بدأ طفلك أخيرًا في قول “ماما” و “بابا” وأصبح فضوليًا للغاية بشأن العالم من حوله. بصفتك أحد الوالدين، ليس هناك ما هو أكثر إرضاءً لنفسك من مشاهدة طفلك الصغير يكبر جسديًا وعقليًا وعاطفيًا بينما يحقق جميع المعالم الضرورية للنمو والتطور.
فيما يلي بعض المعالم التي يمكنك توقعها في الأسابيع القادمة فيما يتعلق بنمو الرضيع في 8 أشهر.
لا شيء يمكن أن يسعدك ويشعرك بالفرح أكثر من مشاهدة طفلك ينمو ويتطور. خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، ستشاهدينه وهو يحسن حركته، ويتعرف على وجوه الآخرين وأكثر من ذلك بكثير. إليك ما يجب عليك البحث عنه في أنشطة طفلك البالغ من العمر ثمانية أشهر.
سوف تتطور عند طفلك بسرعة مهاراته المعرفية والاجتماعية والعاطفية خلال هذا الوقت. سيُظهر إحساسًا بالتعاطف من خلال الشعور بالحزن عندما يبكي الأطفال من حوله، وسيكون سعيدًا عندما يراك! كما أنه سوف يتعرف على الوجوه المختلفة ويكون قادرًا على التمييز بين الأصوات. سوف تتطور قبضات يديه المختلفة وسيحصل على تحكم أفضل بأصابعه خلال هذا الوقت أيضا، ويكون قادرًا على التقاط الأشياء ورميها والإمساك بها حسب رغبته وبدقة متزايدة.
سيزداد وزن طفلك البالغ 8 أشهر، وسيبدأ في محاولة الزحف. سوف يدفع نفسه للأمام باستخدام يديه وسيكون قادرًا على الوقوف على ركبتيه من خلال استخدام الأثاث كدعم لجسمه. هذا ليس وقتًا مناسبًا لاستخدام مشايات الأطفال لأن اللعب والتحرك على الأرض سيزيد من قدرته على الحركة ويبني قوة عضلاته الخلفية. دعي طفلك يتجول في الأرجاء وحافظي على الكابلات والأسلاك بعيدة عن متناول يديه أو أي شيء قد يجعله يتعثر أو يسد طريقه.
سيختار طفلك ماذا يأكل والكمية التي يأكلها من الطعام، كما سيظل بحاجة إلى الاستمرار في تناول لبن الأم. ومع ذلك، هذا هو الوقت المناسب للسماح له بتذوق الأطعمة التي تأكلها العائلة حيث أن أضراسه الآن قد ظهرت. عندما يتعلق الأمر بالحركة، يجب أن يكون طفلك قادرًا على التصفيق ببطء بيديه وتحسين مهارته باستخدام أصابعه. شجعيه من خلال إظهار كيفية التصفيق ولعب ألعاب مثل Pat-A-Cake ودعيه يقلدك. في البداية، قد يصاب المنزل بالضجيج بسبب اصطدام الأواني من خلال لعبه بها واستكشافه للأصوات المختلفة، لكن ضعي في اعتبارك أنه يكتسب سيطرة أفضل على حركاته الحركية من خلال هذه العملية المزعجة بعض الشئ!
سيتعلم طفلك أيضًا كيفية تلويح معصمه جنبًا إلى جنب أو لأعلى ولأسفل. شجعيه على التلويح لأفراد الأسرة وتكرار هذا الإجراء ردًا على الإشارات اللفظية التي يقدمها أفراد الأسرة مثل “الوداع” أو “أراك لاحقًا”.
