في هذه المقالة
إذا كنتِ حامل لأول مرة، فقد تشعرين بالقلق بشأن فحصك الداخلي الأول، وتتساءلين أيضًا عن عدد المرات التي قد تضطرين فيها إلى الخضوع لهذا الفحص الداخلي غير المريح أثناء الحمل. الجواب ليس في كثير من الأحيان، الفحص الداخلي في الحمل هو إجراء روتيني يجريه الأطباء لمراقبة صحة الأم والجنين. تشبه هذه الفحوصات نقاط التوقف للتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة لك ولطفلك. في هذه المقالة، سنقوم بتفصيل هذه الفحوصات، وسبب إجرائها، وما يحدث أثناءها، وكل الأشياء التي تحتاجين لمعرفتها لتشعري بالثقة تجاهها.
قد تتساءلين لماذا تحتاجين للفحص المهبلي أثناء الحمل، ويتم إجراء فحوصات داخلية لتتبع حالة حملك. تقوم القابلة/الممرضة عادة بإجراء هذا الفحص، وتقوم بذلك عن طريق إدخال أصابعها في عنق الرحم للتحقق من مدى تقدم المخاض. في حين أن بعض النساء قد يشعرن بعدم الراحة والألم الشديد أثناء العملية بأكملها، فقد لا تجد أخريات صعوبة كبيرة في التعامل معها. مدى استرخائك أثناء العملية وحرفية تقنية القابلة قد تُقلل من الألم والانزعاج، ومع ذلك فإن الفحوصات الداخلية لا تضر طفلك بأي شكل من الأشكال، وإذا شعرت بعدم الراحة الشديدة، فيمكنك التحدث مع طبيبك حول هذا الموضوع.
فيما يلي بعض أسباب إجراء الفحص الداخلي أثناء الحمل:
بصرف النظر عن فترة المخاض، قد يوصي طبيبك أيضًا بإجراء فحص مهبلي داخلي في الحالات التالية:
يمكن أن يؤدي تغيير الهرمونات إلى جعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المهبل المختلفة، مثل مرض القلاع أو الجاردنريلا، وإذا كان لديك تاريخ من أي مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، فقد ينصحك الطبيب بإجراء فحص داخلي.
عادة، يوصى بإجراء اختبار مسحة عنق الرحم كل عامين، وإذا كان من المقرر إجراء الاختبار أثناء الحمل، فيمكنك مناقشة الأمر مع طبيبك، وقد ينصحك بتأجيل الاختبار حتى الأسبوع السادس إلى الثامن من الحمل، وإذا لم يكن الأمر عاجلاً، فقد يطلب منك طبيبك التأجيل حتى ولادة طفلك.
في بعض الأحيان، قد تواجهين نزيفًا أثناء الحمل، والنزيف أثناء الحمل مدعى للقلق. قد يوصي طبيبك بإجراء فحص مهبلي للتحقق من سبب النزيف. يمكن أن يحدث النزيف أيضًا بسبب الزوائد اللحمية المهبلية، فهي تبدأ بالنزيف عند تمزقها، إما من تلقاء نفسها أو أثناء الجماع.
في بعض الأحيان، يمكن اقتراح إجراء فحص داخلي أثناء المخاض لمنع تناول أي دواء لتحفيز المخاض، وذلك لأن الفحص الداخلي يساعد الطبيب على معرفة كيفية تقدم المخاض، وإذا دعت الحاجة، فيمكنه أن يصف لك دواءً لتحفيزه.
قد تخضع معظم النساء للفحص المهبلي الأول خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث سيتحقق الطبيب من وجود أي التهابات وما إذا كان عنق الرحم مغلقًا بالسدادة المخاطية. بعد ذلك، سيتم فحصك داخليًا في الثلث الثالث من الحمل أو في الأسبوع ٣٦ تقريبًا من الحمل. تسمح الفحوصات الداخلية المنتظمة أثناء الحمل في الأسابيع ٣٦ و٣٧ و٣٨ و٣٩ للأطباء بتتبع التغيرات في عنق الرحم وتقديم التدخلات في الوقت المناسب إذا لزم الأمر لدعم الولادة الآمنة، وقد يُنصح بإجراء فحص داخلي إذا كنت مصابًة بأي من الحالات الطبية التالية:
في حال كنت ترغبين في تحفيز المخاض أو غير ذلك، يمكنك أن تطلبي من القابلة المساعدة من خلال إجراء فحصك الداخلي. سيساعد الفحص الداخلي القابلة على معرفة مدى قربك أو بعدك عن المخاض، وإذا كنت تعانين من ألم شديد وأصبح لا يطاق بالنسبة لك، فإن الفحص الداخلي سيساعدك على تحديد سبب الألم.
