في هذه المقالة
عندما يبكي طفلك ويرفض الأكل، فهذا يكسر قلبك، ويكون من الصعب على الوالدين فهم سبب بكاء الرضيع المستمر، ولكن إذا كان يرفض تناول الطعام، فهذا يعني أن هناك شيء ما في فمه. قد يواجه طفلك صعوبة في تناول الطعام بسبب التهاب اللوزتين في الجزء الخلفي من الحلق، وهو ما نشير إليه سريريًا باسم “التهاب اللوزتين”، وهي حالة تؤثر على البالغين أيضًا. إليك كل ما تحتاجين لمعرفته حول التهاب اللوزتين عند الرضع وما يمكنك فعله حيال ذلك.
يحتوي جهازنا اللمفاوي على اللوزتين التي تعتبر الصف الأمامي للدفاع عن الجسم. توجد هذه الوسادات ذات الشكل البيضاوي الوردي على الجانبين الظهري العلوي والأيمن من الحلق، وهي مسؤولة عن تصفية أي مسببات للأمراض أو البكتيريا التي تأتي عن طريق تناول الأطعمة. المشكلة هي أنها عرضة للإصابة بالعدوى أيضًا، وعندما تضرب البكتيريا الضارة، فإنها تلتهب مما يؤدي إلى ما نسميه التهاب اللوزتين.
إذا كنت تتساءلين عما إذا كان الرضع يصابون بالتهاب اللوزتين، فالحقيقة أن التهاب اللوزتين شائع جدًا عند الرضع ويعاني جميع الأطفال تقريبًا من عدة نوبات منه منذ الولادة وحتى الطفولة. وبالطبع، هذا يحدث للكبار أيضًا.
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب اللوزتين عند الرضع. فيما يلي أسباب لالتهاب اللوزتين عند الرضع بالتفصيل:
نزلات البرد هي السبب الرئيسي لالتهاب اللوزتين والتي يشمل مجموعة من الفيروسات، مثل فيروس الأنفلونزا، والفيروس الغدي، والفيروس التاجي، والفيروس الأنفي.
تعد بكتيريا المجموعة أ العقدية أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا والتي تؤدي إلى التهاب اللوزتين عند الرضع. وتنتشر البكتيريا عن طريق ملامسة الأشخاص المصابين بالفعل بهذا الفيروس، وتنتقل عن طريق ملامسة المخاط أو عن طريق لمس المناطق المصابة من جلدهم.
هناك بكتيريا أخرى تساهم في التهاب اللوزتين عند الرضع وهي: الالتهاب الرئوي الكلاميديا، والالتهاب الرئوي العقدي، والمكورات العنقودية الذهبية، والالتهاب الرئوي الميكوبلازما، والبكتيريا المغزلية، والسعال الديكي، والزهري، وبكتيريا السيلان.
تعتمد مدة التهاب اللوزتين عند الأطفال على عوامل صحية وبيئية مختلفة. أولاً، يعتمد ذلك على صحة طفلك وعمره ووقت التشخيص ونوع عامل المرض وشدة العدوى. عادة من يستمر التهاب اللوزتين الخفيف من يومين إلى أربعة أيام فقط من وقت الإصابة بينما في الحالات الشديدة قد يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين.
تتشابه أعراض التهاب اللوزتين الفيروسي عند الأطفال إلى حد كبير مع تلك الموجودة عند البالغين وقد قمنا بإدراجها أدناه.
عند احتكاك اللوزتين بالحلق، يسبب ذلك ألمًا شديداً. قد لا يتمكن طفلك من تحمل الألم وقد يرفض بلع الطعام أو تناوله.
تسبب الالتهابات البكتيرية في الحلق رائحة كريهة من خلال مركبات ناتجة عن تطور النشاط في الجسم، مما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة لدى طفلك.
الحمى هي طريقة جسمك للإشارة إلى وجود التهاب ما عن طريق رفع درجة حرارة الجسم. عندما يغزو عامل المرض الجهاز اللمفاوي، يبدأ الجسم بالحمى، وهو مؤشر واضح على وجود عدوى بكتيرية أو التهاب اللوزتين.
هناك طريقة جيدة لاكتشاف التهاب اللوزتين لدى الأطفال الذين لم يبدأوا بالثرثرة بعد، وهي ملاحظة مقدار وعدد مرات سيلان لعابهم. سيؤدي رفض طفلك للبلع إلى تراكم اللعاب الزائد في الفم، مما يؤدي إلى الإفراط في سيلان اللعاب – وهي علامة كلاسيكية لالتهاب اللوزتين.