ستتحسن رؤية طفلك بسرعة خلال هذا الأسبوع، وسيكون قصر نظره في أفضل حالاته. سوف تستغرق رؤيته بعيدة المدى بعض الوقت لتحسينها، لكنه سيكون قادرًا على تحديد الأشياء والأشخاص من مسافة بعيدة والاقتراب منهم. سوف يظهر لون عينه الحقيقي ببطء، وإلى جانب البصر، سيتقن قبضة الكماشة، نظرًا لتطور مهارته الحركية، سيتمكن الآن من التقاط الأشياء وإسقاطها ورميها بدقة متزايدة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون قادرًا على الإشارة إلى الأشياء بإصبعه السبابة أيضًا.
سيكون طفلك قريبًا جدًا من المشي بمفرده في هذه المرحلة. يمكنك تشجيعه على المشي من خلال إمساك يديه وتوجيهه نحو اتجاه معين. تذكري أن عضلات ساقي طفلك تتطور ومن الجيد مساعدته على الركوع والجلوس. قد يستغرق طفلك بعض الوقت حتى يعتاد على الجلوس من وضع الوقوف، ولا بأس بذلك. بدلاً من ذلك، يمكنك استخدام شاحنة صغيرة مع قاعدة ثابتة لمساعدة وتدريب قدرته على الحركة، ولا ينبغي أن يكون الصعود على الدرج والزحف عبر الغرف مشكلة في هذه المرحلة.
سوف تتحسن صحة طفلك بشكل مطرد. سيستمر في الرضاعة الطبيعية وتناول الأطعمة الصلبة الآن. شجعي طفلك على إطعام نفسه بنفسه واسمحي له باستكشاف الأذواق والقوام المختلف في الوجبات. ستساعده الأطعمة مثل الأرز والجبن والجزر على التعرف على براعم التذوق لديه، وستجديه غالبًا يلعب بالقدور والأكواب. من وجهة نظر الصحة المعرفية، سيكون طفلك قادرًا على فهم التعليمات الأساسية وسيقوم بعمل ارتباطات بأسماء الكائنات، كما سيحيي أفراد الأسرة عند عودتهم من العمل بالابتسام بسعادة.
في عمر ثمانية أشهر، هذه هي المعالم التي من المتوقع أن يحققها طفلك الصغير-
سيبدأ سلوك طفلك في التغير كثيرًا. هذا هو العمر الذي يبدأ فيه فهم المحيط من حوله، ومع ذلك، قد لا يمتلك قوة الجسم أو العضلات المتطورة اللازمة لجلب الأشياء التي يريدها بنفسه. سيتحدث طفلك الصغير أيضًا طوال اليوم ويجرب الأصوات باستخدام صوته. تذكري أن تعززي بلطف الكلمات التي ترتبط بجميع الكائنات أو الأشخاص لمساعدته على تطوير مفرداته وإضافة معنى لتلك الثرثرة.
ستتوسع مهاراته الصوتية أيضًا إذا جعلتيه يتفاعل مع أفراد الأسرة وإشراكه في الأنشطة الاجتماعية داخل الأسرة.
فيما يلي الأنشطة التي يمكنك القيام بها مع طفلك الصغير لتسريع نموه وتطوره بطرق مختلفة –
١. لعبة التحدث – لعبة التحدث هي طريقة ممتازة للسماح لحواسه بتعلم الكلمات والمفردات المختلفة والبدء في معالجة المعلومات الشفهية. كلما لعبت معه، تأكدي من التحدث عن النشاط الذي تقومين به حاليًا لجذب انتباهه إليه.
٢. الالتقاء بالآخرين – إن الالتقاء بأشخاص جدد وأصدقاء وأفراد الأسرة سيقلل بشكل كبير من القلق من التواصل الاجتماعي مع الناس. تعد التنشئة الاجتماعية أيضًا طريقة رائعة لممارسة الاستدعاء البصري وتحسين مهاراته الاجتماعية أيضًا.
٣. قراءة القصص – يستمتع الأطفال بالكتب ذات الصور، خاصة تلك ذات الصور الكبيرة والألوان الزاهية. هذا هو الوقت المناسب لبدء القراءة له وتحفيز إحساسه بإدراك الألوان وفهم اللغة أيضًا.
