إن أساليب التنفس والاسترخاء تساعد النساء في التغلب على ضغوط الولادة. فمن الطبيعي الدخول في حالة من الذعر والشعور بالارتباك أثناء هذه العملية. بدلًا من ذلك، وباتباع التنفس المنظم، من الممكن الانسجام مع الولادة وجعل العملية أسهل من خلال التحكم في جسمِك.
عندما تدخل النساء في الولادة، يدخل الجسم لفترة وجيزة في حالة من الذعر بسبب الضغوطات المرتبطة بهذه اللحظة. ويحث هذا على التنفس بذعر وهو يكون في أنفاس قصيرة وسريعة. يتسبب هذا التنفس في إفراغ طاقة الجسم سريعًا وإرهاق النساء وزيادة المخاطر التي تنطوي عليها الولادة بالفعل. وفقًا للأطباء وممرضات التوليد، يمكن أن يؤدي التحكم في التنفس والاسترخاء أثناء الولادة إلى جعل العملية أقل صعوبة على الأم. ولقد تم التوصل إلى أن أساليب التنفس والاسترخاء تقلل بشكل كبير من شدة آلام الولادة. كما أن تمارين التنفس البطيئة أثناء الولادة تسمح للنساء بالسيطرة بشكل أكبر على أجسادهن ومساعدتهن على التعامل مع انقباضات الرحم بشكل أفضل.
التنفس المنظم هو أكثر الأساليب الموصي بها للاسترخاء، ويمنح النساء تحكمًا أفضل في أجسادهن أثناء الولادة. وباستخدام أي من الطرق التالية، يمكن للنساء التركيز والتنفس لتخفيف آلام الولادة.
تعمل هذه الطريقة على المستويين النفسي والجسدي. يمكن تكرار كلمة “الاسترخاء”، التي تتكون من مقطعين “استر” و “خاء” في ذهنك بينما تتنفسين. عند الشهيق، فكري في مقطع “استر” في عقلك وعند الزفير فكري في “خاء”. وجهي عقلك لهذا الأمر مع التركيز بشكل أكبر على جزء “خاء” عند الزفير، وجعله أطول من الشهيق. ستشعرين باسترخاء جسدك وعضلاتك المشدودة عند التنفس بهذه الطريقة.
عند استخدام هذه الطريقة البسيطة، يمكنك حساب الأرقام ببطء حتى ثلاثة أو أربعة أو أي رقم آخر تفضلينه عند الشهيق. قومي بالعد مرة أخرى عند الزفير حتى الوصول لنفس الرقم وحاولي عد رقم إضافي للزفير. على سبيل المثال، إذا كنت تعدين ما يصل إلى ثلاثة عند الشهيق، فقومي بالعد إلى أربعة عند الزفير.
تعد هذه واحدة من أكثر أساليب التنفس سهولة للولادة الطبيعية. الشهيق عبر الأنف والزفير عبر الفم مع التنهد. قد يكون من المفيد أيضًا إخراج صوت مع الزفير مثل “أووووه” أو”آآآآآه”.
أساليب الاسترخاء للتعامل مع الألم عند الولادة هي ببساطة أي شيء يهدئ عقلك وجسمك ويحرر شد العضلات لديكِ. يمكن تجربة عدة طرق بناءً على تفضيل المرأة الحامل مثل:
يمكن أن يساعدك تدليك لطيف من قِبل شريك الولادة الخاص بكِ أثناء المراحل المبكرة من الولادة على الاسترخاء. يمكن للتدليك والطبطبة اللطيفة على الكتفين والظهر والفخذين والأرداف أن يعمل على تخفيف حدة الشد العضلي ويساعد على الاسترخاء.
هي طريقة تزداد في الشعبية للتخفيف من آلام الولادة عن طريق الضغط والنبض والدفء الذي يبعثه الاستحمام في المرحلة الأولى من الولادة. تنطوي المرحلة الثانية على حرية انعدام الوزن في الحوض المائي للولادة.
يمكن لما نراه ونسمعه ونشمه أن يؤثر تأثيرًا عميقًا على عواطفنا. إن الولادة في بيئة مريحة مع ضوء خافت ومليء برائحة تجدينها مريحة قد يساعدك على الاسترخاء. ويمكن أن يساعدك تشغيل الموسيقى الهادئة أيضًا على التركيز أثناء الولادة.
يتضمن علم المنعكسات (الريفليكسولوجي) على ممارسة الضغط أو التمسيد على نقاط ومناطق محددة من القدمين لتخفيف الشد العضلي أو الألم في أجزاء مختلفة من الجسم. يتم افتراض ذلك لتحفيز الأطراف العصبية التي تطلق الإندورفين وأحاديات الأمين التي تتحكم في الألم.
الفكرة الأساسية لهذه الطريقة هي “تركيز التفكير على المسألة”. يمكنك أن تبدأين بمراقبة أجزاء من جسمك تكون مشدودة أو مؤلمة والبدء في التخلص من تلك التوترات عقليًا. فعندما تتصورين أن جسمك خال من الألم والشد العضلي يمكن أن يساعدك ذلك على الاسترخاء.