يشار إليه عادة باسم الحمى القرمزية، عندما تغزو بكتيريا Streptococcus Group A الجسم، وتشكل العدوى طفح جلدي أحمر على الرقبة والظهر والبطن والوجه. توجد تقرحات صغيرة على اللسان تشبه شكل الفراولة وقد تصبح فيما بعد ذات لون أحمر داكن مصحوبة ببقع بيضاء.
السعال المتكرر بسبب الألم في الحلق هو علامة على التهاب اللوزتين.
قد ينتقل ألم اللوزتين إلى الأذنين ويسبب ألماً شديداً، مما يؤدي إلى شد الرضيع لهما، فإذا كان طفلك يسحب أذنيه أثناء البلع ويبكي، فيمكنك معرفة أنها حالة التهاب اللوزتين.
إذا بدت المناطق المحيطة بالرقبة وأسفل الفك منتفخة، فهذه علامة على التهاب اللوزتين عند الرضع، ويأتي هذا التورم بكتل بأحجام مختلفة.
فيما يلي المضاعفات التي قد يواجهها الرضيع إذا تركت اللوزتين دون علاج أو تم تجاهلها لفترة طويلة:
يؤدي التهاب اللوزتين الشديد إلى تعطيل أنماط النوم عند الرضع مما يؤدي إلى النعاس أثناء النهار. تؤدي اللوزتان المتورمتان إلى انسداد الممرات الهوائية مما يتداخل مع أنماط التنفس المنتظمة. يحدث انقطاع التنفس أثناء النوم عندما يصبح التنفس سطحيًا، والمؤشر الشائع هو ملاحظة ما بين ٥ إلى ٣٠ توقفًا في التنفس أثناء النوم.
تفرز اللوزتان المصابتان سائلًا لزجًا يتكون من خلايا الدم البيضاء، وحطام الخلايا، والخلايا الميتة التي نشير إليها باسم “القيح”. ويحدث الخراج عندما ينحصر القيح في الفراغ بين أنسجة اللوزتين الرخوة وقد يتسرب هذا إلى مجرى الدم ويؤدي إلى مزيد من التعقيدات. من الممكن تصريف الخراج، ولكنه صعب جسديًا نظرًا لصعوبة الوصول إلى هذه المنطقة.
عندما يحدث التهاب اللوزتين بسبب بكتيريا Streptococcus Group A، فقد تؤدي سلالات البكتيريا إلى التهاب الكلى المعروف باسم التهاب كبيبات الكلى الحاد. الكبيبات عبارة عن شاشات ترشيح صغيرة موجودة في الكلى وتقوم بتصفية النفايات والمواد السامة من الدم. ينتج تكوين الأنسجة الندبية عندما تلتهب الكلى بسبب انتشار العدوى إلى الكبيبات، مما يتعارض مع قدرتها على تقليل سمية الدم، وهي حالة تعرف باسم AGN.
وتتجلى الحمى الروماتيزمية بعلامات التهاب في المفاصل، والطفح الجلدي، وآلام في المعدة، وفقدان الوزن، والتعب. ويحدث عندما تتأخر استجابة الجهاز المناعي ضد العدوى في الحالات التي تسبب فيها بكتيريا Streptococcus Group A التهاب اللوزتين. قد تؤدي الحالات الشديدة إلى حالات طوارئ طبية نظرًا لأن الالتهاب قد يحدث لصمامات القلب عند الأطفال، ويلزم مزيج من الأدوية المضادة للالتهابات مع المضادات الحيوية للحصول على علاج فعال وفوري.
يقوم الأطباء بإجراء الاختبارات والفحوصات الطبية التالية لتشخيص التهاب اللوزتين عند الرضع:
يمكن اكتشاف التهاب اللوزتين بمجرد النظر إلى الحلق. يشعر الأطباء بهذا ويستطيعون بسهولة معرفة متى يصاب الطفل بالتهاب اللوزتين.
يسبب التهاب اللوزتين التهاب الغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة. قد يقوم الطبيب بلمس وتحسس الجلد في الرقبة وأسفل الفك لتشخيص أي علامات تورم ومؤشرات قاطعة لالتهاب اللوزتين.
تتأثر الأذنين والأنف عندما يحدث التهاب اللوزتين في الحلق حيث من المعروف أن العدوى تنتشر. والعكس صحيح أيضاً، لأن الالتهابات البكتيرية من الأذنين والأنف قد تتفرع إلى الحلق وتؤدي إلى التهاب اللوزتين. التحقق من وجود عدوى ثانوية مثل هذه من خلال الفحص الطبي هو ما يفعله الأطباء لتقييم التهاب اللوزتين.
