ليس كل النساء بنفس البنية الجسمانية. البعض منا نحيف بشكل طبيعي، بينما البعض الآخر أكثر بدانة. ومع ذلك، عند الحمل، يمكنكِ توقع زيادة سريعة في الوزن بغض النظر عن نوع جسمك. ولكون الحمل فترة صعبة بطبيعته، فمن الحكمة ألا تنقصين أو تزيدين في الوزن أكثر من اللازم حيث قد يعرض ذلك الحمل للخطر. إذا كنت تعانين من زيادة الوزن أو السمنة خلال فترة الحمل، فلا تيأسي. لا يزال بإمكانك إتمام فترة حملك بنجاح طالما كنت تتبعين مجموعة من العادات الصحية. أهم شيء عليكِ القيام به هو اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والاستماع إلى طبيبك. يجب عدم تجاهل المخاطر الطبية للسمنة لأنها تتعلق بطفلك وصحتك وحياتك وحياة طفلك .
السمنة مع الحمل مزيج خطير. هناك مضاعفات متعددة مرتبطة بكونك سيدة حامل زائدة في الوزن، خاصة أثناء المخاض والولادة. أنت الآن بحاجة إلى البدء في الاهتمام الشديد بالتغذية، والأنشطة اليومية، وأي زيادة مفاجئة في الوزن. ومع ذلك، فإنه من الآمن أن تفقد النساء الزائدات في الوزن والبدينات الوزن أثناء الحمل. سيكون طبيبك قادرًا على مساعدتك، أو يمكنك أن تستشيرين أخصائي تغذية إذا كنت ترغبين في ذلك. لا تترددي في طلب المساعدة من عائلتك لأن الأمر يتعلق بصحتك أنتِ وطفلك معا.
تعتمد زيادة الوزن الطبيعية أثناء الحمل على وزنك قبل الحمل. أطباء التوليد في جميع أنحاء العالم لديهم توصيات بشأن زيادة الوزن الطبيعي أثناء الحمل. يمكن أن يكون لتجاوز هذه التوصيات عواقب وخيمة على نتائج الحمل. تعتمد الزيادة المفترضة في الوزن على مؤشر كتلة الجسم. مؤشر كتلة الجسم هو عبارة عن معادلة تحسب نطاق الوزن الذي تنتمين إليه، بناءً على طولك ووزنك. يمكنك استخدام حاسبة مؤشر كتلة الجسم عبر الإنترنت لمعرفة الفئة التي تندرجين تحتها.
مؤشر كتلة الجسم للشخص الذي يعاني من نقص الوزن أقل من 18. إذا كنت كذلك، فقد تزيدين ما يصل إلى 18 كيلو جرام أثناء الحمل دون خوف من المضاعفات.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 18 و 25، فأنت بصحة جيدة ويمكنك تحمل زيادة ما بين 11 و 15 كيلو جرام خلال فترة الحمل دون أي مشاكل.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك يتراوح بين 25 و 30، فأنت تعانين من زيادة الوزن ويجب الحرص على عدم تجاوز زيادة وزنك 7 إلى 11 كيلو جرام حتى يولد طفلك.
مؤشر كتلة الجسم للشخص البدين أكثر من 30. في هذا السيناريو، من الأهمية بمكان ألا تزيدي أكثر من 5-9 كيلو جرام خلال فترة الحمل.
إن الوزن الزائد أثناء الحمل يمكن أن يفرض العديد من التحديات على كل من الأم والطفل. وهنا عدد قليل من هذه المخاطر.
معظم النساء ذوات الوزن الزائد سوف يلدن دون أي صعوبات. ومع ذلك، كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم لديك، زاد خطر حدوث مضاعفات. يمكنك التعرف على هذه المخاطر من طبيبك. وتشمل ما يلي:
الحمل في حد ذاته يزيد من فرص الإصابة بجلطات الدم، ومؤشر كتلة الجسم الذي يكون فوق 30 يزيد من هذا الخطر.
تزيد السمنة من خطر الإصابة بنوع خاص من مرض السكري يعرف باسم سكري الحمل بنسبة 300٪.
في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، تكون المرأة السليمة معرضة لخطر الإجهاض بنسبة 20٪، بينما يكون الخطر بالنسبة للمرأة البدينة بنسبة 25٪ .
من المحتمل أن يبدأ فقدان الدم بكثافة بعد الولادة إذا كان مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى. هذا يمكن أن يزيد من خطر نزيف ما بعد الولادة.
تزيد فرصة ولادة الجنين ميتًا من 0.5٪ للمرأة ذات الوزن الصحي إلى 1٪ للمرأة البدينة.
إن خطر إنجاب طفل مصاب بعيوب خلقية حادة، مثل السنسنة المشقوقة، يكون أكبر بكثير لدى المرأة البدينة.
قد يسبب إنجاب طفلك قبل الموعد المحدد له مشاكل خطيرة في حياته لاحقا. الأطفال الخدج يعانون من نقص الوزن ويحتاجون إلى رعاية إضافية قبل الولادة.
