أحد أكثر الأشياء رعبًا بالنسبة للأم هو رؤية طفلها يعاني من الحمى. قد لا تعرفين ماذا تفعلي عندما تجدين طفلك ساخنًا وجلده محمرًا في منتصف الليل. حسنًا! الأهم في هذه المرحلة هو تهدئة طفلك وتحديد مدى حاجتك إلى مساعدة طبية. الحمى تحدث عندما يرفع ناظم الحرارة في دماغ طفلك درجة الحرارة الطبيعية للجسم. والحمى مؤشر على وجود بعض العدوى والالتهابات التي يحاول جسم طفلك مكافحتها. لذلك، إذا وجدتي جبهة طفلك أو جسمه أكثر دفئًا من المعتاد، فيجب التحقق من درجة الحرارة للتأكد مما إذا كان مصابًا بالحمى أم لا.
إذا كنتِ أمًا جديدة وهذه هي المرة الأولى التي يعاني طفلك فيها من الحمى، فمن المهم أن تتعرفي على درجة الحرارة التي تمثل حمى بالنسبة للأطفال. يمكن أن تتفاوت درجة حرارة طفلك الطبيعية من 97 إلى 100.3 درجة فهرنهايت (36-38 درجة مئوية). إذا بلغت درجة حرارة جسم طفلك 100.4 درجة فهرنهايت أو أعلى، فهذا معناه أنه مصاب بالحمى.
تشير الحمى إلى أن جهاز المناعة لدى طفلك يكافح المرض. والحمى في حد ذاتها ليست مرضًا؛ ومع ذلك، فهي من أعراض المرض الذي يتعامل جسم طفلك معه. وهناك عدد من الأسباب لارتفاع الحرارة عند الأطفال، ومنها:
إذا كان طفلك مصابًا بالحمى، فقد تجدين جبهته دافئة، وإن لم تكن دافئة فهذا لا يعني أنه غير مصاب بالحمى. قد تلاحظين أن طفلك عصبي المزاج وسريع الانفعال. ومع ذلك، هناك علامات أخرى يجب الانتباه إليها أيضًا. أبرز علامات الحمى الفيروسية وأعراضها عند الأطفال هي كالآتي:
قد يُصاب طفلك بالحمى بسبب التهابات فيروسية أو بكتيرية. وتنجم الحمى الفيروسية عن الالتهابات الفيروسية، مثل نزلات البرد الشائعة أو الالتهابات المعوية وما إلى ذلك. وعادةً ما تهدأ في غضون ثلاثة أيام ولا تتطلب دورة علاجية من المضادات الحيوية؛ لأن المضادات الحيوية لا تعمل في حالات العدوى الفيروسية.
لعلاج الحمى كما ينبغي، يتعين أن تعرف درجة الحرارة بدقة، وما يلزم توافره هو ميزان حرارة رقمي جيد. يمكنك قياس درجة حرارة طفلك بالطرق التالية:
قياس درجة الحرارة عن طريق الفم
أفضل طريقة لقياس درجة الحرارة هي عن طريق الفم، لكنها ليست خيارًا موصًى به حتى يبلغ طفلك أربع سنوات أو أكبر. عوضًا عن ذلك، يمكنك اتخاذ خيارات أخرى مثل قياس درجة الحرارة عن طريق المستقيم أو الإبط.
قياس درجة الحرارة المستقيم
قياس درجة الحرارة عن طريق المستقيم ليس خيارًا سهلاً فحسب عندما يتعلق الأمر بالرضع والأطفال، بل هو يقدم أيضًا نتائج أدق من أي طرق أخرى لقياس درجة حرارة الجسم. ويُوصى بغسل ميزان الحرارة وتنظيفه تمامًا للاستخدام عبر المستقيم. اجعلي طفلك مستلقيًا على البطن، ثم ضعي بعض الهلام على رأس ميزان الحرارة، وأدخلي ميزان الحرارة برفق في المستقيم بمقدار حوالي بوصة. وأزلي ميزان الحرارة بعد أن يصدر منه صوت صافرة، وسجّلي القراءات.
قياس درجة الحرارة عن طريق الإبط
قد تسبب الحمى مضاعفات عند الأطفال، وبعض المضاعفات التي قد تنشأ هي كما يلي:
تحدث الحمى عندما يكافح نظام المناعة لجسم طفلك مختلف الفيروسات والبكتيريا. والحمى مفيدة أيضًا في صنع خلايا الدم البيضاء التي تساعد في مكافحة الالتهابات بشكل طبيعي. إذا كانت درجة حرارة طفلك مرتفعة للغاية، بسبب سخونة الجو أو المبالغة في ارتداء الملابس، فيمكنك إزالة الملابس الزائدة وجعل طفلك يستريح في مكان بارد. ومع ذلك، إذا كان طفلك يعاني من الحمى لأسباب أخرى، فستحتاجين إلى الاتصال بالطبيب. في الواقع، الحمى عند الأطفال دون 3 أشهر تكون ملحة دائمًا. وطبيبك هو أفضل شخص يمكنه توجهيك فيما يتعلق بكيفية التخلص من حمى الأطفال.
قد ينصحك طبيبك بإعطاء الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لطفلك لخفض الحمى (لا يُنصح بالإيبوبروفين للأطفال دون سن 6 أشهر) ومع ذلك، قد تحتاجين إلى توخي الحذر عند إعطاء أي دواء لطفلك. ستساعدك النصائح التالية في تسهيل المهمة عليك:
تحميم طفلك المصاب بالحمى بالليفة الإسفنجية تعد طريقة رائعة لخفض درجة حرارة الجسم وهو أحد أكثر وسائل علاج حمى الأطفال فعالية. يمكنك أيضًا إعطاء حمام بالليفة الإسفنجية أو حمام فعلي بماء فاتر. تأكدي من استخدام الماء الدافئ أو الفاتر وليس الماء البارد للتحميم بالليفة الإسفنجية. ولا تقمي بتحميم طفلك بالكحول المحمر؛ حيث إن الجسم يمتص الكحول وقد يصل إلى مجرى الدم. وقد يقلل هذا من درجة الحرارة بسرعة ولكن في النهاية، سيتسبب في ارتفاع درجة الحرارة.
يجب الاستعانة بالعلاجات المنزلية لعلاج الأمراض المختلفة عند الأطفال لأن آثارها الجانبية إما ضئيلة أو لا تُذكر وهي تساعد الطفل على بناء نظام مناعي قوي.
تذكري أنه إذا لم تساعد العلاجات المنزلية في خفض درجة حرارة الطفل بسرعة، فمن المهم استشارة طبيب أطفال.
في كثير من الأحيان، تتطلب الحمى الشديدة عند الأطفال عناية طبية فورية. تأكدي من الاتصال بالطبيب، إذا لاحظت أيًا مما يلي:
معظم حالات الحمى عند الأطفال لا تسبب أي مضاعفات وتنجم عن الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية. ومع ذلك، بغض النظر عن سبب الحمى لدى طفلك، من المهم أن تبحثي عن العلاج إذا لم تختفِ بسرعة. ويُوصى بالتواصل مع طبيب طفلك حالما تسجل قراءة تفيد بإصابته بالحمى. التدخل الطبي في الوقت المناسب يمكن أن ينقذ طفلك من أي مضاعفات خطيرة.