انقطاع الطمث هي المرحلة التي تشير إلى نهاية حدوث الدورة الشهرية في جسم المرأة، كما تشير إلى تغيير جذري في الهرمونات المسؤولة عن إدارة الخصوبة عند النساء. تابعي القراءة للحصول على معلومات حول كيفية تأثير ذلك على القدرة على الحمل.
يمكن تفسير انقطاع الطمث على أنه غياب فترات الحيض لمدة عام، عندما تتوقف مبايض المرأة عن العمل. يستخدم المصطلح لوصف التغييرات التي تمر بها المرأة قبل نهاية دوراتها الشهرية. كما يمثل نهاية قدرتها على الحمل والإنجاب. إنها حالة طبيعية تعاني منها كل امرأة في سن متقدمة.
تعتبر مبايض المرأة مخزنًا لكمية هائلة من البويضات، ويتم التحكم في دورات الحيض والتبويض بواسطة هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون التي يتم إنتاجها في المبايض. عندما لا يتمكن المبيضان من إطلاق البويضات، ينتهي الحيض ويبدأ انقطاع الطمث.
العامل الأساسي الذي يميز بين انقطاع وفترة ما قبل انقطاع الطمث هو الحيض. النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث لديهن القدرة على إنتاج هرمون الاستروجين ولديهن دورات شهرية منتظمة، بينما النساء في سن اليأس لم يعانين من الدورة الشهرية لمدة ١٢ شهرًا على الأقل. فترة ما قبل انقطاع الطمث هي فترة زمنية يحتاجها الجسم للتحضير لانقطاع الطمث أكثر من الحالة الجسدية نفسها، بينما انقطاع الطمث هو تشخيص طبي حيث يتغيب الحيض لمدة لا تقل عن ١٢ شهرًا.
يتم تحديد فترة ما قبل انقطاع الطمث في وقت انتقالي عندما ينتج جسمك كمية أقل من الإستروجين والبروجسترون. تصبح دورتك الشهرية غير منتظمة من حيث التكرار والطول بينما تتقلب مستويات الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى الهبات الساخنة والتعرق في الليل، ومع ذلك، أثناء انقطاع الطمث، تكون مستويات هرمونات LH وFSH مرتفعة ويتوقف التبويض. السؤال الشائع الذي تطرحه النساء هو “كم من الوقت يستغرق لانقطاع الطمث“. الجواب واضح– الوقت غير محدد. هذا يحل عندما تبدأ مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
هناك شك طبيعي وشائع بين النساء في مرحلة انقطاع الطمث، وهو “هل يمكن للمرأة أن تحمل بعد انقطاع الطمث؟” بمجرد تلقيك تأكيدًا من الطبيب بأن انقطاع الطمث قد بدأ، لا توجد فرص لحدوث الحمل. بمجرد وصولك إلى مرحلة انقطاع الطمث، لن يكون هناك بويضات يمكن إطلاقها في المبايض، وبالتالي لا توجد إمكانية للحمل أيضًا. يمكنك الاستمتاع بحياتك الجنسية على أكمل وجه في هذا الوقت، حيث لن تقلقي أنت وزوجك بشأن المفاجأة من حمل غير مخطط له.
على الرغم من أن الحمل غير المخطط له غير ممكن، إلا أن انقطاع الطمث لا يحمي المرأة من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، وبالتالي ينصح دائمًا بممارسة الجنس الآمن. من المحتمل أيضًا أن تسمعي حكايات عن نساء حملن حتى خلال سن الستينيات والسبعينيات من العمر، لكنها شائعات أكثر من كونها حقيقة. أثناء انقطاع الطمث، يؤدي اختبار الحمل دائمًا إلى نتيجة سلبية ويكون جهدًا غير مثمر.
تم إجراء التلقيح الاصطناعي بعد انقطاع الطمث بنجاح كبير لدى النساء اللواتي يرغبن في الحمل بعد انقطاع الطمث. يمكن للمرأة أن تحمل باستخدام التلقيح الاصطناعي بطريقتين على الرغم من عدم صلاحية بويضاتها. يمكن استخدام البويضات التي تم تجميدها مسبقًا أو يمكن استخدام بويضات من المتبرعات أيضًا. سيتعين عليك الخضوع للعلاج الهرموني حتى يكون جسمك جاهزًا للزرع وتغذية الطفل طوال مدة الحمل. ومع ذلك، سيكون طبيبك هو الشخص المناسب ليقرر ما إذا كانت صحتك جيدة بما يكفي للتلقيح الصناعي بعد انقطاع الطمث، لأن النساء بعد بلوغ هذه المرحلة العمرية يمكن أن يواجهن بعض المضاعفات بعد عملية التلقيح الاصطناعي. من الأفضل استشارة خبير في الخصوبة في حال قررتي الخضوع لعملية التلقيح الصناعي بعد انقطاع الطمث.
الإجابة على السؤال “هل يمكن للمرأة أن تحمل بعد انقطاع الطمث؟” هي لا. ومع ذلك، فقد وجد العلم الحديث إجابات للعديد من الأسئلة التي تبدو من المستحيل تحقيقها، وهناك الكثير من الأبحاث الجارية. يعد استخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية للأم (PRP) أحد خطوط العلاج التي لفتت انتباه الباحثين السريريين. PRP غني بالسيتوكينات والهرمونات، واستعادة نشاط المبيض ممكنة لفترة مؤقتة، لكن التجارب السريرية لنفس الغرض مازالت جارية.
