لدى العديد منا ذكريات جميلة عندما كانت تعطينا أمهاتنا حليب البقر في طفولتنا، وغالبًا ما يتم تقديم هذا المشروب اللذيذ والمغذي للأطفال بمفرده، أو مع رقائق الذرة والشوفان، أو في اللبن المخفوق وغير ذلك. ومع ذلك، نظرًا لأن الجهاز الهضمي للطفل الرضيع لا يكون متطورًا مثل الطفل البالغ من العمر عشر سنوات، فيجب أن نسأل عما إذا كان هذا هو المشروب المثالي للأطفال الرضع. سوف نناقش في هذا المقال ما إذا كان حليب البقر أمن للأطفال الوضع ومتى يمكن تقديمه للأطفال.
لا ينصح بإعطاء حليب البقر للأطفال الرضع لأسباب متنوعة وهي.
أولاً، لم يتم تطور الجهاز الهضمي لدى الأطفال الرضع بشكل كاف بعد للتعامل مع الكمية الكبيرة من البروتينات (مثل الكازين ومصل اللبن) الموجودة في حليب البقر.
ثانيًا، قد يؤدي التناول المبكر لحليب البقر من قبل طفلك الرضيع إلى جعل نظامه يتحسس ضده.
أخيرًا، قد يتسبب حليب البقر في نقص الحديد لدى الأطفال حديثي الولادة حيث يتداخل مع امتصاص الحديد في الجسم.
بينما لا يُنصح بإعطاء الحليب للأطفال الرضع، إلا أنه يمكنك إعطاء المنتجات التي تحتوي على الحليب مثل الزبادي، والجبن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة. ومع ذلك، يجب الامتناع عن تقديم حليب البقر بشكل مستقل،وذلك لأن حليب البقر يحتوي على كمية عالية من الصوديوم، مما قد لا تتحمله كليتا الرضيع.
يحرص معظم الآباء الذين يعطون أطفالهم الحليب الصناعي على التحول إلى حليب البقر، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الحليب الصناعي باهظ الثمن وحصريًا للأطفال، ومن ناحية أخرى، يتم شراء حليب البقر لجميع أفراد الأسرة، مما يجعله بديلاً رخيصًا. إذا لم يكن لدى الطفل تاريخ عائلي من عدم تحمل اللاكتوز، أو حساسية من منتجات الألبان، فيمكنك تقديم حليب البقر بعد بلوغ الطفل عام واحد من عمره.
تذكري أنه إذا كان طفلك يرضع رضاعة طبيعية حتى عيد ميلاده الأول، فإنه يحصل على أفضل تغذية ممكنة! يعتبر حليب الثدي مثاليًا للأطفال الرضع، ككا يحتوي أيضًا على المزيج الصحيح من العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلك للنمو والتطور. يحتوي حليب الأم أيضًا على نسبة عالية من الدهون، وهو أمر حيوي لنمو طفلك (نعم! كمية أكثر من حليب البقر أيضًا). إن حليب البقر (وهو أيضًا تركيبة خاصة بالحيوان نفسه) هو المصدر المناسب للكالسيوم، والبروتين، والدهون وفيتامين د، ،في حين أنه ليس أفضل من حليب الأم، لكنه يوفر بديلاً عمليًا للأمهات اللائي يخططن لفطام طفلهن من الرضاعة الطبيعية بعد بلوغه سنة واحدة من العمر.
يمكن تقديم حليب البقر للأطفال بعد عيد ميلادهم الأول لكن بكميات صغيرة، وفي البداية يمكن مزجه مع حليب الأم، أو الحليب الصناعي، أو الماء المغلي والمبرد، للسماح للطفل بالانتقال السلس. يمكنك التفكير في تقديمه مع الأطعمة الأخرى التي يختارها طفلك، للتحقق مما إذا كان يمكن للطفل هضمه دون أي مشاكل.