٤. اجعليه يزحف – ساعديه بتحفيزه بالزحف نحوك أو اطلبي منه إحضار شيء لك يجعله يزحف من غرفة إلى أخرى. يقوي الزحف عضلات الساق مما يؤهله للمشي في المستقبل.
٥. عليميه أسماء الألعاب – امنحي ألعابه اسمًا واجعليه يربط الأصوات بالاسم. يؤدي تصنيف الكائنات بأسماء إلى إنشاء رابط بين الشئ واسمه في الذهن، وعندما تكرري ذلك، يبدأ في ربط هذه الأسماء بالأشياء.
٦. خلط الأطعمة – ضعي القليل من المكرونة السباجيتي المصنوعة من الخضار الملون المختلف ودعي طفلك يستكشف الأذواق والقوام المختلف. دعي طفلك يأكل بيديه لأن ذلك سيساعده على بناء حركات أصابعه وتعزيز البراعة في استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، سيجد الموضوع ممتعًا، وسيبقيه مشغولًا لبعض الوقت.
سوف يمضغ طفلك الألعاب ويجمع كل ذرات الغبار الموجودة في المنزل مثل المحقق أثناء البحث. احرصي على أن يكون المنزل آمنا للأطفال وإبقاء الأدوية أو المنتجات السامة بعيدًا عن متناوله. تأكدي من الاحتفاظ بالأثاث المتحرك والأواني والنباتات وأي شيء يمكن إزالته من مكانه سليمًا لأنك لا تريدين أن تتساقط الأشياء لإيذائه. في هذا العمر، لا يربط الأطفال بين السبب والنتيجة، لذلك لا تنزعجي إذا بدأ طفلك الصغير في بلمس حيوانك الأليف أو عضه في وقت لا تتوقعينه.
قد يكون طفلك مترددًا في تناول حليب الأم على عكس ما كان عليه الحال قبل إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظامه الغذائي. تأكدي من تناول وجبتين أو ثلاث وجبات من الطعام الصلب في اليوم للحصول على ما يكفيه من التغذية وإلى 4 رضعات من الثدي يوميًا في هذه المرحلة. للآباء والأمهات الذين يرضعون الحليب الصناعي، يوصى أيضًا بـ 4 رضعات من الحليب.
سينام طفلك كثيرًا في هذا العمر. قد تجديه ينام ما بين 10 إلى 12 ساعة في الليلة بالإضافة إلى أخذ ما بين 1 إلى 3 ساعات من القيلولة في فترة بعد الظهر. لا تقلقي رغم ذلك، فإنه أمر طبيعية تمامًا ورائع بالنسبة لك، لأنك ستقومين بتعويض ساعات النوم التي فاتتك في الفترة الأخيرة وهي فرصة أيضًا لتخطيط جدولك اليومي. كما يصبح روتين طفلك وأنماط نومه أكثر قابلية للتنبؤ الآن.
فيما يلي بعض النصائح للآباء الذين يرغبون في تسريع نمو أطفالهم أو منع تأخر النمو –
يستكشف طفلك آفاقه ويوسعها من نواحٍ عديدة في هذه الفترة، ما عليك سوى السماح له / لها بالقيام بنشاطات مختلفة وتذكري ألا تنفعلي عندما تسمعين أصواتًا مضحكة (مثل قرع الأكواب والصحون). إنه مجرد عقوله الفضولي يعمل!
إنه لأمر مدهش للغاية أن تشاهدي طفلك الصغير يتقدم من الزحف إلى خطواته خلال هذه الأسابيع. قدمي له أنواع من الأطعمة الجديدة، واشغليه باستمرار ومستمتعًا وستكونين في طريقك إلى الأمومة الناجحة. كما يجب أن تتحلين بالصبر لأنه في بعض الأحيان قد يسقط طفلك الصغير أو ينزلق عند الزحف أو التنقل وعليك أن تدعيه يتعلم كيفية التعامل مع ذلك.