لا، الأمر متروك لك تمامًا. إذا كنتِ تشعرين بعدم الارتياح الشديد ولا توجد أي مضاعفات طبية في حملك قد تتطلب منك إجراء فحص مهبلي، فيمكنك أن تقرري عدم القيام به. قد يكون الفحص المهبلي غير مريح، ويجب توخي الحذر الشديد أثناء إجرائه. إذا كانت هناك فحوصات مهبلية متكررة أثناء الحمل، فقد يشكل ذلك أيضًا تهديدًا بالإصابة بالعدوى للجنين، وفي الوقت نفسه، لا يمكنك التغاضي عن حقيقة أن الفحص الداخلي يساعدك على معرفة كيفية تقدم المخاض، مما قد يساعدك على اتخاذ قرار بشأن تحفيز الألم أثناء المخاض.
قد يمون الفحص الداخلي أثناء الحمل أمرًا مرهقًا للأعصاب، ولكن هناك طرقًا لتقليل الانزعاج وجعل التجربة أكثر سهولة. فيما يلي بعض النصائح العملية للمساعدة في تخفيف الانزعاج أثناء الفحص المهبلي:
١. تواصلي بصراحة: لا تترددي في التعبير عن أي مخاوف أو إزعاج قد يكون لديك قبل الفحص أو أثناءه أو بعده. يمكن لطبيبك تعديل أسلوبه أو تقديم دعم إضافي للمساعدة في تخفيف الألم.
٢. تقنيات الاسترخاء: مارسي تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التصور للمساعدة في تخفيف التوتر والقلق أثناء الفحص. التركيز على أنفاسك أو تخيل مشهد هادئ يمكن أن يصرف عقلك ويعزز الاسترخاء، مما يجعل التجربة أكثر راحة.
٣. الوضعية: جربي الأوضاع المختلفة أثناء الفحص للعثور على الوضع الأفضل. تجد بعض النساء أن الاستلقاء على جانبهن مع ثني ركبتيهن أو استخدام الوسائد للحصول على الدعم يمكن أن يساعد في تقليل الانزعاج. لا تترددي في الطلب من طبيبك تعديل الوضع إذا كنت تشعري بعدم الارتياح.
٤. المواد اللزجة: يمكن أن يساعد استخدام مادة لزجة ذات الأساس المائي في تقليل الاحتكاك والانزعاج أثناء الفحص. قد يقوم طبيبك أيضًا بوضع مادة لزجة على المنظار أو قفازاته لجعل العملية أكثر سلاسة. إذا كانت لديك مخاوف بشأن استخدام المواد اللزجة، فلا تترددي في مناقشة البدائل مع طبيبك مسبقًا.
إليك كيفية قيام طبيبك بإجراء الفحص الداخلي:
سيُطلب منك أن تكوني عاريةً من الخصر إلى الأسفل. سوف يجعلك طبيبك تستلقي بشكل مريح على ظهرك مع ثني ركبتيك. سوف ترتدي قفازًا مطاطيًا وتضع بعض الكريم للتزييت. ستقوم بإدخال إصبعين في مهبلك لتتحسس عنق الرحم، ويمكنها أيضًا أن تضع يدها الأخرى على بطنك لفحص الجزء العلوي من الرحم.
في هذا الإجراء، يتم استخدام أداة بلاستيكية أو معدنية للفحص المهبلي. سيُطلب منك الاستلقاء مع ثني ركبتيك على حافة الطاولة. بعد تسخين الأداة في بعض الماء الدافئ، سيقوم طبيبك بإدخال الأداة بلطف لفتح المهبل. وهذا يساعد الطبيب على إلقاء نظرة داخل المهبل وعنق الرحم.
قد يوصي طبيبك بأي من هذه الإجراءات لفحصك الداخلي بعد الأسبوع ٣٨ من الحمل. كل ما عليك فعله هو الاسترخاء وعدم الذعر. حافظي على هدوئك، ولا تبقي عضلات الحوض مشدودة أكثر من اللازم. خذي أنفاسًا عميقة وبطيئة أثناء الإجراء، مما قد يساعدك على استرخاء عضلاتك.