مع تقدم العمر، تزداد المخاطر الصحية أثناء الحمل بالمقابل. بالمقارنة مع النساء الأصغر سنًا، قد تواجهين أنواعًا معينة من المخاطر إذا كان عمرك أكبر من ٣٥ عامًا. المخاطر المرتبطة بالحمل أثناء انقطاع الطمث هي كما يلي:
السؤال الذي يطارد معظم النساء الحريصات على الحمل هو يدور حول كيفية الحمل بعد انقطاع الطمث. تحتاج المرأة إلى توخي الحذر إذا قررت الحمل بعد انقطاع الطمث ويجب أن تتأكد من أن تصل نسبة المخاطر إلى أدنى المستويات الممكنة. يمكن أن تساعدك النصائح التالية على زيادة مستويات الخصوبة وزيادة فرصك في الحمل:
المعتقد الأول: انقطاع الطمث يبدأ في سن الخمسين
الحقيقة: على الرغم من أن متوسط العمر بالنسبة لانقطاع الطمث هو ٥٢ عامًا، يمكنك البدء في أواخر الثلاثينيات أو حتى أواخر الستينيات. إذا انقطعت الدورة الشهرية لمدة ١٢ شهرًا كاملة على التوالي، فالتأكيد أنتِ في مرحلة انقطاع الطمث.
المعتقد الثاني: زيادة الوزن أمر حتمي أثناء انقطاع الطمث
الحقيقة: في حين أن زيادة الوزن غير المرغوب فيها شائعة بعد انقطاع الطمث، إلا أنها ليست مصير حتمي على الإطلاق. بسبب الانخفاض السريع في مستويات هرمون الاستروجين، يحدث خلل هرموني في جسم المرأة، ويحاول الجسم حماية نفسه عن طريق تخزين الدهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. ومع ذلك، من خلال نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، من الممكن موازنة هرموناتك والحفاظ على الوزن من الزيادة.
المعتقد الثالث: انقطاع الطمث يؤدي إلى ضعف العظام
الحقيقة: ضعف العظام في جسم المرأة ليس له علاقة مباشرة بانقطاع الطمث. تفقد النساء ١٠٪ من كتلة عظامهن أثناء انقطاع الطمث، وهي عملية طبيعية خلال هذا العمر. ومع ذلك، عندما يقترن بتاريخ عائلي من ضعف العظام وسوء التغذية ونمط الحياة غير الصحي، يمكن مضاعفة هذا الفقدان في العظام. من خلال تقليل التوتر والقيام بتمارين تقوية العظام والحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية، يمكنك التأكد من بقاء عظامك قوية وبصحة جيدة.
المعتقد الرابع: انقطاع الطمث له تأثير كبير على حياتك الجنسية
الحقيقة: يمكن أن تنعم النساء بحياة جنسية نشطة في أي عمر سواء كان ٣٠ أو ٩٠ عامًا. ومع ذلك، بسبب عدم التوازن الهرموني، من الممكن حدوث انخفاض تدريجي في الحياة الجنسية. كما يمكن أن تؤدي عوامل مثل جفاف المهبل والتعب والتهيج إلى قلة في النشاط الجنسي. يمكن معالجة الأعراض الجسدية بطرق مختلفة، ويمكن استعادة الدافع الجنسي أثناء انقطاع الطمث أيضاً.
المعتقد الخامس: كلما تأخرت الدورة الشهرية في البدء عند الصغر، تأخر بدء انقطاع الطمث عند المرأة
الحقيقة: في الواقع، العكس هو الصحيح. إذا بدأ الحيض في عمر متأخر عن المتوسط، فمن المرجح البدء في انقطاع الطمث مبكرًا. تحققي من الأدلة التالية إذا كنتِ تريدين توقع سن انقطاع الطمث لديكِ:
المعتقد السادس: الهبات الساخنة هي أولى علامات انقطاع الطمث
الحقيقة: يرتبط انقطاع الطمث عادة بالهبات الساخنة، ولكن هناك العديد من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تشير إلى بدايته، وتشمل هذه صعوبة النوم، وزيادة الوزن، وتساقط الشعر، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتهيج والقلق من بين أشياء أخرى كثيرة. بسبب هذه المجموعة الواسعة من علامات انقطاع الطمث، يصعب على النساء تحديد ذلك، وبالتالي فهم هذه العلامات الأولى لانقطاع الطمث أو عدم التوازن الهرموني.
الآن بعد أن فهمت كيف يمكن أن يؤثر انقطاع الطمث عليك، يمكنك الاستعداد بشكل أفضل لإدارة هذه المرحلة المهمة من حياتك. سيكون من الأسهل مواجهة الموقف حيث يمكنك التمييز بين المعتقدات الخاطئة والواقع، وفهم الدور الذي يلعبه انقطاع الطمث في حياتك. ستتمكنين أيضًا من التغلب على أعراضه المؤلمة بثقة وستبدين وتشعرين بأنك في أفضل حالاتك خلال هذه الأوقات العصيبة.