مشاكل الغدة الدرقية بعد الولادة - الأسباب والعلاج
الرئيسية / الحمل / مشكلة الغدة الدرقية بعد الحمل
مشكلة الغدة الدرقية بعد الحمل

مشكلة الغدة الدرقية بعد الحمل

مرحلة ما بعد الولادة ليست سهلة لجميع الأمهات، فمن الشائع الشعور بالتعب، وألم الظهر بعد الولادة، ولكن قد تصاب بعض النساء أيضًا بالغدة الدرقية، والتي تسمى أيضًا التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة. يكون خطر الإصابة بالغدة الدرقية بعد الولادة أعلى لدى النساء المصابات بداء السكري من النوع الأول، وفي الواقع، النساء اللاتي عانين من هذه الحالة من قبل أكثر عرضة بنسبة أربعين بالمئة للإصابة بها مرة أخرى. ستساعدك هذه المقالة على فهم الأسباب والمضاعفات وطرق العلاج لمكافحة الغدة الدرقية بعد الولادة.

ما هي الغدة الدرقية؟

ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية هي غدة صماء صغيرة على شكل فراشة تقع في الجزء الأمامي من الحلق. الغدد الصماء هي التي تنتج الهرمونات الضرورية للجسم، وفي هذه الحالة هرمونات الغدة الدرقية هي T3 وT4. هذه الهرمونات ضرورية في عملية التمثيل الغذائي، أي في إنتاج الطاقة الخلوية، كما أنها مهمة في تنظيم درجة حرارة الجسم وكذلك عمل الأعضاء المختلفة.

كيف يمكن أن تؤثر الولادة على حالة الغدة الدرقية لدى المرأة؟

غالبًا ما يتم تجاهل الغدة الدرقية بعد الحمل ويمكن أن تظل دون تشخيص لفترة طويلة. يمكن أن تتطور هذه الحالة وتؤثر على صحة المرأة بالطرق التالية، ويتطلب كل منها علاجات مختلفة.

١. قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية يرجع إلى أن الغدة الدرقية تعمل بمستويات منخفضة، وتنتج هرمونات الغدة الدرقية أقل من المعدل المطلوب. تشمل الأعراض التعب، وزيادة الوزن، والإمساك، وآلام الجسم. يمكن السيطرة على قصور الغدة الدرقية عن طريق وصف الهرمون الاصطناعي، ليفوثيروكسين، والذي يمكن أن يعوض النقص في هرمونات الغدة الدرقية. ليس لدى ليفوثيروكسين أي آثار جانبية تذكر، ويمكن تناوله لأجل غير مسمى دون أي مضاعفات طويلة المدى. ما يقرب من نصف النساء المصابات بقصور الغدة الدرقية بعد الولادة يتطور لديهن حالة أكثر خطورة تسمى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، والتي يمكن علاجها عن طريق زيادة جرعة الدواء.

٢. فرط نشاط الغدة الدرقية

يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تنتج الغدة الدرقية الهرمونات بشكل زائد، وتؤثر تلك الحلة على أقل من ١٪ من النساء الحوامل. غالبًا ما يكون أحد أمراض المناعة الذاتية المعروف باسم مرض جريفز هو سبب فرط نشاط الغدة الدرقية. خلال فترة الحمل، يمكن أن تسبب هذه الحالة الولادة المبكرة، وارتفاع ضغط الدم، وانفصال المشيمة، وتمزق الرحم، وتسمم الحمل وما إلى ذلك. يتضمن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية مجموعة من الأدوية المضادة للغدة الدرقية، مثل بروبيل ثيوراسيل وميثيمازول. المخاطر المرتبطة بهذه الأدوية نادرة، ولكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تشوهات خلقية في الجنين، ومن أجل تجنب ذلك، قد يوصي الأطباء بإجراء عملية جراحية بسيطة تعرف باسم استئصال الغدة الدرقية. وفي هذه الحالة يقوم الإجراء الجراحي بإزالة جزء من الغدة الدرقية، أو بأكملها لتجنب أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.

