عندما يأكل طفلك ويهضم طعامه بشكل جيد فهي علامة قوية على نموه بشكل صحي، ومع ذلك، في بعض الأحيان، لا يستطيع الأطفال هضم طعامهم بشكل صحيح ويعانون من الإسهال، والتي يمكن أن يستمر لبضعة أيام. عندما يعاني الطفل من الإسهال لعدة أيام، فإن الحالة تسمى إسهال الأطفال. دعونا نلقي نظرة على الحالة، وأسبابها، وكيف يمكن علاجها والوقاية منها.
ما هو الإسهال عند الأطفال؟
بشكل عام، عندما تكون حركة الأمعاء متكررة والبراز السائل، يطلق على ذلك اسم الإسهال. يحدث هذا في الغالب عندما يكون هناك التهاب في المعدة، وعادة، تصبح حركة الأمعاء طبيعية في غضون أيام قليلة، حتى في حالة الأطفال الصغار. ولكن في حالة عدم حدوث ذلك، يُطلق عليه اسم إسهال الأطفال، وقد يعاني الأطفال الذين يعانون من الإسهال أقل من اثنين، وما يصل إلى عشر حركات أمعاء مع براز سائل طوال اليوم. قد يحتوي هذا البراز السائل على كميات صغيرة من الطعام المهضوم بشكل غير صحيح أيضًا. يمكن أن يستمر إسهال الأطفال أكثر من أسبوع ويؤدي إلى جفاف شديد عند الأطفال الصغار.
ما مدى شيوعه عند الأطفال الصغار؟
هذا النوع من الإسهال يختلف عن الإسهال المعتاد الذي يحدث بسبب التهاب في المعدة. يعاني معظم الأطفال من الإسهال المعتاد عدة مرات قبل أن يكبروا ويصلوا إلى سن الذهاب إلى المدرسة. سنعرض أسباب الإسهال عند الأطفال الصغار بالتفصيل أدناه.
أسباب الإسهال عند الأطفال
بعض الأسباب الشائعة هي –
١. العدوى الفيروسية
تؤدي معظم الفيروسات التي تستهدف الأطفال الصغار، مثل فيروس الروتا، والفيروس الغدي، والنوروفيروس، والفيروس النجمي، ومجموعة من الفيروسات الأخرى، إلى الإسهال إلى جانب آلام المعدة، والقيء، والحمى، وآلام الجسم، وما إلى ذلك.
٢. العدوى البكتيرية
معظم البكتيريا مثل المكورات العنقودية، والشيغيلة، والإشريكية القولونية، والسالمونيلا، وغيرها مسؤولة بشكل أساسي عن التهابات المعدة والإسهال. قد يعاني الطفل من تقلصات أثناء التبرز، ويخرج البراز مع الدم، ويعاني من الحمى، ومن الإسهال الشديد إذا أصيب بإحدى هذه البكتيريا. يمكن أن تكون بعض أنواع العدوى، مثل تلك من بكتريا قولونية، خطيرة للغاية على طفلك، على الرغم من أن البعض الآخر ليس كذلك. الليستريا سبب شائع آخر يسبب الإسهال عند الأطفال، وتزدهر في درجات الحرارة الباردة ويوجد في اللحوم، والجبن غير المبستر، وحتى في الآيس كريم. لذلك من المهم جدًا تجنب تخزين الأطعمة في الثلاجة لفترات أطول واستهلاكها طازجة قدر الإمكان.
٣. عدوى في الأذن
يمكن أيضًا أن تكون بعض أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية في الأذن سببًا للإصابة بالإسهال، خاصة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. في بعض الأحيان، يمكن أن يُصاب الطفل بعدوى في الأذن، إلى جانب البرد، كما تظهر عليه أعراض مثل القيء، والإسهال، وضعف الشهية. بالنسبة للأطفال الصغار، فإن الإشارة الوحيدة لعدوى الأذن هي أن الطفل سيكون منزعجًا طوال الوقت، ويسحب أذنيه ويشدها، ويبكي بسبب آلام الأذن.
٤. العدوى بسبب الطفيليات
عادة ما تهاجم الطفيليات الأمعاء أو العدة وتسبب الإسهال. الطفيل المسمى Giardia هو أحد أكثر الطفيليات شيوعًا التي تصيب الأطفال الصغار. قد يعاني الطفل المصاب من إسهال سائل شديد، والانتفاخ، والغازات، والتشنجات في المعدة. تنتشر هذه العدوى الطفيلية عادةً في الأماكن التي يعيش فيها عدد كبير من الأشخاص معًا في مجموعات، مثل دور رعاية الأطفال، ودور رعاية المسنين، والملاجئ، إلخ.
٥. تأثير المضادات الحيوية
أثناء تناول طفلك للمضادات الحيوية أو الانتهاء من تناول دورة الدواء نفسه، قد يعاني الطفل من الإسهال كأثر جانبي، وذلك لأن المضادات الحيوية تؤثر على جميع أنواع البكتيريا في الجسم، بما في ذلك البكتيريا الجيدة الموجودة في الأمعاء والمطلوبة لهضم الطعام.
٦. الإفراط في استهلاك العصير
يمكن أن يتسبب استهلاك العصير الذي يحتوي على الكثير من الفركتوز أو السوربيتول، وكذلك اللب والمشروبات المحلاة، في حدوث الانتفاخ، مما يؤدي إلى الإسهال في البراز. عادة، العصائر عالية الفركتوز مثل عصير البرقوق، وعصير التفاح، والصودا، والمشروبات المحلاة قد تسبب الإسهال. عادة ما يؤدي التقليل من استهلاك العصير/المشروبات إلى حل المشكلة. التزمي بكوب من العصير يوميًا، وسيصبح طفلك على ما يرام.
٧. الحساسية الغذائية
يمكن أن تتفاعل أجسام الأطفال مع البروتينات الموجودة في الأطعمة وتهاجمها كما لو كانت تحارب العدوى. يمكن أن يؤدي جهاز المناعة في الجسم إلى رد فعل حاد عند التعرض لأطعمة مثل حليب البقر، والبيض، والفول السوداني، وفول الصويا، والقمح، والأسماك وما إلى ذلك. في معظم الأوقات، يعاني الأطفال الصغار من الإسهال والغازات وآلام المعدة. في بعض الأحيان، قد يكون هناك دم في البراز، أو قيء، أو طفح جلدي، أو حتى صعوبات في التنفس.
٨. عدم تحمل المواد الغذائية
عندما تحفز الحساسية الغذائية جهاز المناعة، فإن عدم التحمل هو الفشل في معالجة عنصر غذائي معين. على سبيل المثال، عند الطفل الذي يعاني من عدم تحمل اللاكتوز، يفشل الجسم في إنتاج الإنزيم المطلوب لهضم اللاكتوز. ومن ثم يبقى غير مهضوم ويسبب الإسهال والغازات. قد لا تتحمل بعض الأطفال الأطعمة الأخرى مثل البيض، والدواجن، ومنتجات الألبان الأخرى مثل الجبن، والأطعمة النيئة أيضًا.
٩. رد فعل للتسمم الغذائي
يمكن أن يكون الإسهال أيضًا رد فعل لنوع من التسمم الذي يمكن أن يحدث بسبب ابتلاع جسم خارجي أو مواد كيميائية عن طريق الخطأ، أو بسبب استهلاك التوت البري، أو أوراق النبات. قد تشمل الأعراض أيضًا القيء، والغازات، والدوخة، وآلام المعدة. في مثل هذه الحالات، من الضروري منح الطفل عناية طبية فورية.
١٠. اضطراب التهاب الأمعاء
اضطرابات الأمعاء الالتهابية هي حالة مزمنة تسبب الإسهال، وتؤدي أيضًا إلى تهيج والتهاب الأمعاء. قد تتكرر الحالة من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة. هناك عدة أنواع من اضطرابات الأمعاء التي قد يعاني منها الأطفال الصغار. يحدث بعضها بسبب الطفيليات والبكتيريا، بينما يحدث البعض الآخر بسبب العناصر الغذائية مثل الجلوتين، واللاكتوز وما إلى ذلك. الأعراض الشائعة لاضطرابات الأمعاء الالتهابية هي القيء، ودم في البراز، وفقدان الوزن، وآلام المعدة، وعدم الراحة في القناة الهضمية. في حالة ملاحظة كل هذه الأعراض أو بعضها، فمن الأفضل التماس العناية الطبية على الفور.
