أحد أصعب الأشياء التي ستفعلها كوالد هو تهذيب سلوك طفلك. عندما يكبر طفلك الصغير، ستزداد نوبات غضبه ومطالبه أيضًا. قد تختبر نوبات غضبه وطبيعته المتمردة حدود صبرك – وفي تلك اللحظة، قد تلجأ إلى أساليب قاسية، مثل الضرب أو الصفع لتهذيب طفلك.
يحاول معظم الآباء، في البداية، التفكير مع أطفالهم، ولكن عندما يرفض الأطفال طاعة والديهم ويتحدثون في غير دورهم، قد يلجأ الآباء إلى الضرب أو الصفع لتهذيب أطفالهم. في حين أن ممارسة الضرب طريقة تم تجربتها وقد اختبرت وما تزال تمارس عبر الأجيال، إلا أن الحقيقة تظل أن الضرب ليس صحيًا، نفسيًا وجسديًا للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضرب الأطفال يضر أكثر مما ينفع. في هذه المقالة، دعونا نلقي نظرة أعمق على آثار ضرب الأطفال والبدائل المختلفة للتهذيب.
لماذا يضرب الآباء أطفالهم؟
لا يرغب أي والد في ضرب طفله أو صفعه، ولكن عندما يطور الطفل سلوكًا جامحًا ولا يطيع والديه، فقد يلجأ الآباء إلى مثل هذه الأساليب لتهذيب الطفل. في معظم الحالات، يضطر الآباء إلى ذلك بسبب اليأس. عندما تفشل جميع أساليب التهذيب أو التفكير الأخرى، يستخدم الآباء القوة، وسرعان ما يصبح من عادة الوالدين أن يضربوا الطفل بمجرد أن يرتكب خطأً. بفضل مدى “نجاح” ذلك في المرة الأخيرة، قد يختارون ببساطة الطريق السهل دون تجربة أي أساليب لتهذيب الطفل بهدوء. يقوم بعض الآباء أيضًا بضرب أطفالهم بدافع الغضب أو الخوف – ربما يكون هذا رد فعلهم على قيام الطفل بشيء خاطئ.
الآثار السلبية لضرب الطفل
كوالد، قد تشعر أن ضرب طفلك أو صفعه سوف يصقل سلوكه، ولكن ثق بنا، لا شيء جيد ينتج عن ضرب الطفل. فيما يلي بعض الآثار السيئة لضرب الأطفال – إذا ضربت طفلك لتهذيبه، فقد حان الوقت للتوقف عن ذلك!
١. الضرب يؤدي إلى الضرب
إذا اخترت تهذيب طفلك عن طريق ضربه أو الصراخ عليه، فإنك تمنحه الترخيص لضرب من حوله إذا ارتكبوا أي خطأ. يراقب الأطفال سلوكهم ويصممونه بناءً على من حولهم، ومن المؤكد أن طفلك سوف يلتقط هذه التصرفات في مرحلة مبكرة. ضرب طفلك على الأخطاء الصغيرة سيثير شعور الخوف لديه وقد يشعر أنه لا بأس بضرب من هم أصغر منه.
٢. الضرب يقلل من قيمة الطفل
إن ضرب الطفل لا يؤذيه جسديًا، كما يؤذيه عاطفيًا أيضًا. إن الضرر العاطفي هو الذي يسبب أسوأ النتائج. إذا كنت تضرب طفلك باستمرار وتخبره كثيرًا أنه مخطئ أو سيء، فسوف يعتقد أنه ليس شخصًا جيدًا. قد يعتبر نفسه طفلاً سيئًا وعندما يكبر لن يحترم نفسه. سوف يفترض أنه فتى “سيئ”، وستبقى تلك الصورة في ذهنه كندبة عاطفية لفترة طويلة بعد ذلك.
٣. الضرب يقلل من قيمة الوالدين
بعد ضرب طفلك أو صفعه، قد تشعر أن الأمر نجح وقد تشعر بالرضا عن نفسك للحظة، لكنك ستشعر بالسوء والذنب بعد ضرب طفلك. إذا ضربت طفلك على أشياء صغيرة، فسوف يخاف منك. سيكون أيضًا خائفًا من المجيء إليك وإخبارك إذا ارتكب شيئًا خاطئًا وقد تنفصل عاطفياً أنت وطفلك.
٤. قد يتحول الضرب إلى عادة
قد يبدأ الضرب كضربة خفيفة، لكن من الممكن أن يتطور إلى شيء أسوأ بكثير. إذا لاحظت بعد ضرب طفلك أن طفلك يتصرف بشكل صحيح؛ في كل مرة يفعل شيئًا خاطئًا، قد تلجأ إلى الضرب لحمله على التصرف بشكل صحيح. إذا لم يستمع إليك طفلك وكرر نفس الخطأ مرارا وتكرارا، فقد تضربه بقوة أكبر حتى “يتعلم” الدرس. الخط الفاصل بين التهذيب وسوء المعاملة سوف ينطمس بعد نقطة معينة.
