رمضان شهر ينتظره جميع المسلمين من السنة إلى السنة في جميع أنحاء العالم. خلال هذا الشهر الكريم، يصوم المسلمون من شروق الشمس إلى غروبها، ويكثروم من الصلاة وقراءة القرآن ويطلبون الرضى من الله من خلال التوبة. رمضان هو أيضا شهر الاحتفال وقضاء المزيد من الوقت مع الأهل والأصدقاء. لكن النساء اللواتي في مرحلة الرضاعة، يفكرن في كثير من الأحيان إذا كان عليهن الصيام خلال الشهر الكريم. إذا كان لديك طفل صغير ترضعينه وهو لا يتناول الأطعمة الصلبة، فاقرئي هذه المقالة لمعرفة ما إذا كان يجب عليك الصيام خلال شهر رمضان أم لا.
لا يشترط على المرأة المرضعة أن تصوم في شهر رمضان. والأمر متروك للمرأة أن تقرر ما إذا كانت تريد الصوم أثناء الرضاعة أم لا. إذا كانت المرأة تخشى أن تتأثر صحتها وصحة طفلها بالصيام أثناء فترة الرضاعة، فلا تحتاج إلى الصيام؛ أما إذا كانت الأم والطفل على ما يرام وبصحة جيدة، فيمكن للأم أن تختار الصيام في شهر رمضان المبارك.
قرار المرأة بالصيام أثناء الرضاعة سيسترشد أيضا بعمر طفلها. إذا كان عمر الطفل أقل من ستة أشهر ويتم إرضاعه حصريًا دون أن يتناول أي أطعمة صلبة، فمن الأفضل ألا تصوم الأم. ومع ذلك، إذا كان الطفل أكبر من ذلك، ويبلغ من العمر عامًا على وجه الدقة، وبدأ في تناول الأطعمة الصلبة ويشرب حليب الثدي عدة مرات قليلة فقط في اليوم أو أثناء الليل، يمكن للأم أن تصوم خلال شهر رمضان.
لا يشترط الصيام على النساء المرضعات في شهر رمضان. إذا اختارت المرأة الصيام خلال هذا الوقت، فيجب أن تعلم أن الصيام في رمضان لن يؤثر على إمداداتها من الحليب. يمكن للأم أن تأكل وتشرب من وقت الإفطار حتى السحور مع الفجر، ولن تكون هناك تغييرات كبيرة في تكوين المغذيات (الدهون والكربوهيدرات والبروتينات) من حليب الثدي.
ومع ذلك، فإن العديد من النساء المرضعات يجدن أنفسهن قلقين بشأن صحة أطفالهن وتزويدهم بالحليب في حالة الصيام خلال شهر رمضان. دعونا نحاول أن نفهم ما إذا كان الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن يكون له أي تأثير على الأم والطفل.
لن تعاني الأم ذات التغذية الجيدة التي تختار الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان من أي انخفاض ملحوظ في إمدادات الحليب الخاصة بها. كما لن يؤثر الصوم على العناصر الغذائية الرئيسية الموجودة في حليب الثدي. لكن الصيام أثناء الرضاعة يمكن أن يكون صعبًا بالنسبة لبعض النساء. إذا حل شهر رمضان المبارك خلال أشهر الصيف (مثل عام 2020) وكانت فترة الصيام أطول، فقد تجد المرأة صعوبة في الصيام. قد لا يتأثر إمداد الحليب الخاص بها للطفل، ولكن قد تشعر بعض النساء بالإرهاق والتعب الشديد بحلول نهاية اليوم. وقد تشعر المرأة التي تختار الرضاعة الطبيعية الحصرية بالجفاف أيضا.
إذا كنت ترغبين في الصيام في مرحلة الرضاعة خلال شهر رمضان، يجب عليك التأكد من أنك بحالة صحية جيدة وأن طفلك يحصل على ما يكفيه من التغذية ويشعر بالشبع بعد كل وجبة (جلسة رضاعة). يجب عليك أيضًا شرب الكثير من الماء قبل الفجر وعند الإفطار لمنع الجفاف، كما يجب الحصول على الراحة الكافية خلال النهار.
ملاحظة: إذا كنت تصومين على التوالي لبضعة أيام في الشهر الكريم، ولاحظت أنك فقدت وزنك بشكل كبير أو تعانين من أي علامات للجفاف، مثل الشعور بالعطش أو الإغماء أو النعاس، أو الصداع، أو رائحة كريهة للبول، قد تضطرين إلى التوقف عن الصيام ومراجعة الطبيب.
أفضل شيء يمكنك القيام به قبل أن تقررين الصيام هو استشارة الطبيب فيما يتعلق بالصيام أثناء الرضاعة الطبيعية وتجنب المضاعفات في المقام الأول!
الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية لن يكون له أي آثار سيئة على الطفل. يميل جسم المرأة إلى التأقلم على التغييرات الغذائية التي يحتاجها الطفل ويستخدم السعرات الحرارية المخزنة في جسم الأم لصنع حليب الثدي والحفاظ على إمدادات حليب الثدي للطفل حسب احتياجاته. كما ذكر أعلاه، لا تتأثر جودة حليب الثدي إذا اختارت المرأة الصيام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. كما أن المكونات الرئيسية لحليب الثدي ستبقى دون تغيير، خاصة محتوى الدهون، حيث سيستخدم الجسم رواسب الدهون إذا قررت المرأة عدم تناول الطعام. ومع ذلك، قد تنخفض مستويات المغذيات الدقيقة مثل الزنك والبوتاسيوم والمغنيسيوم في حليب الثدي إذا صامت المرأة لفترة من الوقت.
من المرجح أن تظل المتطلبات الغذائية للطفل دون هوادة. ومع ذلك، يجب أن تكون الأم متيقظة وتراقب أي علامات على المضاعفات الصحية عند الطفل. فيما يلي بعض العلامات التي قد تحدث عند عدم حصول الطفل على التغذية الكافية:
إذا لاحظت أيًا من العلامات المذكورة أعلاه في طفلك الرضيع، فاستشيري طبيب الأطفال على الفور.
إذا كنت أمًا مرضعة، واخترت عدم الصيام في رمضان، فيمكنك التعويض عن ذلك عن طريق إطعام الفقراء والمحتاجين بعدد الأيام التي لا تصومينها. في حال كنت صائمًة ولكنك لم تستطيعين الاستمرار في الصيام بسبب مضاعفات صحية غير مرغوب فيها أو لأي سبب آخر، يمكنك تعويض الأيام بالصيام في وقت لاحق خلال العام قبل بداية الشهر الكريم في السنة المقبلة.
في حين أن الصيام ليس إلزاميا للمرأة المرضعة في رمضان، إذا كنت بصحة جيدة وتشعرين بالارتياح لذلك، يمكنك الصيام، بشرط أن تتبعي هذه النصائح البسيطة.
قومي بزيادة كمية الماء التي تتناولينها إذا كنت تصومين أثناء الرضاعة الطبيعية. اشربي المزيد من الماء أو عصائر الفاكهة الطازجة أو شاي الأعشاب في السحور والإفطار. تجنبي شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها قد تزيد من الجفاف. اشربي ما لا يقل عن 2-3 لتر من الماء بينما يمكنك توفير بعض المساحة للطعام الصحي. ستحتاجين إلى تناول الطعام الصحي عند السحور والإفطار لتلبية متطلباتك الغذائية من الطعام أيضا.
قد يكون من الصعب عليك تحديد قائمة وجبات أسبوعية لكل فرد في العائلة، خاصةً إذا كنت تعيشين مع عائلة كبيرة، ولكن قد تجدين ذلك مجديا إذا كنت تخططين لنفسك قائمة طعام للأسبوع. لن تضطرين إلى قضاء بعض الوقت في التفكير فيما تطبخينه للإفطار يوميًا من الناحية الصحية. التخطيط لوجباتك سيعطيك الوقت أيضًا للراحة الكافية!
إذا كنت مقتنعًة بفكرة التخطيط للوجبات مقدمًا، فهناك شيء آخر يمكنك القيام به: تأكدي من أنك تخططين (ولديك) وجبات صحية فقط. يجب أن يشتمل نظامك الغذائي خلال شهر رمضان على الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات التي تطلق الطاقة في الجسم ببطء، مثل الحبوب الكاملة، والأرز بمعدل GI منخفض، والتمر، والفواكه المجففة الأخرى. يجب عليك أيضًا تناول الفواكه والخضروات الطازجة خلال هذا الوقت.
إذا كنت تخططين للصيام أثناء الرضاعة الطبيعية، فلا داعي للقول إنك بحاجة إلى الراحة الكافية. إن الراحة أثناء الصيام ستحافظ على مستويات الطاقة لديك والخفض من التوتر أيضا، لذا يجب أن تحصلي على وقت كافي من الاسترخاء. في ذلك الوقت، يمكنك التأمل أو الصلاة. مهما كان رأيك سيكون ذلك مفيدًا لك ولطفلك، تدربي على فعل ذلك!
إن الرضاعة الطبيعية للطفل مهمة لصحته الجيدة، وإذا كنت أماً مرضعة، فيجب عليك الاستمتاع بهذه المرحلة بينما لا يزال طفلك صغيراً. على الرغم من أنه ليس من الإجباري على الأمهات المرضعات أن تصوم خلال شهر رمضان، يمكنك الصيام إذا كنت تعتقدين أنه يمكنك ذلك وأنه لن تتأثر صحة طفلك. يمكنك أيضًا التحدث إلى طبيبك إذا كان لديك أي أسئلة بخصوص ذلك. بمجرد أن يؤكد طبيبك أنك أنت وطفلك بصحة جيدة، فلا داعي للقلق بشأن أي شيء. رمضان كريم!