أول شيء يفعله أي طفل عندما يأتي إلى العالم هو أن يفتح فمه ويبدأ في البكاء، وبمجرد أن يبدأ تنفسه بشكل طبيعي، يميل الأطفال إلى التصرف بطرق مختلفة. قد يكون بعض الأطفال نشيطين للغاية، ويبكون أو يصدرون أصوات غرغرة طوال الوقت، بينما يكون البعض الآخر هادئًا معظم الوقت، ولا يطلقون البكاء إلا عندما يحتاجون إلى العناية. عندما يتساءل الآباء عن كيفية التحدث مع الرضع، يجب أن يعرفوا أن الطريقة نادراً ما تكون ذات أهمية، ولكن يعد متابعة التواصل والتحدث قدر الإمكان هو الأهم، ويشكل جزءًا أساسيًا من نمو طفلك الرضيع.
لماذا من المهم التحدث مع طفلك الرضيع؟
أظهرت الدراسات أن الرضع الذين يتعرضون لمجموعة متنوعة من الأصوات وأنماط الكلام والكلمات، زادت قدرتهم على فهم الاختلافات وتطوير الأساس اللازم لبناء اللغة الخاصة بهم. وقد لوحظ أيضًا أن الرضع الذين ينشؤون في أسر مشتركة، حيث يوجد العديد من الأشخاص من حولهم، وتحدث محادثات متعددة طوال الوقت، يميلون إلى التقاط الكلام في وقت مبكر، وتذكر الكلمات الجديدة بسهولة.
طرق تفاعلية للتواصل مع الرضع لتشجيع تطور النطق لديهم
على الرغم من أن إجراء المحادثات المعتادة مع طفلك بطريقة محببة أمر جيد لبدء عملية تطوير الكلام، إلا أن هناك طرقًا معينة يمكنك من خلالها التكيف لجعل تلك اللحظات أكثر تفاعلية. تستند هذه التقنيات أيضًا إلى النظريات المثبتة علميًا لمساعدة الرضع على فهم اللغة بسرعة.
١. الاستجابة إلى البكاء
هذه هي واحدة من القضايا الرئيسية التي يتعارض حولها الآباء. يعتقد بعض الآباء أن مساعدة الطفل في اللحظة التي يبدأ فيها بالبكاء ستجعله يعتمد على وجود الوالدين، لذا من الأفضل تركه يبكي لفترة من الوقت. قد يكون هناك بعض من الحقيقة في ذلك، ولكن هذا عادة ما يحدث عندما يكبر طفلك قليلاً. في المراحل الأولية، البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يستطيع طفلك من خلالها التعبير عن احتياجاته، لذلك تأكد من الاستجابة إلى البكاء حتى يعرف أنه آمن وأن طريقة التواصل فعالة.
٢. تحدث بنبرة أعلى
إن إجراء محادثات مستمرة مع طفلك أمر في غاية الأهمية. من الأفضل أيضًا أن تتحدثي معه بصوت مليء بالحب والحماس، مع رفع نبرة الصوت إلى مستوى أعلى قليلًا. هناك سبب يجعل الناس يتحدثون بصوت يشبه صوت الأطفال، وذلك لأنه يبدو أن الأطفال يستجيبون لتلك الأصوات بشكل جيد، مقارنة بالأصوات العادية مع أصوات الباريتون. إن استخدام طبقة صوت أعلى والتحدث ببطء مع إطالة الكلمات والحروف المختلفة يمكن أن يساعد الطفل على تذكر العناصر الأساسية للغة المنطوقة.
٣. تكرار بعض الكلمات
بالنسبة لأي إنسان، سواء كان طفلاً أو بالغًا، فإن التكرار هو وسيلة مثبتة لتعلم أي مهارة جديدة أو تذكر أي عنصر جديد. ربما لا يزال مخ الرضيع في مرحلة النمو، ولكنه أيضًا يشارك بنشاط في استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات. من خلال تكرار كلمات معينة عدة مرات عندما تتحدثين إلى طفلك، تبدأ تلك الكلمات في الحصول على الأولوية في المخ ويتم بذل محاولات لتذكرها بشكل أسرع. يمكن أن تكون هذه عبارات بسيطة مثل “ماما” و”دادا”، وتأكدي من الإشارة إلى الكائنات مع نطق الكلمات أيضًا.
٤. تحدث في كتل
الرضيع ليس ناضج بما يكفي لفهم الجمل الكاملة وتدفق الكلمات والقواعد. هذه لغة متقدمة، خاصة بالنسبة للصغار. بدلًا من ذلك، ركز على الكلمات الفردية الصغيرة والبسيطة التي يصاحبها إجراء ملموس. على سبيل المثال، إذا كنت تعطي طفلك الماء، يمكنك أن تصاحب ذلك بقول “ماء” أو أي شيء آخر بشكل متكرر. ببطء وثبات، عندما يصبح الطفل أكثر وعيًا ويكبر، سيكون قادرًا على ربط كلمة واحدة بالناشط وسيكون قادرًا على إيصال احتياجاته إليك بطريقة أفضل.
