إن فهم نمو طفلك وتطوره في أوقات مختلفة من حياته أمر بالغ الأهمية. ومن خلال فهم كيفية نمو طفلك، حيث يكون في دورة النمو مقارنة بالأطفال الآخرين في عمره، ومعرفة ما إذا كان ينمو بشكل طبيعي، يمكنك أن تكوني مستعدةً لأي تحدٍ قد يواجهك.
سيبدي الطفل مع مرور كل أسبوع خلال هذه المرحلة من حياته نموًا بدنيًا كبيرًا من حيث الحركة والقوة واللياقة البدنية. وعند النظر في نمو طفلك في هذا العمر، فإن القياسات التي تأتي في الاعتبار هي::
من أهم جوانب نمو الطفل في هذا الوقت حاجته إلى التواصل الاجتماعي. ويكون ذلك حول العمر الذي يبدأ فيه وعي طفلك بمحيطه بالازدياد ويبدأ بالتفاعل مع الأطفال والبالغين الآخرين. وهذا هو الوقت الذي يبدأ فيه الطفل بالتعرف عليك وعلى أبيه بمثابة مزودي الرعاية الأساسيين له. وتشمل الأشياء التي يجب مراعاتها فيما يتعلق بنمو الطفل، النظام الغذائي وجداول التغذية والنوم وأنواع الأنشطة المختلفة والصحة البدنية. يعطيك الأخصائي الطبي لطفلك محطات النمو البارزة التي يجب عليك البحث عنها شهريًا. وإذا كان طفلك لا يمر بهذه المحطات على الفور، فلا تقلقي. فلكل طفل وتيرته الخاصة في النمو.
من المحطات الرئيسية التي يجب تمييزها خلال هذا الأسبوع من نمو طفلك القدرة على التعرف على الأفراد. حيث يعرف طفلك في هذه المرحلة من حياته من أنت، وحين يسمع صوتك، فإنه يتفاعل معه بالغرغرة أو الابتسام.
هذا الأسبوع بالغ الأهمية لطفلك. حيث سيحاول أن يقلب على أحد جنبيه. وستصدر عنه ألفاظ أكثر ويبدأ ببطء في تحريك أطرافه استجابةً للأصوات المحيطة به، على الأرجح بسبب صوتك أو صوت زوجك.
هذا الأسبوع من نمو الطفل مثير على وجه الخصوص، حيث يتضمن نموه تحسنًا في القوة بدءًا من العنق ونزولاً إلى قدميه. وفي هذا الوقت أيضًا يمكنك توقع أن يحاول طفلك رفع جذعه العلوي خلال فترة الزحف على البطن.
هذا هو الأسبوع الحاسم في النمو البدني لطفلك. وفي هذا الوقت يكون طفلك قادرًا على الجلوس منتصبًا بوجود ما يستند إليه. توقعي أن تكون لدى طفلك أيضًا حركة عضلية أكثر تنسيقًا وسيصبح أكثر إصدارًا للألفاظ خلال هذه الفترة. يمكن أن تساعدك مراقبة المحطات الرئيسية لنمو طفلك في منحه الرعاية والمساعدة اللتين قد يحتاج إليهما لبلوغ هذه المحطات. وفي الحالات التي يتعذر فيها على طفلك الوصول إلى هذه المحطات بهوامش كبيرة، قد يشير ذلك إلى شكل من أشكال اضطراب النمو الذي قد تحتاجين إلى الاستعداد له.
أحد أهم مؤشرات صحة طفلك غير الطبيعية قلة نموه. وخلال هذا الوقت، من الضروري للغاية أن تراقبي النشاط البدني لطفلك. شاهدي ما إذا كان الطفل أقل نشاطًا بدنيًا. فإذا كان الحال كذلك، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة ما. يجب أن يحاول الطفل في عمر 5 أشهر تحريك أطرافه بشكل متكرر وأن يحاول تقليد الأصوات من حوله. ويجب أن يحدث ضوضاءً. راقبي طفلك لمعرفة ما إذا كان يبكي أكثر من المعتاد. فهذه طريقة يخبرك بها طفلك بوجود مشكلة ما. وعلى الرغم من أن الأطفال يبكون في هذه السن كثيرًا، إلا أن الزيادة الكبيرة في البكاء تكون بمثابة إنذار عن وجود شيء غير طبيعي. من المستحسن أن يكون لديك ميزان حرارة للأطفال في المنزل للتحقق من درجة حرارة طفلك إذا لاحظت شيئًا غير طبيعي. ويوصى أيضًا أن يكون طبيبك متاحًا عند الطلب وأن تتابعي المواعيد المحددة لزيارة الطبيب. وهناك جانب حاسم الأهمية للحفاظ على صحة طفلك في هذا العمر، وهو متابعة لجدول تطعيماته. خذي طفلك إلى موعد التطعيم في الوقت المحدد وتأكدي من فهم وظيفة التطعيم وجدوله الزمني. تذكري عدم التغاضي عن التطعيمات التي تحتاجين إليها أيضًا. فهذا مهم للغاية لمكافحة حالات مثل السعال الديكي. تحدثي إلى طبيبك حول ماهية التطعيمات التي يجب أخذها حسب جدول التطعيم خلال هذه الفترة.
