فيرست كراي العربية للأبوة والأمومة
قد تكون ولادة طفلك الصغير من أكثر الأشياء المجزية التي فعلتها في حياتك كما تشكل تحديًا أيضاً. بعد أن يمر جسمك بأحد أكبر التغييرات التي يمكن أن يمر بها، فإن الاهتمام بصحتك الجسدية والنفسية أمر حيوي. في حين أنه من المتوقع حدوث قدر معين من النزيف والتعب بعد الولادة، إلا أن بعض الحالات تتطلب عناية طبية مكثفة. بغض النظر عن مقدار العناية والرعاية التي تحصلين عليها، فإن الإصابة بالعدوى في بعض الأحيان أمر لا مفر منه. هناك العديد من الجروح المفتوحة في الرحم وكذلك جروح مفتوحة حول منطقة المهبل وعنق الرحم بعد الولادة. هذا يجعل الجسم أضعف وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى. دعونا نكتشف ما هي هذه العدوى بعد الولادة، وكيف يمكنك التعامل معها.
ما هي التهابات ما بعد الولادة؟
تسمى العدوى التي تسببها الولادة، المهبلية أو القيصرية، وحتى أثناء الرضاعة الطبيعية بالتهابات ما بعد الولادة. يحدث هذا عندما تصيب البكتيريا الرحم، والمناطق المحيطة به بعد الولادة عند المرأة. تسمى عدوى ما بعد الولادة أيضًا عدوى النفاس.
ما مدى شيوع الحالة؟
اليوم، حوالي ٢٪ من النساء اللواتي يخضعن لولادة طبيعية يصبن بعدوى ما بعد الولادة. يرتفع هذا المعدل إلى حوالي ١٠٪ في حالة الولادات المعقدة، وإلى ٥٠٪ في حالة الولادة القيصرية، إذا لم يتم إعطاء المضادات الحيوية الوقائية.
من هن النساء الأكثر عرضة للإصابة بعدوى ما بعد الولادة؟
النساء اللواتي خضعن لولادة قيصرية، وتمزق الأغشية المبكرة، والاستخدام المطول لمراقبة الجنين الداخلية، والنساء اللاتي يعانين من فقر الدم عرضة للإصابة بهذه العدوى.
أسباب عدوى ما بعد الولادة
فيما يلي بعض الأسباب الشائعة للإصابة بعدوى ما بعد الولادة، والتي قد تعاني منها المرأة:
- يُطلق على القطع الصغير الذي يتم إجراؤه عند فتحة المهبل لتسهيل خروج رأس الطفل، بضع الفرج. إذا أصيب هذا الجرح بالعدوى، يمكن أن يؤدي إلى عدوى ما بعد الولادة.
- عندما يطول المخاض، وتحدث الفحوصات المهبلية المتكررة في ظروف غير صحية، قد تحدث عدوى ما بعد الولادة.
- إذا لم يتم إخراج المشيمة وبقيت في الرحم لمدة تصل إلى ٣٠ دقيقة بعد الولادة، فسيتعين إزالة المشيمة يدويًا. يمكن أن تؤدي الإزالة اليدوية للمشيمة إلى التهابات ما بعد الولادة.
- يمكن أن تسبب التهابات أعضاء الحوض الأخرى مثل المبايض التهابات ما بعد الولادة.
- في بعض الأحيان يمكن أن تحدث العدوى من الفوط الصحية المهبلية غير النظيفة.
أعراض الإصابة بعدوى النفاس
لا تظهر أعراض عدوى ما بعد الولادة دائمًا عندما تكون الأم في المستشفى. قد تبدأ في الظهور في أي وقت في غضون العشرة أيام الأولى بعد الولادة. بعض علامات الإصابة بعدوى النفاس بعد الولادة هي كما يلي:
- الحمى
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة
- الرقة والألم في المنطقة المصابة
- النزيف الشديد
- مشاكل في التبول أو التبرز
أكثر أنواع العدوى شيوعًا بعد الولادة
بعض حالات عدوى ما بعد الولادة الأكثر شيوعًا هي كما يلي:
- نزيف ما بعد الولادة: يحدث هذا عندما يكون الرحم غير قادر على الانقباض كما ينبغي بعد إزالة المشيمة أو إذا كان هناك أي تمزقات في الرحم أو المهبل أو عنق الرحم.