إن نزول الماء هو ظاهرة تحدث عندما تقتربين من المخاض، ومع ذلك إذا واجهت نزول الماء قبل الأسبوع ٣٧ من الحمل، فقد يكون ذلك مدعاة للقلق. بمجرد ملاحظة خروج مادة سائلة أو مائية من المهبل، يجب عليك الاتصال بطبيبك. قد يقوم طبيبك بإجراء فحص داخلي للتأكد مما إذا قد تمزق الكيس السلوي، وقد يعتمد طبيبك أيًا من الأساليب التالية لفحص الكيس السلوي الممزق:
في بعض الحالات، حتى بعد اتباع الطريقتين المذكورتين أعلاه، يصبح من الصعب على طبيبك تحديد ما إذا كان الكيس قد انفجر أم لا. في مثل هذه المواقف، أفضل ما يمكنك فعله هو الانتظار والمراقبة. سيُطلب منك على الأرجح العودة إلى المنزل ومواصلة مراقبة الأعراض، وإذا كان طبيبك بحاجة إلى متابعتك، فيجب عليك البقاء في المستشفى.
إذا وجدت نفسك مترددة بشأن إجراء الفحص المهبلي أثناء الحمل، فتأكدي أن هناك بدائل متاحة. أحد الخيارات هي اختبار الموجات فوق الصوتية، والتي يمكن أن توفر معلومات شاملة حول نمو طفلك وصحته العامة دون الحاجة إلى فحص داخلي (٤). بالإضافة إلى ذلك، قد يكون طبيبك قادرًا على جمع المعلومات الضرورية من خلال الفحص الخارجي لبطنك، باستخدام الضغط اللطيف لتقييم وضعية طفلك والاستماع إلى نبضات قلبه.
يجب أن يكون القرار بشأن المضي قدمًا في الفحص المهبلي قرارًا بالتعاون مع طبيبك. من خلال مناقشة تفضيلاتك واهتماماتك بشكل مفتوح، يمكنك العمل معًا لإيجاد أفضل نهج يضمن راحتك ورفاهية طفلك.
إذا كنت تعتقدين أن مشاكل الفحص المهبلي قد انتهت بعد الولادة، فقد يخيب ظنك معرفة أنه قد يتعين عليك أيضًا الخضوع لفحص داخلي بعد ولادة طفلك. هذا مهم جدًا بالنسبة لك، حيث أنه من خلال هذا الفحص الداخلي، سيتأكد طبيبك من أن كل شيء على ما يرام وما إذا كنت بحاجة إلى أي غرز في المهبل أم لا. على الرغم من أن الفحص الداخلي أثناء الحمل مؤلم، إلا أن الفحص الداخلي بعد الولادة قد يكون أكثر إزعاجًا ووجعًا، وقد يزودك طبيبك بالمسكنات عير الغازات لتحمل الألم والانزعاج. سيتم مراقبة صحتك باستمرار، وسيقوم طبيبك بقياس ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم أيضًا.
نعم، يمكن للفحوصات الداخلية أثناء الحمل أن تجعل المرأة تشعر بالتوتر أو عدم الراحة، خاصة إذا كانت قد مرت بتجارب سيئة من قبل أو شعرت بالقلق من الألم. يجب على الأطباء الاعتراف بهذه المخاوف ومعالجتها، وتقديم الدعم والطمأنينة والتواصل الواضح طوال العملية لتقليل أي تأثير سلبي على الصحة العاطفية.
يمكن للفحوصات الداخلية الكشف عن مشاكل مثل ضعف عنق الرحم. يقوم الأطباء بفحص طول عنق الرحم وصلابته وما إذا كان ينفتح في وقت مبكر جدًا. وهذا يساعدهم على اكتشاف المشاكل مبكرًا واتخاذ خطوات لوقف حالات مثل الولادة المبكرة. يساعد إجراء الفحص بانتظام أثناء الحمل على إبقاء الأمور على المسار الصحيح لطفل سليم.
ليس هناك من ينكر حقيقة أن الفحص المهبلي قد يجعلك غير مرتاحة، بل ويسبب لك الألم في بعض الأحيان، ولكن في بعض الحالات، يصبح من الضروري إجرائه. إذا كانت لديك شكوك ومخاوف بشأن الفحص المهبلي أثناء الحمل، فيجب عليك مناقشة هذه المخاوف مع طبيبك.
اقرأ أيضا:
اختبار تحدي الجلوكوز (GCT) واختبار تحمل الجلوكوز (GTT) في الحمل
اختبار ما قبل الولادة – اختبارات شائعة يتم إجراؤها أثناء الحمل
اختبار تعداد الدم الكامل أثناء الحمل: أهمية الاختبار ونتائجه