هل تصدقين أن طفلك ينمو بسرعة لدرجة أنه يبلغ من العمر ثمانية أشهر تقريبًا الآن؟ من المحتمل الآن أن طفلك بدأ يصفق بيديه، ويزحف، ويمكنه حتى التقاط الأشياء الصغيرة. قد يكون الاستيقاظ الأقل أثناء الليل أو الحصول على مرات قيلولة أكثر من العلامات على أن طفلك يوجه طاقته إلى النمو. سيكون طفلك مسحورًا بالعالم من حوله ومنجذبًا إليه، وبالتالي، سوف يحتاج إليك باستمرار ولن يتركك ولو لدقيقة أو دقيقتين. إن حركته تعني أنه مع أدائك لعملك اليومي، سيكون هناك ظل صغير يتابعك في كل مكان.
في العمر ما بين ستة وتسعة أشهر، تظهر لدى الأطفال أيضًا بعض الشكوك عند حدوث شيء غير طبيعي. الأطفال ليس لديهم نظام يمكنهم من خلاله إخفاء عواطفهم (المعاناة، الألم، الحزن، الغضب). بالإضافة إلى ذلك، لديهم تجارب محدودة بشكل عام، ولذلك يواجهون العديد من المواقف الجديدة التي تظهرعليهم فيها الخوف الفظيع. في تلك اللحظات، سوف يتجه طفلك نحوك للحصول على الراحة والطمأنينة. قد يتكون لدى الأطفال أيضًا الكثير من الدهون في الجسم نظرًا لمرحلة النمو. مع كل يوم، يتعلم طرقًا جديدة لاكتشاف بيئته. يبدأ في إجادة المهارات. قد تلاحظين أنه أكثر مقاومة عندما تحملينه أو تُلبسيه أو تغيّري ملابسه. بدلاً من اللعب بشكل عشوائي، يريد الآن أن يلعب بأي شيء وفي أي مكان يمكن أن تصل إليه يده، فهو يركز على أشياء مثيرة للاهتمام مثل الأقلام والألعاب والأحذية وأدوات المطبخ والهواتف المحمولة، وما إلى ذلك. ستساعد كل هذه الأنشطة في بناء كل من المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة لطفلك.
فيما يلي ملخص للمهارات التي تظهر لدى الأطفال الذين يبلغ عمرهم 32 أسبوعًا – إما الآن أو في المستقبل القريب. ضعي في اعتبارك أن هذه المعالم الرئيسية قد تختلف في نطاق أسابيع قليلة وهو أمر طبيعي كما قلنا.
ستصبح الرضاعة الآن تجربة أقل إيلامًا نوعًا ما. حتى المضايقات والخوف بسبب ظهور أسنانه الجديدة ستكون من دون ألم لأنه عندما يرضع، فإن لسانه سيغطي الأسنان بالكامل، مما يعني أن الأسنان الحادة لن تؤذي حلمتك. الآن وقد أصبحت لديه أسنان لأول مرة، فقد يبدأ في استكشاف مغامرة جديدة من العض! لكن لا تخافي واطمئني إلى أن الرضاعة ليست تجربة مؤلمة. هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك على التخلص من التعرض للعض من قِبل طفلك الصغير.
افهمي شيئًا واحدًا، أن قضمك لا يتم على الإطلاق عن عمد لإيذائك. أثناء الرضاعة، قد تشعرين أن أسنانه تخترق جلدك الرقيق أو تلتصق به قليلاً. أحد الأسباب يمكن أن يكون أن جميع الرضعات تكون بالوضع نفسه، ولهذا قد تنشأ لديك بقعة مؤلمة بسبب الضغط المتكرر من أسنانه. لذلك، يمكنك تبديل وضع الرضاعة. هناك فكرة أخرى تتمثل في جعله يلعب بالألعاب (يجب ألا تكون المواد البلاستيكية المستخدمة في تصنيع الألعاب سامة) وجعله يتناول طعامًا سهل المضغ مما يقلل من حدة حواف الأسنان ويخفف الضغط الذي يتطور داخل الأسنان. هناك طريقة أخرى تتمثل في التعرف على سلوك العض. يمكن القيام بذلك عن طريق تدوين الطريقة التي يتبعها في الرضاعة ومراقبة التغيير في نمط المص وإبعاده على الفور قبل أن يعضك. في حالة تعرضك للعض من قبله، أظهري سخطك وأبعديه عنك. لجعله يفهم، ستحتاجين إلى القيام بذلك عدة مرات، لأن ذاكرته لا تزال في مرحلة التطور، وقد يستغرق بعض الوقت لفهم ما تريدينه أن يفعل.