يمكنك خلط حليب البقر مع حليب الأم بنسبة ١ إلى ٣، وهذا يعني أن الحليب المختلط سيكون جزء من حليب البقر وثلاثة أجزاء من حليب الأم. يمكنك البدء تدريجياً في زيادة نسبة حليب البقر مع تقليل نسبة حليب الأم في نفس الوقت. في النهاية، يمكن تقديم حليب البقر للطفل وحده. من الناحية المثالية، يجب تقديمه قبل ساعة على الأقل من وقت الوجبات، حيث يساعد هذا الأطفال في الحصول على التغذية الصحيحة من الحليب دون المساومة بشهيتهم للأطعمة الأخرى.
حليب البقر مفيد للأطفال لأنه يحتوي على كمية جيدة من الكالسيوم، وهو حيوي لنمو العظام والأسنان والعضلات القوية، كما يحتوي على فيتامين د والذي يساعد في امتصاص الجسم للكالسيوم.
يحتوي حليب البقر أيضًا على كمية عالية من البروتين، مما يساعد طفلك على النمو، وعلى الكربوهيدرات التي توفر طفلك الطاقة التي يحتاجها طوال اليوم. يتمتع الطفل الذي يتناول مستويات عالية من الكالسيوم بعظام أقوى، وضغط دم صحي، وقلب سليم.
يمكن تقديم حوالي ٨ إلى ١٢ أونصة من حليب البقر يوميًا لطفل عمره عام واحد. يمكنك أيضًا تقديم ما يعادل الكمية من منتجات الألبان في شكل زبادي أو جبن. قد يحب بعض الأطفال هذا المذاق ويفضلونه على الوجبات العادية أيضًا، ومع ذلك، يجب عليك الحد من تناوله، لأنه قد يحد من شهيتهم للأغذية الصلبة الأخرى، وقد يأتي هذا بنتائج عكسية لأن طفلك لن يكون لديه نظام غذائي متوازن.
يمكنك أيضًا تقديم الحليب كمشروب بين الوجبات، ولكن ليس كبديل للوجبة. من الضروري أن تتذكري أن طفلك قد لا يشرب كوب الحليب كما كان يفعل أثناء الرضاعة من الزجاجة، وهذا مناسب تمامًا، حيث يعتبر تناول حليب البقر مكمل غذائي ومشروب اختياري، ويمكن أيضًا الحصول على نفس العناصر الغذائية من مجموعة متنوعة من الأطعمة الأخرى.
كما هو الحال دائمًا، يجب إتباع قاعدة الأيام الثلاثة لتقديم أي طعام. راقبي طفلك عن كثب بعد أن يبدأ بتناول أي طعام جديد، وينطبق نفس الأمر على حليب البقر أيضًا.
قد يكون بعض الأطفال حساسين تجاه منتجات الألبان التي تتناولها أمهاتهم أيضًا. قد تشير المراقبة الدقيقة للأعراض مثل السلوك المضطرب العام، أو الإسهال، أو القيء، أو البكاء المستمر، أو انتفاخ البطن، أو ألم في الأمعاء إلى هذا الأمر.
قد تتساءلين، “لماذا يعتبر حليب البقر ضارًا بالأطفال؟” لأن حليب البقر يحتوي على كمية أعلى من البروتينات، والصوديوم، والكالسيوم، وفيتامين د مما يؤدي أحيانًا إلى إجهاد الجهاز الهضمي للأطفال الرضع. يجب ملاحظة الأعراض التالية للتأكد من أن طفلك يستطيع هضمه جيدًا.
قد يكون الطفح الجلدي، ومشاكل التنفس، والصفير بسبب حساسية حليب البقر عند الأطفال، وقد تكون الأعراض أكثر حدة، مثل الإمساك، والشرى، أو انسداد أو حكة في الأنف أيضًا.
قد يظهر عدم تحمل اللاكتوز أعراض مثل القيء، واضطراب الجهاز الهضمي والمعدة، وحتى الإسهال عند الأطفال عند تناولهم حليب البقر.