٣. التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة

التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة هو مرض نادر حيث تتعرض الغدة الدرقية التي تعمل بشكل مثالي للالتهاب خلال الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة. قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع إلى عدة أشهر أو حتى سنوات حتى يهدأ. يصعب تشخيص هذه الحالة لأن الأعراض غالبًا ما يتم الخلط بينها وبين اكتئاب ما بعد الولادة والتوتر الذي تمر به معظم الأمهات الجدد بعد الولادة. في حين أنه تعود الغدة الدرقية إلى طبيعتها خلال عام أو نحو ذلك بعد الولادة عند معظم الأمهات، إلا أن بعض النساء قد ينتهي بهن الأمر إلى الإصابة بمضاعفات لبقية حياتهن.

يحدث التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة في حوالي ٥٪ إلى ٧٪ من الأمهات الجدد. وبما أن الجهاز المناعي يهاجم الغدة الدرقية خلال هذه الحالة، فإنه يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية أولاً، والذي يؤدي بعد ذلك إلى قصور الغدة الدرقية. وينتج عن ذلك زيادة في تركيزات هرمون الغدة الدرقية في مجرى الدم، مما يؤدي إلى التسمم الدرقي. ومن أعراضه التوتر، والغضب، وعدم القدرة على تحمل الحرارة، وزيادة الشهية، والأرق، والقلق، وزيادة أو خفقان القلب، ورعشة الجسم ونحو ذلك. مع مرور الوقت، ينحسر فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يرجع إلى استنزاف مستويات هرمونات الغدة الدرقية. بعد ذلك، تظهر أعراض قصور الغدة الدرقية. وهي التعب، وجفاف الجلد، ومشاكل المزاج، وانخفاض الشهية، وعدم القدرة على تحمل البرد، وما إلى ذلك. يعد تساقط الشعر الناتج عن التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة من الأعراض الشائعة الأخرى التي تصيب العديد من النساء.

وبما أن هذه الأعراض تتطابق مع اكتئاب ما بعد الولادة، المعروف أيضًا باسم الكآبة النفاسية، فغالبًا ما يتم تشخيص هذه الحالة بشكل خاطئ. غالبًا ما لا يكون العلاج خلال المرحلة الأولى من فرط نشاط الغدة الدرقية مطلوبًا لأن الأعراض مقبولة ومؤقتة. إذا كانت هذه الأعراض شديدة، فسوف يصف لك طبيبك أدوية حاصرات بيتا التي يمكنها تهدئة القلق، وتقليل معدل ضربات القلب. يتطلب قصور الغدة الدرقية العلاج بالهرمونات البديلة بالليفوثيروكسين، كما ذكرنا من قبل.

هل يمكن لأدوية الغدة الدرقية أن تؤثر على إدرار الحليب؟

لا تؤثر أدوية الغدة الدرقية، سواء كانت هرمونات اصطناعية أو أدوية مضادة للغدة الدرقية، على إدرار الحليب إذا تم إعطاؤها بكميات منخفضة. يوصف الدواء مع الأخذ في الاعتبار حالة الرضاعة الطبيعية للأم الجديدة. على العكس من ذلك، من المؤكد أن نقص الدواء يمكن أن يكون له تأثير سلبي، وذلك لأن كلاً من قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر على إمدادات الحليب. في كلتا الحالتين، هناك تدفق لبعض الهرمونات مثل FIL، المعروف باسم مثبط التغذية الراجعة للرضاعة. ويؤدي ذلك إلى انخفاض إدرار الحليب، مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض أو توقف إدرار الحليب بالكامل. تتضمن تقنية العلاج البسيطة تدليك الثديين ببطء نحو الأسفل أثناء التحرك نحو الحلمات، ومن المعروف أن هذا يحفز إنتاج وإطلاق حليب الثدي.

