بعد أن تتلاشى النشوة الأولية المتمثلة في جلب طفلك الرضيع إلى المنزل، ستجدين أن تربية رضيع ليست بالأمر السهل. في الواقع، إنها واحدة من أصعب المهام في الحياة، خاصة عندما يبكي الطفل الصغير. تصبح رعاية الطفل أهم جزء في حياتك، وستجدين نفسك مستنزفة عاطفيًا وجسديًا في نهاية اليوم، بينما يطلب طفلك المتذمر المزيد بلا هوادة.
حقيقة أن الطفل الرضيع لا يستطيع التواصل تجعل الأمر أكثر صعوبة، حيث يصعب معرفة أسباب انزعاجه. قد تبدئين في فهم الأنماط السلوكية للطفل عندما يكبر. يبكي معظم الأطفال عندما يشعرون بالجوع أو عندما يشعرون بعدم الراحة، ولكن في بعض الأحيان يرفضون التوقف عن البكاء بغض النظر عما تفعلينه، ويحدث هذا عادةً عند مرور عام واحد تقريبًا. لذا، دعونا في هذا المقال نلقي نظرة على الأسباب الشائعة للبكاء عند الأطفال وكيفية التعامل معهم عند البكاء.
ما هو بكاء الطفل؟
بكاء الرضع هو المصطلح المستخدم للإشارة إلى البكاء المستمر دون سبب واضح. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على الآباء تحديد الأسباب الكامنة وراء البكاء، وبالتالي يجعل إيقافه أكثر صعوبة. عادةً ما يتذمر الطفل بسبب إحباطه من نفسه، وعدم قدرته على إكمال إجراء أو مهمة ما. وقد يبدأ أيضًا في البكاء إذا كانت نتيجة المهمة ليست كما أراد، أو كان يشعر بالألم. الأسباب الشائعة الأخرى لصراخ الأطفال هي الجوع، أو عدم الراحة، أو حتى التعب.
تعتمد الأسباب المحتملة لبكاء الطفل بشكل مباشر على عمره. يبدأ الأطفال بالبكاء عند عمر ٤ أشهر، والسبب الشائع هو الجوع، أو الألم، أو عدم الراحة. وسوف يبكون أيضًا إذا أرادوا النوم، ولكنهم لا يستطيعون ذلك. عندما يكبرون حتى عمر عام تقريبًا، يحدث البكاء لأنهم غير قادرين على تأكيد أنفسهم كأفراد. قد يرغب الأطفال في أن يكونوا مستقلين ويقوموا بمهامهم بأنفسهم، ولكن من الواضح أنهم غير قادرين على ذلك في هذا العمر – وهذا يؤدي إلى الكثير من البكاء والأنين، الأمر الذي قد يكون من الصعب تهدئته.
لذلك، يتذمر الطفل لأنه يريد أن يخبرك بما يريده بالضبط. الأنين هو نتيجة محاولته جعلك تفهمين ما يريد أن يفعله، لذلك يجب أن يحاول الوالدان فهم ذلك لمساعدته على الهدوء.
ما الذي يسبب البكاء عند الأطفال الرضع؟
إذا كان طفلك البالغ من العمر سنة واحدة يبكي ويتذمر باستمرار، فقد يكون هناك العديد من الأسباب وراء قيامه بذلك. يمكن أن يكون بعض هذه الأمور بسيطًا وسهل التنفيذ، بينما قد يكون البعض الآخر من أعراض المشاكل الصحية وسيتطلب زيارة الطبيب لحلها. الأسباب الشائعة لبكاء الأطفال الرضع هي:
١. فجوة في التواصل
في هذه السن المبكرة، لن يتمكن طفلك من التواصل معك بشكل فعال. ربما تلاحظين أن مهارات الثرثرة لدى الطفل تتطور بشكل كبير عندما يكبر، ولكن هناك أيضًا حدود لهذا النوع من التواصل – فهو لا يستطيع أن يكون محددًا من خلال الثرثرة لك. عندما يريد أن يشاركك مشاعر معقدة، ولكنه غير قادر على ذلك، قد يبدأ طفلك في التذمر لمحاولة فهمك.
