الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية: الأسباب والعلاج والوقاية - فيرست كراي العربية للأبوة والأمومة
الرئيسية / الرضع / الرضاعة الطبيعية / الصداع اثناء الرضاعة الطبيعية: هل هو طبيعي؟
الصداع اثناء الرضاعة الطبيعية: هل هو طبيعي؟

الصداع اثناء الرضاعة الطبيعية: هل هو طبيعي؟

إن الرضاعة الطبيعية جزء لا يتجزأ من الأمومة، وقد تكون تجربة مرهقة للغاية للأم، حيث قد تشعرين بالإنزعاج أثناء الرضاعة الطبيعية بسبب الحلمات الحساسة وآلام ما بعد الولادة، كما قد تعاني بعض الأمهات من الصداع أحيانًا أثناء الرضاعة الطبيعية. والأسباب المحتملة لهذا الصداع كثيرة، وهي الجفاف والتوتر حتي التعب وتغيرات الطقس والحساسية وفي بعض الأحيان، قد تؤدي التغيرات الهرمونية أيضًا إلى الصداع. إذا كنت تعانين من الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية، فيمكن أن تساعدك هذه المقالة في التعرف على أسباب حدوثه وكذلك توفير بعض الطرق للتعامل معه.

ما هو الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية؟

يعرف الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية أيضًا باسم صداع الرضاعة. تشعر الأمهات المرضعات أحيانًا بالصداع أثناء إرضاع الطفل، وعادة يخف الألم أو يتوقف بمجرد اكتمال الرضاعة. يعتقد بعض الخبراء أن هرمون الأوكسيتوسين يسبب الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية. والأوكسيتوسين هو هرمون يلعب دورًا ضرورياً في حدوث آلام المخاض أثناء الولادة، ويتم إطلاق الهرمون أيضًا أثناء الرضاعة الطبيعية وهو مسؤول عن شد قنوات الحليب وتسهيل تدفق حليب الثدي. عندما يرضع الطفل من الثدي، يطلق المزيد من الأوكسيتوسين في الجسم، وقد تتفاعل بعض النساء مع هذه الزيادة في هرمون الأوكسيتوسين بسبب الصداع.

ما هي الأسباب المحتملة للصداع أثناء الرضاعة الطبيعية؟

قد يكون هناك العديد من الأسباب الأساسية لحدوث الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية، بعضها ما يلي مع علاج الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية:

1. الصداع ما بعد الولادة

خلال الأسابيع القليلة الأولى من الولادة، قد تعاني بعض الأمهات المرضعات من انخفاض في مستويات هرمون الاستروجين مما قد يسبب صداعًا خفيفًا أثناء الرضاعة الطبيعية. تعاني بعض النساء أيضًا من الاكتئاب بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين.

العلاج

قد تستخدم الأمهات المرضعات الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لعلاج الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية إذا كان الألم شديدًا. قد ينصح الطبيب بجلسات العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب لعلاج الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية الذي يحدث بسبب الاكتئاب ما بعد الولادة.

2. الصداع النصفي

إذا كنت عرضة للصداع النصفي، فقد يسبب الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى من الولادة. قد تؤدي التغيرات الهرمونية، مثل انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في الجسم إلى حدوث الصداع النصفي، وقد تعاني الأمهات المرضعات من إحساس بخفقان شديد على أحد جانبي الرأس أو كلاهما. وقد يستمر الألم حوالي 2-3 أيام وقد يكون مصحوب بالغثيان، كما قد تكون الأسباب الأخرى للصداع النصفي هي الإجهاد وقلة النوم ورهاب الصوت (الخوف من الأصوات العالية) أو الوراثة.

الصداع النصفي

العلاج

لا يُنصح بتناول مسكنات الألم المعتادة أو الأدوية لعلاج الصداع النصفي أثناء الرضاعة الطبيعية لأنها قد تضر الطفل، من الأفضل استشارة الطبيب الذي قد يقترح بعض المسكنات الآمنة التي يمكن تناولها أثناء الرضاعة مثل الإيبوبروفين.

3. الجفاف

تشعر الأمهات المرضعات عمومًا بالعطش الشديد عند البداية في الرضاعة الطبيعية. لأن الجسم يحتاج إلى السوائل الإضافية لإنتاج الحليب (يحتوي حليب الثدي على 90٪ ماء تقريبًا). يجب على الأمهات المرضعات شرب كمية من الماء أكثر مما يُنصح به للبالغين للحصول علي المزيد من الماء أثناء الرضاعة الطبيعية. إذا لم يتم شرب الكثير من الماء، فقد يسبب الجفاف الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية. اشربي ثلاث لترات من الماء علي الأقل يوميًا.

