اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة شائعة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم حيث يعاني منه طفل واحد من بين كل ١٠٠ طفل في الولايات المتحدة. في حين أن السلوكيات قد تختلف في كل طفل بسبب هذه الحالة، لكن يمكن تحديد المشكلة الأساسية التي تسبب الحالة والتعامل معها من خلال العلاجات المناسبة.
في بعض الأحيان، قد يخلط بين الوسواس القهري والسلوك غير المنتظم ولا يتم تشخيصه حتى وقت لاحق. فمن الضروري أن يفهم الآباء حالة الوسواس القهري والتعرف على أعراضها وعلاماتها لضمان توفير المساعدة المناسبة وفي الوقت المناسب لأطفالهم.
الوسواس القهري هو اضطراب بيولوجي عصبي قد يجبر الأطفال على اللجوء إلى السلوكيات القهرية بسبب الأفكار أو المخاوف الدخالية. تسبب هذه الحالة قلقًا شديدًا أو خوفًا، ويُعرف أيضًا باسم الهواجس لدى الأطفال، وتكون بشأن شيء معين أو عدة أشياء منفصلة، ولتقليل هذا القلق والتوتر، قد ينهمك الطفل في كثير من الأحيان في أعمال قهرية أو اضطرارية.
يمكن تمييزه بالهلع المفاجئ والأفعال المتكررة ويشارك أعراضه مع حالات مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومتلازمة توريت وطيف التوحد.
يعتبر الوسواس القهري من أكثر الحالات شيوعًا في جميع أنحاء العالم حيث يعاني منه واحد في كل سبعة أطفال تقريبًا. تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ١٠٠ طفل في الولايات المتحدة مصاب بالوسواس القهري، وهو أكثر انتشارًا في البلدان المتقدمة مقارنة بالبلدان النامية.
قد يعاني الأطفال من الوسواس القهري في وقت مبكر من العمر خاصة في عمر سنة ونصف، وهم غالبًا ما يقدرون على التعبير عن مخاوفهم وهواجسهم مما يصعب التشخيص، وقد يحاولون أيضًا إخفاء إضطرارهم خوفًا من التعرض للتنمر أو السخرية.
وجد العديد من الأشخاص البالغين أيضًا أن الوسواس القهري عندهم قد بدأ في طفولتهم.
بينما لا يزال البحث عن السبب الدقيق لاضطراب الوسواسي القهري قيد البحث لكن هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الاضطراب الوسواسي القهري عند الأطفال.
يمكن ملاحظة معظم أعراض الوسواس القهري عند الأطفال. لكن هناك احتمالية أن يتم تفويتها أو ربما عدم فهمها. ينهمك معظم الأطفال في أفعال أو طقوس قهرية بسبب وساوسهم أو مخاوفهم غير المنطقية. تتضمن بعض الأعراض التي يمكنك البحث عنها ما يلي:
لا يوجد هناك أي اختبار معملي محدد لتشخيص الوسواس القهري. ومع ذلك، يمكنك زيارة أخصائي صحة عقلية مؤهل مثل طبيب نفساني للأطفال أو طبيب نفسي، إذا تلاحظين أي من أعراض الوسواس القهري عند طفلك. قد تحتاجين إلى تتبع جميع الأعراض ومدى تكرارها للوصول إلى تفاصيل دقيقة للطبيب قبل طلب المساعدة من طبيب نفساني للأطفال.
سيسألك الطبيب النفسي للأطفال العديد من الأسئلة عن طفلك أو سيطلب منك ملء استبيان، كما سيتضمن اختبار الوسواس القهري لطفلك عدة أسئلة حول الأعراض وشدتها لتحديد مدى خطورة الحالة. وسيتم تشخيص إصابة طفلك باضطراب وسواس قهري فقط في حالة تأثير أعراض الوسواس القهري على حياته اليومية بطريقة شديدة.
قد يقوم بعض الاطباء النفسيون أيضًا بإجراء فحص جسدي أو اختبار معملي لاستبعاد أي فرص لوجود حالات طبية أخرى. قد يساعدك الكشف المبكر عن اضطراب الوسواس القهري في إجراء العلاجات المناسبة لطفلك.