يعد جمع عينات السوائل من اللوزتين بواسطة قطعة قطن وإرسالها إلى المختبر لفحصها طريقة أخرى لتشخيص التهاب اللوزتين. تؤكد الاختبارات المعملية ما إذا كان التهاب اللوزتين حقيقيًا أم مجرد التهاب في الحلق. تحدد مسحات الحلق السبب الدقيق لالتهاب اللوزتين عند الرضع.
قد يوصي طبيب طفلك بإجراء سلسلة من اختبارات الدم لمعرفة عدد الخلايا الليمفاوية في الدم. يعد العدد الكبير من الخلايا الليمفاوية في عينات الدم مؤشرًا رئيسيًا لالتهاب اللوزتين.
بعد تشخيص الحالة، قد يصف طبيبك لطفلك بعض الأدوية أو يطلب منك ببساطة رعاية طفلك الصغير في المنزل، اعتمادًا على مدى خطورة العدوى.
الحالات الخفيفة من التهاب اللوزتين لا تحتاج إلى علاج وتختفي تدريجياً مع التغذية السليمة والكثير من الراحة في المنزل، وخاصة التهاب اللوزتين الفيروسي. في حالات التهاب اللوزتين البكتيرية، هناك حاجة إلى المضادات الحيوية للعلاج. قد تتطلب حالات التهاب اللوزتين الشديدة استئصال اللوزتين، وهو إجراء جراحي مصمم لإزالة اللوزتين الموجودتين في الجزء الخلفي من الحلق. يمكن إعطاء السوائل عن طريق الوريد للرضع الذين يصابون بالجفاف نتيجة لالتهاب اللوزتين.
يوصى عادة باستئصال اللوزتين إذا كانت هناك نوبات حادة متكررة من التهاب اللوزتين والتي لا تختفي بشكل طبيعي وتؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم أو نزيف اللوزتين. قد يوصي طبيبك طفلك بإجراء عملية استئصال اللوزتين إذا كان لديه:
قد تتطلب التهابات الأذن والجيوب الأنفية المتكررة التي لا تنطوي على التهاب اللوزتين المزمن إجراءً جراحيًا يتضمن إزالة اللحمية عند الأطفال. يتطور انقطاع التنفس أثناء النوم عندما تصاحب اللوزتين المنتفختين اللحمية المنتفخة مما يجعل التنفس أثناء النوم يبدأ ويتوقف كثيرًا، مما يؤدي إلى تعطيل دورات النوم وأنماط التنفس المناسبة.
هناك عدة طرق ستساعدك على مكافحة التهاب اللوزتين، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية. جربي هذه العلاجات لمساعدة طفلك الذي يعاني من التهاب اللوزتين:
يؤدي التهاب اللوزتين إلى الجفاف حيث يجد الأطفال صعوبة في البلع وبالتالي يرفضون تناول الطعام. تأكدي من أن طفلك يشرب الكثير من الماء طوال اليوم. يمكنك إعطاؤه المشروبات الباردة أو الثلج لتهدئة الحلق وحتى مزج الماء والعسل لعمل منشط للحلق. لا تعطي العسل لرضيعك إذا كان عمره أقل من سنة واحدة.
تعمل الكمادات الدافئة حول الرقبة أو الحلق على تسكين الألم وتوفير الراحة إلى حد ما. يمكنك استخدام زجاجة ماء دافئ لنفس الغرض.
إذا كان عمر طفلك ما بين ٣ إلى ٦ أشهر، فقد تعطيه الأسيتامينوفين للسيطرة على الحمى لديه. بالنسبة للأطفال أقل من ٣ أشهر، يوصى باستشارة الطبيب قبل تناولهم أي أدوية. لا ينصح باستخدام الأسبرين لأنه يرتبط بـ “متلازمة راي”، وهو مرض طبي خطير نادر الحدوث.
لا تدخن بالقرب من طفلك أو تسمح لأي شخص بالتدخين في المنزل حيث من المعروف أن ملوثات الهواء تهيج الحلق وتسبب صعوبة في التنفس وتؤدي إلى آلام مبرحة.
إن تركيب جهاز الترطيب في المنزل لترطيب الهواء يسهل على الأطفال النوم ليلاً. قم بتغيير الماء في الوحدات كل يوم ونظفها بانتظام حسب التعليمات لمنع تراكم البكتيريا وانتشارها.
إذا كان طفلك كبيرًا بما يكفي لفهم ما تقوله، علمه الغرغرة باستخدام الماء المالح الدافئ. خذ نصف ملعقة صغيرة من الملح الوردي واخلطه مع ٨ أونصات من الماء الدافئ حتى يذوب. هلمه كيفية الغرغرة وتأكد من بصقه الماء بمجرد الانتهاء من ذلك.