يساعد التنفس الإيقاعي على زيادة الأكسجين المتاح لكِ ولطفلك. وتحد أساليب التنفس من الاستجابات التي تنطوي على الذعر والإجهاد والشد العضلي الناتج الذي سيستهلك طاقتك بسرعة. من المهم أن تحافظي على طاقتك لخوض الولادة دون مضاعفات. تقطع تمارين التنفس شوطًا طويلًا في مساعدتك على البقاء نشطة.
عند ملاحظة نمط التنفس الطبيعي الخاص بكِ، تلاحظين أنه إيقاعي. يدوم الشهيق والزفير نفس المدة الزمنية ويبدو حياديًا. أثناء الولادة، من الأفضل محاولة الحفاظ على نمط التنفس هذا. عند الوقوع تحت الضغط، طولي مدة الزفير للاسترخاء.
لبدء التنفس المنظم، خذي نفسًا عميقًا ومهدئًا في بداية ونهاية كل انقباض. يسد هذا التنفس المنظم نقص الأكسجين ويضع إيقاعًا للتنفس.
هناك ثلاثة أنواع من أنماط التنفس التي يمكن استخدامها خلال المرحلة الأولى حسب راحتك.
الشهيق ببطء عبر الأنف والزفير عبر الفم. يجب أن يكون الزفير أطول مع التنهد. توقفي مؤقتًا حتى تشعرين بالرغبة في أخذ النفس التالي. ركزي انتباهك على الاسترخاء في أجزاء مختلفة من الجسم مع كل نفس. يمكن استخدام التنفس البطيء عندما تكون الانقباضات شديدة، وطالما وجدت هذه الطريقة مفيدة ومريحة. بدّلي بين أساليب التنفس إذا لم يعد بإمكانك الاسترخاء.
تتضمن هذه التقنية التنفس القصير والخفيف ولكن بوتيرة متسارعة. التنفّس للداخل والخارج عبر الفم بسرعة بمعدل حوالي نفس واحد في الثانية، ودعي شدة الانقباضات توجه الوتيرة. عندما تصل شدة الانقباضات إلى ذروتها، سرعِّي تنفسك مع إبقائه قصيرًا. عندما تبدأ شدة الانقباضات في الانخفاض، قومي بإبطاء تنفسك بالتناسب والعودة إلى الشهيق عبر الأنف والزفير عبر الفم. حافظي على استرخاء الفم والكتفين في جميع الأوقات.
يُطلق عليه أيضًا طريقة “لهث-لهث-نفخ” أو “هي-هي-هو”، وهو بديل للتنفس الخفيف. وينطوي على التنفس القصير جنبًا إلى جنب مع زفير أطول أو أكثر قوة. إنه مفيد في المرحلة الأولى عندما تكونين غير قادرة على الاسترخاء والشعور بالارتباك والإرهاق. لتنفيذ هذا الأسلوب، ركزي انتباهك على زوجك أو نقطة محورية مثل عنصر أو صورة. تنفسي عبر الفم بأنفاس خفيفة وقصيرة بمعدل 5 إلى 20 نفسًا كل 10 ثوان، خلال حدوث الانقباضات. بعد كل نفسين أو ثلاثة أنفاس أو حسبما تشعرين بالراحة، انفخي نفسًا طويلًا. يمكنك أيضًا التعبير عن النفس الأطول بالأصوات “هوو” أو فوو”.
بمجرد اتساع عنق الرحم بالكامل، يمكنك التبديل إلى أسلوب التنفس التالي هذا للمرحلة الثانية من الولادة.
تنفسي مع بدء الانقباض وتخيلي الطفل يتحرك للأسفل وللخارج. استخدمي التنفس الخفيف في البداية للراحة والتوافق مع الانقباضات. عندما لا تتمكني من مقاومة الرغبة في المزيد من الدفع وتحتاجين إلى التوافق مع الانقباض؛ خذي نفسًا عميقًا، ودسي ذقنك في صدرك وميلي إلى الأمام مع ثني جسمك. تحمّلي مع حبس أنفاسك، وأطلقي الهواء ببطء في همهمات أو أنين. من المهم إرخاء قاع الحوض ومساعدة الطفل على الخروج عن طريق تخفيف أي توتر في منطقة الحوض. أطلقي النفس بعد مرور 5 إلى 6 ثوان وتنفسي دخولًا وخروجًا بأنفاس هادئة للاسترخاء وكرري الأمر عند حدوث انقباض مرة أخرى.
خلال كلتا مرحلتي الولادة، ستكون هناك أوقات تشعرين فيها بالرغبة الشديدة في الضغط أو الدفع، ولكن هذا ليس هو الوقت المناسب. يجعل الضغط العالي في هذه الحالة تنفسك غير منتظم. ويضيف حبس أنفاسك ضغطًا غير ضروري في الوقت الخطأ. يمكن أن تخفف تمارين التنفس مثل رفع الذقن والنفخ أو اللهاث من ذلك وتساعد على تجنب الدفع في الوقت الخطأ.
تعد أساليب التنفس والاسترخاء مفيدة في مساعدتك على الخروج من الولادة. يمكن لطبيبك أو ممرضة التوليد مساعدتك في تعلميها وتحسينها وممارستها.