هل يمكن لأدوية الغدة الدرقية أن تنتقل إلى حليب الثدي وتؤثر على الطفل؟

يعتبر دواء قصور الغدة الدرقية، ليفوثيروكسين، آمنًا تمامًا، حيث إنه يوجد في حليب الأم بمستويات ضئيلة أو لا يوجد على الإطلاق. ومع ذلك، فإن أدوية فرط نشاط الغدة الدرقية مثل بروبيل ثيوراسيل، وكاربيمازول تتطلب مراقبة وظائف الغدة الدرقية لدى الطفل. وذلك لأنه يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة. لا ينصح بالعلاج باليود المشع أثناء الرضاعة الطبيعية للطفل.

ما مدى شيوع قصور الغدة الدرقية الخلقي وفرط نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة؟

١. قصور الغدة الدرقية الخلقي

في معظم الحالات، يكون قصور الغدة الدرقية الخلقي نتيجة لتخلف الغدة الدرقية. هذه الحالة نادرة للغاية، وتحدث في أقل من ١٪ من جميع الأطفال، وبعض الأسباب تشمل:

  • النظام الغذائي يفتقر اليود: عندما لا يكون لدى الأم الجديدة ما يكفي من اليود في نظامها الغذائي، وهو مطلب أساسي للغدة الدرقية لدى الجنين في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، قد يعاني الطفل من قصور الغدة الدرقية. وهو شائع في مناطق العالم التي تفتقر إلى اليود في نظامها الغذائي. عادة ما يتلقى الأطفال الذين يولدون مصابين بقصور الغدة الدرقية العلاج لمعالجة هذه الحالة.
  • أدوية الغدة الدرقية: في بعض الأحيان يمكن أن تسبب أدوية الغدة الدرقية قصور الغدة الدرقية الخلقي المؤقت، ولكن هذا النوع عادة ما يهدأ بعد أيام قليلة من الولادة.
  • الأسباب الوراثية: في حالات نادرة، يمكن أن يكون سبب قصور الغدة الدرقية الخلقي هو عيوب وراثية في جينات معينة، وهذا يؤدي إلى خلل في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.

تشمل أعراض قصور الغدة الدرقية الخلقي الوجه المنتفخ، والتهاب فب اللسان، ومظهر البشرة الباهت، والإمساك، وجفاف الجلد والشعر، واليرقان، والتعب، ورفض تناول الطعام، وتأخر اندماج اليافوخ، وزيادة الوزن بشكل غير مناسب، وما إلى ذلك.

٢. فرط نشاط الغدة الدرقية الخلقي

هذا المرض غير شائع عند الأطفال حديثي الولادة. يمكن أن يكون سببه مرض جريفز عند الأم، حيث تدخل الأجسام المضادة المعززة للغدة الدرقية إلى المشيمة وتؤثر على نمو الغدة الدرقية لدى الطفل. وفي حالات أخرى، يمكن أن تكون الحالة مؤقتة وتعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية الحملي العابر، ومن المعروف أنه يؤثر على حوالي ٥٪ من الأطفال.

في حين أن معظم الأمهات يتعافين من أمراض الغدة الدرقية بعد الحمل، فإن حوالي ٣٠٪ من النساء يعانين من مشاكل الغدة الدرقية بشكل دائم، وقد يعني هذا البقاء على الدواء لفترة طويلة. إذا كنت قد تعافيت من التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، فمن المستحسن إجراء اختبار كل ثلاثة أشهر في السنة الأولى يليه اختبار سنوي. من المهم أن تحصلي على الدعم المناسب خلال هذه الفترة، خاصة وأن فترة ما بعد الولادة تأتي مع مجموعة من المشاكل المحتملة بالإضافة إلى أمراض الغدة الدرقية. تأكدي من أن عائلتك، وزوجك، وأصدقائك على علم بحالتك، حتى يتمكنوا من مساعدتك متى احتجتي إليها.

اقرأ أيضا:

الالتهابات والعدوي ما بعد الولادة – الأسباب والأعراض والعلاج
تسمم الحمل بعد الولادة: الأسباب والمخاطر والعلاج