٢. الجوع
سبب آخر شائع لبكاء الرضيع هو الجوع وهو أمر يحاول أن يوصله الطفل لك من خلال الأنين. عندما يبكي الطفل في سن مبكرة، حاولي إطعامه، فقد يكون جائعاً.
٣. التعب
إذا كنت تخرجين كثيرًا مع طفلك، فقد تلاحظين وجود نمط في بكاء طفلك. يتعب الطفل بسرعة أثناء الرحلات الطويلة، وقد يبدأ في البكاء لكي يوصل لك أنه يريد النوم. سيكون هذا البكاء مصحوبًا أيضًا بالتهيج وعدم الاهتمام العام بالأشياء.
٤. تغيير الحفاضات
الحفاضة المتسخة يمكن أن تجعل طفلك غير مرتاح للغاية وقد تكون السبب وراء بكاء طفلك. لذا، إذا لاحظتي أنه يبكي لفترة طويلة ولا يهدأ البكاء، يجب عليك فحص حفاضته على الفور ومعرفة ما إذا كان يحتاج إلى تغيير.
٥. التغيرات في درجات الحرارة
إذا لاحظت أن طفلك يبكي أثناء ملامسته للماء الساخن للاستحمام، فمن المحتمل أنه يحاول إخبارك أن الماء دافئ جدًا بالنسبة له. جلد الأطفال حساس للغاية، لذلك يشعرون بدرجة الحرارة بشكل مكثف. يمكن أن يحدث هذا أيضًا إذا أخذتيه إلى مكان تكون درجة الحرارة فيه باردة، ولم تغطيه بطبقات كافية من الملابس.
٦. الطفح الجلدي وعدم الراحة
في بعض الأحيان، قد يبكي الطفل ليجعلك تفهمين أنه يشعر بعدم الارتياح تجاه شيء ما. قد يكون هذا طفح جلدي مؤلم، أو شعور بالحكة، أو بداية الحمى. ينطبق هذا بشكل خاص بعد أن يبدأ طفلك بالزحف – فالقدرة على الحركة تأتي مع بعض الكدمات هنا وهناك، لذلك ربما يحاول أن يخبرك أن كدماته تؤلمه.
٧. الغازات
إذا رأيت طفلك يبكي مباشرة بعد جلسة الرضاعة، فحاولي التربيت بلطف على ظهره – في بعض الأحيان، قد يتوقف عن البكاء بسرعة. الغازات الموجودة في القصبة الهوائية تسبب إزعاجاً للطفل، وقد يجد صعوبة في إخراجها بنفسه. لذا، تأكدي من التربيت على ظهره حتى يتم تحريرها من خلال التجشؤ.
٨. الاهتمام
في أغلب الأحيان، قد يبكي طفلك لمجرد أنه يريد اهتمام والديه. إذا كنت بعيدًة عنه لفترة طويلة، فقد تلاحظين أنه يبدأ في البكاء بشكل متكرر. يحدث هذا لأنه يريد انتباهك، ويريد ببساطة الأمان من خلال احتضانك. هذه طريقة رائعة للتواصل مع طفلك أيضًا.
٩. تطوير اللغة
في بعض الحالات، قد يبكي الطفل نتيجة لمشكلة أكبر لا يستطيع أن ينقلها. إذا كان طفلك مصابًا بالتوحد، فلن يتمكن من تعلم كلمات جديدة وسيظل نموه اللفظي معوقًا. يبكي هؤلاء الأطفال لأنهم غير قادرين على نقل أفكارهم بشكل مناسب. لن يتمكن الأطفال المصابون بالتوحد أيضًا من هضم البروتينات الموجودة في الشعير والقمح. لذلك عندما تشق هذه المواد الغذائية طريقها إلى المعدة، فإنها تؤدي إلى رد فعل تحسسي له أعراض مثل الأنين المزمن والعدوانية وآلام المعدة.
