في هذه المقالة
الأطفال والرضع، الذين ما زالوا في المراحل الأولى من حياتهم خارج الرحم، يكون التخلص من بعض العادات التي بدأوا في تطويرها أثناء وجودهم في الرحم بطيء. هذه العادات، مثل مص الإبهام، وهز الجسم، وخبط الرأس، شائعة لأنها توفر الراحة والأمان، فمثلاً قد يكون خبط رأس الطفل بمثابة آلية مهدئة أو للتعبير عن الإحباط، حيث أن قدرتهم على إيصال احتياجاتهم لا تزال في طور النمو. عادة ما تكون هذه السلوكيات مؤقتة وتقل تدريجياً مع نمو الطفل وتعلمه طرقاً جديدة للتفاعل مع بيئته. لذا، تابع القراءة لتتعلم كل شيء عن خبط الرأس عند الأطفال الصغار.
خبط الرأس هو ضرب الرأس على سطح صلب بطريقة إيقاعية. غالبًا ما يقوم به الأطفال كوسيلة للتخفيف من الألم أو الإحباط.
خبط الرأس أمر شائع نسبيًا، ويُعتقد أنه يؤثر على حوالي ٢٠٪ من الأطفال الرضع، وتتراوح أعمار عاباً بين ١٨ و٢٤ شهرًا.
خبط الرأس عادة يتخلص منها الطفل بشكل طبيعي في عمر الأربع سنوات، ومع ذلك إذا استمرت هذه العادة لأكثر من ثلاث سنوات، فمن الحكمة أن يتم فحصها من قبل متخصص لمعرفة ما إذا كان سببها شيء خارج عن المألوف.
على الرغم من أن خبط الرأس يتم في الغالب كعمل إيقاعي مهدئ معتاد، إلا أنه يمكن أن يكون سببه الألم أو الإحباط أو عوامل أخرى.
تفترض النظرية البارزة حول خبط الرأس عند الأطفال أنه مظهر من مظاهر الدافع الحركي لدى الطفل. يشير الدافع الحركي إلى المتعة التي يشعر بها أثناء الحركة – التأرجح في المهد، والتأرجح، والانزلاق، وما إلى ذلك، وحتى عندما يكون في الرحم، فإن الجنين يتم هزه باستمرار أثناء تحرك الأم. هذا الشعور المهدئ في الحركة الإيقاعية هو ما يلعب دورًا عندما تهز طفلك لينام أيضًا!
تمامًا مثل البالغين، يدرك الأطفال بشكل غريزي أن الإلهاء العقلي يمكن أن يساعد في التركيز بعيدًا عن الألم. يستخدم خبط الرأس كوسيلة لتخدير الألم الذي يشعر به الطفل نتيجة التسنين والتهابات الأذن وأسباب أخرى.
قد يكون السبب وراء خبط رأس الطفل هو الإحباط، وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال الذين لم يتعلموا بعد التحدث أو التعبير عن إحباطهم بأي طريقة أخرى.
إن الرغبة البشرية في لفت الانتباه جزء طبيعي من كونك مخلوقاً اجتماعيًا، وعند الرضيع، يمكن أن يعبر عن نفسه أحيانًا على شكل نوبات غضب تصيب الأطفال الصغار. يحتاج الأطفال الذين يفعلون ذلك إلى المراقبة بعناية لأن ذلك قد يؤدي إلى إيذاء أنفسهم لمجرد جذب الانتباه.
غالبًا ما يكون سلوك خبط الرأس عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وفي حالات أقل عند مشاكل النمو الأخرى، ومع ذلك، فيما يتعلق بخبط الرأس عند الأطفال، فهذه ليست سوى أقلية من الحالات.
كما ذكرنا من قبل، في عدد قليل من حالات خبط الرأس، قد يكون ذلك مؤشراً على مشاكل في النمو مثل التوحد. لا يمكن تشخيص التوحد إلا في سن أربعة عشر شهراً أو أكثر، حيث أنه في هذا العمر يبدأ الإدراك التواصلي الأساسي في التطور.
إذا لم يظهر على الطفل الذي يبلغ من العمر أربعة عشر شهرًا أو أكثر أيًا من هذه الخصائص، فهناك احتمال للإصابة بالتوحد.
