الإجهاد والعقم - هل الإجهاد المفرط يمنع الحمل؟
الرئيسية / محاولة الحمل / العقم / هل يمكن أن يؤثر الإجهاد على فرصك في الحمل؟

هل يمكن أن يؤثر الإجهاد على فرصك في الحمل؟

التطورات السريعة في التقنيات الطبية تكشف النقاب عن الألغاز الكامنة وراء مختلف الظروف الصحية. وأحد هذه المخاوف المتزايدة هو العقم. بالإضافة إلى الأسباب المختلفة التي تؤثر على الخصوبة، يجب أن تكوني قد سمعتِ عن كلمة الإجهاد تتردد حولك. يحتل الإجهاد مكانه من بين أهم أسباب الإصابة بالعقم. دعونا نحاول فهم كيف يمكن أن يؤثر الإجهاد العصبي على الحمل وكيف يمكن للأزواج التعامل معه بشكلٍ فعال.

كيف يؤثر الإجهاد على الخصوبة؟

 عندما تحاولين جاهدة أن تحملين وتجدين نفسك عاجزة، ستسمعين من حولك يقولون،”استرخِ”. هذه النصيحة تثير أسئلة مختلفة مثل السؤال البديهي الأول، هل الإجهاد يسبب العقم؟ في حين أن الإجهاد والعقم   لا يرتبطان ارتباطًا مباشرًا ، يكشف البحث المكثف أن الاكتئاب والقلق والإجهاد العصبي والعقم يرتبطون سويًا. عندما يحاول الأزواج بلوغ مرحلة الحمل ويفشلون في ذلك، يزداد إجهادهم البدني والعاطفي.

هل يمكن أن يمنعك الإجهاد من الحمل؟ في هذا العصر الرقمي، أنتِ عرضة للتوتر بسهولة. بشكلٍ عام، يؤثر التوتر على صحتك ويمكن أن يؤثر على إمكانية الحمل. يمكن أن يعرقل الإجهاد الحمل لأنه يعيق عمل منطقة ما تحت المهاد. و منطقة ما تحت المهاد هي غدة في وسط الدماغ تتحكم في عواطفك وتنظم أيضًا الهرمونات التي تؤدي إلى ظهور المبايض لتحرير البويضات. إذا كنتِ تخططين لممارسة العلاقة الحميمية خلال أيام معينة بناءً على فترة التبويض لديك، فقد تفوتك فرص الحمل خلال هذه الفترة. لذلك، يؤثر الإجهاد العصبي والعاطفي على التبويض، لكنه لا يمنعك من الحمل.

يزيد الإجهاد من مستويات الهرمونات المرتبطة بالإجهاد مثل الأدرينالين والكورتيزول والكاتيكولامينات. يمكن لهذه الهرمونات أن تمنع إطلاق هرمون GnRH (موجهة الغدد التناسلية التي تطلق الهرمون) في منطقة ما تحت المهاد، مما يؤثر بدوره على إطلاق الهرمونات الجنسية. وقد يقلل أيضًا من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.

لابد أنك تتساءلي كيف يؤثر الإجهاد على الجهاز التناسلي. الإجهاد المزمن يقلل من الخصوبة العامة ويمكن أن يؤدي هذا إلى خلل الإنجاب نتيجة عن الإجهاد النفسي والعاطفي. يمكن أن يسبب الإجهاد اضطراب في هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية . (GnRH) الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH)،والذي يتعامل مع إفراز هرمون اللوتين (LH) وهرمون محفز البصيلات (FSH) من الغدة النخامية، يثير المبايض والخصيتين لإطلاق الهرمونات الجنسية المطلوبة. ولذلك، يؤثر اضطراب هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) على إطلاق الهرمونات ويؤثر بدوره على عمل الأعضاء المستهدفة.

التأثير البدني للإجهاد على الخصوبة

عندما يكون الجسم مجهدًا، يصبح في وضع دفاع ويبدأ الجسم في التفاعل مع هذا الإجهاد من خلال إطلاق كمية متزايدة من الهرمونات. يعمل الجسم من أجل الحفاظ على الحياة السليمة وبالتالي يتخلف عن عملية الإنجاب. قد يؤثر الضغط البدني مثل التمرينات الصعبة على الدورة الشهرية والخصوبة لدى النساء. يمكن أن تؤثر أيضا على الخصوبة لدى الرجال. لذلك، عندما ترتفع مستويات التوتر، يصبح الحمل عسيرًا وصعبًا.