١٠. الارتجاع
لا يزال الجهاز الهضمي للطفل في طور النمو، لذا فإن الارتجاع الحمضي شائع في سن مبكرة. وذلك لأن العضلة العاصرة التي من المفترض أن تمنع التدفق العكسي من المعدة لا تزال في طور النمو، لذلك لا يوجد ما يمنع المحتويات المهضومة من العودة إلى الفم. عندما تحدث مثل هذه الارتجاعات، تكون النتيجة ألمًا وتهيجًا، والذي يظهر على شكل البكاء عند الأطفال الصغار.
نصائح للتعامل مع الطفل المتذمر
قد يتألم طفلك فجأة وبدون سبب واضح، كما أن بكاء الطفل أثناء النوم أمر شائع جدًا. ومع ذلك، عليك أن تتعاملي مع التذمر بشكل جيد، لصالح طفلك. إليك بعض النصائح التي تساعدك على تهدئة طفلك:
١. حافظي على الهدوء
الأبوة والأمومة ليست سهلة، ومن الطبيعي أن يكون لدى الإنسان موجة من الغضب بين الحين والآخر. ومع ذلك، عليك أن تتذكري أن طفلك لا يتعمد أن يغضبك عندما يبكي، بل إنه ببساطة يعاني من مشكلة لا يستطيع حلها بمفرده. لذا، من المهم ألا تغضبي من طفلك، وأن تتحلى بالصبر دائمًا عندما يبكي.
٢. الرضاعة الطبيعية
في الأعمار الصغيرة، يبكي الأطفال عندما يشعرون بالجوع – وهذا هو السبب الأكثر شيوعًا. حتى لو لم يكن هذا هو السبب، عليك أن تحاولي إرضاعه طبيعيًا لتهدئته، فمن المؤكد أن الاتصال الجسدي بالجلد سيساعده. مع اقتراب الطفل منك وشعوره بنبضات قلبك، فمن المؤكد أنه سيشعر بمزيد من الأمان والهدوء بسرعة.
٣. علمه التواصل
عليك أن تحاولي أن تجعلي طفلك يوصل لك ما يريد، حتى لو كان صغيراً جداً على الكلام. على سبيل المثال، أريه الزجاجة عندما يبكي، فقد يمد يده إليها، وسوف تفهمي أنه ببساطة جائع. ببطء، سيبدأ طفلك بالإشارة إلى الزجاجة كلما شعر بالجوع وسيتوقف عن البكاء.
٤. التخلص من المحفزات
يعمل التخلص بشكل جيد لمساعدتك على تحديد سبب بكاء طفلك. قد يكون هناك العديد من المحفزات التي تسبب بداية البكاء، لذا حاولي مراقبته لتفهمي سبب قيامه بذلك. يمكنك تخفيف البكاء بشكل فعال بهذا الإجراء.
٥. الهز
حركة مجربة ومختبرة، يجد الأطفال الراحة في حركات بسيطة ومتكررة. ضعيه بالقرب من كتفك وحاولي هزه حتى ينام لمنعه من الشكوى. تأكدي من هزه بلطف، لأن هزه بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى مشاكل أخرى.
٦. الموسيقى
عندما يبدأ في البكاء، يمكنك محاولة صرف انتباهه عن انزعاجه من خلال تشغيل بعض الموسيقى الجذابة والمفعمة بالحيوية أثناء محاولتك معرفة الأسباب المحتملة.
٧. التقميط
إذا لاحظت أن طفلك يئن أثناء النوم، وإذا كان سبب أنينه هو التغيرات في درجة الحرارة، فإن تقميط الطفل يمكن أن يساعد في تخفيف البكاء. من خلال خلق درجة حرارة آمنة ومستقرة، يمكنه الآن بسهولة النوم في الدفء.
٨. الملابس
عليك تغيير ملابس الطفل وحفاضته بشكل دوري، حتى ولو لم يكن قد اتسخ الحفاض. الأنين هو عادة مظهر من مظاهر عدم الراحة مع ملابسه.
٩. التدليك
يحب الأطفال الرضع ملامسة جلد والديهم، لذا يمكنك محاولة تدليك الطفل لمعرفة ما إذا كان البكاء سيهدأ. ضعه إما على بطنه أو ظهره وقم بتدليكه بلطف بحركات دائرية إيقاعية.