العض علامة على النمو كما قلنا؛ حيث يعض بعض الأطفال كل ما يأتي في فمه لا إراديًا. لذلك، حاولي تقديم زجاجات، أو دمى، أو أكواب رشف، أو جزرة مبردة، أو خيار أو شريحة بطيخ.
بما أنه الآن قادر على استخدام مهاراته الحركية الجسدية المتطورة حديثًا، فسوف يتدحرج على السرير أو الأرض، أو يزحف أو قد يحاول أيضًا الوقوف بمفرده، وسيواصل التمرن على ذلك لساعات وساعات. يمكن أن تقصر كل هذه الأنشطة من ساعات النوم أو قد تختفي تمامًا! بالنسبة للطفل الذي يبلغ من العمر 32 أسبوعًا، يعد النوم عنصرًا أساسيًا لنموه جسديًا وعقليًا، لذلك حاولي أن يكون جدول مواعيد القيلولة متسقًا ليحصل على روتين مناسب من مرات القيلولة يوميًا. هناك حاجة ماسة إلى مرات القيلولة الصباحية وبعد الظهر، حيث يجب أن يحصل طفلك على قيلولة لمدة نصف ساعة على الأقل. في حالة تفويت لأي من مرات القيلولة، اجعليه ينام في وقت مبكر من الليل. ينبغي ألا يكون هناك أي تنازلات عندما يتعلق الأمر بنوم طفلك، لأن النوم الجيد سيساعد على النمو الجسماني وتطور المخ بصورة جيدة.
أثناء نموه، تنطلق مهاراته الحركية ويبدأ في استكشاف أشياء جديدة في أماكن جديدة. الآن وقد أصبحت على دراية بجميع أنواع الأذى التي قد يتعرض لها، فقد تبدئين في القلق بشأن سلامته. قد تحاولين منع تعرضه للأذى عن طريق جعل منزلك مكانًا آمنًا. للتأكد من أن منزلك آمن، إليك بعض النصائح:
يجب أن تكوني على دراية الآن بالتطعيمات المختلفة التي تعد مهمة وإلزامية حتى يتمكن الأطفال الذين ينمون من تحمل البيئة القاسية. لذلك، ولتذكيرك مرة أخرى، سيحتاج طفلك في عمر ثمانية أشهر إلى تعزيز التهاب الكبد ب ولقاح شلل الأطفال.
لمساعدته في تطوير مهاراته الحركية وتقوية عضلاته، يمكنك تقديم أنشطة مختلفة. علّميه رص الأشياء باستخدام أكواب بلاستيكية ملونة. الآن بعد أن تكيف طفلك مع الجلوس، سيساعده استخدام السيارات اللعبة أو الألعاب الأخرى ذات العجلات على الاستمتاع باللعب. اختبئي خلف الستائر واطلبي منه أن يجدك أو قومي بإخفاء أشياء تحت منشفة وشجعيه على أن يجدها، فإن مثل هذه الأنشطة ستقوي مفهومه عن الثبات.
إن مشاهدة ملاكك الصغير ينمو هي تجربة ساحرة ولكن فهم الطريقة التي يتطور بها سيساعدك على التغلب على الخوف المستمر بشأن صحته. تذكري دائمًا أن اكتشاف التأخير في تطور طفلك ونموه سيساعد في تشخيص أفضل. لذلك، إذا كان طفلك الذي يبلغ من العمر 32 أسبوعًا يشعر بالانزعاج، أو إذا رأيت علامات مثل خشونة العضلات، أو عدم الضحك مع صوت الصرير، أو عدم ظهور أي علامة من علامات المودة، أو الحساسية للضوء، أو عدم تحميل الوزن على الساقين أو عدم القدرة على الجلوس حتى مع الدعم، أو عدم الاستجابة لاسمه، أو عدم اللعب بأي من الألعاب، أو عدم التعرف على الأشخاص المألوفين، فاستشيري طبيب أطفال للتدخل المبكر.
كل طفل مختلف ولكنهم سيتصرفون بطريقة مشابهة إلى حد ما، ربما عاجلاً أم آجلاً. يبدأ بعض الأطفال في التطور بسرعة، ويستغرق آخرون وقتًا أطول. كوني صبورة واستمتعي بهذا الوقت مع طفلك وهو يتحرك ويتعرف على أشخاص جدد وبيئات جديدة وظروف جديدة. نتمنى لك أمومة سعيدة!