لا بد أنك سمعت أن حليب الأم هو أفضل غذاء طبيعي لطفلك الرضيع، ولأن حليب البقر يكون أبيض اللون، فقد تتوقعين أن يكون حليب الثدي أبيض اللون أيضاً، ولكن الواقع هو أن هناك أنواع مختلفة من حليب الثدي، وبالتالي في بعض الأحيان أثناء الرضاعة، قد تجدين لون وتناسق حليب الثدي يتغير. إذا لاحظتي أن لون حليب الثدي الخاص بك يختلف كل فترة، فلا داعي للذعر. ستساعدك المعرفة حول ألوان حليب الثدي ما إذا كان لون حليب الثدي الخاص بك طبيعيًا أم لا، ومتى تذهبين إلى الطبيب للتغلب على أي قلق قد يكون لديك أو اتخاذ الخطوات المناسبة إذا كانت هناك أي مشكلة.
هناك أربعة أنواع من حليب الثدي، ولكل نوع لونه المختلف. الأنواع الأربعة من حليب الأم هي كما يلي:
اللبأ هو الحليب الأول الذي ينتجه جسم الأم بعد الولادة، ويتم إنتاجه بكميات صغيرة، ويستمر ذلك خلال الأيام القليلة الأولى من ولادة الطفل، كما أنه يكون مركز للغاية، وقد يكون هذا الحليب صافياً في المظهر، أو أصفر، أو برتقالي اللون. اللبأ غني بالعناصر الغذائية والأجسام المضادة، ويساعد المولود الجديد في:
المستويات العالية من البيتا كاروتين الموجودة في اللبأ تجعله أصفر داكن، أو برتقالي اللون.
تبدأ عملية إنتاج الحليب عادةً في الزيادة (كيميائيًا) في غضون ٣٠ و٤٠ ساعة بعد إخراج المشيمة، فبعد إنتاج اللبأ في الأيام القليلة الأولى، ينتج جسمك نوع من الحليب يسمى حليبًا انتقاليًا. يمثل هذا الحليب الفترة الانتقالية بين إنتاج اللبأ إلى إنتاج الحليب الناضج. يمكن أن يستمر ذلك لمدة أسبوعين، ويكون لون حليب الثدي أبيض أو أصفر. الحليب الانتقالي هو مزيج من اللبأ والحليب الناضج. عند الأمهات التي ترضع لأول مرة، يمكن أن يتأخر إنتاج الحليب الانتقالي عند المقارنة بالنساء اللائي يلدن للمرة الثانية أو الثالثة.
يحتوي الحليب الانتقالي على مغذيات وخصائص اللبأ والحليب الناضج معاً. فيما يلي بعض خصائص الحليب الانتقالي:
عندما يبلغ الطفل حوالي ثلاثة أو أربعة أسابيع من العمر، وبعد اجتياز مرحلة الحليب الانتقالي، يبدأ الجسم في إنتاج الحليب الناضج، ويتغير لون حليب الثدي الناضج تبعًا لمحتوى الدهون به. عادة، عندما يبدأ الحليب الناضج في التدفق من الثدي، يكون قليل الدهون وله قوام خفيف. هذا هو الحليب الأولي (Foremilk)، ويبدو شفافاً أو أزرق اللون. مع استمرار تدفق هذا الحليب أثناء الرضاعة، تزداد كمية الدهون ويصبح الحليب أكثر دسمًا. هذا هو الحليب الخلفي (Hindmilk)، ويكون سميكاً وأبيض أو أصفر اللون.
يتغير حليب الثدي الناضج بمرور الوقت. يختلف الحليب الناضج في الشهر الأول عن الشهر الخامس من الرضاعة، كما أنه يتغير على مدار اليوم، حيث تختلف كمية البروتين والدهون واللاكتوز خلال فترات اليوم المختلفة، ويتغير لون الحليب أيضًا اعتمادًا على ما يحتاجه طفلك الرضيع. إذا كان الطفل يعاني من الزكام، فهناك احتمالية أن يتغير لون الحليب إلى الأصفر.
