إن تناول الطعام بشكل مستقل أمرًا ضروري جدًا للطفل، وهو علامة على وصول طفلك إلى معلم آخر من معالم التطور والنمو، حيث يفهم شعوره بالجوع، وكمية الطعام التي يحتاج إلى تناولها لإخماد جوعه، كما يفهم أيضًا متى يشبع. ويمكن للوالدين إستخدام عدد من الأساليب العملية لجعل أطفالهم تنمون مهارة الأكل بشكل مستقل.
يمكن أن يتعلم طفلك تناول الطعام بمفرده في وقت مبكر جدًا من طفولته، تحديدا الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال 6-8 أشهر. هناك العديد من المدارس الفكرية حيث يتبنى الآباء طريقة الفطام المستقل للأطفال، والتي تسمح للطفل أن يأكل بشكل مستقل أثناء الفطام عن حليب الثدي أو الحليب الصناعي، وقد ينتظر بعض الآباء إلي أن يصل الطفل إلى مرحلة ما قبل المدرسة لتشجيعه على تناول الطعام بمفرده.
في كلتا الحالتين، إنها مرحلة مثيرة للغاية وصعبة لكل من الوالدين والطفل. يتطلب الأمر الكثير من الصبر والمثابرة عندما تريدين أن يأكل طفلك طعامه بمفرده. بالرغم من أنه قد تكون العملية بأكملها أقل مللاً في سنوات ما قبل المدرسة، إلا أنها تكون بنفس مستوى الفوضى تمامًا عندما تعلمين طفلك الصغير أن يأكل الطعام نفسه. تستغرق عملية رفع الشوكة والملعقة إلى الفم وقتًا أطول قليلاً من استخدام الأصابع. كلما أسرعت في تشجيع الأطفال على تناول الطعام بأنفسهم، كلما تعلّموا تطوير عادات الأكل الصحية. لذلك بينما يشجع الآباء على البدء مبكرًا، ولأسباب عديدة، قد ينتظرون حتى يصل طفلهم إلي مرحلة ما قبل المدرسة.
يجب أن تكون المغامرات المبكرة والتي يحاول فيها طفلك إطعام نفس ممتعة! بوصول الطفل إلي عمر عاماً، قد يرغب في الوصول إلى الملعقة وتناول الطعام بمفرده. وإعطاء الطفل الطعام الذي يؤكل بالأصابع، هو طريقة جيدة للبدء في جعله يأكل مستقلاً عند تناول الطعام. يسمح هذا أيضًا للطفل بتطوير المهارات الحركية التي تفيده عندما يكبر في مرحلة ما قبل المدرسة. سيساعد تحديد أوقات الوجبات ومواقع الوجبات في منزلك طفلك على ربطها بوقت الوجبات أيضا.
باختصار، يمكن القول أنه عندما تعلمين طفلك أن يتناول طعامه بمفرده، من الضروري أن تتحلي أنت بالصبر، وسوف تحتاجين إلى التركيز على المهارات التي يتطورها طفلك بدلاً من التركيز على الفوضى التي يتسبب فيها طفلك عندما يأكل بشكل مستقل.