قد يكون مشهد طفل يضرب رأسه أمرًا مثيرًا للقلق، والتفكير في كيفية إيقاف هذا السلوك قد يقلقك كثيراً! إليك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار:
يتلاشى هذا السلوك عندما يكبر الطفل ويختفي عند سن الرابعة. كما أن الطفل لا يؤذي نفسه بشكل يتجاوز التنظيم لأنه يتحكم في الفعل بنفسه.
إذا كان الطفل يخبط رأسه بقصد جذب انتباهك، فإن منحه الاهتمام هو أسوأ شيء يمكنك فعله، وهذا من شأنه أن يجعله يكرر مثل هذا السلوك لاحقًا ويمكن أن يؤدي إلى ميول خطيرة لإيذاء نفسه في وقت لاحق من حياتهم.
امنح الطفل المزيد من الاهتمام عندما لا يقوم بخبط رأسه ومن الأفضل تجاهل هذا السلوك لأن توبيخه قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
هذه إحدى المواقف التي يجني فيها تأمين منطقة المعيشة للأطفال ثماره. قم بحماية رأس طفلك من خلال التأكد من عدم وجود أي أشياء حادة أو مدببة أو أي أسطح صلبة أخرى، مثل الجرانيت. بالنسبة للطفل الذي يضرب رأسه قبل النوم – تأكد من أن سريره أو مهده لا يحتوي على براغي مفكوكة أو حواف حادة قد يصطدم بها عن طريق الخطأ. من المستحسن حشو جوانب المهد.
يشير – الرأس إلى طاقة إضافية غير منفقة، والتي قد تكون أيضًا بعض الطاقة العصبية. دع الطفل يستخدم هذه الطاقة في لعبه حتى يذهب إلى السرير مرهقًا.
إذا كان الطفل يستخدم خبط الرأس كوسيلة للنوم، فاستبدل ذلك بروتين ما قبل النوم الخاص به. قد يكون الأمر بسيطًا مثل هزه حتى ينام، أو قراءة قصة له، أو تدليكه بخفة.
إذا كان الطفل يخبط رأسه على الرغم من إيذاء نفسه، فمن الأفضل استشارة الطبيب. تحقق من وجود علامات التسنين أو التهاب الأذن، لأنها تؤدي إلى خبط الرأس.
خبط الرأس يميل إلى أن يكون عادة، ومن ثم فإن أفضل طريقة للحد منها هي تقليل حالات خبط الرأس، فمثلاً تشتيت انتباه الطفل عن خبط رأسه، أو إعداد روتين قبل النوم، وما إلى ذلك، كلها تقلل من عدد المرات التي يفعل فيها الطفل ذلك، وتساعد على المدى الطويل في التخلص من هذه العادة.
في حين أن هذا السلوك طبيعي في الغالب، إلا أنك تحتاج إلى زيارة الطبيب إذا:
إذا كان طفلك البالغ من العمر سنة واحدة يخبط رأسه وأنت قلق بشأن التوحد، فاتصل بالطبيب عند عمر ١٤ شهرًا تقريبًا.
على الرغم من ندرته، قد ينخرط بعض الأطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية في خبط الرأس كرد فعل على الانزعاج البصري أو كوسيلة للتحفيز الذاتي عندما يجدون صعوبة في معالجة المحفزات البصرية بشكل فعال.
على الرغم من أن هذا الأمر لا تتم مناقشته بشكل شائع، إلا أنه قد يكون هناك علاقة بين خبط الرأس وبعض أنواع الحساسية. فمثلاً، إذا كان الطفل يعاني من ردود فعل تحسسية تسبب عدم الراحة أو الحكة، فقد يخبط رأسه كشكل من أشكال الراحة.
إنه سيناريو غير معتاد، ولكنه محتمل أن يؤدي عدم التوازن أو العدوى في الأذن الداخلية إلى قيام الطفل بخبط رأسه. قد يكون هذا السلوك محاولة للتنظيم الذاتي.
كان هذا كل ما يحدث وما يجب فعله عندما يخبط الطفل رأسه. نادراً ما يكون خبط الرأس مؤشراً على حالات كامنة لأنه فعل طبيعي يتوقف الأطفال عن القيام به عند سن الرابعة. وعادةً ما يبدو الأمر أسوأ مما هو عليه بالفعل!
اقرأ أيضا:
ما هي المدة التي يحتاجها رأس الرضيع كي ينمو بشكل كامل؟
مرحلة تطور عند الرضع – التحكم في الرأس