يجد الآباء أنفسهم يشكون ويفكرون مرتين في أصغر الأشياء، حتى في الأمور التي لم تكن تخطر على بالهم في الأوقات العادية، ومع ذلك، فإن الأمر يكون أكثر صعوبة على الأم لأنها لا تتأثر جسديًا فحسب، بل تمر أيضًا بالعديد من التغييرات النفسية والعاطفية.
قد تجد الأمهات اللواتي كن أقل اهتمامًا بالأعمال المنزلية قبل الحمل أنفسهن في حالة قلق بشأن أصغر الأمور في المنزل عندما يحملون. هذا جزء من ظاهرة تسمى التعشيش (Nesting). قد يجعل التعشيش الأم تشك في كل جانب من جوانب المنزل، وتفكر فيما إذا كان ذلك مناسبًا أو ضارًا بالطفل. تظهر هذه الغريزة عادةً في الثلث الثالث من الحمل، قبل أسابيع قليلة من موعد الولادة المتوقع. وبدلاً من الاستمتاع بالراحة التي تستحقينها كما هو مفترض، قد تجدين نفسك تعيدين ترتيب الأثاث وتنظفي البيت بجدية. لذا دعونا نلقي نظرة على هذه الغريزة التي تمتلك تصرفات الأمهات، والتي تسمى غريزة التعشيش بشكل منسوب إلى الطبيعة.
ما هي غريزة التعشيش في الحمل؟
يشير التعشيش إلى عملية أو فعل تحضير منزلك، أو “العش”، للترحيب بوصول طفلك في العالم. التعشيش قبل الوضع هو سمة بيولوجية شائعة لوحظت في الطيور والعديد من الحيوانات الأخرى وتظهر أيضًا هذه الرغبة أثناء الحمل عند البشر. بشكل عام، تقوم الأم التي تعشش بتجهيز منزلها جسديًا من أجل ضمان سلامة المولود الجديد، والانخراط في حماية المنزل وتنظيفه بعمق، وحتى القيام أحيانًا بكميات كبيرة من الغسيل. التعشيش عند الحوامل ليس ضارًا بأي شكل من الأشكال – إنه ببساطة حالة بيولوجية تشير إلى ماضينا الحيواني، وغرائزنا، كما لوحظ أن النساء يبقين بالقرب من منزلهن عند وصول مرحلة التعشيش أثناء الحمل.
هل تمر كل حامل بمرحلة التعشيش؟
من المستحيل أن تمر جميع الأمهات الحوامل بمرحلة التعشيش. في الواقع، وجدت دراسة استقصائية أن ثلاثة أرباع النساء الحوامل المشاركات في الدراسة مررن بمرحلة التعشيش، بينما لم تمر البقية، وظاهرة التعشيش لا تدل على صحة المرأة الحامل بأي شكل من الأشكال؛ ببساطة بعض النساء تعشش والبعض الآخر لا.
متى تبدأ الأم الحامل في الشعور بالرغبة في التعشيش؟
في كثير من الحالات، يمكن أن يحدث التعشيش في وقت مبكر من الثلث الثاني من الحمل. هذا لأن مستويات الطاقة لدى النساء تكون أعلى في تلك المرحلة، وقد يجدن أنفسهن يوجهن كل هذه الطاقة لتنظيف منزلهن. ومع ذلك، من المؤكد أن التعشيش سيؤثر على المرأة التي تقترب من موعد الولادة، في الأسابيع الأخيرة من الحمل بشكل أكبر. يتدفق الأدرينالين بمستويات عالية خلال هذه الفترة، وعادة ما تعالج النساء ذلك من خلال تحسين ظروفهن المعيشية. يقال حتى أنه عندما تبدأ المرأة في تنظيف منزلها بطريقة كثيفة في الثلث الثالث من الحمل، يمكن اعتبار ذلك علامة على أنها على وشك البداية في المخاض والولادة.
أعراض ظاهرة التعشيش أثناء الحمل
لا توجد أعراض واضحة لظاهرة التعشيش، حيث إنها حالة نفسية أكثر منها جسدية. إذا كنت تتساءلين عما إذا كنت تمرين بهذه المرحلة، فهناك احتمال كبير أن تكونين بالفعل كذلك. هناك أعراض اجتماعية أخرى أيضًا حيث قد تجدين الرغبة في البقاء قريبًة من المنزل دائما وستصبحين أكثر انتقاءًا بشأن من تقضين وقتك معهم. قد تفكرين كثيرًا جدًا في المستقبل والأمور المتعلقة بع، مثل تأثير الطفل على حياتك المهنية. تشمل الأعراض الشائعة الأخرى الرغبة الملحة لتنظيف كل شبر من المنزل، والقيام بكل الغسيل وتنظيم كل ما ترينه في المنزل، وتشير يلك الأعراض إلى أنك ستصبحين أماً قريباً، وهذا أمر جيد لأن الأمهات يعتدن أكثر على الفكرة مع مرور الوقت.
