يمكن أن يكون رمضان وقتًا عصيبًا للآباء الذين لديهم أطفال صغار. كما أن غرس عادات الصيام يستغرق بعض الوقت، وقد يكون من الصعب على الآباء مساعدة أطفالهم خلال الصيام. قد يتساءل البعض عن السن المناسب للأطفال لبدء الصيام خلال شهر رمضان. فالصيام عن الطعام والماء يتطلب الصبر والمثابرة، وعندما يتعلق الأمر بالأطفال، يجب التعامل مع كل شيء بحكمة وصبر. في هذه المقالة، تقدم بعض النصائح المفيدة التي يمكنك استخدامها لمساعدة طفلك على الصيام خلال شهر رمضان. ولكن قبل أن نتوجه مباشرة إلى النصائح، لنلقي نظرة على العمر المناسب للأطفال لبدء صيام شهر رمضان.
العمر المناسب للأطفال للصيام في رمضان هو عندما يصلون إلى سن البلوغ أو المراهقة. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أنه يجب تعليم الصيام عندما يكون الطفل مستعدًا لذلك. في كلتا الحالتين، يجب على الآباء تشجيع الأطفال على الصيام ومساعدتهم خلال الأيام الأولى. يعتمد صيام رمضان للأطفال أيضًا على صحة الطفل. إذا كانت الصحة العامة مصدر للقلق، يمكن للوالدين اتخاذ القرار النهائي وفقًا لذلك.
دعنا نلقي نظرة على بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تحضير طفلك لصوم شهر رمضان للمرة الأولى في حياته.
أمور يجب مراعاتها عند استعداد طفلك للصيام في رمضان
تحفيز الطفل على الصيام في رمضان ليس معقدًا كما قد يبدو. يمكن أن تساعدك هذه الاقتراحات في تحضير طفلك للصيام خلال شهر رمضان بنجاح.
قم بإعداد قائمة من الأنشطة الممتعة التي لا يستطيع طفلك مقاومتها. يمكنك أيضًا وضع جدول زمني يمكن لطفلك اتباعه. عند تحضير الطفل لصيام رمضان للمرة الأولى، يمكن لقائمة الأنشطة أن تبقيه مشغولاً طوال اليوم.
الأطفال مثل الإسفنج، يمتصون كل شيء صغير حولهم ويتعلمون منه إلى أن يحين الوقت حيث يتمكنوا من اتخاذ قرارات لأنفسهم. يمكن للوالدين استخدام هذه الحقيقة لتشجيع أطفالهم على الصيام. عندما تمارس الصيام بانضباط، سيحاول طفلك أيضًا اتباع عاداتك. فمن المعروف أنه يبدأ حث الطفل على صيام رمضان وأهميته من الناحية الدينية أولا في المنزل.
يمكن أن يلبي إشراك طفلك في الأعمال المنزلية غرضين في آن واحد! فهو يمكن أن يقلل العبء عليك من جهة، ويبقي الطفل مشغولًا لبضع ساعات على الأقل من جهة أخري. ولكن لا يجب أن تكون هذه المهام متعبة أو مجهدة بالنسبة للطفل. يمكن أن يبدأ طفلك بإعداد طاولة السحور أو الإفطار أو التنظيف بعد الوجبات. أشركه في جميع الأنشطة المهمة لرمضان لغرس أهمية تعاليم شهر الصيام فيه.
عند تحضير الطفل لصوم رمضان للمرة الأولي، من الضروري أن يبدأ الأمر بالتطور ببطء، لكي يعتاد الأطفال على الاستيقاظ من أجل السحور والصوم حتى الإفطار، سيحتاج الأمر إلى الكثير من الصبر والمواظبة بانتظام. خذ الأمور ببطء، ولكن حافظ على ثبات الروتين اليومي لتحفيز طفلك على الاستمرار في الصيام خلال شهر رمضان.
يجب أن يسير صيام شهر رمضان المبارك للأطفال جنبًا إلى جنب مع تقديم الأكل الصحي لهم، وذلك يشمل الأطعمة الصحية أثناء السحور والإفطار. سيضمن ذلك حصولهم على الطاقة اللازمة لقضاء يومهم ويظلون هادئين ومركزين في يومهم الدراسي.