العلاج

حاولي شرب الكثير من الماء أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن أن يحمي ذلك من خطر الإصابة بالجفاف. من الضروري للأمهات المرضعات شرب الكثير من الماء لتلبية الاحتياجات المتزايدة لأجسامهن، ومن الأفضل شرب كوب من الماء قبل وبعد الرضاعة للحصول علي السوائل المفقودة على الفور.

4. التهاب الضرع

التهاب الضرع هو عدوى تصيب الغدة الثديية. قد يحدث عندما تنتقل البكتيريا إلى الثدي من خلال الجلد التالف أو تشقق الحلمات مما يسبب التورم والألم والاحمرار في الثدي المصاب، وقد يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أثناء الرضاعة. قد تصاب بعض الأمهات المرضعات بالتهاب الضرع إذا تم حظر قنوات الحليب في ثديهن بسبب سوء التغذية. قد يتراكم الحليب في الثدي بسبب تقييد تدفق الحليب أو إطلاقه عبر قنوات الحليب. قد تعاني الأمهات المرضعات المصابات بهذه الحالة من الحمى والقشعريرة والصداع.

العلاج

يمكن للأمهات المرضعات استشارة الطبيب للحصول علي نصائح حول الطرق الصحيحة للرضاعة الطبيعية. يجب أن تضع الأمهات المرضعات في الإعتبار أنه من الضروري تفريغ الحليب من الثدي أثناء الرضاعة بالكامل. فهذا يقلل من فرصة الإصابة بالتهاب الضرع. في الحالات الشديدة قد يصف الطبيب المضادات الحيوية عن طريق الفم لعلاج التهاب أنسجة الثدي.

5. التعب

من الشائع جدًا أن تعاني النساء من التعب في فترة ما بعد الولادة. قد يؤدي الاعتناء بالرضيع والرضاعة المنتظمة في الليل وقلة النوم إلى تفاقم المشكلة. قد يؤدي نقص المغذيات لدى الأمهات المرضعات أيضًا إلى الضعف والخمول. لكل هذه الأسباب، قد تعاني بعض الأمهات المرضعات من الصداع أثناء الرضاعة.

العلاج

لتجنب الصداع الذي يحدث بسبب التعب، من الضروري الحصول علي راحة كافية. لابد أن تأخذي قيلولة عندما يكون طفلك نائماً. استلقي وعينيك مغمضتين لعدة مرات خلال اليوم. يمكنك إرضاع الطفل أثناء الاستلقاء على جانبك بدلاً من الجلوس، وبهذه الطريقة، يمكنك الحصول علي الراحة وعدم إجهاد نفسك أثناء الرضاعة الطبيعية.

6. الوضع الخاطئ

قد تتخذ بعض الأمهات المرضعات وضعية غير صحيحة أثناء الرضاعة مما يجهد عضلاتهن. أثناء الرضاعة، قد تجلس بعض النساء في وضع غير صحيح عن طريق الانحناء كثيرًا أو رفع الكتفين للتحكم في وزن الطفل، وقد يؤدي هذا إلى إجهاد عضلات الرقبة والظهر مما يسبب الصداع.

العلاج

أثناء الرضاعة الطبيعية، يجب على الأمهات المرضعات الحفاظ على الوضع المناسب. قد يساعد التدليك اللطيف أيضًا على تهدئة آلام عضلات الرقبة والكتف. قد يفيدك القيام ببعض تمارين الإطالة لإرخاء الكتف والرقبة، ويمكنك حتى استخدام وسادة الرضاعة إذا لزم الأمر.

7. الأدوية

قد تؤدي بعض الأدوية التي تتناولها الأمهات المرضعات إلى حدوث صداع كأثر جانبي محتمل. قد يحدث هذا إذا تم تناول الأدوية بجرعات أعلى. مثلاً، قد تؤدي جرعة عالية من فيتامين ب 6 إلى حدوث صداع أو التهاب في الثدي لدى بعض الأمهات المرضعات. في بعض الأحيان، قد تنغمس الأمهات المرضعات أيضًا في الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة أو العلاج الذاتي مما قد يؤدي إلى الصداع كأثر جانبي.

الأدوية

العلاج

من المعقول دائمًا تناول الأدوية بالجرعات الموصى بها من قبل الطبيب. يجب على الأمهات المرضعات تجنب العلاج الذاتي حتى لعلاج الصداع الخفيف. إذا كنت تشعرين أن دواءً معينًا لا يناسبك أو لا يوفر لك الراحة من الألم، فيمكنك الرجوع إلى طبيبك لتغيير الوصفة الطبية.

8. فترات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية

الأمهات اللائي يقضين المزيد من الوقت علي أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية دائمًا هن أكثر عرضة للإصابة بالصداع عند الرضاعة الطبيعية. لا يعد إجهاد الأعصاب البصرية فكرة رائعة عندما يمر جسمك بالكثير أثناء الرضاعة الطبيعية.