بصفتك أحد الوالدين، عليك أن تكون قادرًا على تحديد ما إذا كان طفلك الدارج يعاني بشدة من الإسهال. لذلك يجب أن تنتبه للأعراض التالية.
أعراض الإسهال عند الطفل الدارج
ستساعدك هذه الأعراض في تحديد ما إذا كان طفلك الصغير يعاني من الإسهال، وما إذا كان يجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور.
- الطفل يتبرز أكثر من ثلاث مرات ويكون البراز سائل بشكل يومي.
- يكون البراز كريه الرائحة، شاحب اللون مع تناسق غير عادي.
- وجود أجزاء صغيرة من الطعام غير المهضوم من الوجبات التي تناولها الطفل حديثاً.
- آلام طفيفة في المعدة أو إمساك عرضي.
- آلام المعدة وعدم الراحة.
عند السعي للحصول على رعاية طبية، سيجري طبيب الأطفال فحصًا شاملاً لإجراء التشخيص، وسنناقش ذلك بالتفصيل في القسم التالي.
كيف يتم التشخيص؟
إذا كان طفلك يعاني من الإسهال وقمت بالاتصال بالطبيب، فمن المرجح أنه سيطلب منك الملاحظة إذا استمر لأكثر من بضعة أيام. إذا حدث ذلك، فسيقوم بعد ذلك بفحص ابنك وفهم تاريخ الأحداث التي أدت إلى الإسهال. قد يتم أخذ عينة من البراز للتحقق من وجود الدم، والبكتيريا، والفيروسات. قد يستفسر طبيبك عن أي حساسية غذائية قد يعاني منها طفلك أو أي حالات عدم تحمل للطعام قد تكون موجودة في الأسرة للوصول إلى سبب محتمل تسبب في حدوث الإسهال.
بمجرد التشخيص، سيتعين عليك مساعدة طفلك على الشفاء بصبر. سوف تجدين القسم التالي مفيدًا في التعامل مع إسهال الأطفال.
نصائح مفيدة للتعامل مع إسهال الأطفال
إن معرفة الأطعمة التي يجب تقديمها للأطفال الصغار المصابين بالإسهال أمر ضروري لضمان صحتهم والتعامل مع الحالة. هذا يجعل الكثير من خيارات الطعام موضع شك. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها توفير بعض الراحة لطفلك من الحالة.
- أدخلي المزيد من المواد الغذائية التي تحتوي على الدهون في نظام طفلك الغذائي. قد لا تكون الدهون أفضل شيء للبالغين؛ ومع ذلك، فهي ضرورية للغاية للأطفال الصغار. يجب أن يحتوي النظام الغذائي للطفل على ما يقرب من ٤٠٪ من الدهون. يجب تشجيع تناول الزبادي، والمواد الغذائية المماثلة.
- قللي من عصائر الفاكهة إلى كوب واحد في اليوم. وذلك لأن العصائر تحتوي على الكثير من السكر الذي يمكن أن يبقى كبقايا في الأمعاء مما يؤدي إلى الإسهال، كما يجب استهلاك الكثير من الماء لأنه أفضل بديل لعطش طفلك. إذا كان طفلك لا يزال يصر على العصير، يمكنك تخفيفه بشدة بالماء.
- يجب موازنة كمية الألياف في نظام طفلك الغذائي. الكثير من الألياف في الطعام أمر خطير مثل القليل منه. لا يهضم الجسم الألياف بشكل عام، وتخرج كجزء من الفضلات. في الوقت نفسه، تساعد الألياف في حركة الأمعاء وتقلل من فرص الإصابة بالإمساك. نظرًا لوجود الألياف في الفواكه والخضروات، تابعي نظام طفلك الغذائي. في حالة احتوائه على نسبة منخفضة من الألياف، فإن زيادتها إلى المستوى الطبيعي أمر جيد لأن الأطعمة الليفية تمتص الماء الزائد في الأمعاء. إذا كان محتوى الألياف مرتفعًا، يمكن أن يجهد ذلك الأمعاء ويسبب برازًا سائلًا. وبالتالي، من الحكمة إطعام أطفالك كمية أقل من الألياف.
