الوسواس القهري عند الأطفال: الأسباب والأعراض والعلاج - فيرست كراي العربية للأبوة والأمومة
الرئيسية / طفل كبير / السلامة / الإضطراب الوسواس القهري (OCD) عند الأطفال
الإضطراب الوسواس القهري (OCD) عند الأطفال

الإضطراب الوسواس القهري (OCD) عند الأطفال

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة شائعة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم حيث يعاني منه طفل واحد من بين كل ١٠٠ طفل في الولايات المتحدة. في حين أن السلوكيات قد تختلف في كل طفل بسبب هذه الحالة، لكن يمكن تحديد المشكلة الأساسية التي تسبب الحالة والتعامل معها من خلال العلاجات المناسبة.

في بعض الأحيان، قد يخلط بين الوسواس القهري والسلوك غير المنتظم ولا يتم تشخيصه حتى وقت لاحق. فمن الضروري أن يفهم الآباء حالة الوسواس القهري والتعرف على أعراضها وعلاماتها لضمان توفير المساعدة المناسبة وفي الوقت المناسب لأطفالهم.

ما هو الوسواس القهري؟

الوسواس القهري هو اضطراب بيولوجي عصبي قد يجبر الأطفال على اللجوء إلى السلوكيات القهرية بسبب الأفكار أو المخاوف الدخالية. تسبب هذه الحالة قلقًا شديدًا أو خوفًا، ويُعرف أيضًا باسم الهواجس لدى الأطفال، وتكون بشأن شيء معين أو عدة أشياء منفصلة، ولتقليل هذا القلق والتوتر، قد ينهمك الطفل في كثير من الأحيان في أعمال قهرية أو اضطرارية.

يمكن تمييزه بالهلع المفاجئ والأفعال المتكررة ويشارك أعراضه مع حالات مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومتلازمة توريت وطيف التوحد.

 ما هو الوسواس القهري؟

ما مدى شيوع الوسواس القهري عند الأطفال؟

يعتبر الوسواس القهري من أكثر الحالات شيوعًا في جميع أنحاء العالم حيث يعاني منه واحد في كل سبعة أطفال تقريبًا. تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ١٠٠ طفل في الولايات المتحدة مصاب بالوسواس القهري، وهو أكثر انتشارًا في البلدان المتقدمة مقارنة بالبلدان النامية.

قد يعاني الأطفال من الوسواس القهري في وقت مبكر من العمر خاصة في عمر سنة ونصف، وهم غالبًا ما يقدرون على التعبير عن مخاوفهم وهواجسهم مما يصعب التشخيص، وقد يحاولون أيضًا إخفاء إضطرارهم خوفًا من التعرض للتنمر أو السخرية.

وجد العديد من الأشخاص البالغين أيضًا أن الوسواس القهري عندهم قد بدأ في طفولتهم.

أسباب اضطراب الوسواس القهري في مرحلة الطفولة

بينما لا يزال البحث عن السبب الدقيق لاضطراب الوسواسي القهري قيد البحث لكن هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الاضطراب الوسواسي القهري عند الأطفال.

  1. نقص السيروتونين، وهو ناقل عصبي كيميائي في المخ الذي يساعد الخلايا على التواصل مع بعضها البعض. قد يكون هذا أيضًا وراثيًا حيث وجد أن آباء الأطفال الذين يعانون من نقص السيروتونين يعانوا أطفالهم من هذا النقص أيضًا.
  2. قد تسبب العدوى مثل عدوى المكورات العقدية، ومثل التهاب الحلق أو الحمى القرمزية الوسواس القهري عند الأطفال والتي تعرف باسم الاضطرابات العصبية والنفسية الذاتية للأطفال المرتبطة (PANDAS)
  3. تم العثور على تشوهات في المخ، وخاصة في القشرة المدارية، وهي جزء من المخ المسؤول عن القدرات المعرفية واتخاذ القرار في إجراء فحوصات مخ بعض الأطفال المصابين بالوسواس القهري، وقد يكون هذا أيضًا سببًا للوسواس القهري. والأطفال الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة للوسواس القهري أو تظهر عليهم بعض أعراض الحالة.
  4. العوامل البيئية التي تسبب القلق الشديد قد تجعل الطفل يطور عادات قهرية يمكن تصنيفها ضمن الوسواس القهري.

