الخوف أو القلق المتعلقة بك أو بطفلك. فهذا الأمر لا يظهر الضعف بل يعزز رغبتك في بذل كل الجهد للحفاظ على سلامة طفلك.
اكتئاب ما قبل الولادة، بالرغم من أنه اضطراب مزاجي شائع بين النساء الحوامل لكن يجب معالجته فوراً وبعناية فائقة. مع وجود العديد من العلاجات الطبية وغير الطبية الحديثة المتوفرة في العالم اليوم، فيمكن علاج هذه الحالة والعودة إلى الحياة الطبيعية في غضون أسابيع فالحمل مرحلة حساسة، ومن الضروري للأم والأشخاص من حولها مراقبة أي تغيرات جسدية وعاطفية والتعامل معها في أقرب وقت ممكن.