التطورات السريعة في التقنيات الطبية تكشف النقاب عن الألغاز الكامنة وراء مختلف الظروف الصحية. وأحد هذه المخاوف المتزايدة هو العقم. بالإضافة إلى الأسباب المختلفة التي تؤثر على الخصوبة، يجب أن تكوني قد سمعتِ عن كلمة الإجهاد تتردد حولك. يحتل الإجهاد مكانه من بين أهم أسباب الإصابة بالعقم. دعونا نحاول فهم كيف يمكن أن يؤثر الإجهاد العصبي على الحمل وكيف يمكن للأزواج التعامل معه بشكلٍ فعال.
عندما تحاولين جاهدة أن تحملين وتجدين نفسك عاجزة، ستسمعين من حولك يقولون،”استرخِ”. هذه النصيحة تثير أسئلة مختلفة مثل السؤال البديهي الأول، هل الإجهاد يسبب العقم؟ في حين أن الإجهاد والعقم لا يرتبطان ارتباطًا مباشرًا ، يكشف البحث المكثف أن الاكتئاب والقلق والإجهاد العصبي والعقم يرتبطون سويًا. عندما يحاول الأزواج بلوغ مرحلة الحمل ويفشلون في ذلك، يزداد إجهادهم البدني والعاطفي.
هل يمكن أن يمنعك الإجهاد من الحمل؟ في هذا العصر الرقمي، أنتِ عرضة للتوتر بسهولة. بشكلٍ عام، يؤثر التوتر على صحتك ويمكن أن يؤثر على إمكانية الحمل. يمكن أن يعرقل الإجهاد الحمل لأنه يعيق عمل منطقة ما تحت المهاد. و منطقة ما تحت المهاد هي غدة في وسط الدماغ تتحكم في عواطفك وتنظم أيضًا الهرمونات التي تؤدي إلى ظهور المبايض لتحرير البويضات. إذا كنتِ تخططين لممارسة العلاقة الحميمية خلال أيام معينة بناءً على فترة التبويض لديك، فقد تفوتك فرص الحمل خلال هذه الفترة. لذلك، يؤثر الإجهاد العصبي والعاطفي على التبويض، لكنه لا يمنعك من الحمل.
يزيد الإجهاد من مستويات الهرمونات المرتبطة بالإجهاد مثل الأدرينالين والكورتيزول والكاتيكولامينات. يمكن لهذه الهرمونات أن تمنع إطلاق هرمون GnRH (موجهة الغدد التناسلية التي تطلق الهرمون) في منطقة ما تحت المهاد، مما يؤثر بدوره على إطلاق الهرمونات الجنسية. وقد يقلل أيضًا من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.
لابد أنك تتساءلي كيف يؤثر الإجهاد على الجهاز التناسلي. الإجهاد المزمن يقلل من الخصوبة العامة ويمكن أن يؤدي هذا إلى خلل الإنجاب نتيجة عن الإجهاد النفسي والعاطفي. يمكن أن يسبب الإجهاد اضطراب في هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية . (GnRH) الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH)،والذي يتعامل مع إفراز هرمون اللوتين (LH) وهرمون محفز البصيلات (FSH) من الغدة النخامية، يثير المبايض والخصيتين لإطلاق الهرمونات الجنسية المطلوبة. ولذلك، يؤثر اضطراب هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) على إطلاق الهرمونات ويؤثر بدوره على عمل الأعضاء المستهدفة.
عندما يكون الجسم مجهدًا، يصبح في وضع دفاع ويبدأ الجسم في التفاعل مع هذا الإجهاد من خلال إطلاق كمية متزايدة من الهرمونات. يعمل الجسم من أجل الحفاظ على الحياة السليمة وبالتالي يتخلف عن عملية الإنجاب. قد يؤثر الضغط البدني مثل التمرينات الصعبة على الدورة الشهرية والخصوبة لدى النساء. يمكن أن تؤثر أيضا على الخصوبة لدى الرجال. لذلك، عندما ترتفع مستويات التوتر، يصبح الحمل عسيرًا وصعبًا.
يؤثر الضغط النفسي أو العاطفي على الزوجين لأن الحمل يعتمد أيضًا على الارتباط العاطفي بين الشركاء. يؤدي الإجهاد والتوتر أيضًا إلى عدم الاهتمام بالعلاقة الحميمية. قد لا يكون الزوجان المتوتران متناغمين جسديًا لممارسة العلاقة الحميمية. يمكن أن يؤثر الإجهاد على الانتصاب، ويؤدي الضغط المتزايد أو المستمر لضعف الانتصاب.
إذا كنتِ تعانين من صعوبات في الحمل ولا توجد أسباب طبية تؤثر على الحمل، فيمكنك تفقد ومراجعة نمط وأسلوب حياتك ومستويات الإجهاد والتوتر بها. فيما يلي بعض التقنيات التي يمكن أن تساعدك في تقليل آثار الإجهاد:
هناك العديد من التقنيات الأخرى التي يمكن أن تساعدك على الاسترخاء والحد من تأثير الإجهاد على الحمل. ومع ذلك، إذا كنت لا تزال تعانين من الإجهاد والتوتر، فتحدثي إلى مستشار أو طبيب نفسي أو طبيب الأمراض العقلية يمكنه توجيهك في التعامل مع الإجهاد.
والتوتر في حين أن العديد من الأزواج يحاولون جاهدين الوصول إلي مرحلة الحمل ويتوقون لرؤية ثمرة حبهم، يبدو أنهم يتجاهلون تأثير سبب مهم – الإجهاد والتوتر – وهو مصدر قلق متزايد. إذا كنت تعتقد أن الإجهاد هو الجاني، تحرك الآن.