 أسباب اضطراب الوسواس القهري في مرحلة الطفولة

أعراض الإضطراب الوسواس القهري

يمكن ملاحظة معظم أعراض الوسواس القهري عند الأطفال. لكن هناك احتمالية أن يتم تفويتها أو ربما عدم فهمها. ينهمك معظم الأطفال في أفعال أو طقوس قهرية بسبب وساوسهم أو مخاوفهم غير المنطقية. تتضمن بعض الأعراض التي يمكنك البحث عنها ما يلي:

  1. الخوف الشديد من الجراثيم والأوساخ والأمراض مما يدفعهم إلى اتخاذ الاحتياطات القصوى وغسل اليدين باستمرار.
  2. الإصرار على ارتداء القفازات أو الملابس ذات الأكمام الكاملة لمنع التعرض للجراثيم.
  3. تنظيف مكان أو شيء معين لعدة مرات.
  4. فحص متكرر للأشياء بسبب الشك المفرط مثلاً: التحقق مما إذا كان الباب مغلقًا أو الكتب معبأة لعدة مرات.
  5. عادة تكرار كلمة أو عبارة معينة لعدة مرات.
  6. الوسواس بتنظيم الأشياء بطريقة متناسقة ودقيقة.
  7. التقيد بروتين صارم كل يوم.
  8. الإيمان القوي بالأرقام المحظوظة وغير المحظوظة وإحصاء الخطوات أو التحركات في كل مرة لضمان رقم الحظ.
  9. القيام بالأشياء مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الكمال.
  10. نبضات مفاجئة ومتسقة أو دوافع عنيفة للتصرف أو القيام بأشياء معينة
  11. تكرار الكلمات لعدة مرات.
  12. تكرار نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا.
  13. تكرار الكلمات التي قالها الآخرون لهم.
  14. خوف غير منطقي من إصابة أحد أفراد أسرته.
  15. الهوس بشراء واقتناء بعض العناصر أو الأشياء.

التشخيص

لا يوجد هناك أي اختبار معملي محدد لتشخيص الوسواس القهري. ومع ذلك، يمكنك زيارة أخصائي صحة عقلية مؤهل مثل طبيب نفساني للأطفال أو طبيب نفسي، إذا تلاحظين أي من أعراض الوسواس القهري عند طفلك. قد تحتاجين إلى تتبع جميع الأعراض ومدى تكرارها للوصول إلى تفاصيل دقيقة للطبيب قبل طلب المساعدة من طبيب نفساني للأطفال.

سيسألك الطبيب النفسي للأطفال العديد من الأسئلة عن طفلك أو سيطلب منك ملء استبيان، كما سيتضمن اختبار الوسواس القهري لطفلك عدة أسئلة حول الأعراض وشدتها لتحديد مدى خطورة الحالة. وسيتم تشخيص إصابة طفلك باضطراب وسواس قهري فقط في حالة تأثير أعراض الوسواس القهري على حياته اليومية بطريقة شديدة.

قد يقوم بعض الاطباء النفسيون أيضًا بإجراء فحص جسدي أو اختبار معملي لاستبعاد أي فرص لوجود حالات طبية أخرى. قد يساعدك الكشف المبكر عن اضطراب الوسواس القهري في إجراء العلاجات المناسبة لطفلك.

علاج الوسواس القهري عند الأطفال

بالرغم من أنه لا يوجد هناك علاج دوائي للوسواس القهري محدد لكن العلاجات النفسية الفعالة قد تساعد في تقليل أو حتى تخفيف الأعراض، إذا تم اكتشاف الحالة في وقت مبكر. يمكن أيضًا استخدام مزيج من الدوآد ،العلاج النفسي اعتمادًا على عمر الطفل والحالة والأعراض وشدتها وتحمل الأدوية.

يمكن تصنيف العلاجات ضمن:

  • العلاج النفسي

يتم استخدام علاج سلوكي معرفي يسمى علاج التعرض والاستجابة لتحديد السبب الأساسي، وهذا العلاج فعال جدًا عند الأطفال ويساعد في تعديل سلوكياتهم. قد يضع المعالجون أيضًا قيودًا بسيطة على الطفل مثل عدد المرات التي يُسمح فيها للطفل بتكرار السلوكيات القهرية في يوم واحد، لتمكينه في النهاية وبشكل تدريجي من القضاء على تلك الطقوس المبالغ فيها.

ومع ذلك، فإن هذا العلاج يستغرق وقت طويل وقد يصعب على الأطفال الصغار الذين لم يتمكنوا من فهم أن هواجسهم قد تكون غير عقلانية.

  • الأدوية

في الحالات التي لا يكون فيها العلاج النفسي خيارًا صحيحاً أو غير قابل للتطبيق، يتم وصف الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مضادات امتصاص السيروتونين الانتقائية. تتعامل هذه الأدوية بشكل انتقائي مع النواقل العصبية في المخ وتعمل أيضًا كمضادات للاكتئاب مما يقلل من القلق، وقد يجعل هذا الطفل أكثر تقبلا للعلاج النفسي.

في حالة حدوث الوسواس القهري بسبب إلتهاب المكورات العقدية، يمكن أيضًا وصف المضادات الحيوية للطفل.

الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تصحب بالوسواس القهري

يعاني معظم الأطفال من حالة أخرى مع حالة الوسواس القهري، وغالبًا ما توجد بعض اضطرابات الصحة العقلية لدى الأفراد والأطفال المصابين بالوسواس القهري والتي تتضمن:

  1. اضطرابات القلق
  2. اضطراب ثنائي القطب
  3. الإكتئاب
  4. اضطرابات طيف التوحد أو ASD
  5. ADD (اضطراب نقص الانتباه) أو ADHD (اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه)
  6. اضطرابات الاكل
  7. التشنجات اللاإرادية أو متلازمة توريت
  8. اضطراب تشوه الجسم أو وسواس بعيب حقيقي أو وهمي في الجسم
  9. اضطراب الاكتناز
  10. نتف الشعر أو اضطراب نتف الشعر
  11. تسحج أو اضطراب مص الجلد بشكل شديد

قد تظهر بعض هذه الاضطرابات كأعراض الوسواس القهري عند الطفل وعادةً ما تندرج تحت فئة الاضطرابات المرتبطة بالوسواس القهري.

إدارة الوسواس القهري خلال ساعات الدوام المدرسي

إن إخبار المعلمين في المدرسة عن حالة طفلك هو خيارك أنت، ومع ذلك، هناك فوائد لإخبار المعلمين عن حالة طفلك، حيث أنه من المحتمل أن يتسبب الوسواس القهري في أن يعاني طفلك من صعوبات اجتماعية أو أكاديمية أو عاطفية والتي قد يكون المعلم قادرًا على إيلاء اهتمام إضافي لها عند إخباره عن حالة طفلك.

أيضًا، نظرًا لأنه يمكن ملاحظة الوسواس القهري، فقد يكون المعلمون في المدرسة على دراية بالفعل بالحالة لأن معظم المدارس تدرب المعلمين على تلبية احتياجات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية. يمكنك يضاً التحدث مع المعلمين لفهم مدى معرفتهم بالاضطراب وإخبارهم عن أحدث المعلومات حول كيفية مساعدة الطفل المصاب بالوسواس القهري. يمكن مشاركة الكتب ومقاطع الفيديو والمواقع الإلكترونية التي توفر معلومات حول الحالة مع المعلمين أيضًا.

التعامل مع الوسواس القهري عند الأطفال المراهقين

غالبًا ما يعاني الأطفال المراهقون المصابون بالوسواس القهري من مشكلات سلوكية ولا يمكن السيطرة عليها. فيجب عليك أن تهتمي بشكل فعال بمساعدة طفلك المراهق على مواجهة الوسواس القهري والمشاركة في العلاج للمساعدة في تخفيف الضغط النفسي والعاطفي الذي يسببه الوسواس القهري.

إليك بعض الأشياء التي يجب أن تضعيها في اعتبارك:

  • تجنبي انتقاد أو الشكوة من أعراض الوسواس القهري، حيث إنه اضطراب لا يمكن للمراهق السيطرة عليه.
  • تعرفي علي كل ما تستطيعين الحصول عليه من معلومات حول الوسواس القهري وابقي نفسك مطلعة.
  • تحدثي مع طفلك المراهق وساعديه على إيجاد طرق للتعامل مع التوتر والاسترخاء. مثلاً، يمكنك القيام بممارسة اليوغا أو دروس أخرى مع طفلك.
  • تأكدي من أخذه إلى معالج السلوك المعرفي.
  • كوني حاضرةً دائمًا واجعلي طفلك يعرف أنه يمكن له الاتصال بك للحصول على المساعدة.
  • يمكنك التحدث مع المعالجين لتحديد طرق للتعامل مع اضطرابات طفلك بشكل صحي.
  • يمكن لك الحصول على المساعدة من عائلتك وأصدقائك للتأكد من أن الجميع يتعاون لمساعدة طفلك على التغلب على الاضطراب.
  • يمكنك مشاركة العائلة في العلاج الأسري إن أمكن لمساعدة الجميع على فهم الحالة والمساهمة في التعافي بشكل أفضل.
  • كوني صبورة وهادئةً دائماً حتى عندما تشعرين بالإحباط. لأن طفلك يحتاج إلى معرفة أنه يمكن له الاعتماد عليك في جميع الأوقات.
  • إذا تواجهين حالات غريبة، فاطلبي المساعدة الفورية من معالج طفلك أو أي متخصص آخر في الصحة العقلية.
  • قومي بدعم طفلك دائمًا واتخذي كل الأمور خطوة بخطوة ولا تتعجلي معه لأي سبب.
  • تأكدي من أن طفلك يتناول الأدوية الموصوفة بانتظام.

قد يستغرق الوسواس القهري حتى مع الاهتمام والعلاج المناسبين، وقتًا طويلاً قبل ملاحظة التغييرات المرئية وتخفيف الأعراض. تذكري أن تختاري العلاج المناسب لطفلك والذي يستجيب له طفلك بشكل أفضل. من الضروري أن تظلي نشطةً لمساعدة طفلك على التعامل مع الإضطراب الوسواسي القهري ودعمه وتوجيهه دائماً.