هل التعشيش من أعراض المخاض والولادة؟
غريزة التعشيش قبل المخاض ليست من أعراضه ولا تعني أن الطفل سيصل قريبًا. هناك نساء يتأثرن بغريزة التعشيش في وقت مبكر بداية من 5 أشهر من الحمل، وهناك نساء يمرون فقط بتلك المرحلة في الأسبوع التاسع والثلاثين من الحمل ومع بعض النساء الأخريات، لا يحدث التعشيش على الإطلاق. فالغريزة ليست مرتبطة بتوقيت الولادة بأي شكل من الأشكال، لأنها مجرد حالة نفسية. يقول الأطباء إن انفجار الطاقة لدى الأمهات يحدث نتيجة لمحاولتهن ترتيب كل شيء.
إلى متى ستستمر غريزة التعشيش في الحمل؟
في معظم الحالات، تقل غرائز التعشيش بعد ولادة المولود الجديد. مهما كانت الأم مائلة إلى التعشيش أثناء الحمل، فمن المؤكد أن تتوقف هذه الغريزة بعد الحمل. وذلك لأن الآباء يقضون معظم وقتهم بعد ولادة الطفل في رعاية الطفل نفسه، بحيث لا يتبقى لديهم أي طاقة للقيام بأي نشاط آخر، وهذا يعني أيضًا أنه ليس لديهم الوقت الكافي للقيام بالأعمال المنزلية العادية، ناهيك عن الرغبة الشديدة في التنظيف والتنظيم. بسبب نقص الطاقة والوقت والحافز لدى الأم، تنخفض غرائز التعشيش بشكل كبير بعد ولادة الطفل.
هل يتكرر حدوث غريزة التعشيش مع كل حمل؟
إذا كانت لديك غريزة التعشيش في المرة الأولى، فهناك احتمال كبير أن تحدث في حالات الحمل اللاحقة. يأتي “توسيع العش” هو في المقام الأول مع ثاني حمل، وقد تجد الأمهات أنفسهن يستعدن لوصول الطفل الثاني في نهاية المطاف. ومع ذلك، عادة ما يكون خفيفًا وقد تضطرين فقط إلى تكرار الأنشطة السابقة لإشباع الرغبة الشديدة في التعشيش، لذا فإن الأنشطة، مثل إخراج ملابس الأطفال القديمة وتركيب مقعد الطفل الصغير في السيارة، قد تكون كل ما تفعلينه في مرحلة التعشيش مع الحمل الثاني أو الثالث.
هل الآباء يمرون بغريزة التعشيش أيضًا؟
تعشيش الرجال ليس أمرًا شائعًا، ولكن قد تجدين زوجك يساعدك أثناء تنظيف المنزل بشكل منتظم، وهذا ليس بسبب أي ظروف بيولوجية، لأنه يساعدك فقط ويكون أكثر راحة في القيام بذلك ليراك سعيدة. الآباء لديهم فقط فهم نظري للحمل حتى ولادة الطفل، لذلك قد يكون من الصعب عليهم أن يشعروا بنفس الشيء الذي تشعرين به أنت كأم.
هل التعشيش ضار بالحمل والحامل؟
التعشيش في حد ذاته ليس ضارًا بأي شكل من الأشكال، لكن الأنشطة التي تقوم بها نتيجة لذلك يمكن أن تكون ضارة لك:
- إذا كنت ترغبين في الطلاء أو التنظيف باستخدام المواد الكيميائية، فتأكدي من أن المنطقة جيدة التهوية دائمًا.
- لا تتسلقي السلالم مطلقًا لأي سبب، سواء كان ذلك لتنظيف اللوحة القديمة من الغبار أو تعليق أي شيء على الحائط.
- لا ترهقي نفسك بالأعمال المنزلية الروتينية وتأكدي دائمًا من شرب المزيد من السوائل وأخذ فترات راحة منتظمة.
- إذا شعرت بالتوتر وعدم القدرة على النوم بسبب أشياء بسيطة، فتأكدي من التحدث إلى الطبيب بشأن هذه المشاكل.
يعتبر التعشيش مفيدًا في معظم الأحوال، لأنه يمنحك الطاقة والدافع للقيام بالترتيبات الأخيرة للترحيب بطفلك. كل ما يهم هو انجاز المهام مع ارتفاع الأدرينالين لديك حيث يمكنك إنجاز الكثير في فترة قصيرة. ومع ذلك، إذا شعرت أن الأمور تخرج عن السيطرة مع كل هذا العمل المنزلي، فتأكدي من زيارة الطبيب.
إخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.