بالرغم من أنه لا يوجد هناك علاج دوائي للوسواس القهري محدد لكن العلاجات النفسية الفعالة قد تساعد في تقليل أو حتى تخفيف الأعراض، إذا تم اكتشاف الحالة في وقت مبكر. يمكن أيضًا استخدام مزيج من الدوآد ،العلاج النفسي اعتمادًا على عمر الطفل والحالة والأعراض وشدتها وتحمل الأدوية.
يمكن تصنيف العلاجات ضمن:
يتم استخدام علاج سلوكي معرفي يسمى علاج التعرض والاستجابة لتحديد السبب الأساسي، وهذا العلاج فعال جدًا عند الأطفال ويساعد في تعديل سلوكياتهم. قد يضع المعالجون أيضًا قيودًا بسيطة على الطفل مثل عدد المرات التي يُسمح فيها للطفل بتكرار السلوكيات القهرية في يوم واحد، لتمكينه في النهاية وبشكل تدريجي من القضاء على تلك الطقوس المبالغ فيها.
ومع ذلك، فإن هذا العلاج يستغرق وقت طويل وقد يصعب على الأطفال الصغار الذين لم يتمكنوا من فهم أن هواجسهم قد تكون غير عقلانية.
في الحالات التي لا يكون فيها العلاج النفسي خيارًا صحيحاً أو غير قابل للتطبيق، يتم وصف الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مضادات امتصاص السيروتونين الانتقائية. تتعامل هذه الأدوية بشكل انتقائي مع النواقل العصبية في المخ وتعمل أيضًا كمضادات للاكتئاب مما يقلل من القلق، وقد يجعل هذا الطفل أكثر تقبلا للعلاج النفسي.
في حالة حدوث الوسواس القهري بسبب إلتهاب المكورات العقدية، يمكن أيضًا وصف المضادات الحيوية للطفل.
يعاني معظم الأطفال من حالة أخرى مع حالة الوسواس القهري، وغالبًا ما توجد بعض اضطرابات الصحة العقلية لدى الأفراد والأطفال المصابين بالوسواس القهري والتي تتضمن:
قد تظهر بعض هذه الاضطرابات كأعراض الوسواس القهري عند الطفل وعادةً ما تندرج تحت فئة الاضطرابات المرتبطة بالوسواس القهري.
إن إخبار المعلمين في المدرسة عن حالة طفلك هو خيارك أنت، ومع ذلك، هناك فوائد لإخبار المعلمين عن حالة طفلك، حيث أنه من المحتمل أن يتسبب الوسواس القهري في أن يعاني طفلك من صعوبات اجتماعية أو أكاديمية أو عاطفية والتي قد يكون المعلم قادرًا على إيلاء اهتمام إضافي لها عند إخباره عن حالة طفلك.
أيضًا، نظرًا لأنه يمكن ملاحظة الوسواس القهري، فقد يكون المعلمون في المدرسة على دراية بالفعل بالحالة لأن معظم المدارس تدرب المعلمين على تلبية احتياجات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية. يمكنك يضاً التحدث مع المعلمين لفهم مدى معرفتهم بالاضطراب وإخبارهم عن أحدث المعلومات حول كيفية مساعدة الطفل المصاب بالوسواس القهري. يمكن مشاركة الكتب ومقاطع الفيديو والمواقع الإلكترونية التي توفر معلومات حول الحالة مع المعلمين أيضًا.
غالبًا ما يعاني الأطفال المراهقون المصابون بالوسواس القهري من مشكلات سلوكية ولا يمكن السيطرة عليها. فيجب عليك أن تهتمي بشكل فعال بمساعدة طفلك المراهق على مواجهة الوسواس القهري والمشاركة في العلاج للمساعدة في تخفيف الضغط النفسي والعاطفي الذي يسببه الوسواس القهري.
إليك بعض الأشياء التي يجب أن تضعيها في اعتبارك:
قد يستغرق الوسواس القهري حتى مع الاهتمام والعلاج المناسبين، وقتًا طويلاً قبل ملاحظة التغييرات المرئية وتخفيف الأعراض. تذكري أن تختاري العلاج المناسب لطفلك والذي يستجيب له طفلك بشكل أفضل. من الضروري أن تظلي نشطةً لمساعدة طفلك على التعامل مع الإضطراب الوسواسي القهري ودعمه وتوجيهه دائماً.