هناك العديد من الأنشطة التي تُستخدم بمثابة علامات لنمو طفلك في هذه الفترة. وفيما يلي بعض أنشطة الأطفال في عمر الخمسة أشهر والتي تستخدم لقياس نموه.
من المهم التأكد من انخراطك مع طفلك خلال هذه الفترة من نموه. وفي هذا الوقت أيضًا، تحاول العديد من المتاجر بيع الألعاب أو المنتجات التعليمية لتعزيز تطور الطفل. ومن الضروري هنا ألا تنساقي وراء ذلك، فطفلك ينمو نموًا طبيعيًا في هذه المرحلة ولن ينجذب إلى الألعاب التي لا يمكنه التماشي معها. ويمكن أن تساعدي في نمو طفلك عبر التفاعلات الاجتماعية مثل قضاء الوقت معه أو التحدث إليه أو اللعب معه. وسيبدي الطفل في هذا العمر “تعلقًا”، سواء بالأشخاص أو الدمى. وهذه علامة جيدة لأنها تظهر تطوراً صحيًا لحساسيته العاطفية ونموه العاطفي. وما يجب مراعاته خلال هذا الوقت الخطر الذي قد تشكله بعض العناصر أثناء النوم، وهذا يشمل منتجات مثل دمى الدببة والبطانيات والوسائد. تعدّ هذه العناصر وأي منتجات يمكن أن تغطي وجه طفلك خطرة لأنها قد تؤدي إلى الاختناق. وعلى الرغم من أن ذلك قد يساعد في نوم الطفل من خلال توفير الراحة والشعور بالأمان، إلا أنه يوصى بإبقاء المساحة المحيطة به حين ينام فارغةً تمامًا.
فيما يلي بعض الأنشطة التي يمكنك القيام بها مع طفلك الصغير لمساعدته في النمو:
رعاية طفلك في هذا الوقت أمر بالغ الأهمية. وهذا يعني أداء بعض الأنشطة التي من شأنها أن تساعد نموه. وفيما يلي بعض الطرق لرعاية طفلك خلال هذه المرحلة من نموه.
التغذية الجيدة ضرورية لنمو طفلك في هذه المرحلة. وعلى الرغم من أنه سيبدأ في تناول طعام الأطفال، تأكدي من إدخال الأطعمة الصلبة في نظامه الغذائي ببطء وعلى نحوٍ خاضعٍ للرقابة بعد استشارة الطبيب. في عمر 5 أشهر، يتعين أن يكون المصدر الرئيسي لتغذية طفلك هو حليب الأم. ويمكنك إدخال الأطعمة الخارجية الصغيرة أيضًا. تذكري أنه خلال هذه الفترة، يبدأ طفلك في معرفة ما إذا كان جائعًا أو إذا كان يحتاج فقط إلى الراحة. حافظي على دورة تغذية أقل صرامةً وحاولي إيجاد فجوةٍ بين وقت التغذية ووقت القيلولة. احتفظي برسوم بيانية لوزن الطفل وحددي نموه البدني كل شهر للتأكد من أن طفلك لا يعاني من سوء التغذية.
خلال هذه الفترة، سيتحول طفلك إلى أحد جنبيه أثناء نومه. ومن المهم أن تراقبي هذا وتنقليه إلى ظهره كلما أمكن ذلك. تذكري لف طفلك بالبطانية أثناء وقت القيلولة لأن ذلك قد يمنعه من التدحرج على بطنه. فقد يكون النوم على البطن خطيرًا ويؤدي إلى الاختناق. تذكري لف طفلك بالبطانية إذا كان يقلب نفسه إلى أحد جنبيه وتوقفي عن ذلك حين يصبح قادرًا على قلب نفسه بكلا الاتجاهين. وحاولي دائمًا جعله ينام على ظهره. ومن المهم للغاية أيضًا التحدث إلى الطبيب حول كيفية التأكد من أن طفلك ينام بطريقة آمنة. حافظي على منطقة نومه ومحيطه خاليين من أي شيء يمكن أن يغطي وجهه.
فيما يلي بعض النصائح للمساعدة في نمو طفلك:
من المهم أن تضعي في حسبانك أن كل هذه المحطات الرئيسية تمثل إرشادات وأن طفلك يتطور بسرعته الفريدة. ومن المفيد دائمًا التحدث مع طبيبك بالتفصيل عن الاحتياجات والمحطات الرئيسية وأساليب رعاية طفلك. ومن المهم أيضًا أن يكون لديك قناة اتصال مفتوحة مع زوجك وغيره من مزودي الرعاية.
الشهر السابق: نمو طفلك البالغ من العمر 4 أشهر وتطوره
الشهر القادم: نمو طفلك البالغ من العمر 6 أشهر وتطوره