٥. يجعل الطفل يفقد الثقة بالنفس
خلافاً للاعتقاد السائد، فإن الضرب لا يحسن سلوك الطفل. إذا ضربت طفلك، فإن الألم الجسدي سوف يشفى، ولكن الألم العاطفي سيبقى معه إلى الأبد. قد يشعر بالسوء تجاه نفسه وقد يؤثر ذلك على احترامه لذاته وثقته. كلما ضربته أكثر، كلما ارتكب المزيد من الأخطاء، وهذا بدوره سيجعله يشعر بالسوء تجاه نفسه.
٦. قد يجعل الطفل متمرداً
الآباء الذين يضربون أطفالهم في كثير من الأحيان لا يدركون أنهم بضربهم، فإنهم يبعدون الأطفال عن أنفسهم. إذا ضربت طفلك بشكل متكرر، فسوف يخاف مرة أو مرتين، ولكن بعد نقطة معينة، قد يصبح متمرداً. سيعلم أن أسوأ ما ستفعله هو ضربه، لذلك قد يخالف أوامرك ويفعل ما يريد.
٧. الضرب يؤدي إلى مشاكل الغضب
الطفل الذي يتعرض للضرب في كثير من الأحيان من قبل والديه يصاب أيضًا بمشاكل الغضب. كوالد، ستشعر بالغضب إذا فعل طفلك شيئًا خاطئًا، ولكن إذا ضربته على أشياء صغيرة، فسوف تزرع بذور الغضب في طفلك أيضًا. قد يصاب طفلك بمشاكل عاطفية أثناء نموه.
٨. الضرب يشجع السلوك المناهض للمجتمع
الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني عندما يكبرون هم أكثر عرضة لإظهار السلوك المعادي للمجتمع وحتى الأناني في مرحلة البلوغ.
٩. الأطفال لا ينسون الألم
الأطفال الذين يتعرضون للضرب أو الصراخ دائماً من آبائهم، لا ينسوا أنهم تعرضوا للضرب من قبل والديهم دون سبب مهم. وهذا يؤدي بهم إلى استخدام أساليب مماثلة مع أطفالهم والشعور بالانفصال أو حتى الازدراء تجاه والديهم.
١٠. الضرب ببساطة لا يؤدي إلى النتائج المرجوة
الضرب ليس له أي فوائد من حيث التربية. لا فائدة تأتي من ضرب طفلك؛ في الواقع، قد ينتهي بك الأمر إلى ترك ندبات على طفلك مدى الحياة.
استراتيجيات التهذيب البديلة التي يمكنك تجربتها
لا يعاني الأطفال من مشاكل السلوك بمجرد ولادتهم، بل تأتي مشاكل السلوك بسبب الطريقة التي يتم علاجها بها. إذا قام طفلك بشيء خاطئ، فبدلاً من الصراخ أو الضرب، هناك بعض الاستراتيجيات الأخرى التي يمكنك تجربتها لتأديبه:
- ابدأ بتهدئة نفسك أولاً. إذا كان طفلك مخطئًا، فلا تصب مشاعرك/غضبك على الطفل. عليك أن تأخذ بعض الوقت لنفسك إذا شعرت أن لديك دافعًا لإيذاء طفلك جسديًا. قد تكون تحت ضغط كبير في الوقت الحالي، لكن هذا لا يعني أنك بحاجة إلى التخلص منه تجاه طفلك. استمع إليه – فالحديث دائمًا مفيد. بدلاً من وضع افتراضات وضربه، استمع إلى جانبه من القصة. قد يكون لديه سبب قوي لفعل شيء لا توافق عليه. استمع قبل أن تصرخ أو تصفع!
- إذا كان طفلك مخطئًا، أخبره عن سبب ذلك. اجعله يفهم الخطأ الذي ارتكبه وساعده على تصحيحه مرة أخرى. على سبيل المثال، إذا وجدت أن طفلك قد رسم على الحائط على الرغم من تحذيراتك المتكررة، فقد تشعر بالرغبة في تلقينه درسًا عن طريق ضربه، لكن الأفضل هو أن تجعله يفهم عواقب فعله، وذلك بأن تجعله يغسل الجدار بنفسه.
- تذكر أن كل استراتيجية تهذيب يجب أن تترك طفلك في وضع أفضل مما كان عليه من قبل. يناسب هذا المبدأ الأطفال من جميع الأعمار، بدءًا من الأطفال الصغار وحتى المراهقين الذين يعانون من مشكلات في التعامل مع الغضب.
الضرب ليس جيد، حتى لو “نشأت أنت بشكل جيد” على الرغم من تهذيب والديك لك بالضرب. هناك العديد من استراتيجيات الانضباط الأخرى التي يمكن أن تساعد الطفل على التطور واكتساب احترام نفسه – لذا جربها بدلاً من ذلك وقل لا للضرب!