٥. تشجيع التواصل المستمر
إن تربية الأطفال أمر متعب، خاصة مع الجري المستمرة وراء طفلك، والاستماع إلى بكائه ليلاً ونهارًا، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى في المنزل، قد ترغبي في قضاء بعض الوقت الهادئ. وبقدر ما يكون ذلك ضروريًا، حافظي على جو موجه نحو التواصل في المنزل. لا تجلسي مع طفلك ببساطة عندما يكون في مزاج للعب. عندما يحدث ذلك مرات كافية، قد يبدأ الطفل في الشعور بأن هذه طريقة حياة طبيعية ويجد صعوبة في التواصل لاحقًا. استمري في التحدث باستخدام كلمات ونبرات وأصوات مختلفة وسيسعد طفلك بذلك.
٦. ربط الكلمات بأفعال الطفل
من الجيد استخدام الكلمات للإشارة إلى ما تفعلينه، ولكن عليك أيضًا البدء في استخدام الكلمات كوسيلة لتحديد ما يفعله الطفل أو يختبره. يؤدي هذا إلى إنشاء اتصال فوري نظرًا لأن الطفل هو الموضوع المباشر في هذه الحالة. هناك حالات لتجشؤ الطفل أو تغيير الحفاضات تحدث خلال النهار. عند تنظيف حفاضه، قولي نغيير “الحفاضة” لأن الطفل يعرف بالفعل أنه قد تبرز. إذا كنت تستخدمي ملابس ساخنة أو باردة، فاشيري إلى درجات الحرارة بكلمات مختلفة أيضًا. قد لا يفهم الطفل المعنى لكنه يستطيع دائماً ربط الشعور بالكلمة.
٧. ضم القصص والأغاني
لا يجب أن يقتصر التواصل على الكلمات والجمل والحوارات فقط. تتعمق رواية القصص والأغاني في جانب أعمق من التواصل الذي يعتمد بشكل كبير على خلق اتصال عاطفي. يميل الأطفال إلى الاستجابة للموسيقى بفعالية كبيرة، وقد يكون الجمع بين تلك الألحان والكلمات فعالاً للغاية. يمكن أن يكون سرد القصص من خلال الاستفادة من تعديل الصوت والمؤثرات الصوتية أمرًا مثيرًا للطفل الصغير أيضًا.
٨. استخدم الكتب والوسائل المساعدة البصرية
عندما يكبر طفلك، سيكون قادراً على إدراك الأشياء بصرياً بطريقة أوضح من قبل، ويمكن بعد ذلك الاستفادة من ذلك من خلال استخدام الصور الملونة أو القصص القصيرة عند التحدث معه. اسمح لعقله أن يربط بين الكلمات التي تستخدمها والأصوات التي تصدرها مع الصور التي يراها.
٩. الإشارات غير اللفظية
يجب أن يكون الأطفال قادرين على ربط المعلومات اللفظية بالإشارات غير اللفظية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعبيرات الوجه المبالغة في مشاعر التواصل الذي تجريه مع طفلك. إذا لم تكن راضيًا عما يفعله، فإن العيون الكبيرة والوجه العابس يمكن أن يعلمه أنك غير سعيد، وفي لبمقلبل الابتسام كثيرًا والضحك بسعادة يعلم نفس الشيء أيضًا.
١٠. التفريق بين الناس
عندما يكبر طفلك ويبدأ في التعرف على الأشخاص، ابدأ في استخدام كلمات محددة لكل شخص. هذه واحدة من أسهل الطرق التي يمكن أن تتقدم بها ذاكرة طفلك ويتطور الكلام لديه بسرعة، وسيبدأ في مناداة أسماء الأشخاص الذين يريد رؤيتهم ويذكر أسمائهم عندما يراهم.
يعد التحدث مع طفلك حديث الولادة أمرًا ضروريًا للغاية في مراحله الأولى وحتى أثناء نموه. قد يبدو التواصل متكررًا وغير منطقي في بعض الأحيان، ولكن هذا للمخ البالغ فقط. تذكر تأثير ذلك على طفلك وانغمس في النشاط للسماح لطفلك بالحصول على أفضل ما لديك في جميع الأوقات.
اقرأ أيضا:
مناغاة الطفل الصغير: نقطة البداية للكلام والتحدث
أفضل الألعاب للعب مع الأطفال الرضع