العلاج

حاولي تجنب وقت طويل أمام الشاشة أو تقليل وقت دلك قدر الإمكان. يجب على الأمهات المرضعات اللواتي يعملن من المنزل وليس لديهن خيار في ذلك، الحصول علي الراحة على فترات منتظمة لراحة العيون وتناول وجبات صحية طوال اليوم.

9. التهاب الجيوب الأنفية والحساسية

قد يؤدي التهاب الجيوب الأنفية والحساسية إلي الصداع، وقد يكون شديداً أثناء الرضاعة الطبيعية لأن الأم تفقد السوائل بالفعل.

العلاج

إن اتباع نظام غذائي صحي منتظم وتناول السوائل ضروري للحصول علي بعض الراحة. لكن إذا كان الإلتهاب شديداً وتحتاجين إلى رعاية طبية، فعليك استشارة طبيبك على الفور.

لقد ذكرنا سابقاً أنه يجب تجنب تناول الأدوية للأمهات المرضعات؛ لكن في الحالات الشديدة، قد يصف الأطباء دواءً آمنًا. بعض الأدوية الآمنة وغير الآمنة مذكورة أدناه. يرجى تذكر أن هذه المعلومات هي لعلمك فقط، ولا يجب عليك، تحت أي ظرف من الظروف، العلاج الذاتي أثناء الرضاعة الطبيعية لأن ذلك قد يؤثر على صحة طفلك.

الأدوية التي تساعد في علاج الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية

من الضروري الوضع في الإعتبار أن تناول أدوية للصداع أثناء الرضاعة الطبيعية يجب أن يكون آمن لمنع أي آثار ضارة على الطفل. قد تنصح الأمهات المرضعات بالأدوية لعلاج الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية فقط بعد استشارة الطبيب. ومع ذلك، يمكنك استخدام العلاجات المنزلية الأكثر أمانًا!

العلاجات المنزلية للصداع أثناء الرضاعة الطبيعية

يمكن للأمهات المرضعات تجربة بعض العلاجات المنزلية لعلاج الصداع الخفيف إذا يرغبن في تجنب الأدوية.

  • شرب كمية كافية من الماء: يجب على الأمهات المرضعات أن يشربن الكثير من الماء كل يوم لتجنب الجفاف.
  • الحصول علي التدليك: يمكن للأمهات المرضعات الحصول علي تدليك لطيف لإرخاء العضلات المؤلمة والتخلص من التوتر.
  • الحصول علي راحة كافية: يجب على الأمهات المرضعات الحصول علي راحة كافية والنوم لزيادة طاقتهن وتجنب الإرهاق.
  • إتباع نظام غذائي صحي: يوصي الخبراء بتناول الطعام الجيد مثل التفاح والخس والسبانخ (الغنية بالريبوفلافين) الذي يساعد في تخفيف الصداع.
  • تقليل كميات الكافيين: قد ترغب الأمهات المرضعات في تقليل الكافيين لأنه قد يؤدي إلى الصداع الشديد.
  • الإستحمام بماء دافئ: قد يكون الاسترخاء في حوض من الماء الدافئ طريقة رائعة لتهدئة العضلات المجهدة.
  • عدم ترك أي من الوجبات: في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الجوع إلى حدوث صداع. لذلك، من الضروري تناول الطعام في الوقت المحدد وعدم ترك الوجبات.
  • التأمل: قد يساعد الأمهات المرضعات التأمل والتنفس العميق والاستماع إلى الموسيقى الهادئة على تقليل التوتر.

قد يتساءل البعض عما إذا كانت هناك طريقة لمنع الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية. تابعي القراءة لمعرفة المزيد.

كيفية الوقاية من الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية

هناك وسائل لمنع الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية، لكن من الضروري تحديد الأسباب المحتملة للصداع أثناء الرضاعة الطبيعية. إذا كنت تضعين في اعتبارك الأسباب المحتملة للصداع، فيمكن منعه باتخاذ خطوات مناسبة. ولكن إذا استمر الصداع الشديد أثناء الرضاعة الطبيعية، يمكنك اختيار المسكنات الآمنة بعد استشارة طبيب أو طبيب أعصاب.

قد تكون الرضاعة الطبيعية صعبة إذا تواجد معها الصداع، فمن الضروري أن لا يكون إستخدام الأدوية لعلاج الصداع أثناء الرضاعة الطبيعية الخيار الأول لأنه قد يؤثرعلى الطفل من خلال حليب الثدي. قد تجرب الأمهات المرضعات علاجات منزلية آمنة بدلاً من علاج الصداع، ويجب توخي الحذر الشديد أثناء تناول أي الأدوية، ويجب عدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب.