يعد استخدام الانضباط لغرس السلوك الجيد جزءًا مهمًا من التربية، والتي تعتبر مهمة صعبة، وأنت، كوالد، تحتاج إلى استخدام مجموعة واسعة من الاستراتيجيات لمساعدة طفلك على تشرب السلوكيات الجيدة. من المهم أيضًا أن تكون مرنًا في طرق تشكيل سلوك طفلك، ولذلك، يجب أن تكون التقنيات التي تستخدمها متوافقة مع أساليب التعلم ورعاية الطفل المعاصرة.
ولت الأيام التي كان يمكن للوالدين فيها استخدام العقاب الجسدي لتأديب أطفالهم، وحان الوقت لتقبل ضرور التربية دون إفساد نفسية الطفل. لا تتمتع الأطفال بقدرات تعدد المهام، كما أنه ليس لديهم النضج الكافي لاستيعاب الأشياء وفهم حجم أفعالهم. من المهم التواصل على مستواهم بدلاً من التنافس على الاهتمام. تابع القراءة لتعرف ما هي أفضل الطرق لعكس سلوك طفلك.
أصبحت تربية الأطفال ذوي السلوك الجيد مهمة شاقة بالنسبة لمعظم الآباء اليوم. يعيش الآباء أنماط حياة مزدحمة ويجدون صعوبة في الموازنة بين التزاماتهم الشخصية والمهنية. تترك ثقافة العمل وقتًا أقل للتفاعل والتواصل مع الأطفال، ولذلك فإن الدروس المهمة لتطوير شخصية قوية من أجل مستقبل آمن إما يتم إهمالها أو عدم التركيز عليها باستمرار من قبل الآباء.
كيف تهذب من سلوك طفلك؟ لماذا لا يتصرف ابني بشكل مناسب مع الناس؟ كيف تعلم الطفل التصرف في المدرسة؟ هذه بعض الأسئلة التي يطرحها الآباء على علماء نفس الأطفال. حسنًا، ليس من الصعب جعل الأطفال يتصرفون بشكل جيد، ولا يحتاج المرء أيضًا إلى زيارة الطبيب ما لم يكن الوضع خارج نطاق السيطرة. ستساعدك النصائح الواردة أدناه على تهذيب طفلك على التصرف بطريقة لا تشوبها شائبة في جميع الأوقات. يمكنك أيضًا كسب بعض النقاط لكونك والدًا رائعًا!
من المهم جدًا الاعتراف بمشاعر طفلك وعدم تجاهلها. على سبيل المثال، إذا كان طفلك غاضبًا لأنك أخذت لعبته، فحاول ألا تتجاهل مشاعره وابذل جهدًا لتهدئته من خلال تقديم تفسير لتصرفك. يحتاج الطفل إلى معرفة السبب الحقيقي وراء قيامك بذلك، وإخباره أنك أخذت اللعبة لأنه حان وقت الاستمتاع بتناول وجبة أو لأنه تصرف بشكل غير لائق سيساعدك على توضيح وجهة نظرك بطريقة أفضل.
حاول أن تفهم أن طفلك لا يتصرف بصعوبة عن قصد. إنه لا يفهم أهمية كل ذلك، وبدلًا من التعبير عن خيبة أملك تجاه سلوك طفلك غير اللائق، حاول أن تخبره أنك تفهم أنه يواجه وقتًا عصيبًا واعرض عليه المساعدة. تذكر أن طفلك يكافح من أجل التعبير عن نفسه، وأنك وحدك من يملك المفتاح لمساعدته على التنفيس عن مشاعره.
كلمة الانضباط (Discipline) تأتي من الكلمة اللاتينية “التدريس”. يمكنك التخلص من العقاب على تكرار أهمية السلوك الجيد واستخدام الكلمات المطمئنة والإيماءات التحفيزية للحث على ذلك أيضًا، مثلاً قولك أنك فخور بطفلك لأنه يتصرف بشكل جيد، وأنك لطيف وتراعي عندما يفعل شيئًا يلامس القلب حقًا، سيشجعه على الاستمرار في سلوك أفضل ما لديه. تأكد أيضًا من أنك تتصرف على نفس المنوال ليتبعه طفلك الصغير.
لا تصرخ أبدًا عندما يتعين عليك توضيح نقطة ما. غالبًا ما يؤدي استخدام نبرة غير مناسبة مع الأطفال إلى انحرافهم بعيدًا وتقليل تعاطفهم مع مخاوفك. تذكر أن الأطفال يقلدون والديهم إلى حد كبير، لذلك من المهم أن تكون حازمًا وتؤكد بهدوء على جوهر الأمر حتى يفهمه طفلك.
لا تتأخر أبدًا في الرد على تصرفات طفلك أو الاعتراف بها. إذا كان طفلك جيدًا في ترتيب غرفته، ربت على ظهره لقيامه بعمل جيد، أو اشكره. قول كلمات إيجابية، مثل “أحسنت!”، “شكرًا لك!” أو “يا له من عرض رائع للشعور بالمسؤولية!” سيجعل طفلك يشعر بالرضا ويشعر بالإنجاز أيضًا.
يعمل مخطط المكافآت بفاعلية عند تهذيب طفلك. استثمر في واحد واحصل على ملصقات مفيدة لتسليط الضوء على السلوك الجيد. قم ببيع فكرة حسن التصرف من خلال الحافز الذي سيحصل عليه طفلك عند حصوله على عدد معين من النقاط.
اشرح لطفلك أن السلوك الجيد سيجلب له المكافآت والتقدير، في حين أن السلوك السيئ سيؤدي إلى خيبة الأمل بين أحبائه، سواء كانوا عائلته أو أصدقائه. إن إعطاء الخيارات لطفلك يمنحه بعض الوقت للتفكير وتحديد ما يريد. كما يشجعه على التمييز بين الصواب والخطأ واتباع هذا المبدأ دائمًا.
لا تضع أي نهايات مفاجئة لأي شيء يفعله طفلك. يكره الأطفال عندما لا يتم إعطاؤهم تحذيرًا مسبقًا بما سيأتي، مثلاً إذا كنت تريد منه التوقف عن مشاهدة التلفزيون، فقم بإعطاء إشارة “تحذير لمدة ٥ دقائق” قبل أن يحين وقت إيقاف تشغيله. بهذه الطريقة، سيكون مستعد ذهنيًا لما يمكنه توقعه.
يحتاج الأطفال إلى تعلم الامتنان وأهميته، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي وضع روتين صغير، سواء في الصباح أو عند النوم، لتقديم الشكر على كل ما لديهم. بمجرد ضبط هذا الروتين، ستلاحظ مدى سرعة انعكاسه على الجوانب الأخرى من حياة طفلك، سواء كان ذلك في المدرسة، أو في المنزل، أو في الحفلات والتجمعات الاجتماعية الأخرى.
أثبتت تمارين اليوجا والتأمل أنها مفيدة في معالجة التوتر لدى البالغين، ولها فوائد مذهلة للأطفال أيضًا، عند ممارستها بشكل منتظم. أشرك طفلك في التأمل أو وضعيات اليوجا لتهدئة حواسه يوميًا. من خلال ممارسة اليوجا والتأمل، يطور الأطفال، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، عقلًا هادئًا، وبالتالي يتبنون أسلوبًا هادئًا للتعامل مع أي موقف.
لا توجد تقنية مثبتة لإلهام السلوك الجيد؛ الشيء الأكثر أهمية هو أن تكون قدوة. دع طفلك يرى مدى اهتمامك بالأشخاص من حولك، ويسمع الكلمات الرقيقة التي تستخدمها، ويراك تقوم بواجبك بغض النظر عما يُطلب منك. ستكون كافية لتشجيع السلوك التعاطفي لدى طفلك. قم ببناء ذخيرتك من التقنيات والأدوات والأساليب واللغة لتحفيز السلوك الجيد والحصول على أقصى قدر من التعاون من طفلك. تخلص من الدراما وادخل في حوارات ومناقشات جذابة لتحقيق هذا التوازن الصحي.
اقرأ أيضا:
طرق بسيطة لتعليم المسؤولية للأطفال
الأفكار لأعمال الطيبة والرحمة للأطفال
الأخلاق الحميدة يجب تعليمها لأطفالك
كيفية تعليم الأطفال احترام الآخرين