- عدوى الرحم: أي عدوى قد تكون موجودة في الكيس الأمنيوسي وقت الولادة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الرحم. يمكن أن تحدث عدوى الرحم أيضًا عندما تكون أجزاء من المشيمة عالقة داخل الرحم.
- عدوى الجرح القيصري: يمكن أن تتطور العدوى في الجرح القيصري بعد أيام قليلة من الولادة. إذا واجهت أي احمرار أو تورم في الجلد أو إفرازات، فيجب الفحص من قبل الطبيب في أسرع وقت ممكن.
- ألم العجان: تُعرف المنطقة الواقعة بين المستقيم والمهبل بالعجان. ليس من غير المألوف الشعور بالألم في هذه المنطقة، ولكن إذا تمزقت الأنسجة أو تمددت أثناء الولادة، فسوف تشعرين بتورم أو وجع في هذه المنطقة.
- إفرازات مهبلية كثيفة: تعاني النساء من إفرازات مهبلية كثيفة في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. تتكون هذه الإفرازات من كل بقايا الدم والمشيمة. في البداية، ستتكون من الدم مع وجود جلطات فيه، لكن ستبدأ في التحول إلى اللون الوردي، ثم الأبيض في النهاية حتى تتوقف تمامًا. إذا استمرت الإفرازات بعد أسبوعين من الدماء وكانت الرائحة كريهة، فعليك تنبيه طبيبك على الفور.
التشخيص
يعتمد التشخيص السليم على نتائج بعض الفحوصات الجسدية. في بعض الأحيان يمكن إجراء التشخيص حتى عندما تكون المرأة مصابة بالحمى ولا توجد أعراض أخرى. عادة، يتم أخذ عينات البول لزراعتها ثم فحصها بحثًا عن البكتيريا التي قد تسبب المشكلة.
لماذا القلق بشأن العدوى بعد الولادة؟
إذا لم يتم اكتشاف العدوى أو عدم علاجها، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تجلط الدم، والتهابات الكلى، والتي تسبب مشاكل في الكلى، ويمكن أن تسبب العدوى في مجرى الدم وأحيانًا تعفن الدم. في أغلب الأحيان، يمكن علاج هذه العدوى، وتكمن المشكلة الأكبر في قضاء بعض الوقت بعيدًا عن الارتباط بطفلك ورعايته. اطلبي المساعدة الطبية إذا كان لديك أدنى شعور بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.
إدارة وعلاج التهابات ما بعد الولادة
علاجات التهابات ما بعد الولادة هي:
١. العلاج العام:
الراحة في الفراش، وشرب الكثير من السوائل، واتباع نظام غذائي متوازن، والأدوية. في حالة التهابات الثدي الشديدة، قد تنقلها الأم إلى المولود الجديد، ويجب التوقف عن الرضاعة حتى تتماثل للشفاء. يمكن استخدام مضخة الثدي لسحب الحليب لمنع احتقان الثدي أو خراج الثدي.
٢. العلاج المحلي:
في حالة القطع بالعجان، يجب إزالة الغرز حتى يمكن تصريف السنور. في بعض الأحيان تبقى بعض الأنسجة في الرحم، مما يؤدي إلى التهاب الرحم بعد الولادة. يجب إزالتها برفق شديد. إذا كان الرحم هشًا للغاية، فيجب وضع المضادات الحيوية للأم لبضعة أيام قبل محاولة الإزالة.
لتجنب الالتهابات المهبلية، يجب استخدام ضمادات مهبلية نظيفة وتغييرها بشكل متكرر.
ثقفي نفسك على العناية المناسبة بالجروح بعد الولادة حيث إن العناية الصحيحة ستقلل من فرص الإصابة بأي نوع من العدوى. تأكدي من غسل يديك قبل التعامل مع جروحك وامسحي دائمًا من الأمام إلى الخلف. من أجل التحكم في نزيف ما بعد الولادة، لا تستخدمي السدادات القطنية لأنها تدخل في المهبل، وإذا كانت ملوثة، فسوف تنقل العدوى مباشرة إلى الداخل. تذكري دائمًا أن زيارة طبيبك عند أول بادرة من الحمى وأن تطلعيه على أي إزعاج قد تشعري به. بهذه الطريقة، يمكنك التأكد مما إذا كنت تعانين من آلام عادية بعد الولادة، أو إذا كانت الحالة أكثر خطورة.