في حال معاناة طفلك من حساسية تجاه حليب البقر، يجب استشارة الطبيب للحصول على البدائل، مثل حليب الصويا.
هناك بعض النصائح التي قد تساعد طفلك على تناوله.
١. حاولي تسخين الحليب قبل تقديمه. في معظم الأحيان، قد يرفض الأطفال الصغار الحليب البارد لأنه غير معتاد بالنسبة لهم. قد يؤدي التسخين الخفيف إلى حل هذه المشكلة.
٢. إذا كان الطفل لا يحب المذاق، فيمكنك إعطائه الحليب على شكل ميلك شيك أو ممزوج بأطعمة أخرى مثل الحبوب، والعصيدة وغير ذلك لأنها تجعل الحليب يبدو ممتعًا مع ألوان طبيعية أخرى.
٣. اجعلي شرب الحليب متعة لطفلك! أنشئ روابط إيجابية بالمكافآت اللفظية أو غيرها لشرب الحليب كل يوم.
٤. قدميه في كوب ملون أو مع مصاصة. يمكنك شراء كوب جديد لهذا الغرض فقط، وجعله كوب خاص حتى يستخدمه الطفل لشرب أشياء أخرى أيضاً منه.
٥. يمكنك أيضاً إضافة السكر إلى الحليب، ولكن من الأفضل الابتعاد عن هذا لأنه يجعل الطفل يعتاد على الذوق. يمكنك إضافة السكر الطبيعي بإضافة الفواكه، أو الفواكه الجافة إلى الحليب.
حتى سن الثانية، يحتاج الأطفال إلى الحليب كامل الدسم، لأن الدهون الموجودة فيه ضرورية لنمو الأطفال. ويمكن الانتقال إلى الحليب قليل الدسم أو الحليب العادي، ،اعتمادًا على نطاق وزن الطفل، يمكن اتخاذ خيار مناسب يمكن إعطاء الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن لبنًا قليل الدسم من البداية.
بالرغم من أن الحليب مشروب شائع في جميع أنحاء العالم، قد تتفاجئين بأنه لا ينصح به للرضع، ومع ذلك، بمجرد بلوغ الرضيع سنة واحدة من العمر، يمكن الانتقال إلى الحليب والمنتجات المحتوية على الحليب.
إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه حليب البقر أو من عدم تحمل اللاكتوز، فإليك بعض البدائل التي يمكنك تجربتها بدلاً من ذلك.
بديل شائع لحليب البقر، يتوفر حليب الصويا على نطاق واسع وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم. وله أيضا قيمة غذائية مماثلة لتلك الموجودة في حليب البقر. ومع ذلك ، فإن حليب الصويا هو طعم مكتسب يجب أن يعتاد طفلك عليه.
حليب جوز الهند صحي وغني بفيتامين ب ١٢ وفيتامين د، ويمكن الحصول عليه بسهولة أيضًا. إنه أيضًا كريمي وله مذاق رائع. تتمثل إحدى عيوب هذا البديل في أن حليب جوز الهند يحتوي على نسبة أقل من البروتينات، والكالسيوم الموجود في حليب البقر، لذلك قد تحتاجين إلى إضافة أطعمة أخرى للتعويض عن ذلك.
حليب اللوز له طعم محايد، وقوام كريمي، وهو متوفر بنكهات مختلفة، كما يحتوي أيضًا على قيمة غذائية عالية، ومهو نخفض في السعرات الحرارية، لكن سعره أعلى.
قد يوفر حليب البقر العناصر الغذائية الأساسية للطفل بمجرد بلوغه سنة واحدة من العمر، كما أن مذاقه محايد، ويمكن إضافة النكهات إليه بسهولة، ومع ذلك، تأكدي من اتباع الاحتياطات عند ضم حليب البقر في نظام طفلك الغذائي للتأكد من أنه لا يعاني من حساسية تجاهه.