١٠. الاستحمام
من المؤكد أن الماء الساخن يهدئ الطفل، تمامًا كما يهدئ البالغين. يمكنك محاولة إعطاء طفلك حمامًا دافئًا لطيفًا والتحقق مما إذا كان أنينه سيهدأ بعد ذلك.
١١. التخلص من الغازات
إذا لاحظت أن الطفل يبكي مباشرة بعد إطعامه، فمن المحتمل أن يكون السبب هو الغازات المحاصرة في قصبته الهوائية. يمكنك مساعدته على التجشؤ من خلال وضعه على كتفك والتربيت على ظهره بلطف.
١٢. اللهايات
إذا كان طفلك معتادًا على الرضاعة من الزجاجة، يمكن أن تصنع اللهايات العجائب في مساعدته على الهدوء عندما يئن. يحب الأطفال أن يمصوا شيئًا ما، لذلك يمكنك إعطاؤه مصاصة ومعرفة ما إذا كان سيهدأ بعد ذلك.
١٣. الخروج في الهواء الطلق
في كثير من الحالات، قد يبكي طفلك لمجرد أنه يشعر بالملل. قد يحتاج إلى تغيير البيئة المحيطة به، بعد بقائه في المنزل لفترة طويلة. لذا يمكنك محاولة تهدئته من خلال إخراجه للنزهة وإظهار الأشياء المثيرة للاهتمام من حوله لجذب انتباهه. تأكدي من تغيير ملابسه وارتداء طبقات كافية عليه.
متى يجب استشارة طبيب الأطفال؟
في بعض الأحيان، قد لا تكون الأسباب التي تجعل طفلك يبكي أمرًا لطيفًا ويمكن التحكم فيه، بل قد تكون إشارة إلى مشكلة أكثر خطورة. لذلك، إذا رأيت أن طفلك لا يتوقف عن البكاء وقد حاولت بالفعل كل ما هو ممكن، فيجب عليك زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن. سيكون طبيبك قادرًا على رؤية ما وراء أنينه ووضع يده على السبب.
أيضًا، لا داعي للذعر والإحباط بسبب حالته الطبية. عليك أن تحافظي على هدوئك وتناقشي كيفية المضي قدمًا مع الطبيب، لصالح طفلك، ولا حرج في أخذ رأي ثانٍ أيضًا.
الأسئلة الشائعة
١. في أي عمر يتوقف الطفل الرضيع عن البكاء؟
يبدأ الأطفال عادةً في التذمر في عمر ٦ أشهر تقريبًا وقد يستمرون في التذمر حتى يتعلموا طرقًا أكثر فعالية لتوصيل احتياجاتهم، والتي يمكن أن تختلف من طفل إلى آخر.
٢. هل الأنين أمر طبيعي بالنسبة لطفلي؟
يعد وجود مستوى معين من الأنين أمرًا طبيعيًا بالنسبة للأطفال، خاصة عندما لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بطرق أخرى. ومع ذلك، فإن التذمر المفرط أو المستمر قد يستدعي الاهتمام والتحقيق لمعالجة أي مشاكل أساسية.
٣. هل التذمر هو سلوك مكتسب ومتطور؟
يمكن أن يكون أنين الطفل سلوكًا متعلمًا وتنمويًا. يتعلم الأطفال في كثير من الأحيان التذمر عندما يرون أن ذلك يحصل لهم على ما يريدون. بالإضافة إلى ذلك، مع تطورهم، قد يستخدمون التذمر كوسيلة للتعبير عن الانزعاج أو الجوع أو الاحتياجات الأخرى قبل أن يكتسبوا مهارات لغوية أكثر تقدمًا.
قد يتذمر الأطفال لأسباب عديدة، ومعظمها يمكن إدارتها في المنزل من قبل الوالدين أنفسهم. ومع ذلك، إذا لاحظت أن طفلك يبكي لفترات طويلة وتذهب كل جهودك لتهدئته سدى، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
:اقرأ أيضا
كيفية التعامل مع بكاء الطفل الرضيع أثناء الليل
بكاء الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية – الأسباب والحلول
بكاء الطفل الرضيع: الأسباب والنصائح لتهدئة طفلك