ينمو الأطفال بمعدل سريع للغاية خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتهم. تعرفي على المحطات النمو المختلفة التي يمرّ بها الطفل بين الشهرين الرابع والثاني عشر من العمر، وذلك من حيث السلوك وتعلم الكلمات والمفاهيم. المولود الجديد مثل زائر من بلد أجنبي. فهو لا يستطيع التحدث بلغتك وفهمها. لكنه يتعلم بسرعة ويستخدم قدرته على الملاحظة في تعلمّ أشياء جديدة.
0 – 3 أشهر
الأشهر القليلة الأولى من حياة المولود الجديد هي الأصعب على الآباء والأمهات لأنهم دائما يحاولون في التواصل مع الطفل. وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال يبدؤون في التعرف على صوت والديهم مباشرة منذ تواجدهم في الرحم. يتعلم الأطفال بسرعة، وخلال أشهر قليلة، يتعرفون على الوجوه ويبدؤون في التعبير عن أنفسهم وعن سعادتهم واستيائهم بلغة الجسد والإيماءات.
4 – 7 أشهر
بين الشهر الرابع والسابع، يتعلم طفلك التعرف على الأصوات العالية ويلتفت إليها. ويبدأ أيضًا بالتأقلم مع نغمة صوتك، ثم يبدأ في التقاط إشارات منها. يتفاعل الطفل بسعادة معك إذا بديت ودودةً، وقد يبكي إذا عبرت عن غضبك. وبينما تتحدث إليه، سيكون قادرًا على المناغاة لك. يتعلم الطفل التمييز بين وجوه الأشخاص المألوفين والغرباء. وفي وقت لا يتجاوز ستة أو سبعة أشهر، قد لا يحب أن يحمله الغرباء وقد يتشبث بك أو يبكي إذا حاولت أن تعطيه إلى شخص غير مألوف له. يبدأ الطفل بالتعبير عما يحب ويكره. وسيحاول “إخبارك” بما يريده باستخدام لغة جسده وإيماءاته. على سبيل المثال، قد يرفع ذراعيه ليخبرك أنه يريد أن تمسكيه. وقد يركل برجله أو يقاوم إذا دُفع إلى فعل شيء ضد إرادته.
ما يمكنك القيام به للمساعدة
منذ أن يبدأ طفلك بالاستجابة لك، حاولي التواصل معه. ابتسمي له واحتضنيه وردي على هدله. وأيضًا، تأكدي من أن لديه روتينًا مناسبًا. ادمجي التغذية والقيلولة ووقت اللعب في روتينه. وامنحيه ألعابًا مناسبة للعمر يمكنه اللعب بها على ظهره. يمكنك أيضًا أن تقرأي له والإشارة إلى الأشياء أثناء قراءة أسمائها.
8 – 12 شهرًا
بين الشهرين 8 و 12، يبدأ طفلك بطلب الأشياء البسيطة. فعلى سبيل المثال، قد يكون قادرًا على طلب المزيد من الطعام، أو هز رأسه بـ “لا”. وقد يتعلم كيف يلوح بيده بإيماءة وداعًا، أو يصفق بيديه عندما يكون سعيدًا، أو حتى يرسل قبلة. وسوف يفهم أيضًا تعليمات بسيطة مثل “تعال إلى هنا” و”أعطها لي” و “لا”. وسيتعرف على اسمه، وسيتجه نحوك عندما تناديه. وتتطور مهاراته اللغوية والكلامية، ويتناقص تلعثمه العشوائي، حيث يبدأ في تكوين كلمات حقيقية. وبعد المناغاة، يحاول نطق كلمات بسيطة مثل “دادا” أو “بابا” أو “ماما”.
ما يمكنك القيام به للمساعدة
استمري في القراءة لطفلك. وسمّي الأشياء الموجودة في الكتاب أو في المنزل أثناء قيامك بمهامك اليومية. العبي ألعابًا بسيطة معه مثل وضع اليدين على العينين ثم رفعهما (بي كا بو) أو الغميضة. ونظرًا لأن الطفل سيبدأ في الزحف، اتخذي الاحتياطات اللازمة في المنزل لضمان كونه آمنًا بالنسبة له. أحضري له الدمى، ولكن دعيه أيضًا يلعب بالأواني والمقالي والملاعق الخشبية أو أي شيء مسلٍ طالما أنه آمن. شجعي الطفل على الاستكشاف. وهذا هو السن المناسب للبدء في وضع الحدود، ولكن برفق. احرصي على أن تشيري بالقول “لا” للسلوكيات غير المقبولة مع مكافأة السلوكيات الجيدة.
اطلبي مساعدة الخبراء في الحالات التالية:
- إذا كان طفلك لا يهدل لتقليد المحادثة.
- إذا كان لا يظهر الحماس لرؤية شخص مألوف.
- إذا كان لا يتلهف لك (أو لمزود الرعاية المعتاد) إذا لم تكوني قريبة.
- إذا لم يكن لديه فضول للأشياء الجديدة.
من المهم أن تتذكري أن الهدف من هذه المحطات ونقاط النمو أن تكون بمثابة مبادئ توجيهية واسعة. ينمو جميع الأطفال بمعدلات مختلفة، ومن الطبيعي تمامًا إظهار نمو متأخر بصورة هامشية في جوانب معينة. ويمكن أن تزيل استشارة طبيبتك أي شكوك لديك حول نمو طفلك وتطوره.