بعد أن يبدأ طفلك في تناول الأطعمة الصلبة، يتم إنتاج حليب الفطام، وسيستمر الجسم في إنتاج هذا النوع من الحليب حتى توقف الطفل عن الرضاعة. بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية، سوف يتوقف الجسم عن إنتاج حليب الثدي تدريجيًا، وقد يبدو هذا الحليب مثل اللبأ.
بينما ناقشت النقاط السابقة الأنواع المختلفة من حليب الثدي، ربما أنك تلاحظين التغيير في لون حليب الثدي حسب المراحل المختلفة. قد يتغير لون حليب الثدي أيضًا اعتمادًا على عوامل أخرى مثل:
بالإضافة إلى التغيير في حليب الثدي، يمكن أن تؤثر العوامل المرتبطة بالنظام الغذائي أيضًا على لون البول الخاص بك وبطفلك الرضيع. على الرغم من أن هذه التغييرات في لون حليب الثدي طبيعية وقد لا تؤثر عليك أو على الطفل، فمن المستحسن استشارة طبيبك للحصول على معلومات واضحة أو الإرشاد الصحيحة.
تنعكس معظم التغيرات في لون حليب الثدي من نظامك الغذائي، وعلى الرغم من أن لون حليب الثدي قد يكون طبيعيًا، إلا أنه قد يثير قلقك في بعض الأحيان. فيما يلي بعض ألوان حليب الثدي المعتادة أو العادية:
عند البدء في الرضاعة أو ضخ الحليب لأول مرة، تكون الدهون قليلة في الحليب ويكون شفاف، كما يكون لمظهر هذا الحليب مسحة مزرقة، وعندما تستمرين في الرضاعة، تزداد الدهون في الحليب ويتغير لونه إلى الأبيض مثل الكريمة.
يكون اللبأ أصفر أو برتقالي اللون في بعض الأحيان. يشار إلى هذا الحليب أيضًا باسم “حليب الثدي السائل من الذهب“. تواجد البيتا كاروتين، وهو عنصر غذائي أساسي، يعطي اللون الأصفر أو البرتقالي لحليب اللبأ. إذا لاحظت وجود مسحة صفراء أو برتقالية بعد مرحلة اللبأ، فيمكن أن تكون مرتبطة بالعناصر الموجودة في نظامك الغذائي. إذا تناولت الجزر أو القرع مثلاً، يمكن أن يتغير لون حليب الثدي، كما أن حليب الثدي الذي يتم تجميده للتخزين أصفر اللون أيضًا.
بالإضافة إلى درجات اللون الأصفر والأزرق والكريمي، قد تلاحظين أيضًا ألوانًا غير طبيعية، والتي قد تكون مقلقة. على الرغم من أن بعض هذه الألوان لا تدل على وجود مشكلة صحية، إلا أنه في حالة الشك، يرجى استشارة الطبيب. بعض الألوان غير العادية هي:
إذا كنت تتبعين نظامًا غذائيًا صحيًا مليئًا بالخضروات، أو العصائر التي تحتوي على الكثير من الخضروات أو الألوان الاصطناعية الخضراء، فهناك احتمالية أن يتحول حليب الثدي إلى اللون الأخضر. يمكن أن يكون اللون الأخضر أيضًا بسبب مكملات الحديد. يتم امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الطعام عن طريق الدم، ويأخذ جسمك العناصر الغذائية من الدم ويجهز الحليب، لذلك، إذا كنت تأكلين الخضروات الورقية الخضراء، يمكن أن يتحول الحليب إلى هذا اللون الأخضر أيضاً.
قد تلاحظين وجود حليب وردي اللون إذا كان نظامك الغذائي يشتمل على عصير الشمندر، والعصائر ذات اللون الأحمر أو البرتقالي.
في بعض الأحيان، قد يكون لون الحليب بني غامق أو بلون الصدأ، أو ملطخ بالدماء. يشير هذا إلى وجود الدم في الحليب. الدم من الحلمات المتشققة هو أحد الأسباب الرئيسية لتغير لون الحليب إلى هذا اللون.
