يمكنك ملاحظة الكثير من التغيرات الجسدية والفسيولوجية أثناء الحمل. ومع ذلك، مع التغييرات التي يمر بها جسمك، ستواجهين أيضًا تغيرات عاطفية ونفسية. ومن الضروري فهم أن هذه التغييرات تكون بسبب تغيرات الهرمونات في جسمك وهي طبيعية تمامًا ومؤقتة وستزول عند ولادة طفلك. ولكن من الضروري الحفاظ على نفسك في أفضل صحة سواءً جسديًا أو عقليًا من أجلك ومن أجل طفلك. ستساعدك هذه المقالة على فهم التغييرات الخاصة بك في أثلاث الحمل الثلاثة مع نصائح حول كيفية التعامل معها.
إن زيادة هرمونات الحمل مثل الإستروجين والبروجسترون التي تساعد طفلك على النمو وتؤثر أيضًا على السيالات العصبية. وقد تشعرين بالإرهاق والنسيان والتعب والغضب والاكتئاب والكثير من المزاج والعواطف السلبية الأخرى أثناء الحمل. وقد يصعب التعامل مع هذه التغييرات النفسية بالإضافة إلى التغييرات الجسدية التي تشعرين. من الأفضل دائمًا أن تخبري طبيبك بأية تغييرات غير طبيعية لأنه أفضل تجهيزًا لدعمك خلال فترة الحمل.
في الأشهر القليلة الأولى من الحمل، ستعانين من التعب والغثيان وآلام أسفل الظهر والكثير من التغيرات. يسبب البروجسترون أيضًا التغيرات في المزاج واليقظة والبكاء دون سبب وغثيان الصباح. ومن الشائع جدًا أن تعاني الأمهات لأول مرة من أعراض خفيفة من القلق لأنهن قد يخشين فقدان الطفل. هذه المخاوف غير مبررة ولكنها متوقعة تمامًا. وتقلق كل الحوامل بسبب نفس المخاوف تقريباً.
قد يسوء الأمر إذا كنت تعتني بأطفال أكبر سنًا، ولكن من الضروري أن لا تجهدي نفسك خلال هذه الفترة. قد يؤدي عدم حصول الإسترخاء كل يوم والحصول على ثماني ساعات من النوم المنتظم الجيد إلى تفاقم أي تغيرات مزاجية موجودة بالفعل.
أنت لست وحدك في هذه التجربة وتذكري دائمًا أن أصدقاؤك وعائلتك بجانبك إذا كنت بحاجة إلى المساعدة. تحدثي عن احتياجاتك كلها. معهم. اطلبي منزوجك القيام بالأعمال المنزلية واطلبي من والديك أو أصدقائك رعاية الأطفال الأكبر ولا تتعاملي مع العبء بأكمله بنفسك. تذكري أن تتناولي نظامًا غذائيًا متوازنًا وتشربي كمية كافية من الماء كل يوم.
طالما أنك على علم بالصعوبات المحتملة التي قد تواجهك أثناء الحمل، يمكنك التعامل معها. وإذا كانت إحدى هذه الصعوبات تشكل تحدي، فتخيلي أن طفلك يطلب منك التعامل مها من أجل سلامته وصحته.
إن ممارسة رياضة اليوجا طريقة رائعة للتخلص من التوتر والاسترخاء أثناء الحمل. يمكنك تعلم التأمل وتمارين التنفس البسيطة من الدروس التعليمية عبر الإنترنت.
عادة ما تختفي مشاكل الأشهر الثلاثة السابقة، مثل الإرهاق وتقلب المزاج وغثيان الصباح في الثلث الثاني من الحمل. وقد تشعرين بالنسيان وقد تعانين من الفوضى أكثر من المعتاد. تؤدي زيادة الوزن والتوسع البدني لجسمك أيضًا إلى ظهور مشكلة نفسية مع منظر جسمك. في حين أن هذه مشاعر الحمل عادة ما تكون أقل حدة ولكن قد تؤثر عليك بشكل كبير.
قد يقترح طبيبك إجراء اختبارات الدم أو اختبار بزل السلى للكشف عن العيوب الخلقية في الجنين، مثل متلازمة داون في حوالي الأسبوع السادس عشر من الحمل. وإن فرص إصابة طفلك بأي مضاعفة قليلة جدا، ولكن يساعدكأن تكوني على استعداد لحدوث أي حالة في المحافظة على هدوئك.
قد تؤثر هذه التغييرات على علاقتك بزوجك، فمن الضروري قضاء وقتٍ رائع معا للحفاظ على العلاقة العاطفية. يمكنك أيضًا الغناء والقراءة لطفلك مع زوجك.
لن يكون شكل جسمك كما كان من قبل. بالرغم من أن هذه التغييرات الجسدية ضرورية لنمو الجنين ولكن قد تجعلك تشعرين بأنك غير جذابة. وبالإضافة إلي ذلك، من الشائع أن تشعري بالحرج من تراكم الدهون الزائدة في جسمك، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الثقة بالنفس وتقدير الذات. إذا كانت زيادة الوزن تؤثر عليك بشكل كبير، فيمكنك تجربة بعض التمارين الرياضية البسيطة التي وافق عليها طبيبك. بالإضافة إلى الحفاظ على لياقتك، يمكن أن تقلل التمارين البسيطة فرص احتمالية الإصابة بسكري الحمل.
قد لا تزالي تعانين من النسيان والاضطراب في الثلث الثالث. قد تشعرين ببعض القلق الخفيف عن تجربة المخاض والولادة بالقرب من ميعاد ولادة طفلك.وبالإضافة إلي ذلك، سوف تشعرين بالمزيد من الآلام الجسدية، مثل آلام الظهر والرقبة والساق والقفص الصدري مما قد يؤدي إلى تدهور مزاجك، فمع زيادة الانزعاج يأتي الكثير من القلق.
قد يسبب اقتراب موعد الولادة القلق والخوف عندك حيث تبدأين في التفكير في تجربة الولادة وتأثير الطفل على حياتك. فلا داعي للقلق، فإن التجربة تختلف من امرأة إلى أخرى، وقد يؤثر التوتر العاطفي بآثاراً سلبيةً على الطفل أثناء الحمل. أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي تعانين من كميات عالية من هرمون التوتر المعروف باسم الكورتيزول يكن أكثر عرضة للإجهاض. فاستمري في ممارسة اليوجا وتمارين التنفس والتأمل للحفاظ على راحة البال وإيجابية التفكير.
إن أهمية الزيارات المنتظمة لطبيب أمراض النساء أثناء الثلث الثالث معروفة للجميع. ستتغير هرموناتك أكثر من قبل ومن الأفضل أن تسألي طبيبك عن كيفية التعامل مع هذه التغييرات.
من الطبيعي تزيين المنزل من قبل الأمهات الحوامل وأن تجعلن منزلهن جاهز للترحيب بالمولود الجديد. ويتضمن هذا تخصيص منطقة لنوم الرضيع والتأكد من أن المنزل أمن للأطفال ومن حصولك على اللوازم الأساسية مثل الحفاضات والمساحيق الطبية وزجاجات الحليب وغير ذلك. ومما لا شك فيه أن الانشغال بكل هذا يقلل من التوتر والقلق بشأن ولادة طفلك.
قد تغمرك المشاعر المتضاربة أثناء الحمل أكثر من اللازم. وقد يغير الحمل من شخصيتك وجسمك ولكن هذه التغييرات لا تدوم إلى الأبد. بقدر ما قد تكون رحلة الحمل مضطربة، فإن الأمر الأكثر أهمية في النهاية هو سلامة ورفاهية طفلك الصغير.