التأثير النفسي من الإجهاد على الخصوبة

يؤثر الضغط النفسي أو العاطفي على الزوجين لأن الحمل يعتمد أيضًا على الارتباط العاطفي بين الشركاء. يؤدي الإجهاد والتوتر أيضًا إلى عدم الاهتمام بالعلاقة الحميمية. قد لا يكون الزوجان المتوتران متناغمين جسديًا لممارسة العلاقة الحميمية. يمكن أن يؤثر الإجهاد على الانتصاب، ويؤدي الضغط المتزايد أو المستمر لضعف الانتصاب.

تقنيات للحد من الإجهاد والتوتر

إذا كنتِ تعانين من صعوبات في الحمل ولا توجد أسباب طبية تؤثر على الحمل، فيمكنك تفقد ومراجعة نمط وأسلوب حياتك ومستويات الإجهاد والتوتر بها. فيما يلي بعض التقنيات التي يمكن أن تساعدك في تقليل آثار الإجهاد:

  • يُعد تغيير الطريقة التي تتعاملين بها مع نفسك في الظروف العصيبة عاملاً مهمًا في إدارة الإجهاد. عندما تكوني في حالة مجهدة، يمكنك أن يلعب التحكم في طريقة رد فعلك دورًا مهمًا في ما يحدث لجسمك. إذا كنت قلقة أو غاضبة أو محبطة أو خائفة أو لديك رؤى سلبية في المواقف العصيبة، فقد حان الوقت لكي تتوقفي مؤقتًا وتتنفسين وتتعلمين كيفية التحكم في هذه العواطف. وهذا يحتاج إلى ممارسة وجهد ثابت منك.
  • ممارسة التأمل أو العادات الصحية الأخرى التي تقلل من الإجهاد. هناك العديد من الممارسات، التي ثبت أنها فعالة في إدارة الإجهاد والتوتر. بعض منها ما يلي:
  • النوم الكافي
  • التمرينات الرياضية يوميًا
  • التأمل
  • ممارسة اليوغا
  • تناول الأعشاب المهدئة
  • العلاج بالإبر الصينية
  • السير في بيئة طبيعية مثل الحدائق
  • قراءة الكتب في الحديقة
  • الاستمتاع بحمامات دافئة
  • الاسترخاء والتخلي عن الأفكار غير الضرورية
  • تساعد الأعشاب في التعامل مع الإجهاد والتوتر. فهي تغذي الجهاز العصبي وتساعد في مواءمة التفاوت الهرموني. بعض الأعشاب المفيدة تشمل:
  • خلاصة العبعب المنوم
  • أوراق المليسة المخزنية
  • خلاصة الهليون
  • خلاصة عشبة الماكا
  • فاكهة وبذور الشزندرة الصينية
  • قراءة الكتب الجيدة الملهمة تساعدك على العيش بسلام. توفر بعض الكتب إرشادات واقتراحات للتعامل مع الإجهاد بفعالية. فيما يلي بعض الكتب المفيدة:
  • قوة الحاضر بقلم إيكهارت توللي
  • حب حياتك بقلم بايرون كاتي
  • قوة الفقد بقلم ليو ببوتا
  • تقنية الحرية العاطفية (EFT) مفيدة في معالجة الإجهاد والخصوبة. تقنية الحرية العاطفية (EFT) هي تقنية فعالة تحررك من العراقيل العاطفية وتخلصك من التوتر. فهي تغير حالتك الفسيولوجية تغيرًا هائلاً. كما أنها تمحي العقد النفسية التي قد تعيق الحمل. تقنية الحرية العاطفية (EFT) هي ممارسة صينية قديمة وفعالة.
  • الاسترخاء التدريجي للعضلات عبارة عن تمرين مدته 10 دقائق للتخفيف من الإجهاد والتوتر يتضمن ضغط وتخفيف أجزاء الجسم، من الرأس إلى القدمين. يساعد هذا في بسط وقبض مختلف أجزاء الجسم لمساعدتك في تجربة شعور جسمك عند الضغط عليه وبالمثل لدى استرخائه. هذا التمرين هو مسكن فعال للتوتر.

هناك العديد من التقنيات الأخرى التي يمكن أن تساعدك على الاسترخاء والحد من تأثير الإجهاد على الحمل. ومع ذلك، إذا كنت لا تزال تعانين من الإجهاد والتوتر، فتحدثي إلى مستشار أو طبيب نفسي أو طبيب الأمراض العقلية يمكنه توجيهك في التعامل مع الإجهاد.

والتوتر في حين أن العديد من الأزواج يحاولون جاهدين الوصول إلي مرحلة الحمل ويتوقون لرؤية ثمرة حبهم، يبدو أنهم يتجاهلون تأثير سبب مهم – الإجهاد والتوتر – وهو مصدر قلق متزايد. إذا كنت تعتقد أن الإجهاد هو الجاني، تحرك الآن.