غالبًا ما يكون الأطفال فضوليين بشأن الأشياء التي تحدث حولهم. عندما يرونك تصوم، قد يرغبون في القيام بذلك بأنفسهم. إذا كانت هذه هي المرة الأولى لطفلك، فقد ترغب في السماح له بتحديد عدد الأيام التي يرغب في صيامها في البداية. يمكن أن يساعد الهدف المحدد ذاتيًا الأطفال على المواظبة والحرص على تحقيقه. قد يتجاوز طفلك أهدافه الخاصة أيضا ويصوم بضعة أيام أكثر مما خطط له أصلاً خلال شهر رمضان المبارك.
الصيام الجزئي هي طريقة أخرى تمكن للوالدين من خلالها مساعدة الأطفال على الصيام خلال شهر رمضان. يمكنك اختيار جزء من اليوم وفقًا لجدول طفلك الحالي والسماح له بالصيام بضع ساعات كل يوم قبل أن يحاول صيام اليوم كامل تدريجيا.
يمكنك أيضًا محاولة جدولة أيام الصيام كل شهر قبل بداية شهر رمضان. بهذه الطريقة، يمكن أن يعتاد طفلك على قضاء يومه بدون طعام لساعات قبل أن يبدأ الصيام لمدة شهر.
امضي بعض الوقت لمشاركة كل ما لديك من معلومات حول شهر رمضان المبارك مع طفلك لمساعدته على فهم سبب صيامه من الناحية الدينية والصحية حتى يفهم تمامًا كيفية الصيام بشكل فعال خلال شهر رمضان.
طريقة أخرى لتحفيز الطفل على الصيام هي مكافأته. المكافآت مغرية ويمكن أن تكون في شكل طبق مفضل لطفلك على الإفطار، أو حتى زيادة في مصروف الجيب في نهاية الشهر. ومع ذلك، ما زلنا نقول إنه يجب على الطفل اتخاذ هذا القرار بنفسه. كآباء، يمكنك فقط إخباره بأهمية الصيام. أيضا، يجب أن تتأكد من أنه يفهم أن للصوم غرضًا روحيًا مجزيًا أكثر بكثير من أي شيء مادي، بحيث لا يتم التركيز فقط على المكافآت المادية.
بقدر ما ننصح الآباء بأن يكونوا مثالاً يحتذى به، فهناك بعض الأشياء التي لا يجب عليهم القيام بها. سيساعدك القسم التالي من المقالة على فهم الأشياء التي يجب تجنبها كآباء.
من سمات شهر رمضان المبارك المحافظة على بيئة إيجابية في المنزل بطريقة روحانية سليمة تدعو جميع أفراد الأسرة إلى التفرغ للعبادة. قد ييذل الآباء خلال شهر رمضان الكثير من الجهد إذا كان أطفالهم يصومون لأول مرة. إليك ما لا يجب اتباعه لمساعدة طفلك على الصيام خلال شهر رمضان.
من المهم جدًا ألا تفقد أعصابك خلال شهر الصيام. تذكر أن هذه هي المرة الأولى لطفلك، ويجب أن تكون ذكري جميلة له وإن فقدان أعصابك لن يخدم ذلك الغرض.
كما ذكرنا سابقًا، يمكن تحفيذ الأطفال على صيام رمضان عندما يكونون مستعدين لذلك، ويعتمد ذلك على حالتهم الصحية أيضًا. لذلك تجنب إجبارهم على الصيام. بدلاً من ذلك، استخدم بعض النصائح المقدمة أعلاه لتثقيفهم حول مفهوم الصيام خلال شهر رمضان وبناء قدرتهم عليه ببطء وثبات.
لا تكون المقارنة بين طفلك وأي طفل آخر مجدية، سواء كان الأمر يتعلق بالأداء الأكاديمي أو الصيام، فلا تفعل ذلك! لدى طفلك مجموعة فريدة من التجارب الحياتية والاحتياجات وطريقته الخاصة في التكيف على المواقف المختلفة، ولا يجب أن يشعر بالنقص إذا قمت بمقارنته بأي من الأطفال من الأهل أو الأصدقاء.
يجب ألا يختار طفلك ممارسة التمارين الرياضية السريعة عالية الكثافة، وما إلى ذلك أثناء الصيام. وبما أن شهر رمضان يحل في أشهر الصيف في السنوات الماضية والربيع في السنوات القبلة، من المحتمل جدًا أن يحدث الجفاف إذا استمر طفلك في بذل الكثير من جهده والتعرق.
نأمل أن تساعدك هذه النصائح في تحفيز طفلك على صيام شهر رمضان المبارك. وقد يكون الأمر صعب بعض الشيء في البداية. لذلك، خذ الأمور ببطء وتحلي بالصبر. فالحفاظ على الهدوء والسكينة هو المطلوب أكثر في رمضان.