تزيد فرص الإصابة بمرض القلب والسكري والسمنة لدى الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من السمنة.
لا بأس في إنقاص الوزن أثناء الحمل عندما يكون تحت إشراف اختصاصي تغذية مدرب. ومع ذلك، فإن دخولك بمفردك في نظام غذائي لإنقاص الوزن يمكن أن يكون له تأثير سلبي، لأن تقييد مدخولك الغذائي قد يعوق نمو الجنين بداخلك. كما تميل النساء الحوامل إلى الشعور بالجوع بشكل أكبر بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم. هذا يمكن أن يجعل هناك مجال للغش في نظامهن الغذائي وينغمسن في الوجبات الخفيفة غير الصحية بين الوجبات. المفتاح هو معرفة الأطعمة التي يجب أن تؤكل والتي لا يجب أن تؤكل.
أثناء الحمل بوزن زائد، ستواجهين الكثير من الخيارات الصعبة. سيكون عليك بذل جهد واع لحماية صحتك وصحة طفلك. إليك بعض النصائح التي ستساعدك في إدارة زيادة الوزن أثناء الحمل.
سيقوم طبيبك بإجراء فحوصات الحمل وما قبل الولادة لمعرفة وضع طفلك في الرحم. من الضروري القيام بذلك بانتظام، حيث تواجهين تحديات أكبر في الحمل كسيدة بدينة.
قد تكون التمارين الرياضية أحد أهم الأشياء التي يجب عليك القيام بها. وتشمل التمارين المثالية السباحةوالركض والجري وركوب الدراجات الثابتة. إذا لم يكن هناك شيء آخر، فحاولي على الأقل المشي لمدة 30-40 دقيقة يوميًا للحفاظ على سلامة نظام القلب والأوعية الدموية.
احرصي على تناول المزيد من الفواكه والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون والخضروات ومنتجات الألبان. تخلصي من فكرة تناول المشروبات الغازية والأطعمة المقلية، لأن هذا يزيد بشكل كبير من خطر السمنة لدى طفلك. لا تتطلب منك الثلاثة أشهر الأولى من الحمل أن تأكلي أكثر من المعتاد، ولا تتطلب منك فترة الثلاثة أشهر الثانية والثالثة سوى إضافة 300 سعر حراري يوميًا. وهذا هو المقدار الموجود في ثمرة موز واحدة.
إن تناول وجبات صغيرة متكررة يوميًا هو اختيار أكثر أمانًا من تناول وجبتين كاملتين عاديتين مما قد يجعلك تشعرين بالغثيان. يمكن أن تساعدك الوجبات الأصغر أيضًا على التحكم في مقدار ما تأكلينه.
يُوصف للنساء الحوامل مكملات الفيتامينات في كل الحالات. ولكن إذا كنت تعانين من السمنة، فستحتاجين إلى التحكم في وزنك دون إغفال العناصر الغذائية. اسألي طبيبك إذا كنت تريدين أن تتناولين أكثر من الكمية الموصوفة من هذه الفيتامينات.
قد يساعدك استخدام تطبيق أو مفكرة لمراقبة السعرات الحرارية التي تدخل لجسمك، بحيث لا تتجاوزي الحد المطلوب وتتناولين أكثر أو أقل من اللازم. استعيني باختصاصي تغذية إذا كنت تشعرين أن هذا ضروري.
فالبقاء مرتوية طوال فترة الحمل هو أمر لا يحتاج للتفكير. كما أن شرب كمية كافية من الماء له فائدة كبيرة تتمثل في إبقائك ممتلئة بين الوجبات. كمية المياه الموصي بها يوميًا للنساء الحوامل تتراوح بين 2.5 إلى 3 لتر.
قد يبدو الأمر وكأنه دخول في عهدٍ جديد، ولكن قبول التغييرات التي يمر بها جسمك هو أمر صحي للغاية لك ولطفلك. زيادة الوزن أثناء الحمل أمر طبيعي تمامًا، حتى لو كنت مصابة بالسمنة. طالما تتحكمين في وزنك، فلا يوجد سبب لعدم نجاح الحمل. استنتاج: يعد التوترأحد أهم جوانب حمل الطفل كامرأة بدينة. بقدر ما تخافين على صحة طفلك، فإن التوتر والقلق لن يؤدي إلا إلى تفاقم هذه المخاوف. أيضًا، تشير الأدلة العلمية إلى أن الأمهات اللائي مررن بحالة توتر أثناء الحمل ولدن أطفالاً يعانون من مخاطر صحية. تأملي ومارسي اليوغا، واقضي وقتًا من الاسترخاء وتدليل نفسك. من المهم أيضا ألا تلتفتي لحكاية الزوجات القديمة في الأكل لشخصين، لأن نمو الجنين الصحي يتطلب نظامًا غذائيًا متوازنًا وصحيًا، وليس مجرد طعام بكميات أكبر. إن التحكم في وزنك مع بعض التغييرات في العادات الغذائية وشبكة دعم جيدة من الأهل والأصدقاء هو كل ما تحتاجينه لتنتظري ولادة طفل سعيد بصحة جيدة.”