إذا كان طفلك يفهم التعليمات ولا يبلع عندما يُطلب منه ذلك، يمكن إعطائه بعض الحلوى الصلبة أو معينات الحلق. هذه تعزز إنتاج اللعاب الذي ينظف مناطق مختلفة من الحلق.
إذا خضع طفلك لعملية استئصال اللوزتين، فسوف يحتاج إلى سوائل صافية مثل المرق الدافئ والماء، وعصير التفاح، والمثلجات، والجيلاتين. لا ينصح بالمشروبات الغازية والعصائر ذات المحتوى العالي من الحمض لأنها تسبب ألمًا في الحلق، كما يوصى باتباع نظام غذائي خفيف يسهل على الحلق. بعض الأطعمة الموصى بها بعد العملية الجراحية تشمل كريمة القمح، والبطاطا المهروسة، والمعكرونة بالزبدة، والحلويات، والحساء الدافئ، واللبن، والبيض المخفوق، وكاسترد الفاكهة، والجيلاتين. تجنبي الأطعمة التي تخدش الحلق مثل رقائق البطاطس والخضروات النيئة خلال الأسبوعين الأولين بعد الجراحة لأن هذه هي الفترة التي يكون فيها خطر النزيف مرتفعًا عند الأطفال. لا تفوتي وجبات الطعام وتأكدي من أن طفلك يأكل بشكل متكرر، حتى لو كان بكميات أقل. إذا كان طفلك لا يريد أن يأكل بسبب صعوبة في البلع، أعطيه مسكنات آلام الحلق مثل الحلوى الصلبة، وأقنعيه بشرب السوائل والعصائر لمنع الجفاف.
إذا كان جهاز المناعة لدى طفلك ضعيفاً، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللوزتين في المنزل أو خارجه. أفضل طريقة للوقاية من التهاب اللوزتين هي منع مشاركة أدوات الشرب والأكل في المنزل. التشجيع على غسل اليدين بشكل متكرر وممارسة سبل النظافة. يعد تعزيز المناعة بشكل طبيعي من خلال التغذية السليمة والحصول على الكثير من الهواء النقي والتعرض لأشعة الشمس من بين العديد من الاستراتيجيات الجيدة للوقاية من التهاب اللوزتين. تحتوي الفواكه والخضروات على نسبة عالية من مضادات الأكسدة وتعزز جهاز المناعة، لذا تأكدي من حصول طفلك الصغير على جرعته اليومية من الفواكه والخضروات أثناء وجبات الطعام. اصنعي العصائر إذا كان لا يحب الأكل كثيرًا وتفضل الشرب.
عند الرعاية المنزلية، تأكدي من تنظيف الغرف بشكل متكرر وإزالة البكتيريا الضارة في غرف المعيشة وجميع أنحاء المنزل من خلال ممارسة النظافة المستمرة. تأكدي من تغيير المرشحات وتنظيفها بشكل متكرر، خاصة إذا كنت تستخدمين أجهزة ترطيب الهواء. لا تدعي طفلك يتواصل مع المرضى أو أي شخص مصاب بالتهاب اللوزتين كقاعدة عامة. إن القول أسهل من الفعل، لكن عليك تنظيف الغرف بالمكنسة والغبار بانتظام، لأن جهاز المناعة لدى طفلك يتطور في هذا العمر، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة، خاصة إذا كان يذهب إلى الحضانة أو روضة الأطفال.
افركي ألعابه أيضاً وأي شيء تلعب به لأن البكتيريا وقد تستقر عليه أيضاً. اجعله يبدأ في تناول المضادات الحيوية إذا كنت تشك في إصابته بحالة خفيفة من التهاب اللوزتين البكتيري وتأكدي من أن طفلك يشرب الكثير من الماء وعصائر الفاكهة والخضروات الطازجة طوال اليوم لتجنب الجفاف وتعزيز المناعة.
على الرغم من أن التهاب اللوزتين الخفيف ليس ضارًا، إلا أن التهاب اللوزتين البكتيري قد يصل إلى ذلك إذا تُرك دون علاج. إذا لاحظت أي علامات تصلب العضلات، والحمى التي تصل إلى ٣٩.٥ درجة مئوية، وتصلب الرقبة والتهاب الحلق الذي لا يختفي بعد يومين إلى ثلاثة أيام، استشيري الطبيب على الفور لأنه قد يتطور إلى مضاعفات خطيرة.
الحمى بعد التطعيم: الأسباب وكيفية التعامل معها؟
الدودة الدبوسية عند الأطفال الرضع
الوحمات الحمراء عند الرضع