يمكن أن يكون تزويد طفلك بالطعام المناسب والعلاج في الوقت المناسب حلاً جيدًا لوقف الإسهال، لذا، هل يمكنك استخدام أدوية البالغين لعلاج إسهال الأطفال؟ هيا نكتشف!
هل يمكنك إعطاء الأدوية المضادة للإسهال للبالغين لطفل صغير؟
الإجابة هي لا وألف لا! تختلف أجسام البالغين والأطفال الصغار اختلافًا كبيرًا، وهذا هو سبب اختلاف مكونات الدواء ومقادير جرعاته اختلافًا كبيرًا لكليهما. في بعض الحالات، قد يوصي طبيبك بإعطاء كمية صغيرة من الأدوية الموصوفة للبالغين، ولكن فقط إذا كانت الحالة شديدة. يمكن أن كون أي استهلاك للأدوية دون رقابة لأدوية البالغين خطير على طفلك.
لذلك، عندما ملاحظة علامات الإسهال لدى الأطفال، يجب عليك الاتصال بطبيب الأطفال على الفور.
متى يجب عليك زيارة طبيب الأطفال؟
- عندما يتقيأ طفلك عدة مرات خلال اليوم.
- عندما تظهر على طفلك علامات الجفاف القوية، أو يعاني من جفاف الفم، ولا يتبول ولو مرة واحدة كل ست ساعات.
- عندما يكون هناك دم في البراز أو إذا كان البراز أسود اللون.
- عندما ترتفع درجة حرارة طفلك عن 102 درجة.
- عندما يعاني طفلك من مشاكل في التنفس ويفقد الوعي.
- عندما يبدأ طفلك فجأة في التشنجات.
- قد يكون التعامل مع الإسهال عند الأطفال أمرًا مرهقًا للغاية. ونحن على يقين من أنك توافق على أن الوقاية خير من العلاج. لذا، كيف يمكنك منع الإسهال لدى طفلك؟ تابع القراءة لمعرفة المزيد.
ما الذي يمكنك فعله لوقاية طفلك من الإسهال؟
فيما يلي بعض الإجراءات الوقائية التي يمكنك اتخاذها لتجنب الإسهال عند الأطفال.
- الحفاظ على النظافة في كل نشاط يفعله الطفل.
- غسل يديك بانتظام لإبقائها خالية من أي ميكروبات.
- تعقيم الألعاب أو الأشياء التي يلمسها طفلك أو يضعها في فمه.
- غسل يديك جيدًا قبل وبعد التعامل مع طفلك أو بعد تنظيف حفاضاته.
- غسل يديك وأيدي الطفل لمدة عشرين إلى خمس عشرة ثانية باستخدام الماء والصابون.
على الرغم من أن هذه الإجراءات يجب أن تساعدك على منع الإسهال لدى طفلك الدارج، فإليك بعض الأشياء الأخرى التي يجب تذكرها لضمان عدم تفاقم الحالة لينعم طفلك بالأمان والصحة.
لابد أن نتذكر
- لا يعني الإسهال لدى طفلك دائمًا أن طفلك يعاني من مشاكل طبية خطيرة. في أغلب الأحيان يكون الطفل بصحة جيدة، ولكنه يعاني من الإسهال لأحد الأسباب البسيطة المذكورة أعلاه والتي يمكن علاجها أو زوالها في غضون أيام قليلة.
- عند تغيير النظام الغذائي لطفلك، تحققي دائمًا من تفاقم أعراض الإسهال.
- عندما يكبر الطفل، يبدأ جهازه الهضمي أيضًا في النضج. هذا يؤدي إلى تحسن في أعراض الإسهال.
- يجب إخطار الطبيب على الفور بأي حالة غير عادية تصاحب الإسهال، مثل الدم في البراز، أو فقدان الوزن، أو الحمى، أو فقدان السيطرة على الأمعاء.
يعتبر إسهال الأطفال حالة غير شائعة، ومع ذلك إنها حالة طبيعية تمامًا، فالجسم الذي يحاول مواكبة النظام الغذائي الجديد والاستعداد لدورات النمو. ما لم تصاحب هذه الحالة أي مضاعفات، فلا داعي للقلق، وسيظل نمو طفلك بلا هوادة. في معظم الأحيان، يمكن السيطرة على إسهال الأطفال بالعلاجات البسيطة المذكورة أعلاه.