في بعض الأحيان، عندما يدخل الدم من داخل ثدييك إلى قنوات الحليب، يكون داخل الحليب خطوط رفيعة من الدم. يمكن أن يكون ذلك أيضًا بسبب تمزق الشعيرات الدموية أو Serratia marcescens، وهي نوع من أنواع البكتيريا.
لا تلاحظ الكثير من الأمهات اللواتي لا يقمن بسحب الحليب تغيرًا في لون حليب الأم. من الطبيعي أيضًا وجود خطوط دموية في لبن الأم حيث يتم إنتاج حليب الثدي من مجرى الدم في جسم الأم.
على الرغم من أن البعض يعتقد أن وجود الدم في الحليب ليس ضارًا بالطفل، إلا أنه إذا استمر الحليب في الظهور بظلال من اللون البني الداكن أو الأحمر، فمن المستحسن استشارة الطبيب على الفور.
في حين أن ألوان الحليب المختلفة قد تثير القلق، إلا أن حليب الثدي الأسود قد يكون مخيفاً للغاية لمعظم النساء. يمكن أن يكون اللون بسبب تأثير بعض الأدوية. بشكل عام، يرتبط اللون الأسود بالمضاد الحيوي، مينوسين أو مينوسكلين. هذا المضاد الحيوي يغمق من لون الجلد ولا ينصح بتناوله أثناء الرضاعة الطبيعية، لذا، فمن المستحسن تذكير الطبيب أنك أم مرضعة قبل أن يصف لك أي نوع من أنواع الدواء. تساعد هذه المعلومات الأطباء في وصف الدواء المناسب الذي لا يؤثر على الطفل الرضيع. إذا لاحظت تغير لون الحليب إلى الأسود، فتأكدي من الاتصال بالطبيب للحصول على مزيد من الإرشادات.
في بعض الأحيان، قد تلاحظين ألوانًا مختلفة من الحليب من كل ثدي على حد سواء، وهو أمر طبيعي تمامًا. يمكن أن يكون السبب الرئيسي لهذا الحليب الأولى (foremilk). إذا كنت ترضعين من أحد الثديين لفترة ولم تستخدمي الثدي الآخر للرضاعة، فسيكون للحليب الأمامي من الثدي غير المستخدم بلون مختلف.
قد تجعلك القراءة عن كل هذه الألوان تتساءل مرة أخرى عن لون حليب الثدي عندما يأتي لأول مرة. كما تمت مناقشته سابقًا، قد يكون الحليب الأول، اللبأ، أصفر أو برتقالي. ومع ذلك، في المراحل المتأخرة، عندما يبدأ الحليب الناضج في التدفق، يكون شفافاً أو به مسحة مزرقة.
يعد تغيير لون حليب الثدي أمرًا طبيعيًا، ولكن قد تحتاجين إلى زيارة الطبيب لعدة أسباب. من المهم تدوين كل عنصر غذائي تتناولينه وأنواع الأدوية، والمكملات الغذائية التي تأخذينها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. حليب الأم آمن للطفل الرضيع تماماً، لذلك لا تتوقفي عن الرضاعة الطبيعية أبداً.
المدرجة أدناه هي بعض الحالات التي قد تحتاجين فيها إلى استشارة طبية:
لا تنسَ مشاركة أسماء الأدوية وتفاصيل الجرعة مع طبيبك. يوصى دائمًا بطلب نصيحة طبيبك قبل تناول أي دواء، بما في ذلك المكملات الغذائية، حتى لو كان دواءً لا يحتاج إلى وصفة طبية. حليب الأم هو أفضل غذاء لطفلك لأنه مصمم خصيصًا لتلبية متطلبات الرضيع لذلك، لا ينبغي أن يدفعك التغيير في اللون نحو التوقف عن الرضاعة الطبيعية، في حالة الشك، استشيري طبيبك لفهم أفضل للألوان المختلفة لحليب الثدي.